مرت عقود كثيرة على تلك القاعدة المريحة التي كانت أحيانًا ما تقسّم الكؤوس بين الفريقين المتصارعين عليها .. لم يعد أحد يحب تقاسم مكاسبه مع فريق آخر، وللحق أقول .. أنها كانت قاعدة سخيفة جدًا!
لا أحد يحب التعادل .. لا أحد يحب تقاسم المكاسب .. الكل يريد إما كل شيء أو لا شيء .. ولأن الأمر لا ينحصر فقط في مسألة الفوز بالبطولات بل لتحديد المتأهلين إلى بطولة ما أو إلى أحد الأدوار في بطولة ما، فإن كسر التعادل أمر مطلوب دائمًا.
ولأن أتلتيكو مدريد قرر لسبب أحمق ما أن يخسر أمام ليفانتي، وريال مدريد قرر أن يتعادل لسبب أكثر حماقة أمام ريال بيتيس فإن التعادل النقطي قد يكون أمرًا مُحتملًا في صراع الفوز بلقب الليجا بعد نهاية الأسبوع الأخير منها.
ولأن ليفربول قرر لسبب إعجازي ما أن يستخدم أليسون بيكر للتهديف أمام وست بروميتش، وليستر سيتي قرر لسبب غبي أن يسقط بالأربعة على أرضه أمام نيوكاسل، فإن التعادل النقطي أيضًا قد يكون أمرًا مُحتملًا جدًا في البريميرليج في صراع التأهل لدوري الأبطال بعد نهاية الأسبوع الأخير منه.
مرت عقود كثيرة على تلك القاعدة المريحة التي كانت أحيانًا ما تقسّم الكؤوس بين الفريقين المتصارعين عليها .. لم يعد أحد يحب تقاسم مكاسبه مع فريق آخر، وللحق أقول .. أنها كانت قاعدة سخيفة جدًا!
لا أحد يحب التعادل .. لا أحد يحب تقاسم المكاسب .. الكل يريد إما كل شيء أو لا شيء .. ولأن الأمر لا ينحصر فقط في مسألة الفوز بالبطولات بل لتحديد المتأهلين إلى بطولة ما أو إلى أحد الأدوار في بطولة ما، فإن كسر التعادل أمر مطلوب دائمًا.
ولأن أتلتيكو مدريد قرر لسبب أحمق ما أن يخسر أمام ليفانتي، وريال مدريد قرر أن يتعادل لسبب أكثر حماقة أمام ريال بيتيس فإن التعادل النقطي قد يكون أمرًا مُحتملًا في صراع الفوز بلقب الليجا بعد نهاية الأسبوع الأخير منها.
ولأن ليفربول قرر لسبب إعجازي ما أن يستخدم أليسون بيكر للتهديف أمام وست بروميتش، وليستر سيتي قرر لسبب غبي أن يسقط بالأربعة على أرضه أمام نيوكاسل، فإن التعادل النقطي أيضًا قد يكون أمرًا مُحتملًا جدًا في البريميرليج في صراع التأهل لدوري الأبطال بعد نهاية الأسبوع الأخير منه.

أضف إلى ذلك نفس التفاصيل الحمقاء أحيانًأ والمنطقية أحيانًا التي جعلتنا نرى نفس الأمر في صراع التأهل لمراكز دوري أبطال أوروبا في السيري آ.
في الليجا والسيري آ يُحسم البطل وأصحاب أي تعادل في أي مركز عن طريق المواجهات المباشرة .. الفريق الذي يتفوق على الآخر خلال مواجهتيه معه أثبت أنه الفريق الأحق بالأفضلية على منافسه .. منطقي ها؟
أما في البريميرليج يُحسم البطل وأصحاب أي تعادل في أي مركز عن طريق فارق الأهداف .. الفريق الذي حافظ على أكبر هوة بين تميز هجومه وتراجع دفاعه طوال الموسم هو الأحق بالأفضلية على منافسه .. منطقي ها؟
كلاهما منطقي بطريقة أو بأخرى!
