“أعتقد أننا متأخرون عن مانشستر سيتي بنحو أربعة أو خمسة أعوام” .. كانت هذه كلمات مدرب توتنهام هوتسبير ريان ميسون عقب خسارة فريقه لنهائي كأس كاراباو أمام فريق بيب جوارديولا بهدف نظيف من توقيع أيمريك لابورت.
محاولة فاشلة جديدة لرفاق هاري كين في الحصول على لقب خلال تلك الحقبة والتي لم يتوج فيها الفريق أبدًا بالألقاب مكتفيًا بحفنة من الميداليات الفضية في عدة مسابقات أبرزها وصافة دوري أبطال أوروبا 2019.
توتنهام عاشوا أسبوعًا صعبًا بعدما قررت إدارة النادي إقالة المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو وتعيين ريان ميسون كمدرب مؤقت ليكون أصغر مدرب لنادٍ في البريميرليج في عمر الـ29 عامًا.
السبيرز مروا بفترة من الفراغ النتائجي انتهت عند إقالة مورينيو لكن ذلك لم يؤثر كثيرًا على الإنتاجية المذهلة لهاري كين هذا الموسم ولا حتى في الآونة الأخيرة، فمنذ بداية عام 2021 وكين هو اللاعب الأكثر مساهمة في التسجيل والصناعة في البريميرليج برصيد 18 هدفًا متقدمًا على كليتشي اهيناتشو صاحب الـ16 هدفًا ما بين التسجيل والصناعة، علمًا بأن كين يتصدر في العموم لائحة هدافي البريميرليج بـ21 هدفًا وكذلك لائحة صانعي الأهداف بـ13 هدفًا.
“أعتقد أننا متأخرون عن مانشستر سيتي بنحو أربعة أو خمسة أعوام” .. كانت هذه كلمات مدرب توتنهام هوتسبير ريان ميسون عقب خسارة فريقه لنهائي كأس كاراباو أمام فريق بيب جوارديولا بهدف نظيف من توقيع أيمريك لابورت.
محاولة فاشلة جديدة لرفاق هاري كين في الحصول على لقب خلال تلك الحقبة والتي لم يتوج فيها الفريق أبدًا بالألقاب مكتفيًا بحفنة من الميداليات الفضية في عدة مسابقات أبرزها وصافة دوري أبطال أوروبا 2019.
توتنهام عاشوا أسبوعًا صعبًا بعدما قررت إدارة النادي إقالة المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو وتعيين ريان ميسون كمدرب مؤقت ليكون أصغر مدرب لنادٍ في البريميرليج في عمر الـ29 عامًا.
السبيرز مروا بفترة من الفراغ النتائجي انتهت عند إقالة مورينيو لكن ذلك لم يؤثر كثيرًا على الإنتاجية المذهلة لهاري كين هذا الموسم ولا حتى في الآونة الأخيرة، فمنذ بداية عام 2021 وكين هو اللاعب الأكثر مساهمة في التسجيل والصناعة في البريميرليج برصيد 18 هدفًا متقدمًا على كليتشي اهيناتشو صاحب الـ16 هدفًا ما بين التسجيل والصناعة، علمًا بأن كين يتصدر في العموم لائحة هدافي البريميرليج بـ21 هدفًا وكذلك لائحة صانعي الأهداف بـ13 هدفًا.
البعض ارتأى أن قرار مورينيو كان متسرعًا فيما ارتأى آخرون أنه نهاية طبيعية لمسيرة متخبطة لم تعرف نجاحات واضحة بل انتهت على أن توتنهام ابتعد بعض الشيء عن المراكز المؤهلة لدوري الأبطال في الوقت الذي لم يكن لمورينيو حتى على تبرير هذا الأمر بافتقاده لتشكيلة قادرة على مناطحة المنافسين إذ كان وستهام يونايتد متفوقًا عليه في الترتيب.
المقصد هنا في النهاية ليس مناقشة استحقاق إقالة مورينيو من عدمها بل فيما هو أكبر من ذلك في الوقت الحالي وهو القضية التي عادت لتطفو على السطح من جديد بعد الخسارة المُحبِطة في ويمبلي .. هل سيرحل هاري كين؟
فنيًا.. ما هو الفريق المناسب؟
في أغلب الصفقات، دائمًا ما تُطرح فكرة مناسبة أو عدم مناسبة اللاعب للفريق المرشح لانتقاله إليه، لكن قبل مناقشة تلك الفكرة دعونا نستعرض بعض أرقام الأندية الكبرى هذا الموسم على الصعيد الهجومي.

