يُعد مركز الظهير الأيمن في منتخب إنجلترا المركز الأكثر تخمة بكم هائل من اللاعبين الأكفاء في ظاهرة نادرة لا تتكرر كثيرًا، حيث يشغل هذا المركز لاعبون من عينة ترنت ألكساندر أرنولد، كايل ووكر، كيران تريبير، ريس جيمس، وان بيساكا ويضاف إليهم لوك أيلنج وماتي كاش. حتى في منتخب إنجلترا تحت 21 سنة يبدو هناك ظهيرٌ واعد جدًا هو ماكس آرونز.
كل تلك الأسماء كان الصراع محتدمًا بينها للفوز بمكان في تشكيلة المدير الفني لمنتخب إنجلترا جاريث ساوثجيت فيما عدا لاعب واحد كان دائمًا وأبدًا متواجدًا ولم يغب لأي سبب فني منذ استدعائه الأول قبل نهائيات كأس العالم بروسيا 2018، وهو ألكساندر أرنولد.
حتى جاء مارس الماضي ليُصدم ظهير ليفربول بعدم استدعائه من قبل الناخب الوطني الإنجليزي ويقضي التوقف الدولي في بيته هذه المرة.
مفاجأة؟ مممم، ربما .. لكنها كانت مفاجأة ذات مقدمات إلى حدٍ ما. ساوثجيت اختصر الأمر في أن تريبير وريس جيمس يقدمان أداءً استثنائيًا هذا الموسم مشيرًا إلى أن أرنولد قد خطا في الآونة الأخيرة خطوات جيدة في الاتجاه الصحيح.
يُعد مركز الظهير الأيمن في منتخب إنجلترا المركز الأكثر تخمة بكم هائل من اللاعبين الأكفاء في ظاهرة نادرة لا تتكرر كثيرًا، حيث يشغل هذا المركز لاعبون من عينة ترنت ألكساندر أرنولد، كايل ووكر، كيران تريبير، ريس جيمس، وان بيساكا ويضاف إليهم لوك أيلنج وماتي كاش. حتى في منتخب إنجلترا تحت 21 سنة يبدو هناك ظهيرٌ واعد جدًا هو ماكس آرونز.
كل تلك الأسماء كان الصراع محتدمًا بينها للفوز بمكان في تشكيلة المدير الفني لمنتخب إنجلترا جاريث ساوثجيت فيما عدا لاعب واحد كان دائمًا وأبدًا متواجدًا ولم يغب لأي سبب فني منذ استدعائه الأول قبل نهائيات كأس العالم بروسيا 2018، وهو ألكساندر أرنولد.
حتى جاء مارس الماضي ليُصدم ظهير ليفربول بعدم استدعائه من قبل الناخب الوطني الإنجليزي ويقضي التوقف الدولي في بيته هذه المرة.
مفاجأة؟ مممم، ربما .. لكنها كانت مفاجأة ذات مقدمات إلى حدٍ ما. ساوثجيت اختصر الأمر في أن تريبير وريس جيمس يقدمان أداءً استثنائيًا هذا الموسم مشيرًا إلى أن أرنولد قد خطا في الآونة الأخيرة خطوات جيدة في الاتجاه الصحيح.
إذًا ما هو الفرق بين أرنولد في الموسم الماضي والموسم الحالي؟
جزء من مشكلة أي لاعب في صفوف ليفربول هذا الموسم هو أداء المجموعة ككل. أي لاعب في العالم يتأثر بمستوى من حوله، وعلى طريقة قطع الدومينو فإن تأثرك بمستوى من حولك يجعل من حولك يتأثرون بتأثرك هذا لتزداد الأمور سوءً على كافة الأصعدة.
لكن الأمر ليس فقط بهذه البساطة، بل إن عدة أمور جديدة طرأت على ليفربول هذا الموسم ساهمت في تراجع مستوى صاحب الرقم 66 سواء على مستوى الأداء أو حتى بأبسط الأرقام المُتاحة التي تمكن من خلالها أرنولد من صناعة 13 تمريرة حاسمة في الموسم الماضي مقارنة بـ 4 حتى الآن بغض النظر عن أن الـ13 تمريرة كان رقمًا استثنائيًا حقًا لست مطالبًا بتكراره في كل موسم.
إلى العمق أكثر
إن عدنا بالخلف موسمين سابقين فسنجد وأن ليفربول كلوب كان في القمة على سبيل تطبيق فكرة واضحة لا غبار فيها، وهي اللعب المباشر السريع مع ممارسة ضغط عالٍ مرعب على المنافسين بطول الملعب لا يهدأ ولا ينضب إلا بوجود الكرة في أرجل لاعبي الريدز.
