حتى ديسمبر الماضي، كان مانشستر سيتي أبعد ما يكون عن المنافسة على لقب البريميرليج وذلك بعد سلسلة من العثرات التي بدأت بسقوطٍ مدوٍ على أرضه بخماسية أمام ليستر سيتي وانتهى على تعادل صادم على أرضه كذلك أمام وست بروميتش بهدف في كل شبكة.
في تلك الفترة كان رياض محرز جزءً لا يتجزأ من التشكيل الأساسي لمانشستر سيتي الذي كان على غير عادة بيب جوارديولا لا يقوم بكثير من التبديلات على مستوى التشكيل بسبب كثرة الغيابات التي يعاني منها الفريق. لم يعد رياض محرز يُنعت بألفاظ مستفزة من كارهيه مثل “فخر الدكة” وما شابه، فالـ90 دقيقة كانت علامة رئيسية في أغلب المباريات التي شارك بها.
اللافت هو أنه منذ منتصف ديسمبر وحتى منتصف فبراير -وهي بداية الفترة التي شهدت استفاقة مانشستر سيتي على مستوى الأداء والنتائج- خاض رياض محرز 4 مباريات فقط كأساسي من 11 مباراة لعبها السيتي وأكمل اثنتين منهما فقط حتى النهاية وتم استبداله في اثنتين بينما لم يلعب من الأصل في 3 مباريات منها.
هل يعني هذا شيئًا؟ الحقيقة أن لا، فبعدها وفي آخر 7 مباريات للسيتي في البريميرليج لعب رياض محرز في 6 منها كأساسي لم يُستبدل في 5 منها، وفقط جلس على دكة البدلاء في آخر مباراة ضد فولهام، وكلنا نعلم أن سجل السيتي المميز استمر برّاقًا في تلك المباريات كذلك.
حتى ديسمبر الماضي، كان مانشستر سيتي أبعد ما يكون عن المنافسة على لقب البريميرليج وذلك بعد سلسلة من العثرات التي بدأت بسقوطٍ مدوٍ على أرضه بخماسية أمام ليستر سيتي وانتهى على تعادل صادم على أرضه كذلك أمام وست بروميتش بهدف في كل شبكة.
في تلك الفترة كان رياض محرز جزءً لا يتجزأ من التشكيل الأساسي لمانشستر سيتي الذي كان على غير عادة بيب جوارديولا لا يقوم بكثير من التبديلات على مستوى التشكيل بسبب كثرة الغيابات التي يعاني منها الفريق. لم يعد رياض محرز يُنعت بألفاظ مستفزة من كارهيه مثل “فخر الدكة” وما شابه، فالـ90 دقيقة كانت علامة رئيسية في أغلب المباريات التي شارك بها.
اللافت هو أنه منذ منتصف ديسمبر وحتى منتصف فبراير -وهي بداية الفترة التي شهدت استفاقة مانشستر سيتي على مستوى الأداء والنتائج- خاض رياض محرز 4 مباريات فقط كأساسي من 11 مباراة لعبها السيتي وأكمل اثنتين منهما فقط حتى النهاية وتم استبداله في اثنتين بينما لم يلعب من الأصل في 3 مباريات منها.
هل يعني هذا شيئًا؟ الحقيقة أن لا، فبعدها وفي آخر 7 مباريات للسيتي في البريميرليج لعب رياض محرز في 6 منها كأساسي لم يُستبدل في 5 منها، وفقط جلس على دكة البدلاء في آخر مباراة ضد فولهام، وكلنا نعلم أن سجل السيتي المميز استمر برّاقًا في تلك المباريات كذلك.
لكن كل ذلك يبدو منطقيًا، فمحرز ترس في ماكينة بيب جوارديولا الاستثنائية .. غيابه وحده أو تواجده وحده لن يصنع الفارق فهي ماكينة قادرة على الدوران متى عملت بفاعلية بغض النظر عمن يتواجد داخل الملعب فحتى غياب كيفن دي بروينة لم يؤثر على مستوى مانشستر سيتي بل إنه في بعض الأحيان تطور مستوى الفريق عندما عملت الماكينة بطرق تكتيكية أفضل، لذلك السؤال المهم هو .. هل يُناسب رياض محرز أن يكون ترسًا في ماكينة؟
بشكل رئيسي يلعب رياض محرز في مركز واحد فقط مع مانشستر سيتي وهو الجناح الأيمن إلا في استثناءات بسيطة قرر فيها جوارديولا أن يُشرك النجم الجزائري كرأس حربة وهمي عندما يتخلى عن خدمات أجويرو أو جيسوس، وحتى ذلك الخيار لم يعد يستخدمه بيب تقريبًا بعدما أصبحت له خيارات أكثر تفضيلًا في هذا المركز كفيل فودين وإلكاي جوندوجان وبيرناردو سيلفا الذي تحول أكثر لعمق الملعب مع رحيل دافيد سيلفا لتقل منافسة رياض محرز على مركزه خاصة مع احتياج فيرّان توريس لوقتٍ أطول للتأقلم مع السكاي بلوز.
لاعب مميز دون كرة
في ليستر سيتي، كان رياض محرز لاعبًا حرًا تمامًا .. يبدأ الهجمة كجناح أيمن لكن على طريقة ليونيل ميسي يدخل إلى العمق باستمرار غير متقيد بمركزه الأصلي الذي يتسلم فيه الكرة غالبًا وينطلق بها إلى العمق، أي أن أغلب تحركات رياض محرز خارج مركزه الأصلي في ليستر سيتي كانت بالكرة وليس بدونها.
في مانشستر سيتي عمل بيب جوارديولا على تحسين هذه الخصلة عند النجم الجزائري، فأصبحنا نشاهد محرز يتحرك كثيرًا دون كرة وبشكل منظم يدل على عمل كبير في التدريبات. يمكن ملاحظة ذلك على سبيل المثال في هدفه في مرمى إيفرتون. محرز لم يكف عن التحرك دون كرة فحاول أولًا وضعه نفسه كخيار تمرير لكايل ووكر لكن الأخير لم يمرر له ومرر تمريرة عادية لبيرناردو سيلفا .. في ظروف أخرى ومع مدرب آخر كان محرز ليُصاب بالإحباط من عدم التمرير له في هذا المكان المهم لكنه لم يفعل.

