قبل بطولة أمم أوروبا أعاد يواكيم لوف لقائمة ألمانيا كل من ماتس هوميلس وتوماس مولر، الأول شرح بتسعين دقيقة ضد إنجلترا لماذا كان قرار عودته مهماً للغاية، إن لم يكن القرار الأفضل للوف منذ سنوات عديدة، بالمقابل قدم الثاني مباراة فيها العديد من اللحظات التي دخلت الذاكرة فإن كانت بدايته ممتازة ببينية كادت أن تضع غوريتسكا بموقف انفراد فإن كل اللقطات التالية كانت سيئة سواء بتمريرة خاطئة نهاية الشوط الأول، كادت أن تتحول لهدف، أو انفراد ضائع خلال التأخر بهدف والأسوأ هو اتخاذ قرار تسديد حرة مباشرة قريبة من المنطقة رغم وجود كروس وهافيرتز بالملعب! فلو شغلنا الذاكرتين القريبة والبعيدة لن نجد هدفاً لمولر من حرة مباشرة بل حتى من النادر تذكر تسديدة له!
بعيداً عن هذه الأشياء أظهر الإنجليز علامات إيجابية وأخرى سلبية بأدائهم بالوقت الذي كانت فيه كفة السلبيات لدى الألمان أكبر!
أجرى لوف تغييرين مهمين بتشكيلته فأقحم فيرنير بدلاً من غنابري وأجرى التغيير الذي توقعه الجميع بدفع غوريتسكا على حساب غندوغان، الغائب تماماً بهذه البطولة، وحين نرى هذه التغييرات نتوقع مشاهدة لعب مباشر أكثر من فريق لوف وهو ما ظهر بأول ربع ساعة لكنه بدأ بالتراجع تدريجياً.
تشكيلة ساوثغيت لم تخرج عن حدود التوقعات مع إقحام ساكا وسترلينغ على الأطراف واتباع ذات نهج الألمان 3-4-3 لكن الفرق بين الأسلوبين هو أن جناحي الإنجليز كانا يتمتعان بالقدرة على اللعب بالقرب من الخط الجانبي للمنطقة أو بالعمق بالوقت الذي تصبح فيه قدرات هافيرتز ومولر محدودة أكثر حين يلعبان على الطرف ويقتصر دورهما هناك على التمرير.
قبل بطولة أمم أوروبا أعاد يواكيم لوف لقائمة ألمانيا كل من ماتس هوميلس وتوماس مولر، الأول شرح بتسعين دقيقة ضد إنجلترا لماذا كان قرار عودته مهماً للغاية، إن لم يكن القرار الأفضل للوف منذ سنوات عديدة، بالمقابل قدم الثاني مباراة فيها العديد من اللحظات التي دخلت الذاكرة فإن كانت بدايته ممتازة ببينية كادت أن تضع غوريتسكا بموقف انفراد فإن كل اللقطات التالية كانت سيئة سواء بتمريرة خاطئة نهاية الشوط الأول، كادت أن تتحول لهدف، أو انفراد ضائع خلال التأخر بهدف والأسوأ هو اتخاذ قرار تسديد حرة مباشرة قريبة من المنطقة رغم وجود كروس وهافيرتز بالملعب! فلو شغلنا الذاكرتين القريبة والبعيدة لن نجد هدفاً لمولر من حرة مباشرة بل حتى من النادر تذكر تسديدة له!
بعيداً عن هذه الأشياء أظهر الإنجليز علامات إيجابية وأخرى سلبية بأدائهم بالوقت الذي كانت فيه كفة السلبيات لدى الألمان أكبر!
طريقة دخول المباراة
أجرى لوف تغييرين مهمين بتشكيلته فأقحم فيرنير بدلاً من غنابري وأجرى التغيير الذي توقعه الجميع بدفع غوريتسكا على حساب غندوغان، الغائب تماماً بهذه البطولة، وحين نرى هذه التغييرات نتوقع مشاهدة لعب مباشر أكثر من فريق لوف وهو ما ظهر بأول ربع ساعة لكنه بدأ بالتراجع تدريجياً.
