طرح أحد أشهر المواقع المتخصصة بأخبار بايرن ميونيخ “Bavarian Football Work” استفتاء العام الماضي حول المركز الذي يعتقد الجمهور أنه الأنسب لكيميش واختار 58% من المصوتين مركز الظهير الأيمن مقابل 26% اختاروا لاعب المحور و12% اختاروا مركز الوسط الدفاعي و4% اختاروا مركز الجناح المتأخر لكن رغم هذه النسبة ورغم فوز اللاعب بجائزة أفضل مدافع بدوري الأبطال الموسم الماضي مازال لوف وفليك مصرّان على ضرورة إشراك اللاعب بالوسط سواء مع بايرن أو المنتخب الألماني.
بالواقع تمثل مراكز الوسط نقطة حساسة جداً بالنسبة للمدربين، ولفهم الأمر يمكننا الاستعانة بتصريح ثأري لدييغو أرماندو مارادونا خلال حرب كلامية دارت بينه وبين داني آلفيش قبل حوالي عامين ويومها قال مارادونا عن البرازيلي “هو يتحدث لأنه يلعب بالمكان الذي لا يوجد فيه كرة القدم، الظهير الأيمن يلمس الكرة 3 مرات ويرتكب 8 أخطاء بكل مباراة”.
بالتأكيد يحمل تصريح مارادونا الكثير من المبالغة لكنه يكشف لنا حالة طالما سمعنا عنها وهو أن مركزاً مثل الظهير يظل أقل تأثيراً من مراكز العمق بالنسبة للمدربين مع استثناء بعض الحالات التي يصبح فيها الظهيران المفتاح الأول بكل هجمة كما هو حال آرنولد وروبيرتسون.
لنعود مع كيميش لنقطة البداية بمسيرته ونفهم تدريجياً كيف تطور وصولاً للصفات التي يملكها حالياً والتي جعلت منه أحد أكثر اللاعبين تأثيراً ببايرن ميونيخ:
طرح أحد أشهر المواقع المتخصصة بأخبار بايرن ميونيخ “Bavarian Football Work” استفتاء العام الماضي حول المركز الذي يعتقد الجمهور أنه الأنسب لكيميش واختار 58% من المصوتين مركز الظهير الأيمن مقابل 26% اختاروا لاعب المحور و12% اختاروا مركز الوسط الدفاعي و4% اختاروا مركز الجناح المتأخر لكن رغم هذه النسبة ورغم فوز اللاعب بجائزة أفضل مدافع بدوري الأبطال الموسم الماضي مازال لوف وفليك مصرّان على ضرورة إشراك اللاعب بالوسط سواء مع بايرن أو المنتخب الألماني.

بالواقع تمثل مراكز الوسط نقطة حساسة جداً بالنسبة للمدربين، ولفهم الأمر يمكننا الاستعانة بتصريح ثأري لدييغو أرماندو مارادونا خلال حرب كلامية دارت بينه وبين داني آلفيش قبل حوالي عامين ويومها قال مارادونا عن البرازيلي “هو يتحدث لأنه يلعب بالمكان الذي لا يوجد فيه كرة القدم، الظهير الأيمن يلمس الكرة 3 مرات ويرتكب 8 أخطاء بكل مباراة”.
بالتأكيد يحمل تصريح مارادونا الكثير من المبالغة لكنه يكشف لنا حالة طالما سمعنا عنها وهو أن مركزاً مثل الظهير يظل أقل تأثيراً من مراكز العمق بالنسبة للمدربين مع استثناء بعض الحالات التي يصبح فيها الظهيران المفتاح الأول بكل هجمة كما هو حال آرنولد وروبيرتسون.
