انتهت العاصفة وانتهى الأخذ والرد حول كرسي التدريب ببايرن ميونيخ وتم حل الأمر بالسرعة القصوى بالاتفاق على إنهاء عقد هانزي فليك ودفع قيمة انتقال يوليان ناغيلسمان الذي أصبح صاحب أعلى قيمة انتقال لمدرب بالتاريخ بظل الحديث عن دفع البافاري لمبلغ 20 مليون يورو للايبزيغ مقابل الموافقة على فسخ عقد المدرب لتعويض فليك الذي أظهر رغبة واضحة بعدم الاستمرار بتدريب الفريق لتنتهي قصة أحد أفضل مدربي بايرن عبر التاريخ، وصاحب السداسية الوحيدة بتاريخ النادي، بسرعة قياسية لم يتخيلها أحد لكن مع فتح صفحة جديدة لمدرب رغم ظهر سنه إلا أنه أثبت أحقيته بالحصول على فرصة كبيرة.
كانت الفترة الماضية صاخبة بالأخبار حول كل تطورات الأوضاع في بايرن خاصة بعد إعلان فليك عن رغبته بالرحيل عقب لقاء فولفسبورغ بالدوري ليتم توجيه أصابع الاتهام للمدير الرياضي حسن صالح حميديتش وداعمه بمجلس الإدارة أولي هونيس ويتشعب الحديث عن الخلاف الكبير بين تيار “هونيس وحميديتش” وتيار “رومينغيه وفليك” وحتى محاولات خليفة رومينيغيه بالإدارة أوليفر كان للتدخل وحل الأمر لم تُسفر عن شيء إيجابي وانتهى الأمر بالاستسلام لفكرة رحيل المدرب.
تحمل حميديتش مسؤولية رحيل فليك ولاقى انتقادات كثيرة بسبب الحديث عن بعض تصرفاته وأولها كان إبلاغه بواتينغ بخبر تخلي النادي عن خدماته اعتباراً من الصيف قبل ساعات فقط من لقاء سان جيرمان بدوري الأبطال لكن لاحقاً بدأت الإدارة بالدفاع عن حميديتش مشيرة إلى عدم صحة الكثير من الأشياء التي تم الحديث عنها.
مبدئياً لا يمكن إعلان براءة حميديتش من الاتهامات لكن بذات الوقت لا يمكن رمي كل الحمل عليه حيث يبدو أن فليك كان مصراً للغاية على الرحيل وهذا الإصرار بدأ ربما منذ معرفته بأن منصب مدرب المنتخب أصبح متاحاً حيث سيتمكن من الحصول على عقد طويل الأمد بظل معرفة صعوبة تغيير مدرب المانشافت خلال سنوات قليلة والأهم أنه سيبقَ بجانب عائلته وهو الموضوع الذي كان محورياً بمسيرة فليك ودفعه بأوقات كثيرة لرفض عروض من الأندية والاستمرار بالالتزام بالعمل داخل الاتحاد الألماني.
انتهت العاصفة وانتهى الأخذ والرد حول كرسي التدريب ببايرن ميونيخ وتم حل الأمر بالسرعة القصوى بالاتفاق على إنهاء عقد هانزي فليك ودفع قيمة انتقال يوليان ناغيلسمان الذي أصبح صاحب أعلى قيمة انتقال لمدرب بالتاريخ بظل الحديث عن دفع البافاري لمبلغ 20 مليون يورو للايبزيغ مقابل الموافقة على فسخ عقد المدرب لتعويض فليك الذي أظهر رغبة واضحة بعدم الاستمرار بتدريب الفريق لتنتهي قصة أحد أفضل مدربي بايرن عبر التاريخ، وصاحب السداسية الوحيدة بتاريخ النادي، بسرعة قياسية لم يتخيلها أحد لكن مع فتح صفحة جديدة لمدرب رغم ظهر سنه إلا أنه أثبت أحقيته بالحصول على فرصة كبيرة.

