قبل أيام من بدء الدوري الألماني يظهر بوروسيا دورتموند بصورة جذابة بقيادة الاستثنائي إيرلينغ هالاند الذي أظهر بفترة التحضير مستوى يبشر بإمكانية تجاوز الأرقام التي حققها بالموسم الماضي.
بالنسبة لدورتموند مازالت الأماني تولد قبل بداية كل موسم بالعودة لمنافسة بايرن على اللقب لكن بمعظم السنين الماضية كانت الأحلام تتكسر بالجولات الأولى لكن يملك الفريق حالياً أشياء كثيرة تدفعنا للقول أن هذه هي واحدة من أفضل الفرص للفيستفالي لتقديم أفضل شكل ممكن ولم لا منافسة بايرن على اللقب.
أنهى الفريق الموسم الماضي بالمركز الثالث برصيد 64 نقطة متأخراً عن لايبزيغ الثاني بفارق نقطة وهو ما مثل عودة مهمة للغاية فبعد الهزيمة من فرانكفورت بالجولة 27، قبل النهاية بسبع جولات، اعتبر المدرب إدين تيرزيتش أن التأهل لدوري الأبطال أصبح شبه مستحيل لكن بعدها حقق الفريق العلامة الكاملة بمبارياته المتبقية بالدوري وكان نداً قوياً لمانشستر سيتي بالأبطال وفاز بكأس ألمانيا ليفرض تيرزيتش اسمه بقوة ويتوقع الكثيرون اختياره البقاء كمدرب لكن مع فريق آخر بظل توقيع دورتموند مع ماركو روزه لكنه فاجأ الجميع حين عبر عن رغبته بالبقاء بالنادي ومساعدته حتى لو لم يكن المدرب الرئيسي.
سيعمل تيرزيتش مع المدرب الجديد ماركو روزه الذي قاد سالزبورغ للفوز بلقب الدوري النمساوي بموسمين متتاليين وفاز بدوري الأبطال للشباب موسم 2016\2017 ليصطاده مونشنغلادباخ لبناء مشروع طويل الأمد ولو أن هذا الحلم انتهى مبكراً مع إعلان المدرب بعد عام ونصف فقط عن توصله لاتفاق يقضي بتدريب دورتموند اعتباراً من الموسم الجديد علماً أن روزه كان قد قاد غلادباخ لتصدر الدوري بجولات عديدة موسم 2019\2020 وأنهى الدوري بالمركز الرابع ليتأهل للأبطال ويتجاوز مجموعة صعبة ضمت بجانبه كل من ريال مدريد وإنتر وشاختار.
قبل أيام من بدء الدوري الألماني يظهر بوروسيا دورتموند بصورة جذابة بقيادة الاستثنائي إيرلينغ هالاند الذي أظهر بفترة التحضير مستوى يبشر بإمكانية تجاوز الأرقام التي حققها بالموسم الماضي.
بالنسبة لدورتموند مازالت الأماني تولد قبل بداية كل موسم بالعودة لمنافسة بايرن على اللقب لكن بمعظم السنين الماضية كانت الأحلام تتكسر بالجولات الأولى لكن يملك الفريق حالياً أشياء كثيرة تدفعنا للقول أن هذه هي واحدة من أفضل الفرص للفيستفالي لتقديم أفضل شكل ممكن ولم لا منافسة بايرن على اللقب.
ما الجديد بدورتموند؟
أنهى الفريق الموسم الماضي بالمركز الثالث برصيد 64 نقطة متأخراً عن لايبزيغ الثاني بفارق نقطة وهو ما مثل عودة مهمة للغاية فبعد الهزيمة من فرانكفورت بالجولة 27، قبل النهاية بسبع جولات، اعتبر المدرب إدين تيرزيتش أن التأهل لدوري الأبطال أصبح شبه مستحيل لكن بعدها حقق الفريق العلامة الكاملة بمبارياته المتبقية بالدوري وكان نداً قوياً لمانشستر سيتي بالأبطال وفاز بكأس ألمانيا ليفرض تيرزيتش اسمه بقوة ويتوقع الكثيرون اختياره البقاء كمدرب لكن مع فريق آخر بظل توقيع دورتموند مع ماركو روزه لكنه فاجأ الجميع حين عبر عن رغبته بالبقاء بالنادي ومساعدته حتى لو لم يكن المدرب الرئيسي.