عندما وجد أن تمريرة بيرناردو سيلفا لن تكون مجدية في هذا المكان، آثر التحرك من جديد ليمنح بيرناردو خيار تمرير أفضل ليتلقى التمريرة من البرتغالي ويطلق الكرة في الشباك معلنًا فض الاشتباك في مباراة كانت تبدو مرشحة لإيقاف مسيرة انتصارات متصدر البريميرليج.

لاعب مميز بالكرة، ولكن
من البديهي أن رياض محرز لاعب مميز بالكرة، فقد صنع شهرته من الهجوم قبل أي شيء، ولا ينسَ أحد ثنائيته الفريدة مع جيمي فاردي خلال موسم التتويج التاريخي لليستر سيتي.
تميز محرز في هذا الصدد لم يتوقف عند حدود الفريق الأزرق بل رافقه في مانشستر فهو أحد اللاعبين الذين يمتازون بالمهارة الفنية داخل الملعب لكن يضع بيب جوارديولا المهارة الفنية في المقام الأول؟
في احدى مقابلاته، يحكي النجم الفرنسي تييري هنري عن أحد المواقف الذي صادفه خلال لعبه في برشلونة تحت قيادة بيب جوارديولا الذي طلب منه في احدى المباريات التزام الخط الأيسر للملعب طوال الوقت وعدم مفارقته أملًا في توسعة الملعب بشكل مستمر.
ومع لاعبين متمرسين في خط الوسط كتشافي وإنيستا وبوسكيتس كان من الطبيعي أن يتناقل برشلونة الكرة كثيرًا في عمق الوسط وهو ما أصاب هنري بالضجر والملل من عدم مشاركته في اللعب ليقرر أن يترك الخط ويدخل في عمق الملعب أمام منطقة الجزاء ليتمكن من تسجيل هدف قبل نهاية الشوط الأول ليخرج سعيدًا بين الشوطين.
ما هي المحصلة؟ تييري هنري يسجل هدفًا للبرسا لكن الأخير يحكي أن التجهم بدا واضحًا على ملامح جوارديولا تجاه النجم الفرنسي بعدما خالف تعليماته حتى وإن كانت المحصلة أنه سجل هدفًا.
في الفرق التي يدربها بيب جوارديولا يقدّم الأخير الالتزام بالتعليمات وبأسلوب لعب الفريق على أي شيء آخر، وهو أمر يزداد صعوبة نفسيًا على اللاعبين الموهوبين من طينة رياض محرز، فهو أسلوب يجرّدهم في بعض الأحيان من إظهار مهاراتهم الكبيرة في الاحتفاظ بالكرة، ويزداد الطين بلة عندما يجلس محرز لفترة احتياطيًا فتصير رغبته كالفيضان في إظهار ما يمكنه تقديمه للفريق، ومن ثم يصبح الخيار صعبًا بين التزامه بالتعليمات وأسلوب لعب الفريق الذي يعتمد على التمرير المستمر السريع من لمسة واحدة أو اثنتين على الأكثر أو احتفاظه بالكرة وإظهار ما لديه.
ومع أسلوب كهذا ولاعبين متحركين باستمرار قادرين ببراعة مدربهم على العثور على المساحة وانتقاء الأماكن المميزة بشكل عبقري، فإن احتفاظ أي لاعب بالكرة يجعله موصومًا بـ “كاسر النسق” و”مُفسد الهجمات” وهو أمر يقع فيه محرز فريسة في بعض الأحيان عندما يقرر أن حله لـ “إحراج” جوارديولا هو احتفاظه بالكرة وإظهار تلك المهارات وعدم اللعب المباشر الذي يمنحك مساحات مميزة في ظهر الدفاع إن قمت بالتمرير بسرعة.
هنا رياض يقرر ألا يمرر لبيرناردو سيلفا رغم أنه سيضع الأخير في مساحة ممتازة

ثم يكررها مجددًا

وإن تبادر لذهنك أن ثمة شيئًا بينه وبين بيرناردو فربما تكون هذه اللقطة كفيلة بإفساد تلك الفكرة، بعد أن كرر نفس الأمر مع كيفن دي بروينة.

