كم يمكنك أن تستمع لجواهر عندما يطمئن الناس إلى من يتحدثون إليهم بعيدًا عن الأضواء واستراق السامعين! حظينا ببعض المرح “المُذنب” من هذا النوع ونحن نستمع لتسريب صوتي لرئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز وهو يكيل الهجوم على أسطورتي النادي إيكر كاسياس وراؤول جونزاليس ويتهمها بأنهما أكبر محتالين في تاريخ ريال مدريد.
فلورنتينو وصف كاسياس كذلك بأنه ليس حارسًا يليق بريال مدريد وأنه كان أكبر فشل حظى به النادي قبل أن يوضح أن المشكلة دائمًا هي أن الناس (فُهمت كلمة الناس من خلال السياق) يحبون راؤول وكاسياس.
التسريب ظل حبيس الغرف المغلقة منذ عام 2006 توقيت هذه المكالمة وحتى كشفت عنه صحيفة “إل كونفيدنسيال” التي فازت بهذا السبق الذي ربما ينوي ريال مدريد أن يجعلها تدفع ثمنه غاليًا بمقاضاتها.
فلورنتينو بيريز لم يتأخر في الرد حيث اتهم التسريب بالاقتطاع من سياقه، بينما أنا لا أعلم ما هو السياق المختلف الذي يمكن أن يقبل فيه النجمين وصفهما بالمحتالين.
كم يمكنك أن تستمع لجواهر عندما يطمئن الناس إلى من يتحدثون إليهم بعيدًا عن الأضواء واستراق السامعين! حظينا ببعض المرح “المُذنب” من هذا النوع ونحن نستمع لتسريب صوتي لرئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز وهو يكيل الهجوم على أسطورتي النادي إيكر كاسياس وراؤول جونزاليس ويتهمها بأنهما أكبر محتالين في تاريخ ريال مدريد.
فلورنتينو وصف كاسياس كذلك بأنه ليس حارسًا يليق بريال مدريد وأنه كان أكبر فشل حظى به النادي قبل أن يوضح أن المشكلة دائمًا هي أن الناس (فُهمت كلمة الناس من خلال السياق) يحبون راؤول وكاسياس.
التسريب ظل حبيس الغرف المغلقة منذ عام 2006 توقيت هذه المكالمة وحتى كشفت عنه صحيفة “إل كونفيدنسيال” التي فازت بهذا السبق الذي ربما ينوي ريال مدريد أن يجعلها تدفع ثمنه غاليًا بمقاضاتها.
فلورنتينو بيريز لم يتأخر في الرد حيث اتهم التسريب بالاقتطاع من سياقه، بينما أنا لا أعلم ما هو السياق المختلف الذي يمكن أن يقبل فيه النجمين وصفهما بالمحتالين.
التسريب أثار غضب كثيرين فهو ينال من أسطورتين قضيا أغلب مسيرتيهما بين جنبات النادي الملكي الذي حققا معه طنًا من البطولات والإنجازات لكن السؤال الذي استدعى هذا المقال هو .. ما صحة ما يقوله فلورنتينو بيريز؟ هل كاسياس وراؤول محتالان حقًا؟
راؤول جونزاليس كان هدافًا تاريخيًا لريال مدريد لفترة طويلة كما كان الهداف التاريخ لدوري أبطال أوروبا في زمن ما قبل كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي
لكن بنظرة أكثر تدقيقًا فإن راؤول مر بفترة واضحة من الفراغ منذ عام 2003 وحتى عام 2007 .. هذا أمر لا يعيبه في شيء ولا يُنقص من كونه أسطورة في الميرينجي لكن المشكلة الحقيقية لم تكن في تلك النقطة بل في أن راؤول ببساطة .. لم يكن يخرج خارج الملعب تقريبًا!
تناوب على راؤول الكثير من المهاجمين الأفذاذ في أنديتهم قبل وصولهم إلى النادي الملكي لكنهم لم يحظوا بفرص باستمرار في اللعب كأساسيين ولمدد طويلة، فقد كانت الصحافة المدريدية جاهزة للنيل منهم وبقوة.
ففي كل مرة يمتد فيها جلوس راؤول جونزاليس احتياطيًا لأكثر من مباراة أو مباراتين بحد أقصى كانت صحيفتا ماركا وآس جاهزتين للضرب بقوة والمطالبة بعودة مهاجمها المحبب للتشكيلة الأساسية بالكثير من الأغلفة التي تحمل عناوين من نوعية “الآن وقت راؤول، الآن وقت راؤول”.
الحقيقة أن تلك المطالبات كان لها أثر قوي فقد حظى راؤول جونزاليس بعدد مباريات كبير جدًا كأساسي لكنه في موسم 2004/2005 لم يسجل سوى 9 أهداف في 2582 دقيقة خاضها في الليجا في الوقت الذي سجل فيه مايكل أوين 13 هدفًا في 1878 دقيقة متفوقًا عليه بوضوح وقريب في المعدل من رونالدو صاحب الـ21 هدفًا في 2802 دقيقة. كلنا نعرف أنه رغم ذلك فإن الهداف الإنجليزي رحل بنهاية الموسم بعد سنة واحدة داخل جدران الريال.

