فازت إنجلترا على جمهورية التشيك لتتصدر مجموعتها بـ 7 نقاط من انتصارين على التشيك وكرواتيا وتعادل في أقدم كلاسيكو في العالم مع منافستها اللدودة اسكتلندا لتصبح إنجلترا أقل فريق متصدر تسجيلًا للأهداف في تاريخ اليورو بهدفين فقط كانا كافيين لتحقيق الانتصارين.
اللافت أن تصدر إنجلترا كان دون سكون مرماها أي هدف، وهو حدث لا يتكرر كثيرًا مع الإنجليز حيث كانت آخر مرة يحدث في هذا الأمر في دور المجموعات الثاني بكأس العالم 1982 عندما عجزت ألمانيا وإسبانيا عن زيارة شباك منتخب الأسود الثلاثة إلا أن الأخير ودّع البطولة بعد تأهل ألمانيا كمتصدرة للمجموعة.
لكن هذه المرة تتأهل إنجلترا .. تتأهل ونحن لم نتأكد بعد ما إذا كان هذا المنتخب جيدًا أم عاديًا، وكأننا لم نشاهد 3 مباريات كاملة للفريق.
لا يمكنك الحكم على أي منتخب في المباراة الافتتاحية حيث الكثير من التوتر والضغط خاصة عندما يكون ذلك أمام منتخب ككرواتيا كان يمثل عقدة حديثة للإنجليز في عدة محافل، أما مباراة اسكتلندا فتظل دائمًا وأبدًا مباراة خارج الحسابات فهي ديربي، والديربي في كثير من الأحيان ما يتسم بانخفاض مستوى الفريق المرشح وارتفاع مستوى الفريق غير المرشح، في حين أن مباراة التشيك الأخيرة حملت عدة أمور جديدة بما فيها 4 تبديلات على مستوى التشكيلة الأساسية تجعلك تشعر وأن إنجلترا لم تدلِ بدلوها بعد وأن مايزال بجعبتها أمور أخرى. لكن ما هو الجديد الذي شاهدناه لإنجلترا أمام التشيك؟
فازت إنجلترا على جمهورية التشيك لتتصدر مجموعتها بـ 7 نقاط من انتصارين على التشيك وكرواتيا وتعادل في أقدم كلاسيكو في العالم مع منافستها اللدودة اسكتلندا لتصبح إنجلترا أقل فريق متصدر تسجيلًا للأهداف في تاريخ اليورو بهدفين فقط كانا كافيين لتحقيق الانتصارين.
اللافت أن تصدر إنجلترا كان دون سكون مرماها أي هدف، وهو حدث لا يتكرر كثيرًا مع الإنجليز حيث كانت آخر مرة يحدث في هذا الأمر في دور المجموعات الثاني بكأس العالم 1982 عندما عجزت ألمانيا وإسبانيا عن زيارة شباك منتخب الأسود الثلاثة إلا أن الأخير ودّع البطولة بعد تأهل ألمانيا كمتصدرة للمجموعة.
لكن هذه المرة تتأهل إنجلترا .. تتأهل ونحن لم نتأكد بعد ما إذا كان هذا المنتخب جيدًا أم عاديًا، وكأننا لم نشاهد 3 مباريات كاملة للفريق.
لا يمكنك الحكم على أي منتخب في المباراة الافتتاحية حيث الكثير من التوتر والضغط خاصة عندما يكون ذلك أمام منتخب ككرواتيا كان يمثل عقدة حديثة للإنجليز في عدة محافل، أما مباراة اسكتلندا فتظل دائمًا وأبدًا مباراة خارج الحسابات فهي ديربي، والديربي في كثير من الأحيان ما يتسم بانخفاض مستوى الفريق المرشح وارتفاع مستوى الفريق غير المرشح، في حين أن مباراة التشيك الأخيرة حملت عدة أمور جديدة بما فيها 4 تبديلات على مستوى التشكيلة الأساسية تجعلك تشعر وأن إنجلترا لم تدلِ بدلوها بعد وأن مايزال بجعبتها أمور أخرى. لكن ما هو الجديد الذي شاهدناه لإنجلترا أمام التشيك؟
هاري ماجواير
عاد قائد دفاع مانشستر يونايتد إلى صفوف الفريق بعد غيابه في المباراتين الأولتين ليخوض مباراته الأولى منذ أكثر من شهر ونص، ورغم ذلك لم نشعر بهذا الأمر بل قدّم مردودًا جيدًا على المستوى الدفاعي.
على الصعيد الهجومي كان ماجواير مهمًا جدًا في مسألة بناء اللعب والتقدم بالكرة للأمام خاصة مع الرقابة المشددة التي فرضها لاعبو منتخب التشيك على كلٍ من ديكلان رايس وكالفن فيليبس، الأمر الذي اضطر ثلاثي الوسط الهجومي للتراجع للخلف بالتناوب لتسلم الكرة دون مرورها على ثنائي الوسط الدفاعي.

لكن ماجواير أضاف شيئًا مهمًا للإنجليز وهو دقته الواضحة في التمريرات الأمامية الطويلة عالية كانت أو أرضية كما كان الحال في تلك اللقطات.

