أصبح بايرن ميونيخ الرابح الأكبر بعد كل ما حدث بالأيام الأخيرة من إعلان بطولة سوبرليغ ثم تعليقها حيث بات البعض ينظر للبافاري على أنه واحد من القادة الذين حموا الصورة الحقيقية لكرة القدم بالوقت الذي اعتبر فيه الآخر أن مساعي بايرن فتحت الطريق لإيجاد حل يُطيح بالبطولة قبل أن تولد، كما عاد رومينيغيه للعمل داخل الاتحاد الأوروبي كممثل لرابطة الأندية داخل اللجنة التنفيذية للاتحاد بعد استقالة رئيس يوفنتوس أنييلي من رئاسة الرابطة بليلة الانضمام للمشروع الذي بات حالياً من الماضي.
لكن الأمر بالكواليس لا يبدو بهذه البساطة ومخطئ من يعتقد أن إدارة بايرن، وتحديداً رومينيغيه، كانت جزءاً من مشروع سوبرليغ لأن كلمة جزء قد لا تكفي للتعبير عن كبر الدور الذي كان الرئيس التنفيذي لبايرن يشغله لسنوات قبل أن يتحول للناقد الأول للمشروع فكيف سارت الأمور ولماذا ألغى رومينيغيه وبايرن فكرة الانسحاب من البوندسليغا ودوري الأبطال وصولاً لمناهضة مشروع البطولة بالكامل؟
في 2 نوفمبر 2018 نشرت صحيفة “ديرشبيغل” الألمانية جزءاً جديداً من تسريبات “فوتبول ليكس” يتحدث عن مشروع بطولة “سوبرليغ” والخطوات التي قطعها وبالواقع لم يهتم الكثيرون حينها لتفاصيل كثيرة من التحقيق الطويل جداً الذي أجرته الصحيفة لكن إن عدنا اليوم لسطور ذلك التحقيق سنجد أن الكثير من الأشياء التي قيلت بذلك الوقت أصبحت حقيقة فعلاً في 19 أبريل 2021 حين تم الكشف رسمياً عن البطولة لكن أشياء كثيرة تغيرت ما بين 3 فبراير 2016، تاريخ أول وثيقة تتحدث عنها ديرشبيغل، وصولاً لما حدث بالأسبوع الأخير ومن خلال هذه التغييرات سنفهم جيداً كيف تغير موقف بايرن ميونيخ من الأمر وكيف كانت تسير كل التطورات على صعيد باقي الأندية والاتحاد الأوروبي بالخفاء.
بحسب الصحيفة فإن المحامي الذي كان معنياً بدراسة مشروع البطولة كان مدير القسم القانوني ببايرن ميونيخ مايكل غيرلينغر ووفق ما ذُكر فإن غيرلينغر أجرى مراسلات عديدة في فبراير 2016 لدراسة قانونية انسحاب بايرن ميونيخ من الدوري الألماني دون أن يؤثر ذلك على مشاركة لاعبيه بالبطولات الدولية مع منتخباتهم في المستقبل.
أصبح بايرن ميونيخ الرابح الأكبر بعد كل ما حدث بالأيام الأخيرة من إعلان بطولة سوبرليغ ثم تعليقها حيث بات البعض ينظر للبافاري على أنه واحد من القادة الذين حموا الصورة الحقيقية لكرة القدم بالوقت الذي اعتبر فيه الآخر أن مساعي بايرن فتحت الطريق لإيجاد حل يُطيح بالبطولة قبل أن تولد، كما عاد رومينيغيه للعمل داخل الاتحاد الأوروبي كممثل لرابطة الأندية داخل اللجنة التنفيذية للاتحاد بعد استقالة رئيس يوفنتوس أنييلي من رئاسة الرابطة بليلة الانضمام للمشروع الذي بات حالياً من الماضي.
