دورة النجاح والفشل النسبي صارمة ولا استثناء فيها، حتى مع أكثر الأطراف ثراءً وقوة. تجسد هذا الأمر عبر التأرجح الشديد في مستوى الهلال هذا كذلك الامر في الجانب الآخر من الكوكب حيث حقق مانشستر سيتي سلسلة من 15 فوزاً متتالياً كان قبلها المدرب بيب غوراديولا في موضع شك وارتياب من قبل النقاد والجماهير.
ومع ذلك تبقى دائمًا هنالك فرص لتخفيف هذا الانحدارعندما يحين ميعاده، لنأخذ الجزيرة مثالًا:
يمكننا اعتبار “فخر أبو ظبي” المثال الأبرز في هذه الحالة، هم نجحوا في الفوز ببطولتي دوري الخليج العربي فقط خلال رحلة دامت 46 عامًا، إلا أن تغييرات هيكلية في ستاد محمد بن زايد جعلت من النادي مثالًا يحتذى به في الشرق الأوسط بأكمله.
اعتمد النادي استراتيجية “النجاح الرياضي المستدام” الذي يتطلب بطبيعة الحال منهجية مدروسة لكيفية ربط خيوط النادي بأكمله بداية من الأكاديمية إلى الفريق الأول، إضافة إلى تحليل دقيق لكيفية اختيار واستقدام الأجانب. مثل هذه الخطة هي أمر حيوي وضروري في المسابقات الأوروبية، وإن أردتم مثالًا فلا يوجد ما هو أوضح من أكاديمية اللاماسيا الخاصة ببرشلونة. إلا أن هذه الظاهرة والفكرة يجب أن تنفذ بشكل أكبر وتصبح على رأس الأولويات خاصة ببطولات الدوري الآسيوي حيث يوجد تقييد كبير لعمليات الانتقال.
دورة النجاح والفشل النسبي صارمة ولا استثناء فيها، حتى مع أكثر الأطراف ثراءً وقوة. تجسد هذا الأمر عبر التأرجح الشديد في مستوى الهلال هذا كذلك الامر في الجانب الآخر من الكوكب حيث حقق مانشستر سيتي سلسلة من 15 فوزاً متتالياً كان قبلها المدرب بيب غوراديولا في موضع شك وارتياب من قبل النقاد والجماهير.
ومع ذلك تبقى دائمًا هنالك فرص لتخفيف هذا الانحدارعندما يحين ميعاده، لنأخذ الجزيرة مثالًا:
يمكننا اعتبار “فخر أبو ظبي” المثال الأبرز في هذه الحالة، هم نجحوا في الفوز ببطولتي دوري الخليج العربي فقط خلال رحلة دامت 46 عامًا، إلا أن تغييرات هيكلية في ستاد محمد بن زايد جعلت من النادي مثالًا يحتذى به في الشرق الأوسط بأكمله.
اعتمد النادي استراتيجية “النجاح الرياضي المستدام” الذي يتطلب بطبيعة الحال منهجية مدروسة لكيفية ربط خيوط النادي بأكمله بداية من الأكاديمية إلى الفريق الأول، إضافة إلى تحليل دقيق لكيفية اختيار واستقدام الأجانب. مثل هذه الخطة هي أمر حيوي وضروري في المسابقات الأوروبية، وإن أردتم مثالًا فلا يوجد ما هو أوضح من أكاديمية اللاماسيا الخاصة ببرشلونة. إلا أن هذه الظاهرة والفكرة يجب أن تنفذ بشكل أكبر وتصبح على رأس الأولويات خاصة ببطولات الدوري الآسيوي حيث يوجد تقييد كبير لعمليات الانتقال.
مهمة الحصول الى دوري الخليج العربي واعتلاء قمته دون وجود كتيبة من لاعبين إماراتيين مذهلين هي مهمة متعثرة دومًا، أربعة أجانب من أي عمر، إضافة إلى ستة ناشئين مقيمين في الإمارات يتم اقتسامهم بين الفريق الأول والفريق تحت 21 عامًا هم المسموح لهم بالانضمام لتشكيل الفريق، بحيث يمكن للفريق ضم ستة لاعبين من بين كل الأجانب لديه لتشكيله في أي مباراة، وهذا العدد بإمكانه صنع اختلاف كبير.
مع أخذ هذه الحقيقة في الاعتبار، نعرف أن المنافسة على الحصول على خدمات اللاعبين المحليين شديدة ومكلفة بطبيعة الحال. ومن الحكمة أن نفكر في المستقبل البعيد ونعد مصنعنا جيدًا لإنتاج اللاعبين المحليين الذين نحتاجهم.

