خرج ليوناردو سبيناتزولا مصابًا من مباراة بلاده إيطاليا ضد بلجيكا في ربع نهائي يورو 2020 والتي انتهت بفوز الطليان بهدفين مقابل هدف.
وتر أكيليس لم يرحم الظهير الأيسر الإيطالي الذي قدم بطولة كبيرة ولفت الأنظار بشدة حتى أن كثير من التقارير ربطت اسمه بأندية أوروبية عدة في مقدمتها ريال مدريد وبرشلونة.
رغم أن إيطاليا اعتادت لفترة طويلة اللعب بثلاثي دفاعي إبان الفترة التي تألق فيها ثلاثي يوفنتوس بارزالي وبونوتشي وكيليني في اللعب معًا، إلا أن الأتزوري بات يلعب منذ فترة برباعي خلفي وهي الطريقة التي –ويا للغرابة- لم تحظَ بإجماع كبار اللعبة في تلك البطولة كما كان في الماضي بعدما لجأت بلجيكا وهولندا وألمانيا وإنجلترا (أحيانًا) للعب بثلاثس بالخلف بينما تمسكت فرنسا وإسبانيا بعدم اللجوء لمثل تلك الخطة.
رغم ذلك إلا أن منتخب الأتزوري كان يتحول في كثير من الأحيان للعب بثلاثي دفاعي بعدما تحول سبيناتزولا إلى ما يشبه ظهير جناح لا ينفك يهاجم المساحات الجانبية للمنافس باستمرار ودون تركيز كبير على الدفاع مستفيدًا من الاحتياطات الدفاعية التي أجراها روبيرتو مانشيني لتغطية تقدمه سواء بجورجيو كيليني أو أحيانًا بلوكاتيلي/فيراتّي.
خرج ليوناردو سبيناتزولا مصابًا من مباراة بلاده إيطاليا ضد بلجيكا في ربع نهائي يورو 2020 والتي انتهت بفوز الطليان بهدفين مقابل هدف.
وتر أكيليس لم يرحم الظهير الأيسر الإيطالي الذي قدم بطولة كبيرة ولفت الأنظار بشدة حتى أن كثير من التقارير ربطت اسمه بأندية أوروبية عدة في مقدمتها ريال مدريد وبرشلونة.
رغم أن إيطاليا اعتادت لفترة طويلة اللعب بثلاثي دفاعي إبان الفترة التي تألق فيها ثلاثي يوفنتوس بارزالي وبونوتشي وكيليني في اللعب معًا، إلا أن الأتزوري بات يلعب منذ فترة برباعي خلفي وهي الطريقة التي –ويا للغرابة- لم تحظَ بإجماع كبار اللعبة في تلك البطولة كما كان في الماضي بعدما لجأت بلجيكا وهولندا وألمانيا وإنجلترا (أحيانًا) للعب بثلاثس بالخلف بينما تمسكت فرنسا وإسبانيا بعدم اللجوء لمثل تلك الخطة.
رغم ذلك إلا أن منتخب الأتزوري كان يتحول في كثير من الأحيان للعب بثلاثي دفاعي بعدما تحول سبيناتزولا إلى ما يشبه ظهير جناح لا ينفك يهاجم المساحات الجانبية للمنافس باستمرار ودون تركيز كبير على الدفاع مستفيدًا من الاحتياطات الدفاعية التي أجراها روبيرتو مانشيني لتغطية تقدمه سواء بجورجيو كيليني أو أحيانًا بلوكاتيلي/فيراتّي.
لكن لماذا؟ لماذا القيام بكل هذه الترتيبات من أجل ظهير أيسر يلعب بقدمه اليمنى ولا يقدم الكثير من الكرات العرضية في المباراة الواحدة؟
أحد أهم أسباب هذا الترتيب الهجومي من جانب روبيرتو مانشيني لم يكن يتمثل في سبيناتزولا بنفسه بل كان محاولة منه لفرض حماية واضحة للورينزو إنسيني من أي محاولة للضغط عليه وتجريد المنتخب الإيطالي من تسديداته الخطيرة واختراقاته المهمة في شأن الهجمات الإيطالية.
يمتلك ظهير روما الذكاء الكافي لاختيار المكان المناسب للتمركز حتى لو لم يتلقَ الكرة فالهدف هو وصول الكرة بطريقة أكثر راحة لإنسيني على حدود منطقة الجزاء.
لنأخذ مباراة تركيا على سبيل المثال..

لا يلتزم لورينزو إنسيني بمركز الجناح الأيسر على الإطلاق، بل هو أقرب لمهاجم ثانٍ يتحرك بحرية إلى عمق الملعب. ولتفادي تحرك الدفاعات خلف إنسيني ينطلق سبيناتزولا إلى الأمام لفرض حالة من الترقب وتثبيت قلب الدفاع والظهير الأيمن دون اندفاع تجاه إنسيني.

