أيام قليلة تفصل منتخب ألمانيا عن لقائه الأول بنهائيات أمم أوروبا أمام فرنسا وقبل مواجهة بطل العالم تغلب الحيرة على المزاج الألماني فأشياء جيدة كثيرة حدثت مؤخراً لكن بالمقابل هناك حالة من انعدام الثقة بالمانشافت وحتى أرقام وسائل الإعلام تتحدث عن ذلك حيث يسجل كل عام تراجع متزايد بعدد متابعي مباريات المنتخب وهذا لم يحدث عن عبث فتتالي النتائج المخيبة أوصلت الجمهور لحد من اليأس الرهيب لكن مع عودة مولر وهوميلس يأمل المحللون بكسر جمود الفريق من جديد.
سيطرت الأخبار الجميلة على الصحف الرياضية بألمانيا في الفترة الأخيرة ففي العام الماضي فاز بايرن بلقب دوري الأبطال مع رقم خيالي تمثل بفوزه بجميع مبارياته بالبطولة وربما كان بإمكان البافاري تكرار إنجازه لولا أزمة الإصابات التي حدثت قبل لقاء سان جيرمان وإضافة لهذا بلغ دورتموند ربع النهائي وخرج أمام مانشستر سيتي بعد لقطة مثيرة للشك تحكيمياً إياباً.
المزاج الجيد لا يتعلق بالأندية الألمانية فقط حيث نجح توخيل بالحفاظ على هيمنة المدربين الألمان على لقب دوري الأبطال للموسم الثالث على التوالي بعد أن كان نهائي العام الماضي ألماني خالص بين توخيل وفليك بالتالي هناك حالة من الثقة لا حدود لها بمدارس التدريب في ألمانيا وعزز هذه الثقة شتيفان كونتز بعد قيادته منتخب ألمانيا \تحت 21 عام\ لتحقيق لقب اليورو قبل أيام ليكون اللقب الثاني لألمانيا في آخر 3 نسخ، شارك كونتز بثلاث بطولات وصل بجميعها للنهائي، علماً أنه قبل قدوم المدرب احتفل الألمان مرة واحدة فقط بلقب هذه البطولة وكان ذلك عام 2009 حين شارك مع الفريق نجوم كثر منهم مسعود أوزيل وتوني كروس ومانويل نوير وجيروم بواتينغ وبينيديكت هوفيديس.
لو تحققت هذه الإنجازات لدى الطليان أو الإسبان كان الحديث لن يتوقف عن القدرة على تحقيق هيمنة كاملة وفرض أسلوب جديد بكل المفاصل الكروية لكن في ألمانيا هناك حالة من الشك الكبير سببها المنتخب الأول فمن الطبيعي عدم إطلاق أي نظريات حول السيطرة بعد خسارة المانشافت من إسبانيا بسداسية نهاية العام الماضي!
أيام قليلة تفصل منتخب ألمانيا عن لقائه الأول بنهائيات أمم أوروبا أمام فرنسا وقبل مواجهة بطل العالم تغلب الحيرة على المزاج الألماني فأشياء جيدة كثيرة حدثت مؤخراً لكن بالمقابل هناك حالة من انعدام الثقة بالمانشافت وحتى أرقام وسائل الإعلام تتحدث عن ذلك حيث يسجل كل عام تراجع متزايد بعدد متابعي مباريات المنتخب وهذا لم يحدث عن عبث فتتالي النتائج المخيبة أوصلت الجمهور لحد من اليأس الرهيب لكن مع عودة مولر وهوميلس يأمل المحللون بكسر جمود الفريق من جديد.
نشوة ألمانية:
سيطرت الأخبار الجميلة على الصحف الرياضية بألمانيا في الفترة الأخيرة ففي العام الماضي فاز بايرن بلقب دوري الأبطال مع رقم خيالي تمثل بفوزه بجميع مبارياته بالبطولة وربما كان بإمكان البافاري تكرار إنجازه لولا أزمة الإصابات التي حدثت قبل لقاء سان جيرمان وإضافة لهذا بلغ دورتموند ربع النهائي وخرج أمام مانشستر سيتي بعد لقطة مثيرة للشك تحكيمياً إياباً.
المزاج الجيد لا يتعلق بالأندية الألمانية فقط حيث نجح توخيل بالحفاظ على هيمنة المدربين الألمان على لقب دوري الأبطال للموسم الثالث على التوالي بعد أن كان نهائي العام الماضي ألماني خالص بين توخيل وفليك بالتالي هناك حالة من الثقة لا حدود لها بمدارس التدريب في ألمانيا وعزز هذه الثقة شتيفان كونتز بعد قيادته منتخب ألمانيا \تحت 21 عام\ لتحقيق لقب اليورو قبل أيام ليكون اللقب الثاني لألمانيا في آخر 3 نسخ، شارك كونتز بثلاث بطولات وصل بجميعها للنهائي، علماً أنه قبل قدوم المدرب احتفل الألمان مرة واحدة فقط بلقب هذه البطولة وكان ذلك عام 2009 حين شارك مع الفريق نجوم كثر منهم مسعود أوزيل وتوني كروس ومانويل نوير وجيروم بواتينغ وبينيديكت هوفيديس.
لو تحققت هذه الإنجازات لدى الطليان أو الإسبان كان الحديث لن يتوقف عن القدرة على تحقيق هيمنة كاملة وفرض أسلوب جديد بكل المفاصل الكروية لكن في ألمانيا هناك حالة من الشك الكبير سببها المنتخب الأول فمن الطبيعي عدم إطلاق أي نظريات حول السيطرة بعد خسارة المانشافت من إسبانيا بسداسية نهاية العام الماضي!
لوف نفسه كان واحداً من الذين عززوا فكرة قدرة ألمانيا على السيطرة حين ذهب بفريق شاب لكأس القارات 2017 وحقق لقب البطولة ليحقق رديف الشباب بعدها لقب يورو \تحت 21 عام\ بذات الصيف وكل هذا جاء بعد عام واحد من خسارة الألمان بركلات الترجيح أمام منتخب البرازيل المدجج بالنجوم بنهائي مسابقة كرة القدم بالألعاب الأولمبية بالتالي يمكن القول أن الألمان يتركون بصمة بكل بطولة يدخلونها إلا ببطولات المنتخبات الكبرى!