يظهر من خلال هذا البيان وأن هناك 4 أندية صار معدل تهديفها أقل مما كانت عليه في الموسم الماضي مع احتفاظ برشلونة تقريبًا بنفس المعدّل التهديفي، بينما كان النادي الوحيد من بين هؤلاء الستة الذي تحسن على المستوى الهجومي رقميًا هو مانشستر يونايتد مع ملاحظة أن عدد أهدافه في الموسم الماضي كان أسوأ من كل الأندية الأخرى وبالتالي كان هناك هامش معقول للتحسن.
وسواء كان هذا التراجع بسبب تراجع الجودة أو المردود لعناصر عمق الهجوم -كما هو الحال مع السيتي وليفربول- أو تراجع الجودة والمردود للفريق ككل -كما هو الحال مع ريال مدريد ويوفنتوس- فإن هناك مشكلة حقيقية ملحوظة على المستوى الهجومي في أغلب فرق الصفوة المذكورة هذا الموسم.
وحتى إن أضفت إليها فرق أخرى لا تعاني على المستوى الهجومي كما هو الحال مع بايرن ميونخ أو باريس سان جيرمان، فإن الإجابة دائمًا وأبدًا بالنسبة لهاري كين هي أنه يُناسب كل تلك الفرق بلا استثناء.
لماذا هو مناسب لأي فريق؟
هاري كين مهاجم فريد جدًا في تلك الحقبة الفقيرة إلى حدٍ ما على مستوى اللاعبين في مركز رأس الحربة. الدولي الإنجليزي طور من نفسه على مدار السنوات ليصير مهاجمًا لا يشق له غبار إذ يمتلك قدرة مذهلة على التهديف فهو ماكينة أهداف لا تهدأ.
اللافت هنا هو أن كين لديه القدرة على التهديف بكل الطرق سواء بالقدم اليمنى أو اليسرى أو ضربات الرأس أو التسديد من الخارج لكنه كذلك كان قادرًا على أن يمارس “البنزيما” دون الإخلال بدوره الرئيسي في كرة القدم وهو التهديف.
والبنزيما يا عزيزي هي قدرة المهاجم على المساهمة في صناعة اللعب بشكل فعال خارج منطقة الجزاء وأن يكون ضلعًا واضحًا في تطوير هجمات فريقه، وهي قدرة استخدمها المتابعون أحيانًا لتبرير -عن وجه حق أحيانًا ودون وجه حق أحيانًا أخرى- التراجع التهديفي في بعض الأوقات لمهاجمين مثل كريم بنزيما أو روبيرتو فيرمينو. كين يستطيع تأدية هذا الدور دون التأثير بشكل سلبي على معدلاته التهديفية الكبيرة جدًا في السنوات الأخيرة.
كما أن كين طور بشكل مبهر من قدرته على صناعة الأهداف لزملائه، كيف لا وهو أحد ضلعي الثنائية “كين-سون” التي انتزعت إعجاب كثيرين هذا الموسم وهي الثنائية التي شبهتها مسبقًا بثنائية “بوتين-ميدفيديف” في تقاسم السلطة في روسيا بالتناوب بين منصبي الرئيس ورئيس الوزراء بينما تقاسم المهاجمان الإنجليزي والكوري السلطة التهديفية في توتنهام فأحدهما يسجل والآخر يصنع باستمرار.
لكن أكثر ما يجعل هاري كين مناسبًا لأي فريق في العالم هو أن لديه قدرة فائقة على اللعب ضمن أي أسلوب لعب سواء كان توتنهام يسيطر على مجريات اللعب ويستحوذ أو يلعب على الكرات المرتدة .. سواء كان يهاجم من عمق الملعب أو يهاجم بالعرضيات. ليس هذا فقط، بل كذلك لأنه يستطيع التأقلم ضد أي أسلوب لعب كذلك فهو قادر على اللعب خلال المباريات التي يفرض فيها المنافس مساحات ضيقة أو مساحات واسعة أو دفاع عالٍ أو دفاع متأخر .. دائمًا ما كان كين ينجح وبإبهار.
