هناك أشياء لا يمكن أن تتغير في الحياة.. ألا تشرق الشمس من الشرق مثلًا، أو ألا يستمتع البعوض بإفساد لحظات استرخائك في العراء، أو أن تقرر الأسود أن تصبح نباتية، أو ألا يحب جوزيه مورينيو طريقة 4/2/3/1، أو هكذا يقولون.
لكن بمعجزة ما تغير جوزيه مورينيو وأصبح أكثر مرونة في اللعب بخطط لعب مختلفة في السنوات الأخيرة، وهي ليست المعجزة الكبرى على أية حال فأي عقلٍ كهذا يتخيل أن سبيشال وان كان سيقبل يومًا بوجود كاميرات تصوير ترصد ما يقوله للاعبيه في الغرف المغلقة وتنشر ما سجلته على أمازون!
تغير مورينيو تزامن مع تآكل واضح لعدد صانعي الألعاب رقم 10 الصريحين حيث لم يعد الكثير من المدربين سعداء بفكرة إشراك لاعب مهموم بصناعة اللعب من الثلث الأمامي فقط دون مشاركة حقيقية في التراجع الدفاعي والضغط على المنافس، والحقيقة أنه رغم حب مورينيو لوجود صانع ألعاب في فرقه إلا أن الواقع يقول أن مورينيو لم يكن مخلصًا لـ4/2/3/1 إلى هذه الدرجة، فطريقة 4/3/3 كانت الطريقة التي لعب بها كثيرًا مع تشيلسي في الفترة الذهبية الأولى مع تحول فرانك لامبارد أحيانًا لصانع الألعاب المنتظر وبالتالي تحول الطريقة إلى 4/2/3/1.
مع تولي مورينيو لمسؤولية توتنهام خلفًا لماوريسيو بوتشيتينو احتاج وقتًا كبيرًا للاستقرار على خطة معينة في الموسم الماضي فلعب بالكثير من الطرق الممكنة أملًا في الوصول إلى الطريقة المثالية وتنقّل ما بين الـ4/2/3/1 والـ4/3/3 و4/4/2 حتى أنه لعب بثلاثي دفاعي وهو أمر لم نشاهده في مسيرة مورينيو كثيرًا وأغلب استخدامها كان رفقة مانشستر يونايتد.
هناك أشياء لا يمكن أن تتغير في الحياة.. ألا تشرق الشمس من الشرق مثلًا، أو ألا يستمتع البعوض بإفساد لحظات استرخائك في العراء، أو أن تقرر الأسود أن تصبح نباتية، أو ألا يحب جوزيه مورينيو طريقة 4/2/3/1، أو هكذا يقولون.
لكن بمعجزة ما تغير جوزيه مورينيو وأصبح أكثر مرونة في اللعب بخطط لعب مختلفة في السنوات الأخيرة، وهي ليست المعجزة الكبرى على أية حال فأي عقلٍ كهذا يتخيل أن سبيشال وان كان سيقبل يومًا بوجود كاميرات تصوير ترصد ما يقوله للاعبيه في الغرف المغلقة وتنشر ما سجلته على أمازون!
تغير مورينيو تزامن مع تآكل واضح لعدد صانعي الألعاب رقم 10 الصريحين حيث لم يعد الكثير من المدربين سعداء بفكرة إشراك لاعب مهموم بصناعة اللعب من الثلث الأمامي فقط دون مشاركة حقيقية في التراجع الدفاعي والضغط على المنافس، والحقيقة أنه رغم حب مورينيو لوجود صانع ألعاب في فرقه إلا أن الواقع يقول أن مورينيو لم يكن مخلصًا لـ4/2/3/1 إلى هذه الدرجة، فطريقة 4/3/3 كانت الطريقة التي لعب بها كثيرًا مع تشيلسي في الفترة الذهبية الأولى مع تحول فرانك لامبارد أحيانًا لصانع الألعاب المنتظر وبالتالي تحول الطريقة إلى 4/2/3/1.
مع تولي مورينيو لمسؤولية توتنهام خلفًا لماوريسيو بوتشيتينو احتاج وقتًا كبيرًا للاستقرار على خطة معينة في الموسم الماضي فلعب بالكثير من الطرق الممكنة أملًا في الوصول إلى الطريقة المثالية وتنقّل ما بين الـ4/2/3/1 والـ4/3/3 و4/4/2 حتى أنه لعب بثلاثي دفاعي وهو أمر لم نشاهده في مسيرة مورينيو كثيرًا وأغلب استخدامها كان رفقة مانشستر يونايتد.