بالواقع فاز الألمان باليورو الأخير \تحت 21 عاماً\ بتشكيلة شبه باهتة ميزها هداف البطولة نميشا المعار من مانشسترسيتي لأندرلخت ورغم تألق باكو وبيريشا أيضاً إلا أن سقف التوقعات منهما يبدو منخفضاً مقارنة بأسماء بمنتخبات سابقة مثل غوريتسكا وآرنولد ونويهاوس الذي كان بديلاً بنهائي يورو 2019 لكنه بات اليوم في المنتخب الأول حيث كانت المنافسة قوية جداً على مركزي المحور بمنتخب الشباب! بالتالي قد يكون فلوريان فيرتز الاسم الوحيد الذي ستتم مراقبته بشكل جدي مستقبلاً.


ماذا عن لوف؟
رغم عودة هوميلس ومولر مازالت هناك شكوك كبيرة حول وضع المنتخب فالتقدم بالودية الأولى أمام الدنمارك لم يكن كافياً للفوز وأضاع الفريق الفوز كالعادة بلقطة من خطأ جماعي لا يمكن فهمه!

بهذه اللقطة نرى كيف انطلق كريستيان إيريكسن بحرية شديدة بالوسط دون أن يكون هناك من يقطع مجال التمرير أمامه والشيء المفاجئ أكثر هو سوء الرقابة على بولسن الذي كان لوحده بين مدافعين لكن لم يقُم أي من زوله وهوميلس بأي خطوة لمراقبته بل تحرك زوله بشكل عرضي وذهب هوميلس بشكل طولي وأعطى الخصم فرصة الهرب من خلف ظهره والنتيجة كانت تسجيل الدنمارك لهدف من محاولات قليلة جداً بالمباراة!