لذلك لا أظنني سأرى يومًا ما من يخرج ويتحدث عن أن كين لن يناسب الليجا ذات المساحات الضيقة أو لن يناسب الانتقال إلى مانشستر يونايتد الذي يلعب على المرتدات كثيرًا أو حتى لن يناسب اللعب مع مانشستر سيتي الذي يستحوذ كثيرًا ويغير لاعبوه من تمركزهم بشكل مستمر.
هل سيرحل هاري كين؟
عندما سُئل مهاجم إنجلترا التاريخي ألان شيرار عما إذا كان على كين الرحيل عن توتنهام أم لا أجاب إن كين يحب توتنهام جدًا لكن إن أراد الرحيل عن صفوف الفريق بحثًا عن تحقيق البطولات فلابد أن يكون الآن.

لكن لنعد لما قاله ريان ميسون في بداية المقال عندما قال إن السبيرز يتخلف عن السيتي بأربعة أو خمسة أعوام، والحقيقة أن تلك المدة هي المتبقية تقريبًا لكين ليلعب في أعلى مستوياته إذ سيتم عامه الـ28 الصيف المقبل، وبالتالي فإن الوقت ليس في صالحه لانتظار إعادة تطوير توتنهام من جديد في تلك السنوات الأربعة أو الخمسة ليصل إلى مستوى السيتي.
لماذا ذكر ميسون أربعة أو خمسة أعوام تحديدًا؟ كان يقصد بذلك الفترة التي قضاها بيب جوارديولا مع مانشستر سيتي يحسّن ويطور من فريقه ليصل إلى تلك الحالة الفنية الممتازة التي يمر حاليًا.
بوتشيتينو حصل على تلك الفرصة وقدم لنا نسخة مبهرة من توتنهام، تلك التي خسرت نهائي دوري أبطال أوروبا بتفاصيل صغيرة تارة وتفاصيل كبيرة كركلة جزاء تارة، لكن المدرب الأرجنتيني لم يصمد لأكثر من عدة أشهر بعد هذا النهائي ليقرر دانييل ليفي أن يتخلص منه بعد تراجع النتائج قبل أن يدخل الفريق في دوامة الإقالات بعد إقالة مورينيو هو الآخر.
كل هذه الأمور تستهلك من الوقت الذي يعيشه هاري كين في قمة مستواه، ورغم مطالبة اللاعب عبر تويتر للجميع بالتركيز في “خمسة مباريات حاسمة” عقب هزيمة ويمبلي إلا أن صور اللاعب مُحبطًا عقب اللقاء جعلتهم يتساءلون “فيمَ تنتظر؟”
والحقيقة أن لهجة كين عن البقاء من عدمه تحولت إلى حدٍ ما، فبعدما أظهر ارتباطه بتوتنهام بتوقيعه على عقدٍ جديد لمدة 6 أعوام قبل السفر إلى نهائيات كأس العالم بروسيا 2018، قال كين العام الماضي إنه إن شعر وأن الفريق لا يتطور ولا يسير في الطريق الصحيح فإنه لن يبقى لمجرد البقاء.
إلى أين يرحل؟
دعنا نعتبر أن هاري كين يريد الرحيل ولا يطيق البقاء في ظل الوضع الحالي في السبيرز.. في زمن كورونا، من السخف عدم طرح سؤال إلى أين يرحل متزامنًا مع أي اسم لأي نجم محتمل رحيله عن فريقه. نحن نتحدث هنا عن صفقة لا يقل ثمنها عن 150 مليون يورو وربما 200 مليون، وهذا الرقم ليس مبالغًا فيه أبدًا قياسًا إلى قيمة اللاعب وواقع سوق الانتقالات.

بنظرة سريعة على وضعية كل الأندية اقتصاديًا، فإنه لا يوجد سوى نادٍ واحد من خارج إنجلترا واضح أنه قادر على شراء هاري كين هو باريس سان جيرمان في حالة بيعه لكيليان مبابي، لكن هذا النادي قد لا يمثل عامل جذب للمهاجم الإنجليزي الذي لن يفكر بنسبة كبيرة في الرحيل عن أهم دوري في العالم والانتقال إلى دوري لا يشاهده سوى مواطنو فرنسا.