الأمر وصل في بعض الأحيان إلى أن يتبادل اللاعبان مركزيهما وسط حالة من الاطمئنان التام من جانب سبيناتزولا إلى تغطيته، وتكرر هذا الأمر كثيرًا مما يشي بوضوح إلى أنه ليس بالأمر الارتجالي وإلا لجن جنون مانشيني ومزق بذلته الأكثر أناقة في البطولة.

لكن الأمر لا يتعلق فقط بإنسيني، بل إن إيطاليا بشكل عام كانت تميل كثيرًا إلى الجانب الأيسر، فالتمريرات المستمرة وبناء اللعب يميل كثيرًا إلى اليسار وتحديدًا في المثلث (سبيناتزولا/إنسيني/فيراتّي (لوكاتيلي)) بينما يعتمد الجانب الأيمن من تشكيلة إيطاليا على الانطلاق كثيرًا دون كرة وانتظار الكرات القادمة من الجانب الآخر أو المرتدة من دفاعات الخصوم.
التمريرات أمام النمسا:

التمريرات أمام بلجيكا:

ولمزيد من التأكيد، يمكنك مشاهدة الخرائط الحرارية في المباريات المختلفة التي تشير إلى حجم التقدم للأمام الذي كان يمارسه سبيناتزولا باستمرار في كل المباريات، ربما باستثناء مباراته الأقل في البطولة ضد سويسرا
الخريطة الحرارية لسبيناتزولا ضد تركيا:

الخريطة الحرارية لسبيناتزولا ضد سويسرا:

الخريطة الحرارية لسبيناتزولا ضد النمسا:

الخريطة الحرارية لسبيناتزولا أمام بلجيكا:

إذًا كلما تقدم سبيناتزولا أكثر كلما ازدادت خطورته وتأثيره على الفريق، والحقيقة أن هذا الأمر لا يختلف كثيرًا عما يقدمه سبيناتزولا في المعتاد مع ناديه .. فقط كل ما فعله مانشيني هو استخدام نقاط تميز اللاعب وتطويعها لصالح الفريق وكذلك لتحرير إنسيني أكثر.
الحديث ليس مُبالغًا هنا عن تميز ظهير روما في هذا الأمر، إذ تشير تلك الإحصائية من ستاتس بومب إلى أنه حتى نهايات يناير الماضي، كان سبيناتزولا يحتل المركز الـ19 على مستوى اللاعبين الأكثر إدخالًا للكرة إلى منطقة الجزاء سواء عن طريق الانطلاق بها أو تمريرها إلى داخل المنطقة في الدوريات الخمسة الكبرى! كل هذا وهو يشغل مركز الظهير علمًا بأن الأظهرة الوحيدة المتواجدة في تلك القائمة هم ترنت ألكساندر أرنولد وجواو كانسيلو وخيسوس نافاس الذين يحصلون على التقدير الكافي لمجهوداتهم الهجومية الكبيرة.

ماذا عن إيمرسون؟
الآن كل ما ذُكر أصبح من الماضي .. سبيناتزولا خارج البطولة بعد آخر مساهمة ولو دفاعية بالتصدي لكرة لوكاكو الخطيرة، والآن صار إيمرسون بالميري في مرمى النيران فهو مطالب بتعويض الظهير الأيسر الأفضل في البطولة. لن تكون هذه مباراة بالميري الأولى بل لعب أمام ويلز وقدم مباراة مقبولة لكن يبدو وأن التكتيك الذي اعتمده مانشيني لأجل سبيناتزولا كان يتعلق فقط بالأخير، إذ لم يتقدم إيمرسون كثيرًا للأمام مقارنة بما كان عليه الظهير المصاب.

كما أن مشاركة فيديريكو كييزا في تلك المباراة ربما لا يمكن القياس معها إلى أي مدى سنجد الانسجام الكبير والتفاهم الذي كان عليه إنسيني وسبيناتزولا عندما يلعب إنسيني إلى جوار إيمرسون هذه المرة.
لكن إيمرسون لديه نقطة قوة قد تمنح الإضافة للمنتخب الإيطالي مقارنة بظهير روما وهي لعبه بقدمه اليسرى ما قد يمنح الطليان خيارًا آخر لإرسال عرضيات أكثر دقة لشيرو إيموبيلي وربما فيديريكو كييزا المميز في الدخول لمنطقة الجزاء من الجانب الأيمن مقارنة ببيراردي الأكثر تفضيلًا للعب على حدود منطقة الجزاء.
إيطاليا قدمت بطولة جيدة جدًا حتى الآن، فباستثناء الأداء أمام النمسا الذي لم يكن في القمة، أظهر الإيطاليون قدرتهم على الوصول لأبعد مدى في البطولة، وتفوقهم على البلجيك في الكثير من الأصعدة أظهر أن المسألة لم تكن فقط تتعلق بضعف المنافسين، لذلك سيكونوا مستعدين لنزال آخر قوي أمام إسبانيا في إعادة لنهائي يورو 2012.