لكن دعنا نقسم البطولات إلى نوعين واضحين من البطولات .. بعضها طويل الأمد وأبرزها الدوريات المحلية، والأخرى بطولات قصيرة تُقام بشكل مجمع غالبًا وفي فترة زمنية قصيرة.
يرى معسكر المواجهات المباشرة أنه من غير المنطقي أن تكون الأفضلية لفريق عجز عن التفوق على منافسه في المواجهات المباشرة حتى أنه أحيانًا ما يكون قد خسر المواجهتين ضده.

أما معسكر فارق الأهداف فيرى أنه ليس من المنطقي معاقبة فريق على مباراة أحيانًا وبحد أقصى مباراتين لم يكون موفقًا فيهما في حين أنه قد يكون تميز أكثر من منافسه في باقي الموسم على اعتبار أن الأهداف التي تسجلها والتي تتجنب سكونها مرماك هي أحد الأمور التي تعبّر عن مستوى الفريق خلال الموسم.
لكن البعض يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك..
فهناك معسكر ثالث يرى أن قاعدة فارق الأهداف تليق أكثر بالبطولات طويلة الأمد أما المواجهات المباشرة فربما هي الأنسب للبطولات القصيرة والتي تكون مجمّعة في بعض الأحيان.
فكرة هذا المعسكر هي أنه ليس منطقيًا أن مباراة أو مباراتين فقط قد تؤثران على مستقبل فريق خاض 34 أو 38 مباراة في الدوري، وربما تلك المباراتين لم يكن الفريق يمر فيهما بأفضل مستوى في الموسم الذي -نظرًا لطوله- يشهد فترات صعود وهبوط لمستوى أغلب الفرق التي من الصعب عليها المحافظة على مستواها بنفس القوة طوال الوقت، والأمثلة كثيرة.

أما في البطولات المجمعة، فإنك تخوض مبارياتك الثلاثة في المجموعة في فترة زمنية قصيرة وبالتالي فإن محاسبتك على مواجهتك مع المنافس قد تكون منطقية، فمستواك العام غالبًا لن يتغير في تلك الفترة، لذلك فإن خروجك من البطولة لأنك لم تتفوق على منافسك في المواجهة المباشرة ربما يكون معبّرًا عن مستواك في تلك الفترة.
غالبية من بحثت وقرأت حججهم ينتمون للمعسكر الثالث، لكن أحدهم يُصر على أن فارق الأهداف هو الأنسب طوال الوقت..
فقد شاهدت فيديو لشخص يرى فيه أنه حتى في البطولات قصيرة الأمد فإن فارق الأهداف سيكون معبّرًا بشكل أفضل عما قدمته في تلك المجموعة بشكل عام، وليس كافيًا أنك خسرت أمام منافسك -أحيانًا بضربة حظ- لتخسر تأهلك بل ربما العكس أحيانًا وهو أنه رغم تلك الخسارة التي يعتبرها البعض بـ6 نقاط وليست 3، فإن تعويضك لكل ذلك ومعادلتك لمنافسك يجب أن يُنظر إليه بعين الاعتبار، وقد ضرب مثلًا في هذا الأمر بالمجموعة الأولى في يورو 2012 التي تصدرتها جمهورية التشيك كأول من يتصدر مجموعة في تاريخ اليورو بفارق أهداف سلبي بينما خسرت روسيا تأهلها بعد خسارتها بلقطة لا تتكرر كثيرًا أمام اليونان وذلك رغم أن الروس قدموا مستوى أفضل كثيرًا في المجموعة حتى أنهم هزموا متصدر المجموعة التشيك بأربعة أهداف.