لكن الأمر بالكواليس لا يبدو بهذه البساطة ومخطئ من يعتقد أن إدارة بايرن، وتحديداً رومينيغيه، كانت جزءاً من مشروع سوبرليغ لأن كلمة جزء قد لا تكفي للتعبير عن كبر الدور الذي كان الرئيس التنفيذي لبايرن يشغله لسنوات قبل أن يتحول للناقد الأول للمشروع فكيف سارت الأمور ولماذا ألغى رومينيغيه وبايرن فكرة الانسحاب من البوندسليغا ودوري الأبطال وصولاً لمناهضة مشروع البطولة بالكامل؟
التسريبات تتكلم:
في 2 نوفمبر 2018 نشرت صحيفة “ديرشبيغل” الألمانية جزءاً جديداً من تسريبات “فوتبول ليكس” يتحدث عن مشروع بطولة “سوبرليغ” والخطوات التي قطعها وبالواقع لم يهتم الكثيرون حينها لتفاصيل كثيرة من التحقيق الطويل جداً الذي أجرته الصحيفة لكن إن عدنا اليوم لسطور ذلك التحقيق سنجد أن الكثير من الأشياء التي قيلت بذلك الوقت أصبحت حقيقة فعلاً في 19 أبريل 2021 حين تم الكشف رسمياً عن البطولة لكن أشياء كثيرة تغيرت ما بين 3 فبراير 2016، تاريخ أول وثيقة تتحدث عنها ديرشبيغل، وصولاً لما حدث بالأسبوع الأخير ومن خلال هذه التغييرات سنفهم جيداً كيف تغير موقف بايرن ميونيخ من الأمر وكيف كانت تسير كل التطورات على صعيد باقي الأندية والاتحاد الأوروبي بالخفاء.
بحسب الصحيفة فإن المحامي الذي كان معنياً بدراسة مشروع البطولة كان مدير القسم القانوني ببايرن ميونيخ مايكل غيرلينغر ووفق ما ذُكر فإن غيرلينغر أجرى مراسلات عديدة في فبراير 2016 لدراسة قانونية انسحاب بايرن ميونيخ من الدوري الألماني دون أن يؤثر ذلك على مشاركة لاعبيه بالبطولات الدولية مع منتخباتهم في المستقبل.
ما وراء الدراسة كان وجود 7 أندية تخطط سراً لإنشاء مشروع سوبرليغ حيث بات الكثيرون يتفقون أن الدوريات المحلية أصبحت مملة مع تكرار ذات الفائزين لذا لابد من البحث عن بطولة كل المباريات فيها كبيرة وكانت هذه النقطة الأهم بالمشروع.
بحسب المستندات كان من المقرر الإعلان عن البطولة عام 2021، وهو ما حدث فعلاً، على أن تضم 16 نادياً واحد منهم هو بايرن ميونيخ ولضمان نجاح المشروع كان لابد من وجود شخصية تملك قدرة عالية على التخطيط وهو ما توفر بتشارلي ستيليتانو، مسؤول تنفيذي بالرياضات الأمريكية ومقدم برنامج إذاعي وصاحب الفضل الأكبر بتطوير كرة القدم بأميركا وصاحب فكرة بطولة كأس الأبطال الودية التي تُلعب بالصيف، هذا الرجل وصفه جوزيه مورينيو ذات يوم أنه الرجل الذي لا يمكن أن يرتكب أي خطأ وبحسب التسريبات فإن ستيليتانو وجه رسالة لاثنين من المسؤولين التنفيذيين بريال مدريد، المدير العام للنادي خوسيه أنخيل سانشيز ومسؤول التسويق بالنادي، في ديسمبر 2015 وتحدث فيها عن وجود مسودة لمشروع بطولة سوبرليغ وعقد معهم اجتماعاً للحديث عن المشروع.
تضمن المشروع المبدئي النقاط التالية:
-يشارك بالبطولة أقوى 17 فريق من حيث القدرة على تحقيق عائدات تلفزيونية من إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا ويلعبون بشكل ثابت بالبطولة.