هذا الموسم استقر مورينيو أكثر على خطتي 4/2/3/1 و4/3/3 .. يلعب توتنهام 4/2/3/1 عندما يقرر مورينيو استخدام جيوفاني لو سيلسو أو صاحب العلاقة المتوترة معه ديلي آلي بينما يميل جوزيه إلى طريقة 4/3/3 خاصة في المباريات خارج الأرض في محاولة منه لمنح حرية أكبر لعصب الخطة هجوميًا هيونج مين سون ومع هاري كين.
لكن ليمنح الأجنحة أكبر حرية ممكنة كان على مورينيو تدعيم فريقه بمن يحمل تبعات هذه الحرية، فتعاقد مع مات دوهيرتي وسيرخيو ريجيلون على الرواقين الأيمن والأيسر بعدما كانت مشكلة الأظهرة تمثل صداعًا كبيرًا في السبيرز مع لاعبين منتهيي الصلاحية أو لم يعد لديهم الكثير ليقدموه.
ازداد خط وسط توتنهام دفاعية بعدما ضم بيير إيميل هويبرج في الميركاتو ليلعب مورينيو غالبًا بالدولي الدنماركي إلى جانب هاري وينكس وثالثهم ندومبيلي وهو وسط يمكن وصفه بالقوي دفاعيًا لكنه ثقيل الحركة غير قادر على التخلص من الضغط والرقابة بشكل كبير لذلك ظهرت مشكلة نقل الهجمة إلى النصف الثاني من الملعب في بعض المباريات.

المزيد من عدم قدرة الوسط ثقيل الحركة غير المبادر على المساهمة في الصعود بالكرة لذلك تُلعب كرات قُطرية للأطراف

لم يكن خط وسط السبيرز هو عصب نقل الهجمة من الخلف للأمام إلا في لقطات استثنائية تظهر فيها لمحة عبقرية من ندومبيلي كما هو الحال في هدف توتنهام في ساوثهامتون

أما بخلاف ذلك ففي كثير من الأوقات يفتقدون لعنصر مفاجأة الخصم والتحرك في المساحات الخالية كما أن وضعية أجسادهم دائمًا ما لا تسمح بتلك المفاجأة فهم يتابعون الكرة وظهرهم لمرمى المنافس دائمًا ما لا يسمح بانطلاقهم بشكل سريع للأمام، لذلك في 4/3/3 الخاصة بتوتنهام لا تنتظر كثيرًا أن ترى الكرة تتناقل بين هويبيرغ ووينكس وندومبيلي قبل وصولها للأمام .. إذا ماذا يحدث؟

يمتلك جوزيه مورينيو طريقتين لنقل الهجمة إلى مناطق الخطورة .. الأولى عن طريقة إرسال الظهير كرة طولية إلى الجناح الذي يرافقه في نفس الجبهة وهي طريقة فعالة جدًا مع وجود أجنحة غاية في السرعة كلوكاس مورا أو هيونج مين سون بينما لا نرى نفس النهج كثيرًا مع إريك لاميلا عندما يكون متواجدًا بدلًا من مورا.

أما الطريقة الثانية فهي إعادة تدوير رائعة لفكرة استخدام هاري كين كصانع ألعاب أو مهاجم مزور سمّها كما شئت .. بوتشيتينو استخدم هاري كين من قبل في أن يكون محطة مميزة لتسلم الكرة ثم إعادتها بوضعية أفضل لخط الوسط ووجههم لمرمى المنافس.

لكن هذه المرة ومع مدرب أكثر مباشرة تجاه المرمى أصبح كين فتّاكًا .. يتسلم الكرة ثم يلتف بسرعة ليكشف زوايا هائلة للتمرير إلى واحد من أذكى لاعبي العالم هيونج مين سون.