من خلال اللقطة الأخيرة يمكننا أيضاً فهم لماذا لا يرغب لوف الاعتماد على رباعي بالخلف فرغم اعتماد الألمان على طريقة 3-4-3 بالمباراة إلا أن تجربة صغيرة داخل المباراة لتغيير الخطة كانت كفيلة بإفقاد الفريق الفوز.
لعب الألمان بطريقة 4-3-3 بأول 3 مباريات بتصفيات كأس العالم في مارس الماضي وحقق فيها لوف الفوز بمباراتين وخسر واحدة لكن من الواضح ان لوف قسّم تحضيرات الفريق بين فترتي الحاضر والمستقبل فتصفيات كأس العالم هي شأن يخص المستقبل لذا فضل عدم إعادة مولر وهوميلس بتلك الفترة لكن الواقع هو اليورو الذي يرغب فيه المدرب تحقيق نتيجة آنية جيدة وأمام الدنمارك ولاتفيا عاد المدرب لأسلوب 3-4-3 لدراسة أسلوب اللعب الأنسب للبطولة.

انتظر الجميع كيفية توظيف توماس مولر بالملعب وانتظار شغله للمركز رقم 10 لكن يبدو أن تخطيط المدرب لنجم بايرن يبدو مختلفاً عن التوقعات حيث وضع اللاعب كرأس حربة وهمي ضمن خطة تعتمد على خلق كثافة عددية بالأمام وهو الأسلوب الذي كان المدرب يحاول العمل عليه بالفترة الأخيرة لكن نتائجه لم تكن مبشرة.

هذه الصورة تكررت كثيراً بلقاء ألمانيا والدنمارك حيث يصعد الجناحين المتأخرين بشكل مستمر على الأطراف ويصبحان على خط واحد تقريباً مع ساني ومولر وغنابري مع صعود واحد من ثنائي الوسط بالتالي يحاول هذا السداسي خلق عشوائية مزعجة للخصم بأسلوب شبيه بما يتبعه فليك مع بايرن لكن الفارق يكمن بالتطبيق ففي الغالب تضيع الهجمات بكرة عرضية لا تصل لأحد أو تنتهي بتسديدة سيئة.
واقع التسديدات يبدو مقلقاً للغاية بالنسبة للألمان حيث لا يملك الفريق هدافاً قادراً على إيجاد الحلول بالظروف الصعبة والأسوأ أنه يتعرض لمحاولات كثيرة بسهولة فبالنظر للنسخة الأخيرة من دوري الأمم نرى أن وسطي تسديدات منتخب ألمانيا كان 13,5 بينما كان يتعرض لوسطي تسديدات يبلغ 13,8 ومن الصادم جداً أن يتعرض الألمان لتسديدات أكثر من ما يسددونه!

امتلاك معدل مرتفع بقطع الكرات لا يعني أن المنظومة الدفاعية تعني بشكل جيد بل غالباً يعني أن الفريق غير منظم بشكل يسمح له بالقيام بتدخلات ناجحة كما أنه لا يتمكن من الحفاظ على الكرة لوقت طويل وحتى الآن مازال لوف يبحث عن تركيبة الوسط الملائمة لتخفيف هذه المعدلات كي لا يتكرر مشهد هدف الدنمارك.
بالسنوات الأخيرة أقحم لوف كيميش بالوسط معتبراً أنه لاعب الارتكاز الدفاعي الوحيد المتاح لكن المدرب استجاب للفكرة التي اعتبرها أغلب الأفراد منطقية وحول كيميش لجناح متأخر لإعطاء فرصة للاستفادة من كثرة نجوم الوسط ليقحم كروس وغندوغان سوياً ضمن منظومة 3-4-3 بالتالي يمكن لكيميش أيضاً الذهاب للداخل ومساعدة الفريق ببناء اللعب لكن المشكلة تكمن بعدم اعتياد غندوغان وكروس على أدوار لاعب الارتكاز الدفاعي مما قد يترك مساحات كبيرة بين خطي الوسط والدفاع علماً أنهما شاركا سوياً بالمحور في المباراة التي انتهت على فوز الإسبان بسداسية نظيفة.
لم يكن تغيير مركز كيميش الأمر الوحيد الذي بدله لوف بين لقاءي الدنمارك ولاتفيا، لنتفق أولاً على نقطة وهي عدم أهمية نتيجة لقاء لاتفيا لأن الألمان يسعون قبل كل بطولة لخوض ودية سهلة الهدف منها هو التجريب دون اضطرار المدرب للتفكير بالنتيجة لذا نتذكر مواجهة ألمانيا وأرمينيا قبل مونديال 2014 وألمانيا والسعودية قبل المونديال الأخير.
ضد لاتفيا أشرك لوف هافيرتز بالثلث الأخير والهدف كان تغيير المراكز بشكل مستمر بينه وبين مولر وغنابري بالتالي كنا نشاهد لامركزية رهيبة بين الثلاثي حتى أنهم ببعض الأوقات كانوا يتجهون لنصف ملعب واحد كما حدث بالهدف الرابع:


من خلال الصورتين نرى كيف عاد مولر للخلف وأصبح غنابري بالأمام كرأس حربة وتحول هافيرتز لأقصى اليمين دون وجود أي من الثلاثي على الطرف الآخر بصورة استدعت جوسينس للصعود أكثر وبالنتيجة استغل غنابري سرعته ليتابع تمريرة هوميلس الرائعة ويسجل الهدف الرابع.
نلاحظ من خلال لقطات عديدة كيف كان الهدف من تحول مولر وغنابري للأمام هو البحث عن استثمار التمريرات الطويلة في حين يميل هافيرتز أكثر للعب التمريرات واستغلال مهارته وهو ما ساعده بصناعة أول هدفين بسوية عالية مؤكداً قدرته على اللعب أساسياً على حساب ساني الذي يميل أكثر للحل الفردي.
كي نفهم الدور الذي أخذه كل لاعب يمكننا العودة للفرصة الأولى بلقاء لاتفيا “الصورة بالأسفل” والتي بدأت ببينية من أحد المدافعين، مثل سيناريو الهدف الرابع، لكن تمريرة غينتير هنا لم تذهب باتجاه غنابري لذا كان مولر واقفاً خلفه وحين قرأ الهجمة بدأ بالتحرك بالعمق وسدد لكن محاولته ضاعت:

بالحديث عن الأشكال الهجومية لابد من مناقشة لقطة تكررت أيضاً لمرات عديدة بلقاء لاتفيا:

نرى هنا تحول هافيرتز من جناح أيمن لأيسر وعمله مع جوسينس لبدء الهجمة لكن فعلياً من هو الجناح الأيمن؟ اتجه كل من مولر وغنابري للعمق وصعد كيميش للأمام ليتحول تقريباً لجناح وهنا نرى كيف سحب الفريق مراكز لاعبيه بالكامل فمع صعود كيميش تقدم المدافع غينتير وأغلق المنطقة خلفه خوفاً من فقدان الكرة ولو أنه صعد لمنطقة متقدمة علماً أن غينتير كان قد لعب مباريات عديدة بمركز الظهير الأيمن مع ألمانيا لذا قد يطمح لوف لاستغلال قدراته لإيقاف المرتدات بحالات كهذه.
أيضاً ضمن تغييرات لوف لعب الفريق بالثلاثي روديغير وهوميلس وغينتير بالخلف وبوجود جناحين متأخرين مثل كيميش وجوسينس يمكن التأكد من جودة الهجوم وقدرة اللاعبين على المساندة بالانتقال للداخل.
مازلنا بانتظار بدء المباريات الرسمية للتأكد من قدرة مولر على ضبط الفوضى الهجومية التي سيطرت على أداء الفريق مؤخراً ومشاهدة الكيفية التي سيعتمد عليها لوف لتقليل المساحة خلف كروس وغندوغان مع اقتراب ضمان اعتماده عليهما سوياً ووضع كيميش على الطرف ولسوء حظ المدرب فإن المباراة الأولى لا تحتمل أي خطأ ومطلوب أمام فريق يملك كل شيء مثل منتخب فرنسا.
منطقياً سيعتمد لوف على ذات تشكيلة لقاء لاتفيا أمام فرنسا “نوير- روديغير، غينتير، هوميلس- كيميش، كروس، غندوغان، جوسينس- هافيرتز، غنابري، مولر”.
وجود جوسينس قد لا يكون أكيداً مع المستوى الجيد لغونتر ولو أن تمسك لوف بظهير أتالانتا بدا واضحاً مؤخراً أما بما يتعلق بمولر فقد تعود له ذكريات الفشل بالتسجيل في نسختي اليورو السابقتين ولو أن المهمة هذه المرة مختلفة حيث يضع الألمان كل آمالهم وثقلهم عليه ليصحح ما حدث بغيابه.