أجواء وصول ناغيلسمان:
كانت الفترة الماضية صاخبة بالأخبار حول كل تطورات الأوضاع في بايرن خاصة بعد إعلان فليك عن رغبته بالرحيل عقب لقاء فولفسبورغ بالدوري ليتم توجيه أصابع الاتهام للمدير الرياضي حسن صالح حميديتش وداعمه بمجلس الإدارة أولي هونيس ويتشعب الحديث عن الخلاف الكبير بين تيار “هونيس وحميديتش” وتيار “رومينغيه وفليك” وحتى محاولات خليفة رومينيغيه بالإدارة أوليفر كان للتدخل وحل الأمر لم تُسفر عن شيء إيجابي وانتهى الأمر بالاستسلام لفكرة رحيل المدرب.
تحمل حميديتش مسؤولية رحيل فليك ولاقى انتقادات كثيرة بسبب الحديث عن بعض تصرفاته وأولها كان إبلاغه بواتينغ بخبر تخلي النادي عن خدماته اعتباراً من الصيف قبل ساعات فقط من لقاء سان جيرمان بدوري الأبطال لكن لاحقاً بدأت الإدارة بالدفاع عن حميديتش مشيرة إلى عدم صحة الكثير من الأشياء التي تم الحديث عنها.
مبدئياً لا يمكن إعلان براءة حميديتش من الاتهامات لكن بذات الوقت لا يمكن رمي كل الحمل عليه حيث يبدو أن فليك كان مصراً للغاية على الرحيل وهذا الإصرار بدأ ربما منذ معرفته بأن منصب مدرب المنتخب أصبح متاحاً حيث سيتمكن من الحصول على عقد طويل الأمد بظل معرفة صعوبة تغيير مدرب المانشافت خلال سنوات قليلة والأهم أنه سيبقَ بجانب عائلته وهو الموضوع الذي كان محورياً بمسيرة فليك ودفعه بأوقات كثيرة لرفض عروض من الأندية والاستمرار بالالتزام بالعمل داخل الاتحاد الألماني.
بالمقابل سيحظى حميديتش بفرصة ذهبية للعمل مع المدرب المفضل بالنسبة له بحسب ما ذكرت صحيفة “بيلد” لأن التعاقد مع ناغيلسمان كان الهدف الأساسي للمدير الرياضي كما لم يتواجد في المفاوضات أي من رومينيغيه وهونيس بل قادها حميديتش وكان ليبدو ذلك كأنه تجهيز للمرحلة المستقبلية ببايرن لذا بغض النظر عن أسباب الخلاف والرحيل فإن العلاقة بين حميديتش والمدرب القادم قد تختلف كثيراً عن علاقته بالمدرب الحالي وهذا سيعطي فرصة لتهدئة الأجواء أكثر وإيقاف كل التوتر الذي حدث مؤخراً نتيجة الخلاف بين المدرب والمدير الرياضي لأن هذا الأمر أثر على البافاري بشكل لا يمكن إنكاره بالملعب سواء بتهميش فليك لبعض البدلاء مثل روكا أو نزول الفريق بتركيز أقل ببعض المباريات وارتكاب الأخطاء بصورة توحي بوجود أجواء متوترة بالنادي.
ما الذي سيقدمه ناغيلسمان لبايرن؟
بمرحلة الضغط العالي والبحث عن استثمار اللياقة العالية مع فليك حقق بايرن كل الألقاب الممكنة الموسم الماضي واستمر بتقديم أداء رائع هذا الموسم لكن الغيابات ضربت الفريق أمام باريس ولو أن خط الدفاع المتقدم وعدم قدرة الفريق على التكيف مع أسلوب آخر جعل الأمر أيضاً أكثر صعوبة.
التكيف مع ظروف وطرق لعب مختلفة يمثل النهج الأساسي لناغيلسمان فمع لايبزيغ نوّع المدرب كثيراً من خطط اللعب وبأشكال الضغط سواء بالعودة للخلف والسعي لتأمين المناطق والاعتماد على المرتدات أو تطبيق الضغط المتقدم وبالمجمل يغير المدرب من الرسم التكتيكي كثيراً ففي أول 22 مباراة بمجمل البطولات اعتمد ناغيلسمان على اللعب بثلاثي دفاعي في 11 مباراة وعلى اللعب برباعي بالخلف في 11 مباراة أخرى وضد ليفربول ومانشستر يونايتد لعب بثلاثي بالدفاع لكن ضد بايرن وسان جيرمان اختار اللعب برباعي لذا من الواضح أن ناغيلسمان لا يختار شكلاً تكتيكياً ويصر عليه وكل الأدوار قابلة للتغير بالنسبة له.