وبشكل عام فإن ماجواير كان الأكثر تمريرًا من بين كل لاعبي إنجلترا، والأكثر تقديمًا للتمريرات الكاسرة للخطوط كما أنه كان اللاعب الأكثر مركزية في بناء اللعب الإنجليزي، إذ استفاد من صعود لوك شو للأمام مع تمركز كايل ووكر دفاعيًا إلى حدٍ ما ليميل ماجواير أكثر لليسار ويتمتع بزوايا تمرير أكثر كثيرًا من تلك التي تمتّع بها زميله في قلب الدفاع جون ستونز.
وواحدة من أبزر اللقطات التي قام بها في الشوط الأول، كانت صناعته لفرصة خطرة لهاري كين. مستغلاً سحب غريليش للارتكاز ومُرسلاً تمريرة طويلة في العمق.

من هو الجناح الأيسر؟
هي المباراة الأولى التي يبدأها جاك جريليش ورحيم ستيرلنج معًا، لذلك كان مثيرًا للاهتمام متابعة كيف سيتعامل كلا اللاعبين مع حقيقة أنه المركز المعتاد لكليهما.
على الصعيد الدفاعي كانت الأمور تصب في مصلحة رحيم ستيرلنج في مسألة التمركز يسارًا، فبعد بداية متبادلة بين اللاعبين عند الوضعية الدفاعية، دانت الأمور لستيرلنج الذي كان يدافع من تلك الجهة فيما يتمركز جاك جريليش إلى جوار هاري كين أو خلفه لتتحول الخطة إلى 4/2/2/2، وفي أحيان أخرى إلى 4/1/4/1 بوجود ديكلان رايس كلاعب ارتكاز مع انتقال كالفن فيليبس ليجاور جريليش في عمق الملعب وعلى نفس الخط يتواجد بوكايو ساكا يمينًا وستيرلنج يسارًا.
أما على الصعيد الهجومي فكانت الأمور مختلفة، إذ كان ستيرلنج يتحول لما يشبه المهاجم الثاني لينضم إلى هاري كين في عمق الملعب على أن يتحول جريليش إلى الجناح الأيسر.
لا يمكن وصف جريليش بجناح أيسر صريح في الوضعية الهجومية إذ كان يلعب دور صانع الألعاب رقم 10 من العمق أحيانًا لكن في كثير من الأحيان كان يفعل ما فعله في الهدف الأول وهي اللقطة المعبرة بشكل رئيسي عن الشكل الهجومي لكلا اللاعبين .. ستيرلنج مهاجم وفي بعض الأحيان يتحول ليكون هو رأس الحربة عندما يتراجع هاري كين للهرب من الرقابة والمساهمة في بناء اللعب، بينما يقترب جريليش أكثر من لوك شو.
بوكايو ساكا
ربما كان الخوف من تقصير ستيرلنج أو جريليش في المجهود الدفاعي، لكن هذا الأمر لم يكن محل قلق كبير في الجانب الأيمن حيث يتواجد بوكايو ساكا الذي كان أحد تبديلات جاريث ساوثجيت على التشكيلة فخاض مباراته الأولى كأساسي خلفًا لفيل فودين.
ساكا حصل على جائزة اللاعب الأفضل في المباراة، علمًا بأنه كان العلامة الرئيسية في لقطة الهدف بعدما كان قائد الهجمة المرتدة قبل التمرير لكالفن فيليبس الذي تحول إلى الجناح الأيمن.
جناح آرسنال اعتاد الواجبات الدفاعية لفريقه، إذ سبق له وأن لعب كظهير جناح أيسر عندما كان ميكيل أرتيتا يخوض المباريات برسم تكتيكي يتكون من 3 مدافعين.
رغم ذلك إلا أن قلة خبرة ساكا كادت تكلف إنجلترا هدف التعادل بعدما تغافل عن الرقابة لينسل ظهير التشيك الأيسر بوريل خلفه ويصنع خطورة كبيرة لكن كرة توماس سوتشيك مرت بأعجوبة إلى جوار القائم.

لذلك فإنه رغم جودة ساكا وتقديمه لمباراة جيدة جدًا خاصة في الشوط الأول، فإن خيار اشتراكه أساسيًا في المباراة القادمة ليس هو الأرجح وأغلب الظن فإن فيل فودين سيعود إلى الواجهة، لكن جناح آرسنال أظهر أنه احتمال يُعتد به.
الـ xG يشعر بالملل!
واحدة من أكثر النقاط الملفتة في مباريات المنتخب الإنجليزي هي الأهداف المتوقعة xG سواء للفريق أو لمنافسه. فرغم امتلاك المنتخب الكرواتي لعناصر قادرة على صناعة الخطورة إلا أن أهدافه المتوقعة كانت تبلغ 0,35 فقط. الأمر كذلك كان مع المنتخب الاسكتلندي الذي كانت أهدافه المتوقعة 0,69 أما المنتخب التشيكي فبلغت أهدافه المتوقعة 0,3، أي أن الإنجليز أغلقوا المنافذ بوضوح ضد مرماهم، وهو نجاح لهم.
لكن اللافت أنه أمام منتخب التشيك، لم يزد المنتخب الإنجليزي نسبة الأهداف المتوقعة له عقب الدقيقة 30 أبدًا .. لم يصنع الأسود الثلاثة أي فرصة ولو باهتة وواهية على مرمى التشيكيين، وهو أمر على العكس مما حدث أمام كرواتيا، فرغم تشابه السيناريو والتقدم في الشوط الأول إلا أن إنجلترا ضاعفت من أهدافها المتوقعة من 0,8 بعد تسجيل هدف ستيرلنج إلى 1,5 هدف مع نهاية المباراة.