لنعود مع كيميش لنقطة البداية بمسيرته ونفهم تدريجياً كيف تطور وصولاً للصفات التي يملكها حالياً والتي جعلت منه أحد أكثر اللاعبين تأثيراً ببايرن ميونيخ:
بدأ كيميش مسيرته في شتوتغارت، المدرسة التي خرّجت بالسنوات الأخيرة كل من سيرج غنابري وتيمو فيرنير، ومنذ صغره كان يلعب بمراكز متعددة ففي موسم 2012\2013 خلال مشاركته بدوري الصغار جرب اللعب بمركز الظهير الأيمن لكن كان ذلك بمباراة واحدة حيث تم الاعتماد عليه بالوسط في باقي مباريات الموسم.

رغم لعبه بدوري الصغار كانت عين الخبير رالف رانجنيك تراقبه ليتحول فجأة من مشروع لاعب شاب للاعب أساسي في واحد من أهم المشاريع في أوروبا نادي لايبزيغ، الذي انتقل لصفوفه على سبيل الإعارة، حين كان الأخير يلعب بالدرجة الثالثة وفي موسمه الأول بفريقه الجديد لعب كيميش أكثر كمحور وسط “18 مباراة” مقابل 7 مباريات كلاعب وسط دفاعي ومباراة كظهير أيمن وبموسمه الثاني في النادي الشرقي لعب كيميش 16 مباراة كمحور و11 مباراة بالارتكاز مقابل مباراتين كظهير لكن لايبزيغ تلقى الخبر السيىء حين باع شتوتغارت كيميش لبايرن ميونيخ بصفقة قال اللاعب أنه توقع أن تكون أقرب للمزحة من الحقيقة.
جاء كيميش لبايرن بعمر 20 عام، سنة 2015، ودون أن يلعب أي مباراة بالبوندسليغا قبل تجربة الانتقال هذه ورغم امتلاك البافاري لعدد كبير من النجوم بالوسط إلا أن غوارديولا، الذي كان يدرب الفريق للموسم الثالث والأخير، أبدى بعض الثقة باللاعب وأشركه في 10 مباريات، من أصل 17 بالذهاب ومن بينها مشاركتين كأساسي أمام الصاعدين من الدرجة الثانية إنغولشتادت ودارمشتادت لكن نقطة التحول الكبرى كانت حين أصيب جميع قلوب الدفاع الأربعة في الأيام الأخيرة من يناير 2016 ليضطر بيب للبحث عن حلول بديلة ليلعب كيميش أساسياً في 8 من الجولات التسع التالية للفريق بمركز لم يسبق وأن شغله أبداً وهو قلب الدفاع إلى جانب الظهير ديفيد ألابا عدا عن مشاركته أساسياً أمام يوفنتوس وبنفيكا بذات المركز.
الأكيد أن المشاكل الدفاعية ظهرت كثيراً بتلك الفترة لكن بيب وجد مدافعاً يجيد دورين مهمين بالنسبة له هما التمريرات الأرضية والطويلة حيث وصل معدل دقة تمريرات كيميش بذلك الموسم إلى 92,2% مع معدل تمرير وصل لـ66,6 تمريرة بالمباراة كما أصبح سريعاً صاحب ثاني أعلى معدل بالتمريرات الطويلة بين مدافعي الفريق “3.2 بالمباراة” وهذا ما جعل غوارديولا يميل إليه فبظل وجود بواتينغ كان هذا الحل متاحاً بالاستمرار لكسر الخطوط حين يتعرض الوسط لضغط كبير لكن بغيابه كان لابد من وجود حل آخر.
بطول 176 سم عانى كيميش كثيراً كقلب دفاع لكن بايرن لم يكُن مضطراً أساساً للتعامل مع الكرات العالية بكثرة لأن خطة بيب حينها كانت اللعب بدفاع متقدم بشكل مستمر ودفع نوير للخروج بشكل مستمر والتعامل مع الكرات الملعوبة خلف الدفاع بحال تمكن الخصم من استلامها وبهذه الناحية كان دور كيميش هو السعي لدفع الخصم لما بعد خط الوسط لكن بوضع طبيعي لم تكُن السمات الدفاعية لكيميش وألابا كافية لحماية مناطق بايرن.

