قبل 22 يوليو من هذا العام كان فالنسيا مهددًا بخسارة مدافعه هوجو جيامون إلا أن النادي الإسباني قرر تجديد التعاقد مع اللاعب الشاب حتى عام 2023.
لماذا تأخر التجديد؟ لعوامل كثيرة منها رغبة اللاعب في اللعب لفترة أكثر وعدم حصوله على فرص كافية وهو ما لم يكن يستطيع فالنسيا تقديمه، بالإضافة إلى تردد النادي نفسه في التجديد لسبب واضح .. أن جيامون يبلغ طول 1,82 سم فقط.
مدافع فالنسيا بدأ الموسم الجديد بمدرب جديد لكن معاناته تواصلت مع المدرب الجديد خافي جراسيا الذي ذكرت تقارير عدة عدم اقتناعه بإشراكه لقصر قامته إلا أن إصابة المدافع الفرنسي مختار دياخابي غيرت من رياح قناعات جراسيا خاصة بعد المستوى السيء الذي قدمه البديل إلياكيم مانجالا ليتبقى جيامون كخيار أوحد لجراسيا إلى جانب جابرييل باوليستا.
قبل 22 يوليو من هذا العام كان فالنسيا مهددًا بخسارة مدافعه هوجو جيامون إلا أن النادي الإسباني قرر تجديد التعاقد مع اللاعب الشاب حتى عام 2023.
لماذا تأخر التجديد؟ لعوامل كثيرة منها رغبة اللاعب في اللعب لفترة أكثر وعدم حصوله على فرص كافية وهو ما لم يكن يستطيع فالنسيا تقديمه، بالإضافة إلى تردد النادي نفسه في التجديد لسبب واضح .. أن جيامون يبلغ طول 1,82 سم فقط.
مدافع فالنسيا بدأ الموسم الجديد بمدرب جديد لكن معاناته تواصلت مع المدرب الجديد خافي جراسيا الذي ذكرت تقارير عدة عدم اقتناعه بإشراكه لقصر قامته إلا أن إصابة المدافع الفرنسي مختار دياخابي غيرت من رياح قناعات جراسيا خاصة بعد المستوى السيء الذي قدمه البديل إلياكيم مانجالا ليتبقى جيامون كخيار أوحد لجراسيا إلى جانب جابرييل باوليستا.
عمالقة أقزام!
القصة ليست بالجديد، فهي مكررة بشكل كبير في عالم كرة القدم. هناك طن من القصص على لسان لاعبي كرة القدم عن معاناتهم في بداياتهم لإقناع مدربيهم بقدراتهم واستبعادهم من بعض الفرق فقط لأنهم لم يتمتعوا بالطول الكافي .. صحيح أن 1,82 سم ليس بالطول الضعيف لكن الحديث هنا عن قلب دفاع وليس شيء آخر، وهو ثاني أكثر المراكز طلبًا للأطوال العالية بعد مركز حراسة المرمى.
أحد العلامات في عالم كرة القدم الدفاعية ممن تميزوا رغم قصر طولهم هو فابيو كانافارو الذي يفوق طول “القصير” ليونيل ميسي بـ5 سنتيمترات فقط وهو طول يبعد بما يقارب الـ15 سم عن الطول المنتشر بين المدافعين لكن المدافع الإيطالي كان معروفًا بقوته في الضربات الرأسية وقدرته الكبيرة على الارتقاء لأعلى.
الأمر نفسه ينطبق على أكثر من مثال كرونالد كومان صاحب الـ1,81 سم وفرانكو باريزي -الذي يعتبره كثيرون أفضل مدافع في التاريخ- الذي يبلغ طوله 1,76 سم وكذلك أسماء لافتة ككارلس بويول ذي الـ1,78 سم وفرانتز بيكنباور صاحب الـ1,81 سم وروبيرتو أيالا البالغ طوله 1,77 سم.
أسماء رنانة وعملاقة لكنها قلة نادرة على أية حال لكن الصورة السائدة والانطباع النمطي بقت تتحدث عن مدافعين أشداء من أصحاب القامات العالية التي تزيد عن 1,85 سم .. تلك الصورة التي لن تخرج في ذهنك عن عينة باولو مالديني صاحب الـ1,87 سم وياب ستام 1,9 سم ولوران بلان 1,92 سم ولوسيو 1,88 سم وغيرها من تلك الأسماء.
دراسات مكثفة
تشير عدة دراسات مطولة أجراها باحثين بقيادة بول برادلي وكذلك دراسة لباحثين بقيادة أليكساندر ديلال إلى أن معدل الركض قد ارتفع بشكل ملحوظ في كل المراكز في كرة القدم.
الحديث هنا ليس فقط حول المسافة الكلية التي يقطعها اللاعبون خلال المباراة بل فيما يُعرف بالركضات شديدة الحدة High intensity runs (HIR) والتي يقطع فيها اللاعب المسافة بسرعة ما بين 21 إلى 25,1 كيلو مترًا/ساعة، إذ بلغت تلك الزيادة حوالي 33% لتصل إلى متوسط 528 مترًا في المباراة الواحدة للمدافع.