سيعمل تيرزيتش مع المدرب الجديد ماركو روزه الذي قاد سالزبورغ للفوز بلقب الدوري النمساوي بموسمين متتاليين وفاز بدوري الأبطال للشباب موسم 2016\2017 ليصطاده مونشنغلادباخ لبناء مشروع طويل الأمد ولو أن هذا الحلم انتهى مبكراً مع إعلان المدرب بعد عام ونصف فقط عن توصله لاتفاق يقضي بتدريب دورتموند اعتباراً من الموسم الجديد علماً أن روزه كان قد قاد غلادباخ لتصدر الدوري بجولات عديدة موسم 2019\2020 وأنهى الدوري بالمركز الرابع ليتأهل للأبطال ويتجاوز مجموعة صعبة ضمت بجانبه كل من ريال مدريد وإنتر وشاختار.
يبدو روزه مهووساً بالضغط المضاد “غيغين بريسينغ” ومحاولات خلق هجمات سريعة دون لعب الكثير من التمريرات القصيرة بشكل يشبه ما كان يورغن كلوب يعمل عليه بشكل مستمر في بوروسيا دورتموند.
يمثل روزه واحداً من المدربين الذين يفضلون اللاعبين الأقوياء بدنياً بالهجوم ويميل لفكرة بناء منظومة تملك مهاجمين يعملان سوياً ففي سالزبورغ كان نظام العمل المفضل بالنسبة له هو 4-4-2 وفي غلادباخ أجرى بعض التغييرات بصورة تناسب البوندسليغا فتحول بأوقات كثيرة إلى 4-3-3 لكن مع استخدام الجناح الأيسر تورام بدور يميل فيه أكثر للداخل كي يشكل ثنائية قوية مع الحسن بليا والحصيلة كانت تسجيل كل منهما لعشرة أهداف بموسم 2019\2020 مع صناعة بليا لعشرة أهداف وتورام لثمانية أهداف لذا منذ قدوم روزه لدورتموند بدأ بالبحث عن من يزامل هالاند بالهجوم فاستخدم الشاب تيغيس، 23 عام من الفريق الرديف، بالمباريات التحضيرية وبلقاء فيسبادين بالكأس لكن من المتوقع أن يتخلى الشاب عن مكانه لدونيل مالين الذي انتقل في 27 يوليو للفيستفالي قادماً من آيندهوفن مقابل 30 مليون يورو.
يملك دورتموند خياراً آخراً لمساعدة هالاند وهو ماركو رويس لكن يبدو أن روزه لديه بعض المخططات لـ”وودينيو” حيث أشركه بلقاء الكأس خلف المهاجمين ومنحه حرية كبيرة للتمرير وبناء اللعب رفقة الشاب رينا الذي حصل على القميص رقم 7 بعد رحيل سانتشو.
يتطلع روزه لاستغلال رويس بدور محوري ومهم للغاية بالنسبة له ففي سالزبورغ كان المدرب يستخدم مينامينو ضمن أسلوب 4-4-2 للعب خلف المهاجمين كرأس الجوهرة وفي غلادباخ اعتمد بشكل كبير على يوناس هوفمان بهذا الدور وحوله لجوكر بفريقه مع استخدامه حتى كجناح والاعتماد عليه كرأس حربة وهمي ضد دورتموند بلقاء إياب الموسم الماضي الذي شهد تفوق روزه على تيرزيتش وفوزه باللقاء.
بالنسبة لروزه يمثل هذا الدور نقطة حساسة للغاية لذا نفهم بسهولة لماذا فاز بمباراتين فقط من أصل 9 بالدوري الموسم الماضي حين غاب هوفمان للإصابة فأسلوب اللعب المباشر الذي يريده روزه يتطلب وجود لاعب قادر على أخذ القرار بالوقت المناسب إما للعب بينية أو الذهاب للعمق للاستلام ثم الانطلاق نحو المرمى بعيداً عن الرقابة كما فعل هوفمان أمام بايرن مرتين بالموسم الماضي كما استعمل روزه شتيندل بهذا الدور لكن مشكلة الأخير كانت إصاباته الكثيرة بالموسم المنصرم.
لنأخذ صورة عن أفكار روزه يمكننا استعراض بعض التغييرات التي أحدثها بمباريات عديدة بالموسم الماضي:
ضد بايرن مثلاً اختار تحويل هوفمان لجناح أيسر ووضع شتيندل خلف رأس الحربة إيمبولو وأشرك لاعب الارتكاز الدفاعي دينيس زكريا على اليمين لإيقاف انطلاقات بايرن القوية من على الطرف وبعد تأخر الفريق بنتيجة 2-0 بدأ أخيراً بتطبيق ما عمل عليه قبل اللقاء.
لم يضع روزه لاعبه المفضل على اليسار لسبب اعتباطي بل الهدف كان استغلال ذكائه وسرعته بمواجهة أكبر ثغرات بايرن بنيامين بافارد بصورة ذكرتنا بما كان غوارديولا يتحدث عنه سابقاً حول ضرورة وضع أفضل لاعب لديك بالمكان الذي يتواجد فيه أسوأ لاعب بخصمك.