-تشارك بالبطولة 3 أندية من البوندسليغا هي بايرن ودورتموند وشالكه.
-يتم تحديد فريق إضافي إما من البرتغال أو روسيا أو هولندا أو تركيا ليصبح عدد الأندية 18 نادٍ.
-يتم لعب البطولة بنظام دوري ذهاب وإياب، 34 جولة، مع وجود مباريات بأيام الثلاثاء والأربعاء والسبت ومن ثم يكون هناك أدوار إقصائية لتحديد الفائز باللقب.

فكرة سوبرليغ ليست جديدة على الإطلاق بل الحديث عنها ظهر مع مطلع التسعينيات حين طالب مالك ميلان حينها سيلفيو بيرلسكوني ببطولة تجمع الكبار لوحدهم ودعم الفكرة لاحقاً رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز لكن فكرة ستيليتانو كانت الأقرب للواقع فبحسب دراسته سيحصل كل نادٍ كبير يشارك بالبطولة على 500 مليون يورو، رقم قريب لما تم الإعلان عنه بالحديث قبل أيام عن إمكانية حصول كل نادٍ على 425 مليون يورو فقط بدخوله البطولة.
اعتباراً من أغسطس 2016 بات رومينيغيه محور عملية التحضير للبطولة الجديدة ولم يخفي ذلك أبداً ففي اجتماع رابطة الأندية الأوروبية قال أن الأندية الكبيرة تلقت عروضاً كبيرة لإنشاء بطولة سوبرليغ وطلب من الاتحاد الأوروبي عقد اجتماع مع ممثلي الأندية “للحفاظ على وحدة كرة القدم الأوروبية” على حد تعبيره.
بالنسبة لرومينيغيه كان المشروع واضحاً فبحال حصل الكبار على دعم الاتحاد الأوروبي فإن ذلك سيسهل الحصول على المال والقوة وبنفس الوقت تعمل رابطة الأندية الأوروبية على حماية الأندية المتوسطة والصغيرة مع اعتبار أن أي سيناريو آخر سيكون مدمراً.
خلال أشهر قليلة بدأت 7 أندية بدراسة الخطوات بشكل فعلي مع وضع خيار الخروج عن الاتحاد الأوروبي.

بذات الوقت، في فبراير 2016، كان المسؤول القانوني ببايرن غيرلينغير يعمل بالتنسيق مع شركة محاماة يملكها كليري غوتليب لدراسة المعوقات التي قد تواجهها البطولة قانونياً ووجد الطرفان أن هناك عوائق أساسية تتعلق بعدة نقاط هي:
-هل ستضطر أندية سوبرليغ لدفع أي تعويضات للاتحاد الأوروبي بحال تعرضه لخسارات بالعائدات جراء انسحاب الأندية؟
-هل سيتمكن اللاعبون من تمثيل منتخباتهم بعد مغادرة الاتحاد الأوروبي؟
-هل يحق للاتحادات أو روابط الدوريات المحلية معاقبة اللاعبين المشاركين بسوبرليغ؟
-هل من الممكن للاعبين إنهاء عقودهم تلقائياً بحال الانتقال لدوري خاص مثل سوبرليغ؟
وجد رومينيغيه أن الحل سيكون بمحاولة إدخال الاتحاد الأوروبي بالمشروع وبعد 6 أيام من وضع أسئلة غيرلينغر تواجد الرئيس التنفيذي لبايرن باجتماع مع ممثلي 140 نادٍ أوروبي برابطة الأندية وتحدث عن ضرورة تطوير البطولات وتغيير طريقة التفكير وخلق مجموعات جديدة وبدا قائداً حقيقياً حين طالب الاتحاد الدولي “فيفا” بأن يكون أكثر شفافية وديموقراطية وأن يملك تأثيراً أكبر بالمشاريع الجديدة”.
