في لحظاتنا الحالية هذه، ربما يكون ليستر سيتي هو النادي الأكثر سعادة بالصراع الأبدي بين مانشستر يونايتد وليفربول .. ذاك الصراع الذي منع انتقال أي لاعب بين الفريقين منذ عام 1962 وجعل السير أليكس فيرجسون يتخلى عن وقاره يومًا ما ليخبر جابرييل هاينزه أن رحيله إلى صفوف ليفربول سيكون “على جثته” لينقله إلى ريال مدريد في نهاية المطاف.
الجمعة الماضي سقط ليستر سيتي بغرابة على أرضه أمام نيوكاسل بأربعة أهداف مقابل هدفين بعدما كانت النتيجة قد وصلت إلى التأخر بأربعة أهداف نظيفة للفريق الساعي إلى الوصول لمقاعد دوري أبطال أوروبا .. السؤال هو، هل يمكن أن يكون الانهيار إلى هذا الحد؟
ربما انحسر السؤال إلى حدٍ ما بعدما قدم الصراع الأبدي خدمة جليلة إلى ليستر سيتي إثر خوض مانشستر يونايتد غمار مباراته أمام ليستر بتشكيلة مكونة من الاحتياطيين والناشئين وذلك رغبة من سولشاير في شيئين: أحدهما مُعلن وهو إراحة بعض لاعبيه لمواجهة الغريم ليفربول المقبلة يوم الخميس، والأخرى غير معلنة وتخضع للقيل والقال بمنح ليستر سيتي فرصة أفضل للفوز ما يترتب عليه إضعاف فرص الليفر في الوصول لمراكز دوري أبطال أوروبا.
لكن فوز ليستر لم يمنع زوال السؤال، فالفريق في حالة تراجع واضحة في المستوى في الآونة الأخيرة خاصة على المستوى الدفاعي بعدما تلقى 12 هدفًا في آخر 7 مباريات بمعدل 1,7 هدفًا في المباراة الواحدة علمًا بأن معدله في المباريات الـ29 الأولى كان يبلغ 1,1 هدفًا في المباراة الواحدة.
في لحظاتنا الحالية هذه، ربما يكون ليستر سيتي هو النادي الأكثر سعادة بالصراع الأبدي بين مانشستر يونايتد وليفربول .. ذاك الصراع الذي منع انتقال أي لاعب بين الفريقين منذ عام 1962 وجعل السير أليكس فيرجسون يتخلى عن وقاره يومًا ما ليخبر جابرييل هاينزه أن رحيله إلى صفوف ليفربول سيكون “على جثته” لينقله إلى ريال مدريد في نهاية المطاف.
الجمعة الماضي سقط ليستر سيتي بغرابة على أرضه أمام نيوكاسل بأربعة أهداف مقابل هدفين بعدما كانت النتيجة قد وصلت إلى التأخر بأربعة أهداف نظيفة للفريق الساعي إلى الوصول لمقاعد دوري أبطال أوروبا .. السؤال هو، هل يمكن أن يكون الانهيار إلى هذا الحد؟
ربما انحسر السؤال إلى حدٍ ما بعدما قدم الصراع الأبدي خدمة جليلة إلى ليستر سيتي إثر خوض مانشستر يونايتد غمار مباراته أمام ليستر بتشكيلة مكونة من الاحتياطيين والناشئين وذلك رغبة من سولشاير في شيئين: أحدهما مُعلن وهو إراحة بعض لاعبيه لمواجهة الغريم ليفربول المقبلة يوم الخميس، والأخرى غير معلنة وتخضع للقيل والقال بمنح ليستر سيتي فرصة أفضل للفوز ما يترتب عليه إضعاف فرص الليفر في الوصول لمراكز دوري أبطال أوروبا.
لكن فوز ليستر لم يمنع زوال السؤال، فالفريق في حالة تراجع واضحة في المستوى في الآونة الأخيرة خاصة على المستوى الدفاعي بعدما تلقى 12 هدفًا في آخر 7 مباريات بمعدل 1,7 هدفًا في المباراة الواحدة علمًا بأن معدله في المباريات الـ29 الأولى كان يبلغ 1,1 هدفًا في المباراة الواحدة.
حتى ما قبل الأسبوع السادس والعشرين، خاض ليستر مبارياته بطريقتين رئيسيتين هما 3/4/2/1 أو 4/2/3/1 مع طريقتين فرعيتين هي 5/4/1 أو 4/3/3 ومشتقاتها من 4/1/4/1 .. هل لاحظت القاسم المشترك في كل تلك الطرق؟ إن لم تلاحظ فاستمر في القراءة.
اعتمد برندان رودجرز على كورنتين تيليمانس كلاعب وسط يربط كل خطوط الفريق بشكل عرضي أو طولي، فهو حلقة الوصل بين قلبي الدفاع ومعهما ويلفريد نديدي وكذلك حلقة الوصل بين جانبي الفريق، وصحيح أن جيمس ماديسون كان متواجدًا لمساعدته في هذا الربط في الثلث الأخير من الملعب إلا أن تيليمانس ظل هو اللاعب الذي لا غنى عنه في تحويل الفريق إلى كتلة واحدة متماسكة بالكرة.
ليستر أصبح أكثر تأنيًا في مسألة الضغط العالي بعدما ارتفع متوسط عدد التمريرات التي يتناقلها المنافس أمامه حتى أول تدخل دفاعي لليستر PPDA من حوالي 9 تمريرات إلى حوالي 13 تمريرة.
لكن الفريق أسس لنفسه أسلوب دفاعي واضح يمكن وصفه بحائط الصد المتوسط أوـ medium block، فلا يضغط بشراسة في الأمام وفي نفس الوقت لا ينتظر وصول المنافس حتى منتصف ملعبه بل يقابل المنافسة قبل دائرة المنتصف فيما يراقب خط دفاعه الموقف من بعد دائرة المنتصف بعدة ياردات للمحافظة على تماسك الفريق ككتلة واحدة لا تسمح بالكثير من الفراغات بين خطوطها.
كل شيء كان يسير بطريقة جيدة في ليستر حتى قرر برندان رودجرز التحول فجأة في الأسبوع الـ 26 إلى اللعب برأسي حربة أمام آرسنال، وهنا تكمن الإجابة على القاسم المشترك في الخطط السابقة، فدائمًا وأبدًا كان ليستر يلعب برأس حربة واحدة هو جيمي فاردي غالبًا وفي حالة غيابه كان كليتشي إهياناتشو حاضرًا.
اللعب برأسي حربة ليس كارثة في حد ذاتها بطبيعة الحال، لكنه عكس توجهًا هجوميًا صار واضحًا في أسلوب لعب رودجرز منذ مباراة الجنرز ولم يتخلَ أبدًا منذ ذلك الحين عن اللعب برأسي حربة.