النتائج الأخيرة للجزيرة جاءت مشجعة جدًا، حيث نجح الإماراتيون في تسجيل 23 هدفًا، وبعض من إماراتيّ الجزيرة صنعوا في ستاد محمد بن زايد والبعض تم استقدامه من فرق أخرى، ولكن المثير في الأمر أن عدد أهداف المحليين التي سجلها الجزيرة أعلى من أقرب منافسيه الوصل بـ10 أهداف.
أيضًا في معسكر المنتخب الإماراتي تحت قيادة برت فان مارفيك يوجد 25 لاعبًا من بينهم 7 لاعبين من الجزيرة الذي يُعتبر أكبر فريق مُصدّر للاعبين في المنتخب، ومن بعده يأتي الوحدة بخمسة لاعبين (يذكر أن الإصابة حرمت الجزيرة من تواجد مدافعه محمد العطاس من صفوف المنتخب ليكون ثامن لاعبي الجزيرة في المنتخب).

هذه الكوكبة من اللاعبين في الجزيرة أنهوا الدور الأول من دوري الخليج العربي في المركز الثاني، إضافة إلى أنهم الطرف الوحيد في المسابقة الذي لم يضم سوى ثلاثة أجانب، وهو الوضع الذي تعدل خلال انتقالات الشتاء الأخير بعد ضم جناح كوراساو براندلي كواس على سبييل الإعارة من النصر.
نهج الاعتماد على الأجانب المتبع بأغلب الفرق –وليس جميعها- يعد هو المقابل لما ينتهجه الجزيرة. كما أن الفرق الأخرى ترمي بذمام الأمور دائمًا للمدرب مما يجعل خطتها واستراتيجيتها تتغير كثيرًا مثل الباب الدوار وفقًا لكل من يدير الفريق ويعرض ذلك النظام الأندية إلى انحدارات بسبب الاعتماد على تكتيكات مختلفة ووجود احتياجات مختلفة حسب كل مدرب جديد.
للحقيقة، هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها فريق بتبني هذا التفكير المستقبلي في المنطقة. لقد عانى الجزيرة نفسه كثيرًا من تجربة غير مكتملة حدثت على يد جيانلوكا ناني الذي شغل منصب المدير الرياضي للفريق في الفترة بين ديسمبر 2015 وأغسطس 2016 وهو المنصب الذي سبق أن تولاه في كل من بريشيا، وست هام يونايتد وواتفورد.

ولا يعد الجزيرة الفريق الوحيد الذي التزم بهذه الفكرة، حيث على بعد ساعة مسير بالسيارة يوجد فريق العين بالاستراتيجية ذاتها، التي يطبقها مديرهم الرياضي، ديفيد بلات ومعه معاونيه. كما أن فريق النصر بطل الدوري السعودي عام 2018/19، عمل أيضًا على حشد فريقه بالمحليين.
نادرًا ما تمت بلورة هذه النظرة المستقبلية بشيء من الشفافية. إنهم في الجزيرة يؤمنون ويقتنعون بعد النظر في نتائج سابقة، أن خطة المدير الرياضي المتحكم في زمام الأمور، مادس ديفيسن، وإعداده للنادي لخطة مستقلبية سيعود على النادي بنفع مادي وتنافسي كبير.
يأتي هذا التفكير ليعزز فكرة بدأت في عام 2015 على أيدي سلسلة من المدربين الهولنديين الذين وضعوا ثقتهم في اللاعبين المحليين، ومقتنعين أن اللاعبين الأجانب يتم استقدامهم لتلبية احتياجات معينة، ومن الأمثلة على ذلك خلافة المخضرم المغربي مبارك بوصوفة بالجنوب إفريقي الطائر ثولاني سيريرو.

تمت ترقية الشباب البارزين عبد الله رمضان وخليفة الحمادي والعطاس لأول مرة، قبل أن يأتي ديفيدسن. ومع وجود الدنماركي في مكانه يتم تعزيز هذه الجودة والنوعية بلاعبين مثل أحمد فوزي وهزاع سبيت وهم الثنائي الذي تمكن من إحراز20 هدفًا في دوري أبطال آسيا تحت 21 عامًا، وتصبح متابعتهم أمرًا طبيعيًا في الفريق. والأمر لا يتوقف على هذين اللاعبين فقط بل يوجد الكثير من هذا النموذج.
آخر لقب حققه الجزيرة كان بموسم 2016/17، إلا أنهم غائبون عن دوري أبطال آسيا منذ عام 2018.
هدف ديفدسن كان واضحًا وهو أن يجعل الجزيرة نادي قمة في الإمارات وفي آسيا، دون تكبد تكاليف باهظة، هذه هي عقلية النجاح وعلى الآخرين التفكير في استنساخها.