يستعد هانزي فليك لبدء رحلته مع منتخب ألمانيا بعد نهاية يورو 2020 والتي ستكون البطولة الوداعية ليواكيم لوف بعد 15 عام قضاها كمدرب أول للمانشافت حيث سيسلم مفاتيح القيادة للرجل الذي جلس مساعداً بجانبه لمدة 8 سنوات “بين 2006 و2014” تماماً كما استلمها من الرجل الذي كان لوف مساعداً له بين 2004 و2006 وإن كان الألمان قد بدلوا بين عامي 1926 و2021 عشرة مدربين فقط فمن المتوقع أن يحافظ فليك على معدل مشابه لفترة البقاء كمدرب للمنتخب فالتخلي عن نادٍ بقيمة بايرن ميونيخ لا يمكن أن يكون لمجرد العمل مع المانشافت لعام 2024 فقط كالعقد الذي تم توقيعه لكن من المرتقب أن نسمع خلال كل سنتين عن عقد جديد للمدرب رقم 11 بتاريخ ألمانيا.
تجربة التحول من مدرب ناجح بالنادي للبحث عن تحدٍ بالمنتخب شاهدناها عند الكثير من المدربين الكبار فديشامب كمدرب سجل بعض الإنجازات أهمها وصوله لنهائي دوري الأبطال 2004 مع موناكو وديل بوسكي إسبانيا فاز أيضاً بدوري الأبطال مع ريال مدريد وحقق فترة رائعة كما تمتع مارتشيللو ليبي أيضاً بتاريخ ممتاز قبل تولي تدريب الآزوري وقيادته للفوز بكأس العالم 2006 لذا نجد أنه من آخر 4 أبطال لكأس العالم كان يواكيم لوف الوحيد الذي لم يحقق شهرة دولية مع النادي قبل التحول للمنتخب ولو أن مسيرته بشتوتغارت كانت ممتازة قياساً لإمكانيات النادي.
نموذج ليبي وديل بوسكي لم نكن نراه بألمانيا فالاعتماد كان يتم غالباً على مدربين لم يحققوا نجاحات ساحقة بالأندية لذا لم نشاهد هيتسفيلد ولا هاينكس ولا لاتيك يتولون تدريب المنتخب ومعظم من جاءوا لتدريب المانشافت كانوا بسيرة ذاتية متواضعة أو ببداية رحلتهم التدريبية لذا فإن عدم تولي كلوب وتوخيل تدريب المنتخب ليس بالأمر الجديد لكن الجديد هو أن نشاهد بطل أوروبا وصاحب السداسية الوحيدة بتاريخ بايرن هانزي فليك يترجل عن ناديه ويذهب لاختيار المانشافت فما الذي يخطط الرجل للقيام به؟
بين 2006 و2014، فترة تواجد فليك مساعداً للوف، كان عمل كادر المنتخب منصب على فكرة تجريب عدد كبير جداً من اللاعبين وتجريب خيارات كثيرة غير متوقعة بالمباريات الودية لدراسة إمكانية تطبيقها بالمباريات الرسمية كإشراك لاعب المحور لارس بيندير كظهير أيمن وهو ما حدث بيورو 2012 ضد الدنمارك.
يستعد هانزي فليك لبدء رحلته مع منتخب ألمانيا بعد نهاية يورو 2020 والتي ستكون البطولة الوداعية ليواكيم لوف بعد 15 عام قضاها كمدرب أول للمانشافت حيث سيسلم مفاتيح القيادة للرجل الذي جلس مساعداً بجانبه لمدة 8 سنوات “بين 2006 و2014” تماماً كما استلمها من الرجل الذي كان لوف مساعداً له بين 2004 و2006 وإن كان الألمان قد بدلوا بين عامي 1926 و2021 عشرة مدربين فقط فمن المتوقع أن يحافظ فليك على معدل مشابه لفترة البقاء كمدرب للمنتخب فالتخلي عن نادٍ بقيمة بايرن ميونيخ لا يمكن أن يكون لمجرد العمل مع المانشافت لعام 2024 فقط كالعقد الذي تم توقيعه لكن من المرتقب أن نسمع خلال كل سنتين عن عقد جديد للمدرب رقم 11 بتاريخ ألمانيا.