بالواقع قاد رومينيغيه الأمور بشكل مختلف عمّا فعله رئيس يوفنتوس أنييلي الذي تسلم من بعده إدارة رابطة الأندية فبحسب ما قاله رئيس الاتحاد الأوروبي ألكسندر سيفرين بعد ساعات من إعلان مشروع “سوبرليغ” بشكل رسمي في الـ19 من أبريل ذكر سيفرين أن أنييلي خدعه وقال له بعد ظهر السبت أن ما يتم تداوله هو مجرد شائعات وليس هناك أي صحة لأخبار إنشاء بطولة جديدة قبل الإعلان عن البطولة مساء الأحد وهنا نرى الفارق الكبير بين الأسلوب الذي كان يريده رومينيغيه وأسلوب عمل أنييلي.
على الطرف الآخر كان المحامون يعملون لدراسة كل الخيارات بما فيها الانسحاب من الاتحاد الأوروبي وبعد شهر من الدراسة ظهر ملف من 23 صفحة يتضمن ثغرات قانونية يمكن للأندية استغلالها لإنشاء بطولة دون أن يتمكن أي من الاتحادين الأوروبي أو الدولي من إيقافها أو اتخاذ أي إجراء ضدها مستندين بذلك لقوانين اتحاد الدول الأوروبية لكن وُجد أن الأندية الألمانية ستواجه مشكلة صعبة الحل تتمثل بالنموذج الموحد للعقود بألمانيا والذي يملك مادة ثابتة تسمح لأي لاعب بفسخ عقده بحال انسحاب النادي من البوندسليغا مما يعني خسارة هذه الأندية لمئات الملايين بليلة وضحاها لكن بحسب “ديرشبيغل” لم يبدو بايرن قلقاً من هذه القضية بالوقت الذي كانت فيه عائدات البطولات الكبرى تتحسن سواء من خلال الدوريات المحلية أو دوري الأبطال أو البطولات الدولية.

في 2016 زار تشارلي ستيليتانو ريال مدريد وبعد أسابيع التقى بممثلي 5 أندية إنجليزية، مانشستر يونايتد وآرسنال وتشيلسي وليفربول ومانشستر سيتي في فندق بلندن وحصلت صحيفة “ذا سان” على صورة مسربة تجمع مسؤولين من الأندية الخمسة وهو ما أجبرهم على عقد اجتماعاتهم التالية خارج إنجلترا ليجتمع المؤسسون السبعة في زيوريخ وكان النقاش حول ما إذا كان يجب أن تكون البطولة مفتوحة لفرق أخرى أو نصف مفتوحة أو مغلقة ومن ثم كان السؤال الأهم هل الخطة هي إحداث ثورة أم تطور؟ فالثورة تعني الانفصال عن الاتحادات المحلية أما التطوير فيعني العمل من خلال الاتحاد الأوروبي مع استمرار المشاركة بالبطولات المحلية وهنا تم تفويض محامي بايرن غيرلينغير ومدير برشلونة راؤول سانليهي وممثل يوفنتوس ستيفانو بيرتولا لإجراء محادثات مع الاتحاد الأوروبي لتطوير الجوانب التسويقية.
بهذه المرحلة بدأت فكرة الانسحاب من الدوريات المحلية تختفي مع إصرار رومينيغيه على التفاوض مع الاتحاد الأوروبي الذي بدا منفتحاً على فكرة إجراء بطولة خاصة للكبار مع حماية حقوق الأندية الوسط والصغيرة عبر إنشاء بطولة إضافية لكن في شهر مايو 2016 بدا أن بعض الأشياء تتعقد فبعد اجتماع لممثلي الأندية السبعة مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي في بودابيست وجه رومينيغيه لزملائه رسالة يقول فيها أن الأمور لم تسير بالشكل الذي توقعه وبعد التشاور بين الأندية تم الاتفاق على البقاء بدوري الأبطال وفق هذه البنود:

-يشارك 24 نادياً بالدوري في المستقبل وتحصل الأندية التي حققت نتائج جيدة بالبطولة بالماضي على مكافآت ومقاعد إضافية بالمستقبل.