شخصيًا أعاني حيرة في هذا الأمر إلى حدٍ ما، فكل الآراء تبدو منطقية من منظور ومردود عليها من منظور آخر، لكن طرح فكرة استخدام فارق الأهداف في البطولات المجمعة ربما تكون أكثر فكرة لا تجد صدى بالنسبة لي، فصغر المدة التي تخوض فيها المباريات هي معبّر واضح عن مستواك خلال تلك الفترة، وكذلك -وهو الأهم- فإن ترتيب المباريات أحيانًا ما يكون مؤثرًا جدًا في مسألة تسجيل بعض الفرق لعدد كبير من الأهداف، وهناك مثال واضح على هذا الأمر عندما قدمت كوستاريكا مستوى رائع في كأس العالم 2002 وكانت أقرب بوضوح لهزم تركيا رغم تعادلهما في النهاية لكن كوستاريكا خسرت تأهلها عن المجموعة في النهاية فقط لأنها لم تهزم الصين بعدد وافر من الأهداف في افتتاح مباريات الفريقين في المجموعة بينما تسلّت تركيا في الجولة الأخيرة بإمطار الصين -فاقدة الأمل هذه المرة- بأكبر عدد ممكن من الأهداف يكفل لها التأهل .. صحيح أن الأتراك كانوا سيتأهلون على أية حال لأن مواجهتهما أمام كوستاريكا انتهت بالتعادل ما يلغي قاعدة المواجهات المباشرة لكن المعنى واضح .. ترتيب المباريات في المجموعات له صدى واضح في مسألة تسجيل الأهداف بينما يخف هذا الأثر إلى حدٍ كبير في الدوريات طويلة الأمد التي قد لا يؤثر فيها آخر مباراتين أو ثلاثة أمام فرق ربما تكون قد فقدت الأمل، فالمقدار التراكمي قد يكون صعبًا تعويضه بين الفريقين المتنافسين.
ماذا عن المباريات الفاصلة؟
لأسباب لوجستية وتوقيتية عديدة، يصبح خيار المباريات الفاصلة لفك الارتباط أمرًا صعبًا ومن شبه المستحيل خاصة عندما يكون التعادل أحيانًا بين ثلاثة فرق.

لكن في الدوريات طويلة الأمد يرى البعض أن حل المباراة الفاصلة قد يكون هو الأكثر واقعية ومنطقية .. فارق الأهداف ليس مقنعًا للبعض لأن اللعب الدفاعي المتحفظ ليس بالضرورة معبّرًا عن سوء مستوى الفريق فقد يكون خيارًا استراتيجيًا لا أكثر، بينما في المواجهات المباشرة قد تمتلك بعض الفرق حسابات وقتية تتعلق بتفضيلها للعب على التعادل -حتى ولو كانت خاسرة في جولة الذهاب من منافسها- لأن التعادل في هذا التوقيت ربما كان ليخدمها -على سبيل المثال بالمحافظة على فارق نقطي ما- لذلك قد لا تكون المواجهات المباشرة أفضل خيار كذلك.
من أفضل أنت أم أنا؟ لنلعب مباراة ضد بعضنا البعض لا تخضع لأي حسابات سوى الرغبة في الفوز -لأن التعادل لن يخدم أحدًا- ونرى من الأفضل حقًا؟ نعود للسؤال الأبدي .. أمر منطقي ها؟
مممم هو يبدو منطقيًا لكن ربما ترتفع الهمهمة من جديد ويتفق -لأول مرة ربما- مؤيدو معسكري الأهداف والمواجهات على معارضة الأمر، فمعسكر فارق الأهداف قد يجد في الأمر ظلمًا من جديد على محاسبة الفريق على مباراة واحدة قد لا يكون الفريق فيها يمر بأفضل فترة من مستواه خلال الموسم فيما يمر المنافس فيها بأفضل فترة له وربما تلك الفترة التي أوصلته لمعادلة رصيد المنافس. أما معسكر المواجهات المباشرة فرغم أنه قد يكون أكثر ميلًا لهذا الخيار إلا أنه سيعود للسؤال الأساسي .. إذا كنت قد تفوقت على منافسي في مواجهات الموسم المباشرة من الأصل، فلماذا ألجأ من جديد لمواجهة مباشرة أخرى قد لا تصب في صالحي رغم تفوقي مسبقًا.
الأمر معقّد، وكل طرف لديه حججه المنطقية تمامًا، كما أن هناك ثغرة ما دائمًا في كل فكرة مطروحة، فهل تمتلك فكرة متماسكة بلا ثغرات؟