تجربة التحول من مدرب ناجح بالنادي للبحث عن تحدٍ بالمنتخب شاهدناها عند الكثير من المدربين الكبار فديشامب كمدرب سجل بعض الإنجازات أهمها وصوله لنهائي دوري الأبطال 2004 مع موناكو وديل بوسكي إسبانيا فاز أيضاً بدوري الأبطال مع ريال مدريد وحقق فترة رائعة كما تمتع مارتشيللو ليبي أيضاً بتاريخ ممتاز قبل تولي تدريب الآزوري وقيادته للفوز بكأس العالم 2006 لذا نجد أنه من آخر 4 أبطال لكأس العالم كان يواكيم لوف الوحيد الذي لم يحقق شهرة دولية مع النادي قبل التحول للمنتخب ولو أن مسيرته بشتوتغارت كانت ممتازة قياساً لإمكانيات النادي.
نموذج ليبي وديل بوسكي لم نكن نراه بألمانيا فالاعتماد كان يتم غالباً على مدربين لم يحققوا نجاحات ساحقة بالأندية لذا لم نشاهد هيتسفيلد ولا هاينكس ولا لاتيك يتولون تدريب المنتخب ومعظم من جاءوا لتدريب المانشافت كانوا بسيرة ذاتية متواضعة أو ببداية رحلتهم التدريبية لذا فإن عدم تولي كلوب وتوخيل تدريب المنتخب ليس بالأمر الجديد لكن الجديد هو أن نشاهد بطل أوروبا وصاحب السداسية الوحيدة بتاريخ بايرن هانزي فليك يترجل عن ناديه ويذهب لاختيار المانشافت فما الذي يخطط الرجل للقيام به؟
هل يمكن نسخ تجربة النادي للمنتخب؟
بين 2006 و2014، فترة تواجد فليك مساعداً للوف، كان عمل كادر المنتخب منصب على فكرة تجريب عدد كبير جداً من اللاعبين وتجريب خيارات كثيرة غير متوقعة بالمباريات الودية لدراسة إمكانية تطبيقها بالمباريات الرسمية كإشراك لاعب المحور لارس بيندير كظهير أيمن وهو ما حدث بيورو 2012 ضد الدنمارك.
أراد الكادر بتلك المرحلة تحويل نهج المنتخب لشيء عام يتم تطبيقه على أكبر عدد من اللاعبين حيث يمكن الحفاظ على ذات الأسلوب مهما تغيرت المجموعة والملفت بذات الوقت أن عملية الاستبعاد كانت تتم بسرعة عالية لأي لاعب لا يناسب الأسلوب كما حدث مع مارسيل شميلتسير الذي كان بقمة تألقه بدورتموند لكنه وجد نفسه فجأة خارج المنتخب بعد 16 مباراة دولية دون مشاركته ولو لدقيقة واحدة بأي بطولة رسمية.
كان الهدف الأساسي من الوديات هو تجريب أكبر قدر ممكن من البدلاء مع الاعتماد على ذات أسلوب اللعب بشك مستمر لإيصال الفكرة للجميع واختيار أفضل من هو قادر على تطبيقها وبالنتيجة اعتمد لوف على قلب الدفاع هوفيديس كظهير أيسر بمونديال النجمة الرابعة 2014 وغيّر بطريقة عمل الوسط ومراكز اللاعبين بشكل مستمر مع الاحتفاظ بالنهج التكتيكي ذاته.

بعد رحيل فليك عن كادر المنتخب عام 2014 شعرنا بتراجع هذا العامل تدريجياً ليبدأ بالاختفاء بعد كأس القارات 2017 حيث فقد المنتخب أسلوبه الأساسي وبات بلا هوية واضحة وبدأت الخطط تتغير بشكل مستمر بصورة شرحت مدى الفوضى التي حدثت ليغير لوف مساعده توماس شنايدر ويتحول لسورغ لكن ذلك لم يحل المشكلة كثيراً.

حب فليك لأسلوب الضغط العالي واضح للغاية لكنه ببايرن حصل على الوقت الكافي لتطبيقه فالتوقف بسبب انتشار فيروس كورونا منحه المهلة الكافية لتأهيل اللاعبين بتمارين خاصة مستفيداً من احترافية النادي العالية وقوة الطاقم البدني الذي يعمل معه وهو ما دفع المعد البدني هولغر برويتش للقول أن فليك كان المدرب الأكثر إيماناً بخطط الكادر البدني وإعطائها فرصة ضمن خطط إعداد الفريق، لكن هذا الكلام لن ينفع كثيراً بالمنتخب فوقت تحضير اللاعبين قبل الأيام الدولية يكون قليلاً للغاية وغير كافٍ لتحقيق أي عمل بدني بالتالي التفكير بهذه الناحية غير ممكن وسيكون المدرب بحاجة لأن تقوم الأندية به كي تسلمه اللاعبين بمستوى بدني يناسبه.
يعمل الاتحاد الألماني بمستوى مرتفع من الاحترافية ويسمح له ذلك بالتواصل مع جميع أندية الدرجات الثلاث الأولى ودوريات الأقاليم وتحديد بعض الأشياء التي ترغب الإدارة الفنية للاتحاد باتباعها لتوحيد السمة الألمانية بصورة تفيد المنتخب وعادة تكون التعليمات المقدمة للأندية مرتبطة برسومات خططية محددة لذا يكمن السؤال حول ما إذا كان فليك مع بيرهوف سيتجهان لمطالبة الأندية بتكثيف العمل البدني أكثر وما إذا كان هذا أساساً من حق الاتحاد الألماني كونه قد يمثل المزيد من التدخل بشؤون الأندية لكن بكل الأحوال تبقى هناك تفاصيل عديدة معقدة بالنسبة لفليك بهذا الجانب كونه لن يشرف على تدريب اللاعبين طوال العام لذا قد يحتاج للتفكير بأسلوب فيه مخاطرة بدنية أقل.
فعلياً سيكون من الصعب على فليك التفكير بذات أسلوب بايرن بالمنتخب لأن مباريات البطولات الكبرى لا تتحمل أي خطأ وحين لا يحصل الفريق على وقت كافٍ للتحضير بالأسلوب الذي يريده المدرب ستصبح النتيجة هي ظهور المزيد من الأخطاء ومع اللعب بدفاع متقدم ستكون الأخطاء قاتلة أكثر وكالعادة فإن الخطأ ببطولة المنتخبات ينتهي غالباً بطرد الفريق خارج البطولة بسبب صعوبة التعويض لذا قد يحتاج فليك للتفكير بكرة قدم شبيهة بالتي قدمها الألمان بمونديال 2014 ففي 2010 لعب الفريق بشكل ممتع وسجل 12 هدفاً فقط بمرمى استراليا وإنجلترا والأرجنتين لكنه غامر بصورة أقل بعض الشيء في مونديال 2014 رغم نضج المجموعة ووصولها لمستوى أعلى والنتيجة بالنهاية كانت الفوز باللقب.