ربما كان راؤول ممثلًا مهمًا للاعبين الإسبان في تشكيلة عجّت بنجوم كبار حول العالم لذلك مالت باتجاهه الصحافة المنتفخة أوداجها بوجود ابن بلدها فارضًا اسمه بين هؤلاء العمالقة، لكن ماذا لو كان الهجوم ضد إسبانيين آخرين؟
صيف 2006 .. لويس أراجونيس يقرر عدم الاستعانة براؤول في التشكيل الأساسي بكأس العالم 2006 مقررًا اختيار من هم أكثر تألقًا بوضوح في تلك الفترة كدافيد فيا وفيرناندو توريس، فإذا بصحف مدريد تشن هجومًا عنيفًا على الناخب الوطني الإسباني لعدم الاعتماد على راؤول .. هل كان للأخير أصدقاء داخل الصحف الإسبانية؟ على أقل تقدير فإن فلورنتينو بيريز كان ليظن ذلك.
وجود راؤول في ريال مدريد انتهى على يد مدرب كان يمتلك رباطة الجأش لفعل ذلك مع وصوله إلى سدة النادي الملكي موسم 2009/2010 وهو جوزيه مورينيو .. الرجل الذي كان يمتلك رباطة جأش أقوى ليستبعد لاعب ذي منافسة أقل في مركزه وهو حارس مرمى ريال مدريد إيكر كاسياس.
بعد فترة من تولي جوزيه مورينيو تدريب ريال مدريد استشاط غضبًا إثر تسريب خطير لخطته التي يعتزم خوض مباراة برشلونة بها وهو التسريب الذي كشفته صحيفة ماركا ويوضح نوايا مورينيو باللعب بالبرتغالي بيبي كرقيب صارم لليونيل ميسي ليتأكد جوزيه أن دقة التفاصيل ليس لها تفسير سوى أن المُسرّب هو أحد اللاعبين.
هذا اللاعب كان إيكر كاسياس حسبما ألمح جوزيه مورينيو والمستفيد الأكبر كان صديقة إيكر، الإعلامية سارة كاربونيرو، والتي كانت تحصل على مزايا كبيرة جراء تلك العلاقة بينها وبين كاسياس، وهو الأمر الذي تسبب في تصدع العلاقة بشدة بين مورينيو وكاسياس حتى انتهت برحيله عن صفوف الفريق فيما بعد بعدما فقد مكانه في التشكيلة الأساسية لصالح دييجو لوبيز وحتى رغم عودته في بعض الأحيان للتشكيلة الأساسية إلا أن الضرر كان قد حدث بالفعل بعدما شعر الجميع أن كاسياس أصبح يمكن المساس به.
هذا الشعور استدام مع كاسياس في غالبية فترته مع ريال مدريد .. لا مساس بالحارس الأمين للريال. غالبًا بسبب تميزه وتصدياته المذهلة لكن إن لم يحدث هذا فإن إيكر لم يكن ليغفر لأحد أن يجرّده من تلك المكانة، حتى ولو كان فيثنتي دل بوسكي نفسه.
فالمدرب الإسباني الذي منح الفرصة الأولى لإيكر كاسياس لحراسة مرمى ريال مدريد وهو في الـ19 من عمره لم يسلم من كاسياس. فإذا كان البعض لن يميل إلى ما قاله مورينيو عن كاسياس فإنه قد يكون أكثر صبرًا وتصديقًا عندما يتذكر ما قاله دل بوسكي عن كاسياس عقب انتهاء يورو 2016 واستقالة دل بوسكي وكيف أن إيكر عامله بطريقة غير لائقة، فقط لأن المدرب الإسباني قرر أن دي خيا هو الأصلح لشغل المكان الأساسي لحراسة مرمى لا روخا في تلك البطولة.
دل بوسكي أشار إلى أنه أرسل رسالة لكل اللاعبين عقب استقالته لكنه لم يرسلها إلى كاسياس ملمّحًا إلى ندمه على استدعائه أصلًا لقائمة الفريق وهو أمر قد يكون منطقيًا لأن كثيرين اعتبروا أن استدعاء كاسياس لتلك البطولة أصلًا كان نوعًا من التكريم والتعاطف والدعم من جانب الناخب الإسباني إلى قائد المنتخب لكن يبدو وأن سان إيكر لم يعتبر ذلك كافيًا بل غضب من أن يحتل المركز الأساسي حارس آخر غيره حتى ولو كان هذا الحارس واحدًا من أفضل 3 حراس مرمى في العالم في ذلك الوقت!

إذًا راؤول كان متواجدًا في تشكيل ريال مدريد الأساسي شئت أم أبيت .. حتى ولو اضطر المدرب لإشراك مايكل أوين مُحرجًا من أهدافه المستمرة، فإنه سيجد طريقة لإشراك راؤول كذلك في مركز صانع الألعاب خلف أوين ورونالدو، وإن فرض رود فان نيستلروي نفسه في تشكيلة ريال مدريد ومن خلفه هيجواين، فإن المدرب جاهز لإرضاء راؤول أحيانًا بإشراكه كجناح أيمن، فيما كانت الأمور أفضل مع كاسياس الذي كان يقدم مستويات عالية في أوقاتٍ كثيرة لكن كان هذا من حسن حظ مدربي الميرينجي فالقديس كان مستعدًا لفتح النار على هؤلاء المدربين إن قرروا غير ذلك كما حدث مع دل بوسكي صاحب الأفضال عليه.
فلورنتينو بيريز رجل يحظى بالكثير من الجدل فالبعض سيجده صانع نهضة ريال مدريد الحديثة وآخرون سيرون أنه لا يفهم شيئًا في كرة القدم، لكن المؤكد أن تلك المكالمة المسرّبة لم تكن دخانًا دون نار، وأنه صحيح أن راؤول وكاسياس أساطير داخل الملعب إلا أنهم بكل تأكيد لم يكونوا ملائكة خارجه.