هناك حقيقتان واضحتان في نادي برشلونة حاليًا .. أن رئيس النادي هو جوان لابورتا وأن النادي الكتلوني لديه دين يتجاوز حاجز المليار يورو منها 750 مليون يورو ديون قصيرة الأجل.
هناك حقائق أخرى بالطبع لكن تلك الحقيقتين بطريقة أو بأخرى متناقضتان، فلابورتا يُصر على أن ناديه قادر على إبرام صفقات من العيار الثقيل هذا الصيف برغم حقيقة هذا الدين الأكبر في تاريخ الرياضة.
لكن … هناك منطقة رمادية أخرى بين الحقيقتين، وفي تلك المنطقة تكمن بعض الصفقات التي قد يُنظر إليها على أنها حلول للتشكيلة الحالية لبرشلونة، ومن ضمن تلك الصفقات تبدو صفقة سيرخيو أجويرو مثالًا واضحًا عليها.
سجل سيرخيو أجويرو 182 هدفًا في 274 مباراة وهو ما يضعه في الترتيب الرابع على مستوى هدافي البريميرليج تاريخيًا خلف ألان شيرار صاحب الـ260 هدفًا وواين روني صاحب الـ 208 هدفًا وأندي كول الذي يسبقه بثلاثة أهداف فقط علمًا بأن كول لعب 140 مباراة أكثر منه بينما لعب روني ما يزيد عن 200 مباراة إضافية .. في الحقيقة فإن أجويرو يمتلك أفضل نسبة تهديف في الـ90 دقيقة مقارنة بأي لاعب آخر في تاريخ البريميرليج.
هناك حقيقتان واضحتان في نادي برشلونة حاليًا .. أن رئيس النادي هو جوان لابورتا وأن النادي الكتلوني لديه دين يتجاوز حاجز المليار يورو منها 750 مليون يورو ديون قصيرة الأجل.
هناك حقائق أخرى بالطبع لكن تلك الحقيقتين بطريقة أو بأخرى متناقضتان، فلابورتا يُصر على أن ناديه قادر على إبرام صفقات من العيار الثقيل هذا الصيف برغم حقيقة هذا الدين الأكبر في تاريخ الرياضة.
لكن … هناك منطقة رمادية أخرى بين الحقيقتين، وفي تلك المنطقة تكمن بعض الصفقات التي قد يُنظر إليها على أنها حلول للتشكيلة الحالية لبرشلونة، ومن ضمن تلك الصفقات تبدو صفقة سيرخيو أجويرو مثالًا واضحًا عليها.
سجل سيرخيو أجويرو 182 هدفًا في 274 مباراة وهو ما يضعه في الترتيب الرابع على مستوى هدافي البريميرليج تاريخيًا خلف ألان شيرار صاحب الـ260 هدفًا وواين روني صاحب الـ 208 هدفًا وأندي كول الذي يسبقه بثلاثة أهداف فقط علمًا بأن كول لعب 140 مباراة أكثر منه بينما لعب روني ما يزيد عن 200 مباراة إضافية .. في الحقيقة فإن أجويرو يمتلك أفضل نسبة تهديف في الـ90 دقيقة مقارنة بأي لاعب آخر في تاريخ البريميرليج.
لكن الملاحظ حقًا لا يتعلق بشأن الأرقام في صورتها المجردة بل كون أجويرو هو اللاعب الوحيد من خارج القارة الأوروبية الموجود في قائمة أكبر 15 هدافًا في تاريخ البريميرليج وفقط ينضم له الترينيدادي دوايت يورك إن وسعنا القائمة لـ20 في الدوري الذي اشتهر تاريخيًا بعدم نجاح اللاتينيين فيه، ويمكن وصف أجويرو بمن فتح الباب لنجاح اللاعبين اللاتينيين في هذا الدوري وأعقبه نجاحات أخرى لكن يبقى أجويرو هو الأرجنتيني واللاتيني الأنجح في تاريخ البطولة .. كل هذا رغم أن أجويرو يلعب في دوري يشتهر فيه اللاعبون عامة والمدافعون خاصة بطول القامة في الوقت الذي لا يزيد فيه طوله عن 173 سم فقط ورغم ذلك تمكن من تسجيل 19 هدفًا من ضربات رأس خلال مسيرته مع السيتي ربما أجملها تلك الضربة التي أسقط بها تشيلسي في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي عام 2013.
الإعلان عن رحيل أجويرو عن مانشستر سيتي كان في شهر مارس الماضي، ومنذ ذلك الحين تصاعدت الإشاعات حول وجهته المقبلة قبل أن تنحصر في اسم نادٍ واحد .. برشلونة.
ليونيل ميسي تمتع بمرافقة صديق حميم له في السنوات الماضية في هجوم البرسا هو لويس سواريز لكنه حُرم منه في الموسم الأخير بعدما رحل المهاجم الأوروجوياني إلى صفوف أتلتيكو مدريد الذي توج هذا الموسم بلقب الليجا وهو أمر لم يفعله أجويرو عندما لعب في صفوف نفس النادي من قبل.
لكن الزمن كان غير الزمن .. وقتها لم يكن هناك دييجو سيميوني ليصنع المعجزات مع الروخي بلانكوس، وبرغم ذلك فإن أجويرو قدم مستوى كبير خلال فترته مع أتلتيكو مدريد التي صنع فيها ثنائية مميزة رفقة دييجو فورلان ولم يقل رصيده من الأهداف فيها عن 15 هدفًا باستثناء موسم وحيد، على اعتبار أن موسمه الأول الذي شارك فيه بأكمله كان يبلغ فيه من العمر ما بين الـ18 و19 عامًا فقط قادمًا من اندبنديينتي الأرجنتيني .. أمر مبهر بالمناسبة أن تشارك في الـ38 مباراة في موسمك الأول بأوروبا وأنت في هذه العمر الصغيرة وتسجل 6 أهداف.
أجويرو اشتهر بأكثر من مباراة تألق فيها أمام برشلونة تحديدًا والذي سجل أمامه أكثر من ثنائية، لكن لم تتسنَ الفرصة آنذاك للحكم على مدى قدرته على اللعب في نظام لعب برأس حربة واحدة حيث لعب رفقة فيرناندو توريس في البداية ثم رفقة دييجو فورلان الذي رحل معه في نفس الصيف 2011 عن صفوف الأتليتي.
لكن أجويرو آنذاك ليس أجويرو الآن .. في الحقيقة أجويرو السيتي حتى ليس أجويرو الآن .. ذلك اللاعب الذي أثقلته الإصابات بشدة في الموسم الأخير مع السكاي بلوز والتي منعته من اللعب بشكل طبيعي لفترات طويلة جدًا من الموسم الذي قضى بيب جوارديولا أغلب فتراته وهو لا يلعب بمهاجم صريح.
في برشلونة، تخلصت الإدارة في الصيف الماضي من لويس سواريز مع عدة لاعبين آخرين من كبار السن وكبار الراتب أملًا في تقليل فاتورة النفقات.