تشكيلة ساوثغيت لم تخرج عن حدود التوقعات مع إقحام ساكا وسترلينغ على الأطراف واتباع ذات نهج الألمان 3-4-3 لكن الفرق بين الأسلوبين هو أن جناحي الإنجليز كانا يتمتعان بالقدرة على اللعب بالقرب من الخط الجانبي للمنطقة أو بالعمق بالوقت الذي تصبح فيه قدرات هافيرتز ومولر محدودة أكثر حين يلعبان على الطرف ويقتصر دورهما هناك على التمرير.
لهذا استحوذ الألمان… لهذا استحوذ الإنجليز
بسيناريو مشابه للقاء ألمانيا مع فرنسا حاول لاعبو المانشافت الاحتفاظ بالكرة لأطول وقت ممكن بالدقائق الأولى ومالوا أكثر لتطبيق الضغط العالي مع صعود الخط الخلفي لنصف الملعب وبدأت أسهم لوف بالارتفاع حين كان غوريتسكا وراء أول محاولتين للألمان باللقاء، تسديدة من لاعب الوسط ثم انطلاقة ارتكب فيها رايس خطأ ليسدد هافيرتز الكرة الثانية، لكن لحظات النشوة الألمانية انتهت مع أول هجمة للإنجليز ففي الدقيقة الـ14 دخل الإنجليز منطقة الألمان للمرة الأولى من كرة ثابتة لم يحسن ماغواير استغلالها لكنها كانت المفتاح لتغيير شكل اللقاء حيث بدأ الألمان بعملياتهم الفاشلة بالبناء من الخلف وبكل مرة كانت فيها الكرة لدى الألمان بأول الملعب كان الإنجليز يصعدون بكثافة لنصف الملعب الألماني ويتقدم خط الدفاع لمنتصف الملعب وهذا كان يتيح ظهور وضعية 3 على 3 بين خط الدفاع الألماني وثلاثي الهجوم الإنجليزي مع محاولة الفريق بشكل واضح منع كروس وغوريتسكا من بناء اللعب وهو ما كان يضطر هافيرتز للنزول للخلف كثيراً بالتالي يعود خط الهجوم الألماني للخلف ومع غياب المهارة لدى الألمان تصبح نهاية الهجمة سريعة وبهذا السيناريو بدأت المعطيات تنقلب وخلق الإنجليز 3 محاولات خلال 12 دقيقة بعد انتظارهم أول محاولة لـ16 دقيقة ببداية المباراة.
منذ نهاية أول ربع ساعة وصولاً للدقيقة الـ32 لم يسدد الألمان لكن حين حاولوا كانت الفرصة بغاية الخطورة مع استقبال فيرنير لبينية وضعته بمواجهة بيكفورد، ببساطة كان هذا السيناريو الذي يحاول الألمان إيجاده بالتمريرات البينية والكرات الطويلة ومع بقائهم بعدد كبير بالخلف بدأ الإنجليز باستخدام ذات السيناريو لذا شاهدنا عدداً كبيراً من التمريرات الطويلة بأول نصف ساعة مع 14 تمريرة من كل طرف نجح الإنجليز بسبع منها والألمان بثلاثة وبالتأكيد هذا رقم غير مقبول للألمان مع الأخذ بالاعتبار أنهم كانوا الطرف الذي حاول فرض هذا الأسلوب باللقاء!
إن أردنا فهم مدى إصرار ألمانيا على هذا الأسلوب علينا العودة لأولى فرص اللقاء حين قدم مولر بينية نحو العمق وأخذ فيرنير خطوة نحو اليسار ليخدع فيها المدافع ويفتح ثغرة مر منها غوريتسكا وانطلق للأمام:

لكن نتيجة هذه الهجمة كانت خطأ تكتيكي من ديكلان رايس وبطاقة صفراء كانت أرحم بكثير من السماح للاعب بالانفراد بالحارس.
الفرص كانت قليلة كعدد بالشوط الأول لكنها كانت وفيرة من حيث النوعية بدليل أن العشوائية لم تكُن كبيرة لدى الفريقين وكل منهما يبحث عن أفكار لتطبيقها بالملعب ويصر عليها بشكل كبير، خلق الإنجليز 3 محاولات 2 منها كانت من كرات ثابتة وواحدة بتسديدة من خارج المنطقة مقابل 3 تسديدات للألمان واحدة منها من داخل المنطقة و2 من خارجها.

هذه اللقطة جاءت بعد لحظات من تمريرة مولر الخاطئة بنصف ملعب فريقه نحو سترلينغ ذهب الأخير بذكاء شديد نحو العمق لحقه غينتير كالعادة مع مولر وغوريتسكا وبين 3 لاعبين هل ارتكب أي لاعب ألماني خطأ لإيقاف الهجمة؟ لا! هل قام أي لاعب بقطع طريق التسديد على سترلينغ؟ أيضاً لا! كل ما فعلوه هو إعادة الكرة للخلف ليصل إليها كاين لكن بسرعة خيالية وصل هوميلس بتوقيت مثالي ومنع كرة هدف.

شوط ثانٍ مقيت
منذ الدقيقة الـ46 حتى الدقيقة الـ75 كان الألمان يسيطرون فبدأوا الشوط بتسديدة هافيرتز وتبعتها محاولة أخرى لكن ما الذي حدث بعد ذلك؟ ببساطة لا شيء!
كلنا سمعنا بمفهوم الاستحواذ السلبي منذ بداية متابعتنا لكرة القدم لكن قليلة كانت الفرص التي شاهدنا فيها شيئاً بهذه السلبية الألمان ترجموا هذه السلبية بشكل واضح من خلال تمريرات كثيرة بالخلف ومحاولات فاشلة لبناء اللعب ببساطة أظهرت هذه المباراة كيف مات أسلوب الألمان التقليدي باللعب المباشر وكم أصبحت عمليات الاستحواذ سلبية منذ سنوات لأن الأفكار ببناء اللعب قلت بشكل كبير خاصة إذا ما أدركنا أن حل الطرفين كان خارج الخدمة فلم نشاهد أي مساعدة لكيميش وغوسينز على الطرفين وهذا عائد لما تحدثنا عنه سابقاً بضعف دور مولر وهافيرتز على الطرفين والتزام فيرنير بالبقاء بالعمق لوقت أطول.

بهذه الصورة تجدون نموذجاً لواحدة من الفرص الألمانية القليلة بالشوط الثاني، شاهدوا الفارق بالتحول بين الفريقين بعد قطع الكرة وتحويلها لمرتدة حيث تواجد هافيرتز وفيرنير فقط مقابل 4 لاعبين إنجليز و2 مستعدين لتقديم المساعدة بالخلف بالوقت الذي لم يظهر فيه أي لاعب ألماني آخر بالصورة ورغم ذلك كادت المهارة أن تصنع الفارق لولا استعجال فيرنير بمحاولته التفوق على ستونز الأقوى منه بدنياً.
بواحدة من الأشياء التي من النادر أن نراها بكرة القدم كانت نسبة لعب الألمان بالعمق أعلى من الطرفين لكن أين كان الألمان يلعبون؟ غالباً بمنطقتهم! لا مساندة للأطراف ولا شكل يساعد على لعب العرضيات أمام إغلاق ممتاز من تريبييه وشاو على الجهتين.

لابد هنا من الإشادة بالدور الممتاز الذي قام به الثنائي كالفين فيليبس وديكلان رايس فحد التفاهم بينهما كان ممتازاً من حيث الإغلاق حيث كان فيليبس يصعد للضغط بالأمام ويشكل رايس خط التغطية الأخير أمام الدفاع وبالواقع تألق رايس بنواحٍ عديدة بالمباراة سواء بقطع الكرات أو بناء اللعب ليمثل نموذجاً للاعب الارتكاز الناجح القوي بدنياً والجيد بالتدخلات والبناء.