الزيادة الكبرى كانت كذلك في العدو القصير (sprint) والتي تزيد فيها السرعة على 25 كيلو مترًا/ ساعة بعدما ارتفعت إلى ما متوسطه 197 مترًا بزيادة 53% عن أزمنة سابقة، أي أن المدافع صار عليه أن يعدو لضعف المسافة التي كان يقطعها من قبل.

الدراسات لم تتوقف عند هذا الحد، بل إنه في دراسة لعدة باحثين بقيادة بيتر تيرني في عام 2016 كشفت عن التباين في متوسط المسافات التي يقطعها المدافعون بناءً على كل خطة وكذلك في معدل الركضات شديد الحدة.
وصحيح أن الأرقام مختلفة في دراسة تيرني عن دراسات برادلي وديلال بحسب البطولات التي كانت محط بحث كلٍ منهم إلا أن ما يهمنا في أرقام دراسة تيرني هو أن طريقة 3-5-2 هي الطريقة التي تتطلب من المدافعين ركضًا أكثر وركضًا أعلى حدة مقارنة بطرق اللعب الأخرى المنتشرة.

يمكن تفسير تلك الإحصائية إلى حدٍ ما فصحيح أن ظهيري الجنب يتراجعان إلى الخلف في الحالة الدفاعية ليصيرعدد المدافعين 5 (أي أعلى من الخطط الأكثر انتشارًا والتي تستخدم 4 مدافعين) إلا أنه في الحالة الهجومية يصير الثلاثي الدفاعي مطالبًا باستمرار بالتغطية خلف ظهيري الجنب الذين يُطلق عليهم الظهير الجناح عادة بسبب كثرة الواجبات الهجومية لهما.
الدراسات بشكل عام تفسّر زيادة مسافات الركض للمدافعين بارتفاع شأن الكرة الهجومية، وهو كذلك أمر يتماشى مع فكرة أنه قد صار مطلوبًا من المدافعين الركض لمسافات أكثر لأنهم أصبحوا مطالبين بالتقدم خلف مهاجميهم سواء في الحالة الهجومية أو حتى في الحالة الدفاعية التي أصبح كثير من مدربي الفرق يستخدمون معها أساليب أكثر ميلًا للضغط العالي والضغط العكسي وكل هذه المصطلحات التي تفرض تقدم المدافعين لتقريب المسافات بينهم وبين المهاجمين للحفاظ على الضغط ككتلة واحدة بدلًا من إضاعة مجهود المهاجمين الضاغطين سدى.
وإن علمت أنه معدل التمريرات التي ينفذها المدافع قد زاد بنسبة 66% (أكثر من أي مركز آخر) فإن كل تلك المعطيات تصب في خانة واحدة وهي..
متطلبات المدافعين تغيرت كثيرًا
لم تعد الصورة النمطية للمدافعين هي الوحيدة الموجودة، بل دخلت حسابات أخرى كثيرة في اللعبة. فالتمرير السليم أصبح عنصرًا أساسيًا في اختيار بعض المدربين للمدافعين، كذلك الأمر حول قدرة المدافعين على استيعاب خطط اللعب الأكثر انتشارًا في الوقت الحالي والمتطلبات الهجومية في مسألة التقدم للأمام للاقتراب من المهاجمين، وهو أمر يجعل الارتداد للخلف صعبًا أحيانًا على بعض المدافعين طوال القامة والذي قد يؤثر طولهم على قدرتهم على تغيير اتجاهات أجسادهم في حالة احتياجهم لتدخل دفاعي أثناء الارتداد للخلف والذي زادت قوته ومسافاته بالنظر لتقدم المدافعين أكثر للأمام.
كما أن معدل الركض الأعلى والركض الأكثر حدة المتزايد مع العدو بات يقلل من فكرة البحث عن مدافعين كلاسيكيين حتى وإن غابت الرقابة، وكذلك ربما بات يجعلنا لا نشاهد الكثير من المدافعين من كبار السن يستمرون مع الأندية الكبرى حتى نهاية مسيرتهم بل يضطرون إلى الرحيل مع الوصول لسن متقدمة بسبب المتطلبات المرهقة جدًا بدنيًا للمدافع.
صحيح أن هناك مدافعين عظام تميزوا من قبل رغم قصر قامتهم إلا أنه مع استمرار تطور خطط اللعب لتصير أكثر ميلًا للحدة في الضغط، فإن ثمة فرصة أعلى من ذي قبل لمشاهدة مدافعين لا يتمتعون بالقامة العالية، والحديث هنا عن فرصة أعلى فقط في الظهور وليس سيطرة على هذا المركز أكثر من المدافعين طوال القامة، والفرصة الأعلى هذه لأنهم لم يعودوا يبحثون عن التفوق بهدوئهم ورزانتهم (composure) أكثر من مدافعين أطول منهم فقط، بل بات لديهم أكثر من قطاع يمكنهم التفوق فيه وإثارة إعجاب المدربين فيها كاللياقة البدنية للركض بشكل أكثر كفاءة والقدرة على اللعب في أساليب لعب أكثر هجومية وذات خط دفاع عالي وكلها عناصر قد يتفوق فيها هوجو جيامون على زميله مختار دياخابي الذي كسب معركة الطول لكنه قد يخسر كل المعارك الأخرى.