واحدة من أهم المآخذ على سواريز في موسميه الأخيرين مع برشلونة كانت في أن فريقًا ضعيف الدفاع كبرشلونة لا يحتمل عدم مشاركة اثنين من اللاعبين في أي نوع من أنواع الدفاع بما فيها الضغط على المنافس وأن سواريز مع ميسي في الأمام أصبح عبءً دفاعيًا لا يمكن للبرسا تحمل تكلفته.
السؤال الذي سيعيد فرض نفسه في حالة وصول سيرخيو أجويرو إلى برشلونة، هل يمكن للبرسا العودة لمثل هذا السيناريو من جديد؟ لا نتحدث عن تحسن حدث أصلًا في دفاع النادي الكتلوني بعد رحيل سواريز لكن هل يسير حل كهذا في طريق تحسين المنظومة الدفاعية المهترئة لبرشلونة ككل؟ الإجابة غالبًا لا.
لذلك لن يكون مُفاجئًا أن تتواصل مثل هذه اللقطات التي لا يكون هناك دور دفاعي حقيقي لثنائي الهجوم عندما يستحوذ المنافس على الكرة في هجمة منظمة على البرسا.

ربما تكون الأمور أفضل حالًا على اعتبار أن برشلونة أصبح لديه عتاد بدني أفضل في وسط الملعب من فترة راكيتيتش وفيدال بوجود دي يونج وبيدري وموريبا وربما ينضم إليهم جيني فينالدوم لكن ستظل ملحوظة تثير التساؤلات.
على الصعيد الهجومي يمتلك سيرخيو أجويرو بروفايلًا مشابهًا لما امتلكه لويس سواريز، فهو مهاجم يجيد اللعب خارج منطقة الجزاء والمشاركة في بناء الهجمة كما يعتبر مهاجمًا لا يُشق له غبار داخل منطقة الجزاء يجيد اختيار الأماكن المهمة وكذلك لديه ما يكفي من المهارة لمنح زملائه فرص للتسجيل وإخلاء المساحات لهم.
لكن ليس مفهومًا بعد السيناريو المزمع رسمه في أسلوب لعب برشلونة، فالبرسا لعب أغلب فترات هذا الموسم بوجود ميسي في قلب الهجوم لكن عمل كومان على تحسين دور أنتوان جرييزمان على الجانب الأيسر واختياره للمساحة التي يخلّفها ميسي في قلب منطقة الجزاء عندما يتراجع وهو ما أثر بالإيجاب نسبيًا على مردود المهاجم الفرنسي في الموسم الحالي مقارنة بالسابق.
ربما يتم حل هذه المعضلة بشكل عام عند النظر إلى الواقع .. الواقع يقول إن أجويرو يبلغ من العمر 33 عامًا وقد قضى الموسم الماضي مصابًا في أغلبه، والإصابة هنا لم تكن إصابة واحدة طويلة بل سلسلة من الإصابات المتتالية وكأن جسده قد بدأ يعطي إشارات أنه لم يعد قادرًا على المواصلة بهذا الزخم.
لذلك قد يكون حل المعضلة في النظر إلى أجويرو على أنه بديل مفيد لبرشلونة يعطيه حلولًا لم تكن في الفريق الموسم الماضي بوجود رأس حربة متمرس يتمكن من استغلال تمريرات زملائه دون الكثير من الشكوك حول قدراته أمام المرمى، فلا بريثويت كان قادرًا على إقناعك ولا جرييزمان كان يمتلك القدرة باستمرار على استغلال الفرص المتاحة ولا القدرة باستمرار على التواجد في أماكن مؤثرة من منطقة الجزاء خاصة بعد أن يكون قد مارس دورًا في بناء الهجمة على الجانب الأيسر لا يسمح له بالدخول بسرعة إلى منطقة الجزاء.

أجويرو قد يمنح برشلونة إضافة جيدة إن امتلك قدرة بدنية معقولة لتقديم تلك الإضافة، وقد يستفيد برشلونة من تفاهمه مع ميسي جراء لعبهما معًا لفترات طويلة في المنتخب الأرجنتيني لكن سيكون على كومان أو من يخلفه العثور له على أفضل شكل ممكن للاستفادة منه دون الإخلال ببعض المكاسب التكتيكية الهجومية التي حققها الفريق في الموسم الماضي.