والحقيقة أن المستوى الكبير الذي قدمه إياناتشو منذ لعبه كأساسي باستمرار وضع رودجرز في موقف حرج، فأنّى له إعادته من جديد إلى مقاعد البدلاء بعد كل ما يقدمه في حين أنه كان من الصعب إجلاس جيمي فاردي احتياطيًا فهو قلب الفريق النابض في الهجوم وهداف لا يُشق له غبار، لكن المشكلة الحقيقية كانت في النهج الهجومي الزائد وارتفاع حدة الضغط العالي للفريق في المباريات الأخيرة.
فعل سبيل المثال يمكن ملاحظة الهدف الذي سجله وستهام لرفع النتيجة إلى 2/0 وكيف أن كرة طويلة من مسافة بعيدة جدًا تسببت في انفراد مباشر، كما كان هدف السيتي الثاني مشابهًا في اللعب على التسلل وضرب الخط الخلفي كله بتمريرة واحدة


حتى في بعض المباريات التي غاب عنها جيمس ماديسون قرر رودجرز الدفع بأيوثي بيريث خلف فاردي وياناتشو وكأنه يستعجل الفوز .. ذلك الفوز الذي أصبح ضروريًا مع اشتداد المنافسة وانصلاح حال أكثر من فريق في مقدمتهم تشيلسي فلم يعد الفريق يمتلك ترف فقدان الكثير من النقاط التي ستمنح هدية للمنافسين بالعودة للتطلع لمراكز دوري الأبطال.
يمكن القول أن ليستر وقع للموسم الثاني في فخ أن يكون هو المُطارَد وليس المُطارِد. في الموسم الماضي كانت الثعالب قريبة جدًا من الوصول لدوري الأبطال لكن انهيار واضح فجأة تسبب في زوال الحلم ليتحول الفريق إلى الدوري الأوروبي بعد مباراة أخيرة مُحبطة سقط فيها أمام مانشستر يونايتد على أرضه ليتأهل الأخير مع تشيلسي رفقة ليفربول والسيتي.

المثير أنه رغم التوقعات بالانهيار النفسي هذا الموسم بعد صدمة الموسم الماضي، إلا أن ليستر قاوم ذلك الإحباط وعاود الكرة من جديد ليقترب بنسبة كبيرة لكن الخسارة من آرسنال بثلاثية وكذلك التعادل أمام بيرنلي ثم ساوثهامتون بعشرة لاعبين تسبب في اقتراب المطاردين.
في كثير من المباريات كان ليستر عرضة لتلقي أهداف من كرات ثابتة .. حدث ذلك أمام آرسنال في هدف التعادل من ديفيد لويز الذي أعاد الجنرز للمباراة وهدف نيوكاسل الثاني الذي ضاعف من صعوبة العودة لليستر وغيرهم مع انخفاض مستوى واضح لحارس المرمى كاسبر شمايكل الذي لم يخرج من مرماه في هدف نيوكاسل الثاني من ركنية داخل الياردات الستة، وكذلك في هدف اليونايتد الوحيد الذي سجله جرينوود فتحرك الحارس الدنماركي بغرابة ليحول صد الكرة بقدمه رغم وضوح ضرورة الارتماء باليد.
لكن تبقى الإشارة الأوضح في تراجع الفريق نفسيًا وعدم تحمله للضغط هي الطامة الكبرى أمام نيوكاسل يونايتد بعد سقوط الفريق بالأربعة بأهداف أقل ما يُقال عنها كوميدية بعد أخطاء دفاعية فردية من سوينشو وفوفانا لتتسع المساحات جرّاء اندفاع ليستر نحو الهجوم فانكشف الترابط ليقصف كالوم ويلسون وزملاؤه أصحاب الأرض بقسوة.

الآن وقد فاز ليستر على مانشستر يونايتد فإن الأمور قد تحسنت قليلًا، وربما يمنحه اليونايتد هدية جديدة بتعطيله لليفربول ما يمنح الثعالب فرصة لبلوغ ما يطمحون إليه حتى ولو خسروا أمام تشيلسي وتوتنهام وهو أمر لم يعد مستبعدًا خاصة أمام الأول في ستامفورد بريدج، وربما يجد الفريق نفسه يحتاج لنقطة وحيدة أمام السبيرز ليعود من جديد لدوري الأبطال لاستثمار النهضة الجديدة على يد برندان رودجرز بعد سنة الحلم مع كلاوديو رانييري.