-إجراء بعض مباريات البطولات الأوروبية وسط الأسبوع ولعب مباريات أكثر مع خلق استراتيجيات أفضل للتسويق العالمي.
-تملك الأندية حق تنظيم البطولة مع إعطاء قوة إضافية لها بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي.
رغم ظهور بعض التعقيدات بالمفاوضات مع الاتحاد الأوروبي أصر رومينيغيه على العمل تحت مظلة يويفا رغم اعتباره أن مسار المفاوضات غير مثالي لكنه حصل بالنهاية على وعد من الاتحاد بتحسين العائدات اعتباراً من عام 2021 وهو ما ظهر من خلال التسريبات التي نُشرت مؤخراً عن إمكانية إدخال صندوق مالي بريطاني يرفع العائدات إلى 4,5 مليار يورو مع إمكانية وصولها لسبعة ملايين يورو.

بعد مفاوضات طويلة تم الوصول لحل يتضمن زيادة عائدات الأندية التي تحقق نتائج جيدة بالبطولة بآخر 10 سنوات حيث يعطي الاتحاد مبلغ 30 مليون يورو لكل نادٍ كبير عند دخوله البطولة وقبل أن يلعب أية مباراة إضافة لزيادة عائدات تحقيق الفوز بكل مباراة مع تقليل عائدات دخول الأندية الباقية للبطولة بالتالي يضمن الكبار الحصول على عائدات أكبر مقارنة بغيرهم كما تم تعيين الثلاثي المفاوض السري “غيرلينغر وسانليهي وبيرتولا” ضمن الاتحاد الأوروبي للتخطيط لعقود الرعاية وحقوق النقل وهو ما أغضب رابطة الدوريات الأوروبية لكن الاتحاد الأوروبي كان هنا بصف مشروع الأندية الكبيرة بالوقت الذي أصبح فيه رومينيغيه متمسكاً أكثر بأفكار البقاء مع الاتحاد ووضع خيار الانسحاب من البوندسليغا جانباً.
في أكتوبر 2016 وصل للأندية الكبرى مشروع جديد يتضمن وجود 11 نادٍ بشكل ثابت ببطولة “سوبرليغ” والأندية هي: ريال مدريد- برشلونة- مانشستر يونايتد- يوفنتوس- تشيلسي- آرسنال- سان جيرمان- مانشستر سيتي- ليفربول- ميلان- بايرن” مع إمكانية ضم 5 ضيوف من بين أندية “أتلتيكو مدريد- دورتموند- مارسيليا- إنتر- روما” مع اعتبار الأندية المؤسسة صاحبة أسهم بالبطولة مما يعطيها أرباحاً وفقاً لهذه الأسهم مع عدم إشراك الاتحاد الأوروبي بهذا المشروع.

لم يعجب المشروع بايرن وبدا أن رومينيغيه مستمر بأفكاره بالعمل مع الاتحاد الأوروبي وفي 29 مارس 2017 التقى رومينيغيه بمدير مسابقات الاتحاد الأوروبي جورجيو ماركيتي وقال بعدها “أعتقد أننا متفقون على ضرورة إجراء إصلاحات لدوري أبطال أوروبا بين 2018 و2021”.
لاحقاً عاد رومينيغيه للتلويح بإمكانية تنظيم دوري “سوبرليغ” ودعم أنييلي هذه الفكرة بعد أن خلف رومينيغيه عام 2017 برئاسة رابطة الأندية الأوروبية وخرج أنييلي بتصريح شهير قارن فيه عائدات دوري الأبطال بعائدات دوري كرة القدم الأمريكية في الولايات المتحدة.

استمر رومينيغيه بمساعيه لإيجاد طريقة للحل ولوّح أحياناً كتهديد بإمكانية الانسحاب من الدوريات لكن بالنهاية بدا من الواضح أنه استمر برفض فكرة الدخول بمشروع بعيد عن الاتحاد الأوروبي.