ذهب شتيندل لأخذ دور هوفمان بالصناعة بما أن لارس سبق له التدرج بعدة مراكز من محور الوسط وصولاً لرأس الحربة لذا سيفهم كيفية بناء اللعب بشكل ممتاز وبهذه اللقطة تمتع بتوقيت ممتاز لإيقاف الكرة تحت قدمه والانتظار لأنه كان يعرف جيداً ما الذي سيحدث على اليسار حيث انطلق هوفمان بين اللاعبين بشكل عرضي وصولاً للمساحة الخالية ليستغل تقدم زوله بعض الخطوات للأمام لمواكبة الضغط على شتيندل والنتيجة كانت انفراد وهدف سهل لهوفمان

بالهدف التالي وسع هوفمان وروزه مدى إدراك الفكرة وقرروا استغلال بطء زوله أيضاً الذي كان يلعب بجانب بافارد مشكلاً معه ثنائياً بغاية البطء والنتيجة كانت ضغط بوسط الملعب ومن ثم بينية جديدة من شتيندل وانفراد آخر لهوفمان مما سمح لغلادباخ بالعودة من 2-0 إلى 2-2 وأمام من؟ أمام بايرن ميونيخ!

بالصورة الأخيرة التي تحمل تمريرة هدف التعادل نرى شيئاً مهماً بالنسبة لأفكار روزه وهو تكتل العديد من اللاعبين بمنطقة الوسط بعيداً عن الأطراف حيث يمثل هذا أسلوب روزه بالدفاع لذا ليس مستغرباً إن قلنا أنه كان يفضل أسلوب 4-4-2 “دياموند” للدفاع فأكثر ما يبحث عنه دائماً هو إجبار الخصم على الذهاب للطرف لكن في غلادباخ ضُربت فكرته بقوة لسببين أولهما عدم قدرة فيندت على الدفاع بشكل جيد على اليسار حين يغيب بن سبعيني بالتالي ظهور عدد عرضيات كبير والثاني هو ضعف الحارس يان سومر بالخروج للكرات العرضية نظراً لقصر قامته وهو ما جعل غلادباخ يتلقى عدداً كبيراً من الأهداف السهلة لذا يمكن أن نفهم هنا لماذا ضم دورتموند الحارس غريغور كوبل من شتوتغارت حيث يتمتع السويسري صاحب الـ23 عاماً بطول جيد يصل إلى 194 سم وقدم موسماً ملفتاً مع شتوتغارت.

