في كرة القدم الصبر ليس فضيلة دائماً؟
هذه المقولة تكون حقيقية بشدة حين يتعلق الأمر بالمدربين. فمقابل كل سير أليكس فيرجسون حقق ألقاب مقابل الثقة الكبيرة، هنالك أرسين فينجر الذي تراجعت نتائجه بعدما حقق نجاحات مذهلة في الماضي.
هذه النماذج متطرفة بعض الشيء، ولكن هذه هي المشكلة التي يواجهها الهلال بعد التراجع الكبير في المستوى تحت قيادة، من كان ممتاز يوماً، رازفان لوشيسكو.
بدأت همهمات السخط تُسمع عن الرجل الذي أنهى عطش قاري استمر 19 عامًا، وجاء بلقب الـ16 للهلال في الدوري السعودي للمحترفين، وفاز بكأس الملك التاسع بعد قدومه من باوك في يونيو 2019. هل يجب على مجلس الإدارة الاستماع لهذه الأصوات الغاضبة التي ترسم ملامح الركود الأول في ولاية الرئيس فهد العتيبي المظفرة بالذهب؟ أم أن ما عليهم تجاهل كل هذه الأصوات وأن يجددوا الإيمان في الإدارة الفنية رغم التراجع الحاد في النتائج؟
في كرة القدم الصبر ليس فضيلة دائماً؟
هذه المقولة تكون حقيقية بشدة حين يتعلق الأمر بالمدربين. فمقابل كل سير أليكس فيرجسون حقق ألقاب مقابل الثقة الكبيرة، هنالك أرسين فينجر الذي تراجعت نتائجه بعدما حقق نجاحات مذهلة في الماضي.
هذه النماذج متطرفة بعض الشيء، ولكن هذه هي المشكلة التي يواجهها الهلال بعد التراجع الكبير في المستوى تحت قيادة، من كان ممتاز يوماً، رازفان لوشيسكو.
بدأت همهمات السخط تُسمع عن الرجل الذي أنهى عطش قاري استمر 19 عامًا، وجاء بلقب الـ16 للهلال في الدوري السعودي للمحترفين، وفاز بكأس الملك التاسع بعد قدومه من باوك في يونيو 2019. هل يجب على مجلس الإدارة الاستماع لهذه الأصوات الغاضبة التي ترسم ملامح الركود الأول في ولاية الرئيس فهد العتيبي المظفرة بالذهب؟ أم أن ما عليهم تجاهل كل هذه الأصوات وأن يجددوا الإيمان في الإدارة الفنية رغم التراجع الحاد في النتائج؟
التاريخ الحديث يقدم إجابة واضحة، ولكنها قاسية بعض الشيء.

تحولت سلسلة انتصارات الهلال الواثقة التي حقق فيها 12 انتصارًا خلال 13 مباراة خاضها في كل البطولات في الفترة بين أغسطس وديسمبر سنة 2020، إلى فترة تراجع جذري حيث لم ينجح الهلال في مباراياته السبع الأخيرة إلا في تحقيق فوز وحيد. وبلغ السيل الزُبى يوم السبت بعد ثلاثية قاسية تلقاها الموج الأزرق من النصرفي بطولة كأس السوبر، بعد مرور خمسة أيام على تسليم الهلال صدارة الدوري للشباب.
لم ينجح المايسترو الإيطالي سبستيان جيوفينكو في تسجيل أو صناعة أي هدف في آخر ست مباريات له مع الفريق، فالجناح الطائر لم ينجح إلا في صناعة هدف واحد في آخر 580 دقيقة شارك بهم، بينما ذاب الدفاع الحديدي للفريق فلم ينجح في الخروج بشباك نظيفة إلا مرتين في الجولات العشر الأخيرة.
تظهر العديد من المشكلات في الصورة، والأمر لا ينحصر في مجرد صعوبة الالتزام بتشكيل 4-4-2. لقد تخلى لوشيسكو عن هدوئه المعتاد في الـ15 من يناير بعد مباراة انتهت بالتعادل السلبي أمام أهلي جدة!
لا يبدو أن هناك خطر وشيك يحيط بالبالغ من العمر 51 عامًا كي يصبح الضحية السادسة من المدربين في الدوري السعودي للمحترفين بهذا الموسم. إلا أن وتيرة التوتر سترتفع إذا لم تسر الأمور على نحو يرضي لوشيسكو أمام أبها يوم الخميس المقبل، خاصة مع ورود تقارير كثيرة تفيد أن لاعب مانشستر يونايتد السابق أوديون إيغالو سيأتي الهلال ليُدعم الفريق بعد سطوع نجم بانيغا مع الشباب وهو ما يجعل المنافسة أكبر من ألا تُرى.

يعلم لوشيسكو أن نجاحات الأمس لا تفدي ولا تبعد شبح الإقالة. وتعد فترة لوشيسكو هي الأطول منذ رحيل مواطن بلاده كوزمين أولاريو الذي حكم عرين الفريق الأزرق من يوليو 2007 حتى فبراير 2009. لوشيسكو هو المدير الفني الـخامس عشر الثابت منذ انتهاء فترة كوزمين.
التغيير هو أمر مفهوم لأن النادي الأكبر في الشرق الأوسط دائمًا ما تكون تطلعاته كبيرة، وكل من يأتي مدربًا للفريق يعلم هذا الأمر بالطبع. ولكن هذه الأجواء المتوترة يجب أن تقوي موقف لوشيسكو.
لقد صبر الهلال عقدين ليرفع دوري أبطال آسيا محققًا معجزة، ما كان لها أن تصير معجزة بالنسبة للهلال وموارده وطموحه. كذلك لا يجب أن ننسى المواسم الخمس العجاف للهلال بين 2011-2017 عندما لم ينجح الهلال بتحقيق أي لقب دوري.
يجعلنا ذلك نفهم أن الإحلال والتجديد، لا يكون العلاج الأفضل دائماً.
أثبت التغيير أهميته في 2018/19 بعد التعاقد خورخي خيسيوس في منتصف الموسم والذي سمح للفريق بالانقضاض على عدة بطولات محلية وقارية بعد فترة زوران ماميتش الكارثية التي امتدت 84 يوماً.
يجب أن يحصل لوشيسكو على الدعم وإضافة أجنبي آخر إلى فريقه قبل السابع من فبراير، كي يتمكن من تعديل مسار الفريق، وهذا هو أقل ما يستحق بعد نجاحه في تحقيق اللقب القاري. لا يهمنا الآن فطنته وذكاؤه خلال ولايته لباوك أو ما صنعه هنا في الرياض. لكن يجب أن يبقى لوشيسكو في منصبه فترة متوسطة، لأنه بعيدًا عن فترة الشتاء غير الناجحة، هذا هو القرار الوحيد العاقل.