وفي كل الأحوال فإن كل هذه النسب تبدو ضعيفة جدًا، لكن المُلاحظ أن اضطرار الإنجليز للبحث باستمرار عن هدف التقدم على اسكتلندا تسبب في رفع الاسكتلنديين لنسبتهم بشكل يبلغ ضعف المنافسين الآخرين لإنجلترا، أي أنه بصيغة أو بأخرى يكون الإنجليز قادرين على إيقاف الخطورة عن مرماهم فقط في حالة عدم بحثهم التسجيل مع التأكيد على أنه حتى نسبة الـ0,69 لاسكتلندا تُعد نسبة مقبولة وناجحة جدًا للإنجليز.
هاري كين
واحد من أهم أسباب أننا لم نرَ كل شيء من إنجلترا بعد هو مهاجمه الفتاك هاري كين، وفتاك هنا تنعكس على مهاجم توتنهام بشكل عام وفي مسيرتها خلال هذا الموسم، لكن في اليورو كان كين حملًا وديعًا إلى حدٍ ما، ورغم أنه كاد أن يسجل من تمريرة ماجواير ومراوغته للمدافع قبل تصدي الحارس فاشليك في لقطة ربما كان يجدر به التمرير فيها لستيرلنج، إلا أن الانطباع العام هو أن كين لم يقدم كل ما لديه حتى الآن.
كين كان أفضل حالًا من مباراتي كرواتيا واسكتلندا واللتين حملتا 3 تسديدات له لا توجد أي واحدة منها على المرمى كما لمس الكرة 6 مرات فقط داخل الصندوق في تلك المباراتين ما جعله ثالث أقل المهاجمين لمسًا للكرة داخل المنطقة في البطولة ناهيك عن أنه في نفس المباراتين كان ثالث أقل مهاجم لمسًا للكرة في الـ90 دقيقة ولا يتفوق سوى على مهاجم فنلندا تيمو بوكي ومهاجم كرواتيا ريبيتش علمًا بأنه رفع من معدله قليلًا بعد لمسه للكرة 34 مرة في مباراة التشيك.
الغريب أن هذا الأمر، وكين يتراجع كثيرًا للخلف من أجل المساهمة في اللعب، بل أنه في بعض اللقطات كان يتراجع إلى ما خلف خط ديكلان رايتس وكالفن فيليبس

لم يخوضوا اليورو بعد
إذًا لنعد للسؤال الأول من جديد .. لماذا يمكن اعتبار أن إنجلترا لم تلعب بعد في البطولة؟ يمكنك أن تستشف وأن الإنجليز في حالة تجارب دائمة. ساوثجيت لم يعجبه ما قدمه كايل ووكر في مباراة كرواتيا فقرر تغييره بريس جيمس أمام اسكتلندا قبل أن يعود إلى ووكر من جديد.
عودة بعض العناصر كهاري ماجواير أو حتى جوردان هندرسون من شأنه أن يزيد من خيارات المدرب الإنجليزي كما أن مركز الجناح الأيمن أصبح متاحًا لأكثر من لاعب سواء فودين أو ساكا أو حتى سانشو الذي لم يحصل على فرصة البدء كأساسي.
كما أنه عندما يعود ميسون ماونت من الحجر الصحي فإنه سيزيد من الأسئلة التي تطرحها إنجلترا على خصومها وما إذا كان يمكن أن نرى جريليش وماونت في الملعب في آنٍ واحد.
ومع لعب إنجلترا لمباريات أمام فرق ليست من ضمن فرق الصف الأول فإن الأمور ماتزال غامضة، ليس فقط على المستوى السلبي بل على المستوى الإيجابي، فإنجلترا تمتلك أكثر من لاعب سريع ولعبها أمام فرق أكبر قد يساهم في مساحات يمكن استغلالها أكثر من تلك التي كانت متاحة لهاري كين ورفاقه في مباريات الدور الأول .. إنجلترا لم تخض اليورو بعد لكنها قد تغادره كذلك بعد أن تخوض مباراتها القادمة فالمنافس المُحتمل لن يكون هينًا، فرنسيًا كان أو ألمانيًا أو حتى برتغاليًا .. أقول “قد” فالحقيقة أن إنجلترا برأيي لم تُظهر كامل قوتها بعد وصحيح أنها على عكس كأس العالم 2018 قررت أن تسعى خلف الصدارة حتى لو كلف ذلك مواجهة أصعب إلا أن المسار بعد مباراة دور الـ16 قد يكون أسهل من مسار الوصافة .. لننتظر ونرى.