بالمقابل عانى منتخب ألمانيا أمام الفرق التي تلعب بقوة بدنية بشكل كبير حيث نتذكر الفوز الشاق على الجزائر 2014 وغانا 2010 والتعادل مع ذات المنتخب بـ2014 والخسارة من فرنسا بيورو 2016 وإضاعة مباريات ودية عديدة أمام المنتخبات الإفريقية لذا فإن وصول مدرب مهتم بالعامل البدني قد يجعل الأمر أفضل على الأقل بدراسة الخصوم وفهمهم.

يملك المنتخب حالياً عدداً كبيراً من اللاعبين السريعين مثل غنابري وساني وهافيرتز وفيرنير مع صانعي لعب ممتازين بالوسط ووجود المدرب الذي قهر الجميع بضغطه المتقدم سيسرع بإعادة تحسين أداء المنتخب وخلق نهج يمكن أن يستمر لعشر سنوات مع السعي لإبقاء الكتلة الدفاعية خلف خط الوسط وعدم إجراء مجازفات مجنونة.
أمور شخصية
قبل حوالي عامين كان فليك يدير متجره الخاص بقريته الأم بامينتال إلى أن اتصل به كوفاتش وعرض عليه القدوم وتولي منصب مساعد مدرب بايرن لستمر العجلة بالدوران السريع ويصبح هو المدرب الأول وبالنتيجة أصبح فليك اليوم مدرباً لألمانيا بعد رفضه لعروض كبيرة من ريال مدريد وبرشلونة بحسب صحيفة “كيكر”.
لطالما كانت شخصية فليك غريبة الأطوار بعض الشيء بصورة تشبه رفضه العمل بالأندية بعد رحيله عن المنتخب عام 2014 وشغله مناصب لا قيمة لها مقارنة بإمكانياته لذا سيجد هذا الرجل الأمر سهلاً بتولي منصب لا يبعده عن القرية والعائلة.
العلاقة باللاعبين
أكثر ما ميز فليك في بايرن هو علاقته الممتازة بكل النجوم وكسبهم لصفّه وهو أمر مهم بالنسبة لمدرب المنتخب الذي يحتاج لنيل رضا الجميع خاصة الذين لا يستدعيهم لكن سيتغير الأمر عن بايرن بنقطة أساسية وهي أنه لن يشرف على تطورهم بنفسه ولن يتابع تفاصيلهم اليومية بذات القرب بل مرة أخرى سيعول على عمل الأندية وهنا قد يخطر ببال الكثيرين كم قدم فليك سلفاً للمنتخب حين كان مدرباً لبايرن بإعادة مولر لمستواه وضم غوريتسكا والعمل على باقي اللاعبين كي يكونوا بقمة ألقهم حين يحتاجهم المنتخب وهذا قد يدفع البعض للتفكير بأن وجوده في بايرن ربما كان أكثر فائدة حتى للمنتخب من تدريب المانشافت!
سيبدأ فليك رحلته قريباً مع ألمانيا والمتوقع هو سعيه لإيجاد أظهرة سريعة ترفع من إيقاع الفريق مع البحث عن بداية مرحلة جديدة لا تتضمن توني كروس الذي قد لا يناسب أفكار المدرب الباحث عن أقل لمس للكرة مع أكثر ذهاب مباشر للأمام، ذات السبب الذي جعل تياغو يشعر أن المدرب يفضل عليه كيميش وغوريتسكا ليختار الرحيل، لذا علينا انتظار محاولات فليك لنسخ فكرة النادي داخل المنتخب فعلاً لكن مع بعض الحذر أكثر.