يتحدث الكثيرون عن ضرورة تحمل ضغوط العمل بأوقات كثيرة وغض النظر عن بعض القرارات التي قد يقوم بها مدراءك بالعمل إن لم تكن تتفق معها كي لا تفقد عملك وتضطر للبحث عن عمل آخر لكن ببساطة هذا الكلام لا ينطبق على توماس توخيل!
لم يعتاد توخيل السكوت على أي خطأ يراه أمامه فخلافه مع إدارة دورتموند كلفه مغادرة الفيستفالي رغم وصوله لربع نهائي دوري الأبطال وفوزه بالكأس لكن تلك كانت خطوة للصعود للأعلى ودخول دائرة الكبار من خلال تدريب سان جيرمان والوصول معه لنهائي دوري الأبطال لكن توخيل مرة أخرى رفض التنازل وعبر عن رفضه لما يقوم به المدير الرياضي ليوناردو ليتحمل مرة أخرى عبء الخروج من الباب الضيق لكن ببساطة لا يأس مع الحياة! بعد أقل من 4 أشهر ونصف على مغادرته لباريس يجد توخيل نفسه متأهلاً لنهائي دوري الأبطال بالوقت الذي أصبح فيه سان جيرمان خارج البطولة بعد أن سقط أمام مانشستر سيتي الذي أقصاه توخيل من نصف نهائي كأس إنجلترا قبل فترة قصيرة.
ما سنقوله ليس دليلاً على ضعف بوتشيتينو لأن ما ورثه هو ذات ما انتقده توخيل قبل الرحيل عن سان جيرمان حين انتقد سياسة انتقالات النادي معتبراً أن هدفها دفع الفريق للخلف فما شاهدناه من باريس أمام مانشستر سيتي كان بمثابة الفشل الذريع تحديداً بلقاء الإياب دون أن ننسَ أن الفريق تجاوز بايرن بسبب النقص العددي للأخير والفرص الكثيرة الضائعة بالذهاب.
لم يكُن توخيل مخطئاً حين لم يشرك إيكاردي بنهائي دوري الأبطال الموسم الماضي حين فضل الدفع بتشوبو موتينغ بديلاً بالنهائي فأداء الأرجنتيني كان كارثياً أمام مانشستر سيتي ولم يسدد أبداً خلال 62 دقيقة لعبها ولم يصنع أي فرصة أو يخلق أي مراوغة وحتى نيمار لم يجد أي طريق لخلق أي شيء فسدد 5 مرات واحدة منها ذهبت خارج المرمى و4 اصطدمت بالدفاع دون أن ننسَ أن مبابي لم يسدد أبداً بالذهاب طوال دقائق المباراة لتبدو هذه صورة مختلفة تماماً عن باريس الذي شاهدناه بنهائي دوري الأبطال الموسم الماضي والذي قدم مباراة رائعة أمام بايرن رغم هزيمته.
يتحدث الكثيرون عن ضرورة تحمل ضغوط العمل بأوقات كثيرة وغض النظر عن بعض القرارات التي قد يقوم بها مدراءك بالعمل إن لم تكن تتفق معها كي لا تفقد عملك وتضطر للبحث عن عمل آخر لكن ببساطة هذا الكلام لا ينطبق على توماس توخيل!
لم يعتاد توخيل السكوت على أي خطأ يراه أمامه فخلافه مع إدارة دورتموند كلفه مغادرة الفيستفالي رغم وصوله لربع نهائي دوري الأبطال وفوزه بالكأس لكن تلك كانت خطوة للصعود للأعلى ودخول دائرة الكبار من خلال تدريب سان جيرمان والوصول معه لنهائي دوري الأبطال لكن توخيل مرة أخرى رفض التنازل وعبر عن رفضه لما يقوم به المدير الرياضي ليوناردو ليتحمل مرة أخرى عبء الخروج من الباب الضيق لكن ببساطة لا يأس مع الحياة! بعد أقل من 4 أشهر ونصف على مغادرته لباريس يجد توخيل نفسه متأهلاً لنهائي دوري الأبطال بالوقت الذي أصبح فيه سان جيرمان خارج البطولة بعد أن سقط أمام مانشستر سيتي الذي أقصاه توخيل من نصف نهائي كأس إنجلترا قبل فترة قصيرة.
فشل تكتيكي في باريس:
ما سنقوله ليس دليلاً على ضعف بوتشيتينو لأن ما ورثه هو ذات ما انتقده توخيل قبل الرحيل عن سان جيرمان حين انتقد سياسة انتقالات النادي معتبراً أن هدفها دفع الفريق للخلف فما شاهدناه من باريس أمام مانشستر سيتي كان بمثابة الفشل الذريع تحديداً بلقاء الإياب دون أن ننسَ أن الفريق تجاوز بايرن بسبب النقص العددي للأخير والفرص الكثيرة الضائعة بالذهاب.
لم يكُن توخيل مخطئاً حين لم يشرك إيكاردي بنهائي دوري الأبطال الموسم الماضي حين فضل الدفع بتشوبو موتينغ بديلاً بالنهائي فأداء الأرجنتيني كان كارثياً أمام مانشستر سيتي ولم يسدد أبداً خلال 62 دقيقة لعبها ولم يصنع أي فرصة أو يخلق أي مراوغة وحتى نيمار لم يجد أي طريق لخلق أي شيء فسدد 5 مرات واحدة منها ذهبت خارج المرمى و4 اصطدمت بالدفاع دون أن ننسَ أن مبابي لم يسدد أبداً بالذهاب طوال دقائق المباراة لتبدو هذه صورة مختلفة تماماً عن باريس الذي شاهدناه بنهائي دوري الأبطال الموسم الماضي والذي قدم مباراة رائعة أمام بايرن رغم هزيمته.