سيناريو الضربة القاضية
أول تسديدة للإنجليز بالشوط الثاني كانت بالدقيقة 75 وهي كرة الهدف الأول لكن سيناريو هذا الهدف تحضر لوقت طويل دون أن ينجح الإنجليز بتطبيقه بشكل كامل:
منذ بداية اللقاء بدا من الواضح أن لوف طلب من ثلاثي دفاعه تحويل طريقة الدفاع لـ”رجل لرجل” حين يغادر أي من ثلاثي الهجوم الإنجليزي منطقته فكان غينتير يخرج للحاق بسترلينغ وهوميلس للحاق بكاين وروديغير لساكا كما يتقدم روديغير وغينتير للأمام لدعم الهجوم حين يقوم خصم كل لاعب بالعودة للخلف.
بالشوط الثاني بدأ سترلينغ وساكا بتغيير جهتيهما أكثر ومعها تبدلت الحسابات وأصبح سترلينغ هو هدف روديغير وساكا، من بعده غريليتش، هدف غينتير وبواحدة من المبادئ الكلاسيكية للعبة تظهر فكرة تقول أن أفضل أسلوب لمجابهة دفاع “رجل لرجل” هو أن يخرج واحد من اللاعبين من منطقته ثم يحاول الجري بشكل أسرع من خصمه لينال حريته وبالواقع طبق سترلينغ هذه المبدأ بمثالية زائدة:
ذهب سترلينغ للوسط وسحب معه روديغير وبالصورة التالية سنشاهد الفراغ الكبير الذي ظهر خلف الأخير وهو ما سيجبر لاحقاً هوميلس وغينتير للذهاب أكثر نحو اليسار لتعويض تقدم زميلهم:

لكن هل اكتفى سترلينغ بهذا؟ الجواب هو لا فالأمر يحتاج للمهارة كي ينجح الأمر وهو ما فعله حين دخل بين عدة لاعبين واضعاً روديغير خلفه:

ليفتح ثغرة بالعمق خاصة مع اضطرار هوميلس لأخذ خطوات مبتعداً عن خصمه كاين كي يحاول تغطية الفراغ الذي تركه روديغير وهنا كانت الخطوة الذكية التالية لسترلينغ بجعل الهجمة تستند على كاين كي تنتشر الفوضى بكل مكان لدى الدفاع الألماني ويتحول الخصم لهذا الشكل:

هل تعتقدون أن هذه هي ذروة الفوضى؟ إن كان الجواب هو نعم إذاً شاهدوا ما الذي حدث بعد تمريرة كاين نحو سترلينغ:

الذي حدث هنا هو سيناريو مشابه لهدف الفرنسيين بمرمى الألمان لكن مع فارق بسيط أن الانتقال حينها من طرف لآخر جرى بتمريرة طويلة من اليمين لليسار استقبلها الظهير لوكاس ولعب كرة تابعها هوميلس وسجلها بالخطأ بمرماه أما هذه المرة انطلق سترلينغ بالمهارة من اليمين ومهد لذهاب الكرة للجناح المتأخر لوك شاو كي يعطي التمريرة المفتاحية للهدف لكن الثغرة التي ظهرت بدفاع الألمان هي ذاتها: يضطر روديغير للخروج مع خصمه للأمام مع عدم تغطية الوسط بشكل جيد في هذه المنطقة ثم ينسحب هوميلس وغينتير وكيميش نحو اليسار وتظهر فجوة على الطرف تنتقل نحوها الكرة سريعاً والنتيجة هي طريق مفتوح للتسجيل وبالنهاية ربح سترلينغ التحدي، ضاع روديغير بازدحام الأحداث ووصل اللاعب بحرية كاملة للمنطقة:

رغم التقدم بقي الإنجليز بذات النهج واحتفظ خط الدفاع بفكرة التقدم للأمام وهو ما كاد أن يكلفهم غالياً بفرصة مولر لكن تسديدته أخبرتنا مرة أخرى لماذا يفشل الألمان تهديفياً منذ 2018 وحتى الآن! فرغم تسجيل 6 أهداف بهذه البطولة لكن علينا تذكر أن 4 منها، ضد البرتغال، جاءت بسبب فكرة ناجحة لم يعاد تكرارها وتمثلت بالاعتماد الكبير على غوسينز الذي عاش عزلة على الطرف مع ضعف المساندة ليتحول أكثر للاعب ينتظر الكرات داخل المنطقة وهدفين حضرا ضد المجر بمباراة كانت فيها الكرة تُلعب لوقت طويل بمناطق الخصم.

(لم يستفيد مولر من خطأ سترلينغ ذهب بأريحية كبيرة لكنه سدد كرة منخفضة تأثرت بالأرضية بدلاً من رفع الكرة قليلاً عن الأرض)
لقطة الهدف الثاني كانت أكثر عشوائية لكن الفوضى أصبحت مبررة بعض الشيء بعد الهدف الأول لكن من كان بطل الهدف الثاني؟ ببساطة كان صاحب التمريرة الحاسمة بالهدف الأول لوك شاو الذي بات يلحق بكيميش نحو الوسط وقطع كرة بمنتصف الملعب وانطلق من خلالها بمرتدة ومرة أخرى وسط ألمانيا متأخر بالتحولات والثلاثي الخلفي مضطر لإيجاد طريقة للتعامل مع حركية الإنجليز:

فعلياً أصبح الهدف قريباً جداً حين ركض لوك شاو باتجاه هوميلس وأجبره على القيام بمحاولة تدخل فاشلة وهنا أصبح غينتير لوحده بمواجهة غريليتش وكاين وأصبح تسجيل الهدف أمراً بغاية السهولة.
أظهر الإنجليز أشياء جيدة عديدة بهذا اللقاء فكانوا ممتازين بالدفاع في نصف ملعب الخصم وممتازين باستخدام المهارة لتغيير شكل اللعب فمهارة سترلينغ منحت المنتخب فرصاً عديدة أهمها لقطة الهدف ولهذا السبب نفهم لماذا تحول ساوثغيت من اللعب بفودين لساكا كي يحاول صناعة أسلوب شبيه مع لاعب آخر وفعلياً نجح جناح آرسنال بالقيام ببعض الخطوات الجيدة ولو أن معظمها كانت تنتهي بارتكاب خطأ ضده.
واحدة من النقاط التي ظهر فيها الاختلاف واضحاً بين الطرفين كان اتخاذ القرار المناسب بإيقاف هجوم الخصم حين تصبح الحياة صعبة حيث أوقف رايس هجمة غوريتسكا بخطأ ببداية المباراة وكرر ماغواير ذات الشيء مع كيميش بالشوط الثاني بالوقت الذي تفرج فيه الألمان على سترلينغ وهو يمر لمرات عديدة دون ارتكاب خطأ يمنع حدوث فوضى بالخلف، ارتكب الإنجليز 11 خطأ بالمباراة 2 منها بالقرب من جزاء الفريق لكنها منعت هجمتين خطرتين و8 أخطاء بنصف ملعب الألمان معظمها لمنع بدء هجمات واعدة بالمقابل ارتكب الألمان 9 أخطاء ولا واحد منها كان بالقرب من منطقتهم رغم استخدام الإنجليز للمهارة و3 منها فقط بنصف ملعب الإنجليز.
تبديلات لوف وساوثغيت
لا يمكن المرور على أحداث اللقاء دون الحديث عن تغييرات لوف التي لم تغير شيئاً! غنابري نزل بذهنية سيئة تماماً ولم يقدم إلا التمريرات الخاطئة أما موسيالا فنزل بالدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع رغم ظهور حاجة الألمان للاعب مهاري ينقل الكرة بسرعة منذ بداية الشوط الثاني فالتدرج بنقل الكرة من الخلف كان كارثياً لدى فريق لوف أما رأس الحربة الوحيد الموجود بقائمة لوف، كيفين فولاند، فلم يشارك ولو لدقيقة واحدة!
بالمقابل مثل إشراك غريليتش خطوة موفقة من ساوثغيت، بحصيلة البطولة تلقى الألمان 7 أهداف 5 منها كانت من الجهة اليسار لهجوم الخصم و3 منها كانت بعد عملية نقل لعب من اليمين لليسار بسرعة عالية، لم يبحث ساوثغيت هنا عن اللاعب السريع بل بحث عن اللاعب القادر على نقل الكرة بسرعة وهو ما نجح به اللاعب بالهدف الثاني أما تغيير هينديرسون فحمل نزعة دفاعية كانت متوقعة من المدرب.
حصيلة كل فريق
لعب الإنجليز 4 مباريات بالبطولة سجلوا فيها 4 أهداف، 3 منها من سترلينغ، ولم تهتز شباكهم بعد، سجل كاين هدفه الأول بالبطولة لكن يجب ألا ننسَ تباطؤه بفرصة نهاية الشوط الأول ليمنح هوميلس فرصة القيام بتدخل عظيم آخر بهذه البطولة.
يستحق سترلينغ الكثير من الإشادة أرقامه تتحدث عن جودة عالية هجومياً اليوم ولفترات طويلة كان الحل الأوحد لكسر رتابة المباراة أمام خصم دون أن ننسَ أن ميله للمهارة ببعض الأوقات كان يضع الفريق بخطر كبير كما حدث حين خسر الكرة وتسبب ذلك بمنح مولر فرصة لم يستثمرها للتعديل.