أما في الموسم الماضي فصار المدرب الألماني أكثر ميلًا لتعديل طريقة لعبه. لا يهم ما إذا كان ذلك قد حدث برغبة طواعية منه أو لمقاومة التراجع الواضح من المنافسين للخلف خوفًا من تلقيهم العقاب ضد مرتدات الليفر، لكن في كل الأحوال هذا ما حدث. الليفر تخلّى بطريقة أو بأخرى عن فكرته وصار لديه عدة أفكار يقوم بتطبيقها.
في الموسم الحالي استفحل الأمر إلى حدٍ كبير بعد أن تطرّف يورجن كلوب أكثر في هذا الصدد، فصار ليفربول فريقًا استحواذيًا من الدرجة الأولى. لا أحد قادر على تحديد سبب هذا التحول المبالغ فيه غير كلوب نفسه لكنه حدث في النهاية.
حدث وتأثر به اللاعبون .. ليس شرطًا أن يكون تأثرًا سلبيًا لكن هناك تحول في نهج وأسلوب لعب أغلب اللاعبين داخل الملعب .. يمكن رصد توجهات ألكساندر أرنولد في هذا الصدد من خلال تلك الإحصائية التي تُقارن بين أماكن تواجد الظهير الأيمن لليفربول في الموسم الماضي .والموسم الحالي


توضح الإحصائية أن ألكساندر أرنولد صار أكثر اتجاهًا للتواجد في قلب الملعب مقارنة بما كان عليه في الموسم الماضي، فنسبته انخفضت بواقع 7% تقريبًا في التواجد على الخط بطول الملعب بينما ارتفعت في يمين العمق بنسبة 6%، أما في قلب الملعب فقد ارتفعت هي الأخرى بواقع 2%.
إصابات
قد يخجل أحدهم من ذكر ذلك علانية على اعتبار أن كليشيهات “الفريق لا يتوقف على أحد” تصبح هي المسيطرة أحيانًا، لكن لا يمكن لأي شخص في العالم أن يتجاهل مسألة الإصابات التي ضربت ليفربول هذا الموسم وأثرت على مردود الفريق بشكل واضح.
هذا التأثير يشبه مسألة تغيير أسلوب لعب الفريق .. ليس شرطًا أن يكون فقط التأثير على مستوى المردود النهائي لكنه كذلك قد يغير من المطلوب من كل لاعب داخل المستطيل الأخضر.
أن تلعب وجوارك جو جوميز وفان دايك لهو أمر مطمئن أكثر من اللعب وجوارك ناثنايل فيليبس وأوزان كاباك. يبدو وأن يورجن كلوب نفسه كان مؤمنًا بهذا الأمر فقد شاهدنا ألكساندر أرنولد لا يتقدم في بعض الأحيان مفسحًا المجال لأندرو روبيرتسون على الرواق الأيسر بينما يتحول أرنولد للاعب ثالث في خط الدفاع مكونًا خط دفاع ثلاثي مع زميليه. هذا الأمر حرم اللاعب في بعض الأحيان من الزيادة في أوقات كان يعتاد فيها ذلك في أوقاتٍ سابقة.
ومع تراجع جوردان هيندرسون وفابينيو إلى المناطق الخلفية فإن هذا الأمر زاد من الطين بلة، إذ كانوا بمثابة صدّادة واضحة لتقدم ألكساندر أرنولد بتولّي دور الظهير الأيمن لحظة بناء الهجمة ومن ثم نقل الكرة إلى أرنولد في أماكن متقدمة من الملعب مع محافظتهم على تأمين تلك المساحة الخالية من صاحبها المنشغل بالتمويل الهجومي .. على كلٍ فإنه مع تلك الإصابات في الخط الخلفي وضح وأن أرنولد يفتقد لبعض الأمور الدفاعية التي يحتاج لتحسينها حتى ولو كانت أرقامه جيدة على المستوى الدفاعي من حيث قطاع الكرات على سبيل المثال (ثالث أفضل ظهير).