الأمر لا يتعلق بالرسم التكتيكي فقط بل يرتبط أيضاً بأسلوب الضغط وأماكن انتشار الفريق بالملعب وأين يضع المدرب الخط الخلفي وهنا سنلقي نظرة على الفارق بالخريطة الحرارية لتحركات لايبزيغ أمام بايرن بلقاء ذهاب الدوري الذي انتهى بنتيجة 3-3 وتحركات لايبزيغ أمام سان جيرمان بدوري الأبطال في المباراة التي فاز فيها الفريق الألماني بهدفين لهدف “كل الخرائط الحرارية مأخوذة من موقع whoscored”.
لايبزيغ أمام بايرن:

لايبزيغ أمام سان جيرمان:

كما هو معروف فإن اللون الأحمر بالصورة يمثل المنطقة التي تواجد بها اللاعبون لأطول وقت ممكن ونرى أمام بايرن كيف تمركز الفريق لوقت طويل بمنطقة جزائه وحاول الدفاع بشكل متأخر معتمداً بشكل كبير على المرتدات التي كانت مثالية بتلك المباراة بالمقابل نرى أن الفريق أمام سان جيرمان كان أكثر توازن وتواجد أكثر بنصف ملعب خصمه بدليل محاولاته المستمرة للضغط وهذا لا يعود فقط لأسلوب الخصم بل للأفكار التي أرادها ناغيلسمان بالمباراة وكي نوضح الأمر أكثر دعونا نتناول خريطة تحركات الفريق بمباراتين أخرتين.
هذه هي خريطة تحركات الفريق بمباراة الفوز على مانشستر يونايتد بنتيجة 3-2 بالمباراة الحاسمة لدور المجموعات:

وهذه هي الخريطة الحرارية لتحركات الفريق أمام ليفربول بلقاء إياب دور الـ16 الذي انتهى بفوز الريدز بهدفين للا شيء:

الملفت أنه إذا قارننا خريطة تحركات الفريق أمام اليونايتد بتحركاته أمام بايرن سنجد أنه بالمرتين كان يلعب بمناطق متأخرة بالخلف بشكل كبير وبالمرتين انتهت المباراة على حصيلة تهديفية عالية، 3-3 بلقاء بايرن و3-2 بلقاء مانشستر، بالمقابل كان الفريق أكثر قرباً من خط الوسط ضد ليفربول وضغط بشكل جيد وصنع عدة محاولات لكنه خسر وضد سان جيرمان لعب بضغط متقدم أكثر ولم تهتز شباكه إلا مرة واحدة وفاز بهدفين لهدف لذا لا يوجد بالنسبة لناغيلسمان أية عشوائية حين يتواجد الفريق بالخلف فحلول المرتدات والتحولات تعمل دائماً وحين يخرج للأمام هذا لا يعني بالضرورة زيادة الكثافة أو الفاعلية الهجومية.
يعتمد ناغيلسمان بشكل كبير على سرعة التحولات والأرقام تضعه بالمركز التاسع بين أكثر الفرق جرياً بالدوري هذا الموسم لأن الفرق التي تسيطر عادة تكون أقل جرياً عكس الفرق التي تدافع لكن من خلال هذا المركز نرى أن لايبزيغ يتفوق على دورتموند وبايرن الذي يتواجد بالمركز 14.