بالمقابل تغير الميزان لدى الألمان فبعد أن كان مولر هو من يتحرك ويحاول بناء اللعب ضد فرنسا وهافيرتز هو الغائب ذهنياً انقلبت المعطيات وبات هافيرتز اللاعب الذي بإمكانه مغادرة البطولة برأس مرفوع سواء من حيث جودة التحركات أو المساعدة بمناطق كثيرة سواء ببناء اللعب أو البحث عن الحل بالأمام عكس مولر الذي قدم نسخة لا تشبه ما يقدمه ببايرن وتشبه الضعف الذي قدمه بثلاث بطولات يورو مع حصيلة 0 أهداف وتمريرة حاسمة واحدة!
الألمان كانوا قليلي حيلة مرة أخرى ولبطولة إضافية نشعر أن لوف يدخل البطولة دون حلول هجومية واضحة، دعونا نتذكر أن لوف في 2014 و2016 دخل بطولتين كبيرتين وهو يفكر بوضع غوتزة أو مولر رأس حربة وانتهى به الأمر في المرة الأولى بقلب الفكرة من اللعب برأس حربة يعتمد على الحركة لرأس حربة كلاسيكي، كلوزة 2016 وغوميز 2016، وفي 2018 جاء خروج الألمان أسرع من تمكن لوف من إيجاد الفكرة الصحيحة وبين 2018 و2021 جرب المدرب أساليب عديدة فتحول للعب بمهاجمين سريعين، غنابري وساني، ثم ألغى الفكرة ووضع غنابري رأس حربة والنهاية كانت بإعادة فيرنير للعب أساسياً دون أن يقدم أي حل استمرارية لوقت طويل وبالواقع لا يُسأل لوف لوحده هنا بل علينا أن نسأل مطولاً لماذا توقفت المدارس الألمانية عن إنجاب المهاجمين!

يمكننا لوم لوف على أشياء كثيرة لكن لابد من تذكر أنه خلق فكرة جيدة ضد الإنجليز فالتمريرات البينية نحو العمق حققت نجاحاً جيداً لكن الاستثمار كان كارثياً لتنتهي رحلة لوف بالحصيلة الأسوأ له بمشاركاته باليورو بعد بلوغه نهائي 2008 ونصف نهائي 2012 و2016.