بنهاية ذلك الموسم اختار لوف استدعاء كيميش للعب في نهائيات أمم أوروبا بقرار لقي ترحبياً من البعض بتبرير أن كيميش موهبة للمستقبل وحصوله على الاحتكاك الأوروبي مهم لكنه واجه بالمقابل حملات استهجان كبيرة لأن كيميش لا يملك أي فرصة للعب بمركز قلب الدفاع ولا حتى بالوسط وفعلاً لم يشارك كيميش بأي من هذين المركزين ولم يلعب نهائياً بأول مباراتين بالبطولة بالوقت الذي كان فيه لوف يبحث عن لاعب قادر على تعويض لام بمركز الظهير الأيمن خاصة مع إصابة الخيار المفضل لخلافته سيباستيان رودي وبعد الأداء المخيب لهوفيديس بأول لقاءين قرر لوف القيام بمجازفة من نمط خاص ليقحم كيميش أساسياً بجميع المباريات المتبقية بمركز الظهير الأيمن ورغم عدم تسجيله أو صناعته لأي هدف كان أداء اللاعب جيداً لحد جعل الكثيرون يتساءلون عمّا إذا كان جاهزاً لإزاحة فيليب لام وأخذ مكانه ببايرن.
عادة حين ينتقل لاعب من مركز قلب الدفاع للظهير يميل للأدوار الدفاعية أكثر لكن هذا لم ينطبق على كيميش حيث كان غالباً يبحث عن التقدم وصناعة الفارق بالأمام ليساهم بصناعة 10 أهداف بالدوري و3 بالأبطال، أعلى رقم بالفريق في البطولة، لكن الفراغات التي كان يتركها خلفه تسببت بتلقي أهداف عديدة حيث سجل مارسيلو هدفاً وصنع آخراً خلال مواجهتي بايرن وريال مدريد بالأبطال كما سجل لوزانو بمرمى ألمانيا بعد أن هرب من الرقابة خلال أولى جولات كأس العالم 2018.

جاء إيمان لوف بضرورة تحويل كيميش للوسط بعد كأس العالم 2018 والتخلي عن عدة لاعبين منهم سامي خضيرة حيث أراد المدرب جعل الكرة تدور بشكل أفضل بالوسط مستغلاً قدرات كيميش العالية بالتمرير، ذات النقطة التي حولت كيميش سابقاً لقلب دفاع مع بيب، لكن كوفاتش حافظ على تواجد اللاعب بمركز الظهير في معظم مباريات بايرن بموسم 2018\2019 حيث لعب 40 مباراة كظهير، صنع فيها 15 هدف وسجل مرتين، و8 بالوسط صنع فيها 4 أهداف لكن تدريجياً كانت مشاكل وسط بايرن تظهر حيث كان الفريق يفقد السيطرة على اللعب بأوقات عديدة فمارتينيز لم يعُد قادراً على التغطية بشكل مستمر بسبب بطئه وتقييد تياغو بدور الارتكاز كان يقلل من فعاليته خاصة مع عدم وصول غوريتسكا للانسجام المطلوب وبحثه عن الحرية الهجومية أكثر.
اللاعب الذي دفعته الظروف ليشارك بقلب الدفاع والظهير أرادته الظروف من جديد ليلعب بالوسط حيث اختار كوفاتش بدء تحويله للوسط مع قدوم بافارد الذي بات يشغل مركز الظهير الأيمن لكن رغم ذلك بقي الألماني بموضع تأهب لتغيير مركزه بأي لحظة كما حدث بدوري الأبطال حين عاد للعب كظهير بآخر 4 مباريات من البطولة بعد إصابة بافارد وبمجمل الموسم لعب كيميش 34 مباراة بالوسط، سجل فيها 5 أهداف وصنع 11 هدف، و15 مباراة كظهير، سجل هدف وصنع 6، ومباراتين كقلب دفاع واحدة بالكأس وأخرى أمام بادربورن بالدوري.