أما ريال مدريد فلديه أولويات أخرى غير هاري كين علمًا بأنه هناك شكوك كبيرة أصلًا حول قدراته المالية بالنظر لتصريحات فلورنتينو بيريز الأخيرة وكذلك الحرج الذي قد تسببه المنافسة على صفقة مثل هذه بعد شكوى رئيس مدريد من ضيق ذات اليد في معرض ترويجه للدوري الأوروبي السوبر، وهو نفس ما ينطبق على برشلونة الذي يمتلك في الوقت الحالي أكبر دين في تاريخ اللعبة، بينما مايزال البعض يتحدث عن أن صفقة رونالدو إلى يوفنتوس قد أثقلت كاهل النادي الإيطالي الذي يظل ناديًا إيطاليًا لديه حدود في الشراء حتى ولو كان الأنجح اقتصاديًا.
على الصعيد الإنجليزي فإنه من المؤكد استبعاد ليفربول بسبب أزماته المالية الواضحة، وحتى مع اعتراض بيب جوارديولا الشديد على تكاليف صفقة إرلينج هالاند رغم حاجة السيتي بقوة إلى مهاجم جديد في ظل رحيل أجويرو وعدم تطور جيسوس إلا أن السيتي مايزال فريقًا مرشحًا لصفقة قد تحل أي صداع في الهجوم لبيب وتريحه من البحث عن الحلول البديلة باستمرار كما يفعل وفعل هذا الموسم، فيما يبدو مانشستر يونايتد مرشحًا آخر قويًا قادرًا على إتمام صفقة بهذه الضخامة خاصة مع احتياجه الكبير لهذا في ظل تردي مستوى أنتوني مارسيال وصعوبة الاعتماد باستمرار على إدينسون كافاني، لكن بالنظر إلى استقالة إد وودوارد والديون المتزايدة من آل جليزر التي أثقلت كاهل النادي، فإن صفقة مثل تلك تستلزم ترتيبات كبيرة ودخان بنارٍ كبيرة قبل أن تُرى في الأفق لكنها تظل واردة بنسبة قليلة.
المشكلة الحقيقية في أن ورودها ذو نسبة قليلة يكمن في أنها ضد مفاوض من أصعب ما يمكن وهو دانييل ليفي .. الرجل الذي أجهد ريال مدريد في صفقة لوكا مودريتش وأجبره على دفع أكبر مبلغ في تاريخ اللعبة آنذاك لشراء جاريث بيل علمًا بأن هاري كين يمتلك ما يربطه أكثر بالسبيرز فهو ابن للنادي منذ الصغر وكذلك يمثل جيلًا مختلفًا عن جيل مودريتش وبيل، فهو الجيل الذي وصل مع الفريق إلى نهائي دوري الأبطال وكاد أن يلامس حلم المجد الأوروبي .. كين ليس مودريتش أو بيل أو حتى كايل ووكر الذي قفز مبكرًا من المركب مقابل 50 مليون استرليني للسيتي أو حتى كريستيان إريكسن الذي امتلك ورقة نهاية عقده.
رغم ذلك إلا أن ليفي سيتمنى أن يفوز هاري كين بكأس أمم أوروبا لمداواة شغفه وحاجته للفوز بالبطولات، فقد يجد في المجد مع المنتخب علاجًا لطموحه في رفع أحد الكؤوس، ما قد يطفئ جذوة الرغبة في البحث عن نادٍ يضمن له الفوز ببعض الألقاب قبل الاعتزال.
لا تبدو الأمور سهلة في صيف تترقب فيه كل الأندية كشف حسابها الختامي لموسم لم تستمتع فيه بعائد يوم المباراة ولو لمرة وحيدة وهو ما من شأنه أن يخسف بنسبة ليست بالهينة من عوائدها المالية، فحتى الصفقة الممكنة ولو على الورق كصفقة كيليان مبابي ارتأى فلورنتينو بيريز أنها صعبة جدًا دون إقامة السوبر ليج، فما بالكم بإمكانية إتمام صفقة هاري كين .. الصفقة التي تكاد تكون مستحيلة؟