مثل هذه اللقطات قد تمر مع بعض المدربين الذين لا تعتمد طريقة لعبهم بشكل رئيسي على اللعب التموضعي وانتقاء لاعبيه للمساحات الخالية، لكن مع مدرب كبيب جوارديولا فإنها قد تفسد مزاجه وتجعله دائمًا لا يحب مثل هذه القرارات في الملعب.
الماكينة تحتاج “قطعًا خاصة” أحيانًا
لكن لأن أسلوب بيب جوارديولا، حاله كحال أي مدرب في عالم، قد لا يعمل أحيانًا وقد يجد مقاومة في بعض المباريات التي يدرس فيها المنافس هذا الأسلوب جيدًا ويقدم فيها لاعبوه أداءً استثنائيًا، فإن وجود لاعبين كرياض محرز أمر هام جدًا لأي مدرب حتى لو كان بيب جوارديولا.
رحيم ستيرلنج قد يكون ترسًا في ماكينة، لكنه لن يكون القطعة الخاصة التي تصنع الفارق في المباريات المستعصية كما يفعل رياض محرز الذي يُعد أكثر لاعبي مانشستر سيتي قدرة على الارتجال، فصحيح أنه قد لا يكون أكثر اللاعبين تفضيلًا لمدرب كبيب، إلا أنه كذلك أكثر لاعب في تلك التشكيلة قدرة على إخراجك من المواقف الصعبة بلمحة فردية مميزة.
ربما يدافع محبو جوارديولا عنه أكثر من نفسه ويُصرّون على أن الجماعية هي دائمًا الحل .. هذا الصحيح في العموم أن الجماعية أولوية أي فريق ناجح، لكن حتى بيب جوارديولا نفسه يدرك أن في كرة القدم لابد من قطع خاصة تصنع الفارق وتتحمل المسؤولية في اللحظات الصعبة، وتتخذ قرارات ارتجالية وفردية قد تخرجك من مطبات صعبة خلال مسيرتك، ونحن هنا لا نفترض هذا الأمر فقط بل إن جوارديولا كثيرًا ما صرّح به .. كيف لا وهو الذي درب اللاعب المُعجز لكل الدفاعات ليونيل ميسي.
لذلك تظل قيمة رياض محرز موجودة دائمًا .. قد يخرج عن النص الجماعي بشكل لا يخدم الفريق أحيانًا، لكن خروجه عن النص أحيانًا ما يكون مفيدًا كذلك فهو في النهاية يمتلك من القدرات الفنية ما يمنح لذلك الخروج عن النص فرصة مميزة لأن تتحول إلى قرار ناجح يهز الشباك.

رقميًا يبدو رياض محرز متفوقًا على كل من يلعب في مركز الجناح في مانشستر سيتي، وقد استفاد إلى حدٍ ما من تضاؤل المنافسة على مركزه مقارنة بمركز الجناح الأيسر الذي يتنافس فيه أكثر من لاعب، بل إن جوارديولا فضّل إشراك فيرّان توريس في الجناح الأيسر كثيرًا رغم أن الجناح الإسباني متخصص بشدة على مستوى الجناح الأيمن ما منح محرز تأثيرًا طرديًا مستمرًا .. يلعب كثيرًا فيصير أفضل وعندما يصير أفضل يلعب أكثر.

الخلاصة .. هو موسم جيد جدًا لرياض محرز على كافة المستويات .. فقط مايزال عليه أن يدخل في تلك الزمرة التي نعرفها من “رجال جوارديولا الموثوقين” وهي الزمرة التي نشعر وأن جوارديولا لن يتركها خارج تشكيلته في المباريات المفصلية مهما حدث وتتضمن كيفن دي بروينة وبيرناردو سيلفا وإلكاي جوندوجان ورودري أوفيرناندينيو وروبين دياش وكذلك كانسيلو، والسبيل لذلك قد يكمن في تقديم بعض التنازلات بشأن الاحتفاظ بالكرة في الثلث الأوسط من الملعب على أن يدّخر ارتجالاته المثمرة إلى الثلث الأخير حيث يمكن بلورتها إلى حدث هام في المباراة بهدف أو تمريرة حاسمة تحسم الجدل .. أي جدل بشأن ابن الجزائر.