بجمع كل المعطيات السابقة ومع التذكّر أن كيميش لعب خلف المهاجم بلقاء بايرن ودورتموند بالسوبر هذا الموسم نجد أن الدافع وراء تغيير مركز كيميش بكل مرة لم يكُن لخيار تكتيكي محدد بل كان للتغطية على مشكلة حيث يثق المدربون دائماً بقدرته على النجاح بأي مركز.
لماذا نجح كيميش بأكثر من مركز؟
يملك كيميش حد ذكاء مرتفع يمكننا اكتشافه ببساطة من قدرته على التحايل تحت الضغط والبحث عن كسب أخطاء تجنبه مواقف صعبة لكن بالتأكيد ليس هذا السبب الوحيد الذي يدفع المدربين لاختياره، كيميش لاعب موهوب بالفطرة قادر على التعلم بسرعة وتجاوز أخطائه فبعد أن كان يمثل مشكلة دفاعية بموسم 2017\2018 مع تقدمه المستمر للأمام أصبح كيميش أكثر صلابة بالموسم التالي ويمكننا أن نتذكر المباراة الرائعة التي قدمها أمام ماني بلقاء الذهاب بين ليفربول وبايرن بدوري الأبطال حيث قطع 3 كرات وأبعد 3 أخرى وقام بتدخلين ناجحين وفاز في 4 من 6 التحامات أرضية وكانت هذه الخريطة الحرارية لتحركاته باللقاء والتي توضح الجهد الكبير الذي قام به بالمنطقة الخلفية:

كيميش بدأ بأخذ دوره أكثر بالتمريرات الطويلة بعد رحيل تياغو، ففي أول مباراة بالبوندسليغا بالموسم الجديد أصبح صانع اللعب المفضل مقدماً 12 تمريرة طويلة منها 11 تمريرة صحية ليصنع هدفين ويكون سبباً بهدفين آخرين بدليل جديد على الدقة العالية التي يملكها.
يلعب كيميش دوراً مهماً أيضاً بتغيير المراكز مع باقي اللاعبين فالموسم الماضي بدوري الأبطال كان ينطلق نحو العمق ويترك مكانه كظهير ليذهب غوريتسكا أو تياغو لشغل مكانه وبهذا كان يستغل دقة تمريراته من عمق الملعب ليكون هذا مفتاحاً لصناعة هدف الفوز بمرمى سان جيرمان بالنهائي.

كيميش ليس من نوعية اللاعبين الذين يحتفظون كثيراً بالكرة أو يحاولون كسر الضغط بالمراوغة كما كان يفعل تياغو لكنه يحاول استغلال قدراته بتمرير واستقبال الكرة لدفع الفريق للأمام، قد يبدو هذا الشكل شبيهاً لمنظومة فليك الحالية وطريقة تفكيره حيث بحث المدرب عن لاعبين مثل غوريتسكا ومولر لا يُجيدون التمرير كثيراً لكنهم مميزون بالضغط والتحرك دون كرة عدا عن امتلاك أجنحة سريعة بالفري بالتالي تساعد اللامركزية التي يقودها مولر بجعل تمريرات كيميش أكثر خطورة.
قد يعيب كيميش نقطة متمثلة بالانزلاقات الأرضية إضافة لانفعالاته التي تكلفه العديد من البطاقات الصفراء المجانية وهي واحدة من النقاط التي يحتاج لاستدراكها كي لا يخسره الفريق بمباريات مهمة.
ما المركز الأفضل لكيميش؟
ربما لو فكرنا بالزمن الحالي سنجد أن كيميش بات ناجحاً دفاعياً وهجومياً بمركز الظهير لكن إذا ما نظرنا إلى أن عمره مازال 25 عاماً ونظرنا لقابليته للتطور سنجد أنه قادر على التحول لقائد حقيقي بالوسط وهذا بالتأكيد سيعطي الفريق أهمية أكبر حيث سيحصل اللاعب على حرية كاملة للعب بمختلف الاتجاهات وتنفيذ تمريراته الطويلة.