يعتمد ناغيلسمان كثيراً على فكرة وضع لاعب ارتكاز وحيد يتحرك أمامه أربعة لاعبين بحرية خلف المهاجم حيث كان يعتمد بهذا الدور بشكل كبير على تايلر آدامز وهذه الفكرة تبدو مناسبة تماماً لجوشوا كيميش ببايرن مع إمكانية تقدم غوريتسكا ومولر أكثر للأمام ومن خلال هذه الصورة نرى كيف يعود لاعب واحد للخلف تاركاً لزملائه المساحة للتقدم للأمام:

يعتمد لايبزيغ بهذه الطريقة على قدرات أوباميكانو على الجري بالكرة لإعطاء آدامز بعض المساحة بحال تعرض لضغط كبير من الخصم حيث يملك قلب الدفاع الفرنسي قدرة عالية على التحكم بالكرة بما أن بداياته كانت كلاعب وسط والملفت أن ناغيلسمان لن يحتاج للاعب يقوم بهذا الدور بدلاً من أوباميكانو ببايرن لأن قلب الدفاع الفرنسي سبقه بالتوقيع مع حامل لقب البوندسليغا.

تطوير القدرات الفردية:
أكثر ما نجح به فليك، وفشل به كوفاتش، هو كيفية إخراج أفضل ما يمكن من اللاعبين فكلنا يتذكر تراجع مستوى بواتينغ مع كوفاتش وتطوره مع فليك وبهذه الناحية نرى أن ناغيلسمان حول العديد من اللاعبين العاديين لنجوم قادرين على مقارعة الكبار سواء بالدوري أو دوري الأبطال وهنا يمكن أن نتذكر الفارق الكبير بين فيرنير لايبزيغ ولايبزيغ تشيلسي والتراجع الواضح للاعب تهديفياً بعد أن كان يملك معدلاً تهديفياً يفوق أهدافه المتوقعة مع ناغيلسمان مقابل انخفاض واحد بمعدله هذا الموسم

حول ناغيلسمان فريق قيمته السوقية عادية لفريق يقارع بايرن بالدوري لكن مع بداية شهر تموز سيجد نفسه مدرباً لليفاندوفسكي بدلاً من بحثه عن رأس حربة طوال الموسم والأرقام تتحدث عن أن قيمة لاعبي لايبزيغ تسويقياً تقارب حولي ثلثي قيمة لاعبي بايرن فقط وأقل من قيمة لاعبي دورتموند الموجود بالمركز الخامس بالدوري.

السؤال الأكبر قد يرتبط بتوماس مولر الذي أعطاه فليك حرية التحرك بوضعه بمركزه المفضل خلف المهاجم لكن اللاعب عانى سابقاً مع العديد من المدربين، مثل كوفاتش وأنشيلوتي، الذين كانوا يفضلون اللعب بثنائي محور أمام لاعب ارتكاز ووضع مولر كجناح لكن ناغيلسمان كان يفضل بمباريات عديدة مع لايبزيغ اللعب بمهاجمَين سوياً لذا قد يجد بمولر اللاعب المناسب للتحرك بحرية جانب ليفاندوفسكي.
تجربة جديدة:
بغض النظر عن النجاح الواضح للمدرب مع لايبزيغ وهوفنهايم تبدو تجربة بايرن مختلفة تماماً ففكرة تواجد مدرب عمره 33 عاماً بغرفة ملابس يتواجد فيها نوير وليفاندوفسكي ومولر والعديد من الأسماء الكبيرة قد تجعل أي متابع يشك بقدرته على ضبط الفريق لذا سيكون هذا اختباراً جديداً للمدرب الشاب.
بالمقابل قد يجد بايرن شيئاً جديداً بالمدرب الذي يعتمد كثيراً على التقنيات ويضع شاشة كبيرة بالملعب التدريبي حيث يعتمد دائماً على تقديم ملاحظات جديدة للاعبيه وهو ما تحدث عنه سابقاً حين كان مدرباً لهوفنهايم فبتصريح عام 2016 لـ”FAZ” قال المدرب “أعطي اللاعبين 10 أشياء جديدة كل يوم ويتعلمون 4 منها”.
يعتبر ناغيلسمان أن التدريب يعتمد بنسبة 35-40% على التكتيك و60-65% على القدرة القيادية لذا سننتظر لنرى إن كان قادراً على إتقان النسبة الكبيرة بالنسبة له في الموسم المقبل.