في مقال تحليل للكاتب الشهير مايكل كوكس، يلفت النظر إلى أن سابع أكثر تمريرة متكررة كان يتلقاها ألكساندر أرنولد في الموسم الماضي كان تلك التمريرة القُطرية من مركز فان دايك إلى مساحة قريبة جدًا من منطقة جزاء الخصم. ربما يدر بخلدك أن كلمة “سابع” ليس بالمركز المتقدم، لكن العجب سيزول إن أدركت أن أغلب مجموعة التمريرات المتكررة التي تسبقها في الترتيب تكون عبارة عن التمريرات القصيرة بينه وبين أقرب اللاعبين إليه كقلب الدفاع الأيمن أو لاعب الوسط الأيمن، لكن تمريرة فان دايك القُطرية تلك ربما تكون الأعلى مركزًا بين أي تمريرة فُجائية مُطوّرة للهجمة كان يتلقاها الظهير الأيمن الإنجليزي خلال المباريات .. أين تلك التمريرة؟ لا توجد بتاتًا في ترتيب أول ثماني مجموعة تمريرات متكررة يتلقاها ألكساندر أرنولد.
المزيد من التأثير الذي خلفه إصابة فان دايك وقلوب الدفاع الآخرين مثل جوميز وجويل ماتيب يتجلّى رقميًا هذه المرة على المستوى الهجومي.
فبعض من التمريرات الحاسمة التي كان يقدمها أرنولد في الموسم الماضي كانت من الركلات الثابتة التي تُرسل عرضية على رؤوس هؤلاء اللاعبين المميزين في ضربات الرأس، بينما لم يعد هناك من يترجم تلك العرضيات إلى أهداف ليرفع رصيد أرنولد من التمريرات الحاسمة.
يورو 2020
هذا لا يعني أن أرنولد بخير وأن كل ما في الأمر هو تغيير في أسلوب لعب الفريق أو غياب لعناصر أساسية لليفربول خاصة على مستوى الدفاع أو أن أرقامه تأثرت فقط لأنه لا أحد يترجم ما يصنع إلى أهداف، لذلك ينبغي علينا العودة لما كنا عليه في بداية المقال وهو لماذا غاب عن تشكيلة ساوثجيت لأول مرة منذ 3 أعوام وفي التجمع الأخير الذي يسبق تجمع يورو 2020 نفسه؟
إنجلترا ليست ليفربول .. الريدز في النهاية مايزالون يعولون على ظهيريهما بشكل كبير في شكلهما الهجومي حتى وإن تراجع هذا الاعتماد بعض الشيء. ساوثجيت ليس ككلوب لديه استعداد لإجراء ترتيبات دفاعية استثنائية لظهيره لأنه ببساطة لا يرتكز عليه بشكل رئيسي في الشكل الهجومي للفريق بنفس النسبة التي عليها في أنفيلد.
لذلك على ألكساندر أرنولد أن يثبت لساوثجيت أنه قادر على التحسن دفاعيًا وأنه مستقبلًا لن يفكر مدرب آخر كزين الدين زيدان في استغلاله كثغرة للعب عليها.
فمدرب ريال مدريد استخدم أسلوبًا واضحًا في نقل الكرة من الكثافة الكبيرة على جانبه الأيمن إلى لعب الكرات القُطرية إلى فيرلاند ميندي على الجانب الآخر، الأمر الذي شتت ألكساندر أرنولد في بعض اللقطات وجعله متابِعًا للظهير الفرنسي تاركًا فينسيوس جونيور دون رقابة وتغطية عكسية لتلُعب الكرة أنيقة من توني كروس إلى الجناح البرازيلي. ومع قلة كفاءة فيليبس كان الخطأ مشتركًا بين قلب الدفاع والظهير الأيمن للفريق الأحمر ليدفع ليفربول الثمن غاليًا بالهدف الأول.

ساوثجيت اختار أرنولد في كل مرة .. اختاره وتجاوز عن مسألة بعض المشاكل الدفاعية التي يمتلكها بسبب المستوى المبهر هجوميًا الذي يقدمه، لكن مدرب إنجلترا قد لا يخاطر بالرهان على مستوى أرنولد الهجومي المتراجع إلى حدٍ ما (حتى ولو سجل في مرمى أستون فيلا حتى ولو صنع بعض الفرص المهمة مؤخرًا) إن لم يترسخ لديه ما قاله عن الخطوات السليمة بالاتجاه الصحيح التي قدمها أرنولد في الآونة الأخيرة.
أغلب الظن أن ساوثجيت يحاول أن يضغط أكثر ليكون ألكساندر أرنولد في أقصى مستوى ممكن قبل نهائيات أمم أوروبا بغض النظر عن أي مبرر لتراجعه النسبي بسبب موسم ليفربول السيء، وأنه سيضمه في نهاية المطاف .. لكن ما هو مطلوب من ابن “السكاوزرز” أن يعي أن مركزه هو أسهل مركز يمكن لساوثجيت أن يختار منه لذلك فالشهر القادم حاسم جدًا بالنسبة له.