يعرف بايرن جيداً حساسية العقلية الألمانية حيث يلعب المدراء الرياضيون دوراً مهماً بتحديد كل شيء وتغلب النزعة الرياضية على إدارات الأندية على حساب رجال الأعمال بالتالي تبدو مخاطرة الدخول ببطولة محظورة دولياً شبه مستحيلة عدا عن ذلك لا تبدو العقلية الألمانية منفتحة لتقبل الكثير من الأشياء الجديدة حيث قامت جماهير الأندية برمي كرات تنس والاحتجاج بشكل مستمر على فكرة لعب مباراة يوم الاثنين معتبرين أن تلك الخطوة كانت لأهداف اقتصادية بحتة وبآخر مباراة لعبها بايرن أمام جمهوره بالدوري قبل الكورونا تسبب المشجعون بإيقاف المباراة للاحتجاج على مالك هوفنهايم ديتمار هوب بصفته رجل أعمال رافضين الملكية الخاصة للأندية رغم المسيرة الكبيرة للملياردير الألماني بدعم ناديه دون أن ننسَ ما فعلته الجماهير قبل عامين حين وقعت على عريضة طويلة تسببت بمنع إجراء تصويت على قانون “50+1%” الذي يمنع أي نادٍ من بيع أكثر من 49% من أسهمه لتبقَ 51% من الأسهم بيد الجمعية العمومية على أن يستثنى من ذلك القانون الأشخاص الذين قدموا دعماً للأندية لمدة تقارب 30 عاماً وهو الشرط الذي حققه هوب في هوفنهايم.
انسحاب بايرن لم يحدث باللحظة الأخيرة كما صوره البعض ففي العام الماضي قال رومينيغيه لصحيفة “فرانكفورتر” أن بطولة سوبرليغ لن تبصر النور في السنوات العشر القادمة وفي 10 أبريل 2021 أي قبل إعلان البطولة بتسعة أيام فقط صرح رومينيغيه لأتلتيك أنه لا يتخيل ظهور بطولة سوبرليغ بالقول “هذه البطولة قد تهز أساسات كرة القدم الأوروبية، لا أعتقد أن هذا أمر صحيح، لا أعتقد أن هذا إجراء صحيح، بطولتا دوري الأبطال والبوندسليغا عاشتا ازدهاراً بالماضي وأتوقع لهما التطور بالمستقبل”.
يمثل رومينيغيه الرجل الأكثر انفتاحاً بإدارة بايرن على المشاريع الخارجية فإن كانت وجهة نظره هي كذلك قبل إطلاق البطولة فلنا أن نتخيل موقف هونيس وهاينر المتمسكين أكثر بأهمية الحفاظ على صورة كرة القدم الألمانية.
الحفاظ على العلاقات الجيدة:
لطالما كان هدف بايرن الأساسي هو الحفاظ على علاقته الجيدة مع كل الجهات لذا كنا نسمع دائماً عن صفقات بين البافاري ويوفنتوس بسبب حسن علاقات الناديين عدا عن العلاقة الممتازة التي كانت تجمع بين بيريز ورومينيغيه بالتالي لن يأخذ بايرن خطوة عدائية بحجم الدخول ببطولة مستقلة ما لم يضمن أن تحظى هذه البطولة بالدعم الشعبي من الجمهور والرسمي من الفيفا.
هذه الأشياء دفعت الاتحاد الأوروبي للجوء لرومينيغيه لتطلب منه العودة لمنصب رئيس رابطة الأندية ليكون مفتاح التفاوض من جديد مع باقي الكبار وهو ما وجد به الرجل مكسباً كبيراً لإعادة التخطيط من جديد مع الاتحاد ورسم خططه التي يبدو أنها تجمدت لحد كبير بسبب العلاقة التي لم تكن ناجحة بين أنييلي واليويفا.