بالواقع لم تنجح فكرة توظيف نيمار على اليسار ولا فكرة الاعتماد على فيراتي من جديد بالوسط لأن كل منهما جعل الفريق أثقل وأكثر بطئاً ليظهر الفريق بشكل بعيد تماماً عن السرعة التي كان يمنحها أسلوب توخيل للفريق ويودع الأبطال متأثراً بتحول ماركينيوس لقلب دفاع مع رحيل تياغو سيلفا بداية الموسم وفقدان كافاني والقيام بصفقات العديد منها بلا فائدة.
توخيل يعرفه الجميع لكن لا أحد يتجاوز أفكاره:
شيء غريب أن توخيل مازال يعتمد على مجموعة من الأفكار المتقاربة منذ توليه تدريب تشيلسي لكنه مازال ناجحاً بتطبيقها ورغم مواجهته لكلوب ومورينيو وأنشيلوتي وبيب وزيدان وسولشاير مازالت نسبة نجاح المدرب بالمواجهات الكبيرة فلكية رغم قصر فترة عمل المدرب الألماني مع البلوز.
يتطلع توخيل لتطبيق بعض النقاط التي تعتمد بشكل أساسي على الضغط بأماكن مختلفة بالملعب حسب قراءة المباراة واستغلال سرعة تحرك اللاعبين ونقل الكرة بلمسات سريعة لبناء اللعب دون المبالغة بتدوير الكرة حيث يبحث اللاعبون بسرعة عن القيام بمجموعة من الخطوات المحددة لبناء اللعب وهو ما يُنتج نسبة منخفضة من السيطرة على الكرة ولنا أن نتخيل أن الفريق صنع 10 محاولات بالشوط الثاني ضد ريال مدريد إياباً وتعرض لثلاث محاولات فقط رغم أن نسبة سيطرته على الكرة لم تتجاوز 32% فبالغالب قد لا نجد خط دفاع البلوز يتقدم نحو منتصف الملعب بل الهدف يكمن بسحب الخصم لمناطق الفريق ثم إيصال كرات تسمح ببناء هجوم سريع مع مساحات أكبر.

لو عدنا لأفكار توخيل بمعظم المباريات الكبيرة سنجدها متشابهة من حيث جودة التمرير بالخلف وسحب الخصم بشكل جيد ثم إيجاد اللاعب المتحرر القادر على بناء الهجمة والذي يكون ماسون ماونت عادة لذا سنعود للخلف ونتذكر لقطة تحدثنا عن تكرارها عدة مرات بلقاء تشيلسي وليفربول الذي انتهى على فوز البلوز بهدف ماونت فيومها كان كانتي يحاول دائماً شغل لاعبي وسط الخصم بتحركاته المستمرة كي يمنح المساحة لماونت للاستلام:

بهذه اللقطة استمر كانتي بالجري بشكل عرضي إلى أن جعل فاينالدوم أقرب لمراقبته وتولى جورجينيو أمر شغل تياغو ليحصل ماونت على مساحة ممتازة للاستلام والانطلاق للأمام وهذا الشكل شاهدناه يتكرر بشكل شبيه للغاية ضد ريال مدريد حيث كان الإنجليزي الشاب يبحث عن أخذ مكان يجعل أمر مراقبته مكلف بالنسبة لأي لاعب فإما أن يخرج قلب دفاع من موقعه بالخلف ويغامر بترك مساحة أو يضطر لاعب وسط لترك مساحة أمام كانتي أو جورجينيو:

هذه اللقطة هي خريطة توزع اللاعبين بهجمة عادية بالشوط الأول ونرى كيف حاول زيدان الإغلاق على كل لاعبي الخط الخلفي لتشيلسي مع إجادتهم جميعاً للتمريرات الطويلة التي تصبح خطيرة جداً مع سرعة مهاجمي البلوز كما حدث ذهاباً حين سجل بوليسيتش مستثمراً تمريرة طويلة من روديغير لكن بظل هذا التمركز لا يقف كل لاعب بمكان كلاسيكي يسمح للريال بالتمركز بشكل ممتاز فيذهب ماونت للوقوف بالقرب من خط المنتصف ويذهب هافيرتز من الطرف نحو العمق ليجبر ناتشو على أخذ بعض الخطوات للداخل ويخلق حالة من الارتباك أما ميليتاو فيعرف جيداً أن اللحاق بماونت سيكون بمثابة المصيدة لأن مفتاح تشيلسي الأساسي هو السرعة بالتالي بحال تمكن ماونت من لعب الكرة بتمريرة واحدة سيكون هناك مساحة مزعجة خلف البرتغالي وسيصبح إغلاقها صعباً لكن ما الذي يمكن للخصم أن يفعله؟ ببساطة هذا هو التفسير الدقيق لعبارة السهل الممتنع!
الأمر يتعلق هنا أن تعرف إمكانيات فريقك وتبني أسلوب لعب يناسب هذه الإمكانيات فالكل يخاف سرعة لاعبي تشيلسي وانطلاقاتهم لذا لا بأس من جر الخصم لمنطقتك ثم تأخذ الكرة بشكل تجعله يعاني أمام أي خيار تطبقه.
تكتيكياً لم يكُن لقاء ريال مدريد بالإياب من نوعية اللقاءات المتعبة لتوخيل وربما ما أقلقه هو إضاعة الكثير من الفرص لكن تكتيكياً قرأ المدرب ضعف لياقة خصمه وعدم قدرته على الجري بشكل مستمر لذا فضل إشراك لاعب سريع بالمقدمة وبجانبه لاعبين قادرين على التمرير بسرعة ولو كلفه ذلك وضع بوليسيتش وزياش على الدكة وكي يُجهز أكثر على الريال أعطى كانتي بعض المرونة كي يساعد زملاءه على الضغط وهنا نرى كيف ذهب الفرنسي للتمركز بموضع يجعل كاسيميرو محتاراً بين التوجه نحوه أو البقاء على دوره القديم بالتغطية على هافيرتز مستغلاً بطء عودة مودريتش وكروس وعدم قدرتهم على الجري بنفس المرونة:

تشيلسي خطير جداً حين يتبادل لاعبوه التمريرات بسرعة ويمكننا أن نفهم ذلك بسهولة حين نعود للهدف الأول حين تبادل كانتي الكرة بسرعة مع فيرنير ليحصل هافيرتز على مساحة ممتازة استثمرها بتسديدة ردتها العارضة قبل أن يسجل فيرنير لكن لنلقي نظرة سريعة حول ما يمكن أن يحدث حين تضع رقابة لصيقة على مهاجمي البلوز وتمنح لاعباً مثل كانتي الفرصة للعمل:

بهذه اللقطة يبدو كل شيء اعتيادياً وكل لاعب يقوم بعمله الطبيعي مع خيار ممكن للتمرير بالنسبة لكانتي يتمثل بالتمرير لهافيرتز لكن لاعب الوسط اختار الشيء الأقرب لنمط عمل الفريق بالتمرير لفيرنير والذهاب نحو المساحة التي كان يشغلها هافيرتز كي يعطي اللاعب فرصة للانطلاق لمنطقة أخرى ويضع الدفاع بموقف أصعب:

بتبادل سريع للكرة بين فيرنير وكانتي مع تطبيق الخطة المدروسة سلفاً بدأ هافيرتز بالتحرك خلف ظهر المدافع الذي بدا موقفه صعباً بين التغطية على كانتي أو هافيرتز ليأخذ خطوات نحو اليمين ويبتعد عن كاي الذي وجد طريقاً مفتوحاً نحو المنطقة.
طبق تشيلسي الضغط بشكل رهيب ومثالي مع استخدام كل اللاعبين بمناطق مختلفة فتارة نرى البلوز يلعب بمناطق متأخرة بالخلف وترى يضغط بقوة بالأمام كلقطة ضغط جورجينيو على مودريتش بالجهة اليمنى من الملعب بالقرب من منطقة جزاء الريال وحتى بعد تقدم الفريق بهدفين بالوقت بدل الضائع كان هناك 6 لاعبين من البلوز بالجهة اليسرى من مناطق الريال بنصف ملعب الميرينغي يضغطون لاستعادة الكرة بالوقت الذي كانوا فيه لوقت طويل يتواجدون بالخلف حين كان الفارق هدفاً واحداً.