وإن لم يكن سون هو الخيار الأفضل أو انضم الجناح لوكاس مورا (لاميلا) إلى الداخل أكثر من اللازم فإن الظهير يكون جاهزًا لتسلم الكرة بنفس الشكل تقريبًا كما حدث أمام مانشستر يونايتد على سبيل المثال.

الآن أطلب منك أن تعود للخلف وتطالع بعض الصور السابقة وستجد ما يمكن وصفه بظاهرة التخاطر الفكري “التليباثي” الواضحة جدًا بين كين وسون. لماذا وصفت الكوري بأنه واحد من أذكى لاعبي العالم؟ لأنه واحد من أكثر اللاعبين قدرة على قراءة ما ستؤول إليه الهجمة، ليس هذا فقط بل إنه قادر على قراءة ما يهم هاري كين بفعله كما أنه دائم الانطلاق عكس اتجاه انطلاق كين الذي تخلص ركضاته فراغات كبيرة ينسل منها الكوري الجنوبي .. يحدث هذا الأمر سواء مع انطلاق هاري كين (ينطلق سون للأمام) أو انطلاق كين للأطراف (ينطلق سون للعمق).
على الصعيد الدفاعي مايزال مورينيو متمسكًا بعدم السير خلف النهج العام في كرة القدم بالضغط الكثيف من المناطق الأمامية، ويكتفي لاعبو الخط الأمامي بضغط فاتر في محاولة لتسيير الكرة إلى مناطق معينة وليس لقطع الكرة فحتى أمام نيوكاسل يونايتد لم يكن الفريق مهتمًا طوال الوقت بالضغط على دفاعاته.

ولا يبدو وأن المدرب البرتغالي يدرب فريقه كثيرًا على الضغط الأمامي الشرس فعندما يفعل ذلك غالبًا ما يدفع الثمن بمساحات كبيرة خلف خط وسطه لعدم الضغط بشكل منظم ككتلة واحدة عندما يتفتق ذهن أحدهم عن البدء بالضغط فيندفع زملاؤه خلفه لمساندته.

ولا يمكن الاستناد على لقطة الهدف الثالث لتوتنهام في مرمى مانشستر يونايتد كدليل على جودة هذا الضغط فقد كان أمرًا استثنائيًا لا يلجأ إليه مورينيو كثيرًا والحقيقة أنه لجأ إليه فقط بعد أن نقص عدد لاعبي اليونايتد إثر طرد أنتوني مارسيال.
إذًا كيف يمكن تلخيص كل هذه الملاحظات؟ إن كنت قادرًا على فرض رقابة لصيقة على هاري كين لا يمكن الفكاك منها ربما عن طريق استخدام أفضل للاعب الارتكاز في إغلاق أي مساحة ينفذ منها كين بينه وبين قلب الدفاع، فإنه ربما يجدر بك تجربة الضغط على دفاعات توتنهام، فوسطه لا يستطيع التخلص من الضغط ووقتها سيبقى للسبيرز مهربًا وحيدًا هو في الكرات الطولية على الأطراف للصاروخين المنطلقين سون ومورا، وعلى الأرجح في حالة ضغطك بشكل قوي فإن الكرات الطولية لن تكون بتلك الدقة التي تسمح بخلق الخطورة بسرعة.
أما مع وصول جاريث بيل، فإنه في حالة عدم إيقاف ما يفعله كين وإيقاف تلك الكرات الطولية الذكية خلف الأظهرة فإن كثيرًا من الفرق ستدفع الثمن في حالة مواجهتها لتوتنهام بدفاع عالٍ متوسط الارتفاع وسنرى كثيرين يفعلون ما فعله نيوكاسل في مواجهته أمام السبيرز بالتموقع في الخلف خشية كل هذا الصداع.

موسم توتنهام مايزال غامضًا .. هل يمكن لسون وكين أن يقودا الفريق نحو ما يتطلع إليه مورينيو بالوصول لمراكز دوري الأبطال؟ أم أن وسطه ثقيل الحركة ودفاعه غير العصي على الخطأ (تذكر أن دافينسون سانشيز مايزال موجودًا ومايزال يرتكب الهفوات) قد يعصف بتلك الآمال؟ سؤال ستجيب عنه الأيام.