شكل المنظومة الدفاعية لغلادباخ بالموسم الماضي والتركيز على إغلاق العمق:

يملك روزه الكثير من الأفكار الجميلة بالدفاع وهو ما تحدثنا عنه بمواد سابقة كفكرة الفخ التي تعطي الخصم فكرة عن إمكانية التمرير للاعب محاط سلفاً بعدة لاعبين مستعدين للإغلاق عليه حين يستلم أو فكرة التناوب وصعود لاعب وسط للضغط على قلب دفاع أثناء بناء الخصم للعب مقابل عودة رأس الحربة مكانه للوسط لإغلاق مجال التمرير ومنع ترك ثغرة.
روزه وهالاند:
الجزء الأساسي بكل العملية هو ما يمكن لروزه تقديمه لمساعدة هالاند على مواصلة التألق حيث أثبت النرويجي قدرته على قيادة الفريق للفوز حين يكون بيومه وكي يعطي المدرب نجمه الفرصة للصعود سيعتمد بشكل أساسي على خلق كثافة تساعد بتقليل الضغط على هالاند كي ينطلق بأريحية أكبر ويصبح طريقه للمرمى أقصر مستغلاً إمكانياته الرهيبة.
إذا نظرنا لأولى المباريات الرسمية لدورتموند هذا الموسم أمام المغمور فيسبادين بالكأس سنفهم بسهولة بعض هذه النقاط ولو أن التحسن متوقع حين يبدأ مالين باللعب أساسياً لذا دعونا نلقي نظرة على لقطة الهدف الأول:

نرى هنا مرتدة لدورتموند خرقت القواعد الأساسية للارتداد فبدلاً من البحث عن ترك مساحة بين اللاعبين تصعب على الخصم الدفاع بوضعية 3 على 3 اتجه المهاجمون لتضييق المساحة قدر الإمكان فاتجه رويس نحو العمق وغير تيغيس اتجاهه نحو اليسار ليسحب واحد من المدافعين ويمنعه من التغطية على هالاند كما تكفل رويس بتثبيت مدافع آخر بعيداً عن النرويجي الذي يرى وضعية 1 على 1 بالاستلام شيئاً بغاية السهولة والنتيجة تمريرة بسيطة من رويس خلف الدفاع واستلام أكيد من هالاند للتسجيل:

لعبة مشابهة طبقها الفريق ضد بولونيا بآخر ودية له قبل بداية الموسم:

هنا يمكن لأي أحد أن يتوقع ذهاب داهود للتمرير نحو اليسار للاعب المنطلق من الخلف لكن مع الازدحام الموجود من العمق لا يمكن الإغفال عن فرصة تطبيق القاعدة الأساسية للفريق لكن بدلاً من البحث عن التمرير لهالاند أراد لاعب الوسط هنا استغلال اهتمام الخصم باللحاق بثنائي الهجوم ووجد مساحة للاختراق والانطلاق نحو العمق بفضل فكرة تضييق المساحة التي يفضلها الفريق

بعد خطوتين متناغمتين مع تحرك هالاند لليمين وتيغيس لليسار أصبح الطريق ممهداً لداهود لدخول المنطقة ورغم تدخل الدفاع وإبعاد تسديدته باللحظة الأخيرة إلا أن تيغيس كان جاهزاً للمتابعة والتسجيل لأن الكثافة بمنطقة ضيقة جعلت أفضلية دورتموند بالكرات الثانية عالية.
خلاصة:
منذ رحيل كلوب بحث دورتموند عن يورغن جديد ولم يجده ومنذ رحيل ليفاندوفسكي مجاناً صيف 2014 تطلع دورتموند لإيجاد مهاجم قناص قادر على التحكم بالكرة بقدميه واليوم جاء مدرب سبق له اللعب تحت إشراف كلوب سابقاً بماينز وجاء مهاجم شاب بطموحات كبيرة جداً وقدرات ممتازة سعياً لإعادة المجد فهل هذا هو الموسم المناسب؟
قياساً لظروف بايرن يبدو كل شيء ممكناً فالحال لا يبدو مثالياً ببافاريا على الأقل بالفترة الأولى من الموسم مقابل نشوة عالية بدورتموند وقائمة قوية تضم أسماء مثل هوميلس وتشان ورينا والأهم هما رويس وهالاند.