يعتمد لاعبو تشيلسي على مهارتهم بالثلث الأخير بشكل كبير فالتمريرات ليست الحل الوحيد والعديد من لاعبي البلوز يملكون قدرة عالية على المراوغة

بما يتعلق بشكل المنظومة الدفاعية كان البلوز يأخذ وضعية 3-5-2 حين يفقد الكرة حيث كان هافيرتز يتحول لمهاجم ثانٍ مع فيرنير وكان الفريق يترك بعض الحرية لميليتاو وناتشو لمعرفتهم أنهما لا يجيدان إخراج الكرة بشكل جيد لذا الأهم هو التركيز على باقي العناصر وإقفال باقي خيارات التمرير وهو ما كان يجبر أحد لاعبي وسط الريال على العودة للخلف ويساعد هذا وسط تشيلسي على الصعود أكثر حينها والضغط بمناطق الريال.
العمل على تطوير الفريق:
رغم ضيق الوقت الذي حصل عليه لكن توخيل نجح بالعديد من المهام فمستوى روديغير مع المدرب الجديد يبدو ممتازاً أما هافيرتز فبدأ باستعادة الصورة التي كان عليها في ليفركوزن كما باتت ثنائية جورجينيو وكانتي فعالة أخيراً بأفضل شكل مع اعتماد كانتي أكثر على الانطلاق للأمام بشكل فعال كما يملك الفريق حلين ممتازين دائمين مرتبطين بالاعتماد على زياش وبوليسيتش حيث حسم المغربي لقاء السيتي بنصف نهائي الكأس ومنح الثاني البلوز التقدم في معقل ريال مدريد مع العلم أنه حتى فترة قريبة كان الحديث مستمر عن أن الأمريكي لن يحظى بدور ملحوظ مع توخيل.

تتحدث الصحف الإنجليزية بشكل مستمر عن تمارين توخيل فبعد قدومه بفترة قصيرة قالت صحيفة “ذا سان” نقلاً عن مصدر داخل البلوز أن تمارين المدرب الألماني رهيبة ولا تصدق ومؤخراً تحدثت “أتلتيك” عن بعض الأساليب التي يتبعها المدرب كجعل الفريق يتمرن على ملعب دون أبعاد أو تحويل الثلث الأخير من الملعب لشكل مثلث بدلاً من مستطيل كي يجبر لاعبيه على التصرف بشكل أفضل من خلال اللعب بالعمق.
كما استعمل توخيل كرات بقياس صغير بالتمارين كي يحسن من قدرتهم على السيطرة على الكرة والتحكم بها وبحسب الصحيفة فإن توخيل يريد جعل التمارين من أصعب ما يمكن كي ينزل اللاعبون إلى المباريات ويجدوا أن الأمر أسهل من التدريب.
يملك توخيل حالياً فرصة الخروج بلقبين بموسمه الأول بالبلوز حيث يستعد لمواجهة ليستر بنهائي الكأس ومانشستر سيتي بنهائي الأبطال وتحقيق واحد من هذين اللقبين سيكون كافياً لاعتبار موسم المدرب أفضل بكثير من التوقعات التي كانت قبل قدومه.
ندم باريس؟
بعد عدة أشهر من رحيلهما عن باريس يجد تياغو سيلفا وتوماس توخيل نفسيهما بنهائي دوري الأبطال من جديد بالوقت الذي قاد فيه كافاني مانشستر يونايتد للتأهل لنهائي الدوري الأوروبي فهل مازال ليوناردو يتحدث عن صوابية قراراته ببناء قائمة الفريق؟ انتقد توخيل مطولاً عدم استقدام قلب دفاع بعد رحيل نيانزو وتياغو والنتيجة كانت اضطرار الفريق إشراك لاعب الوسط دانيلو بالخلف حين أصيب ماركينيوس ضد بايرن وكاد هذا أن يكلف الفريق غالياً لولا رعونة بايرن وبراعة نافاس ليظهر بصورة واضحة أن سان جيرمان تخلى عن الرجل الأفضل وقادته لأجل مدير رياضي مسيرته حتى الآن تقتصر على التخبطات في ميلان وإنتر وسان جيرمان.