أعلن يواكيم لوف أن بطولة أمم أوروبا التي ستُلعب الصيف المقبل ستكون الأخيرة له كمدرب لمنتخب ألمانيا ومنذ ذلك الإعلان بدأت التكهنات بالصحف حول هوية المدرب القادم ورغم ترشيح الكثيرين لاسم يورغن كلوب إلا أن الأخير قطع الطريق سريعاً بإعلان استمراره بليفربول بظل وجود عقد يربطه بالريدز لثلاث سنوات بالتالي ستكون إقالة المدرب الألماني الأمر الوحيد الذي سيعيده لدائرة الترشيحات وهو ما يبدو مستبعداً حالياً لذا بدأت الأنظار تتجه لأسماء عديدة أهمها هانزي فليك مدرب بايرن ميونيخ لكن قبل تعيين مدرب المنتخب لابد من مراجعة بعض القواعد والخطوات الأساسية التي ستتحكم بهذا التعيين ونحاول بعدها توقع هوية المدرب القادم للمانشافت.
يمثل يواكيم لوف المدرب العاشر لمنتخب ألمانيا عبر تاريخه وبين كل المدربين العشرة نرى أن الاختيار لم يكُن يوماً يتعلق بالسيرة الذاتية القوية بالأندية حتى أن بعضهم كانت تجربته بالمنتخب هي الأولى بمسيرته وبعضهم جاء بعد تجارب بالدوريات الصغرى كدوري الأقاليم وربما مسيرة لوف وفوزه بكأس ألمانيا مع شتوتغارت يمثل إنجازاً بين الأسماء السابقة التي لا نقرأ فيها وجود أسماء مثل أوتمار هيتسفيلد أو يوب هاينكس أو فيليكس ماغات وحتى أودو لاتيك الذي بدأ مسيرته كمساعد مدرب للمنتخب لم يعُد لتدريب المانشافت رغم تحقيقه لثمانية ألقاب دوري ولقب بدوري الأبطال ومثله بكأس الاتحاد الأوروبي، الدوري الأوروبي حالياً، لذا نفهم ببساطة أن انتظار اسم كبير بالأندية قد يمثل استثناء تاريخياً غير متوقع!
قاعدة سهلة وبسيطة تتمثل بعدم سعي الألمان لترك منتخبهم لمدرب أجنبي فالصحف الألمانية لن ترحم المدرب ولا الاتحاد ولن ترحب برجل غريب داخل منتخب ألمانيا، عام 2004 تم تسريب وجود مفاوضات مع آرسين فينغر خلال أجمل فترات آرسنال وبدا الأمر مرفوضاً للجميع وطبعاً انتهى الأمر بتعيين يورغن كلينسمان كمدرب بتجربته التدريبية الأولى.
يقوم الاتحاد الألماني بالتعميم على جميع الأندية المحلية، بما فيها الدرجات الصغرى، حول خطط اللعب التي يفضلها مدرب المنتخب والأشياء التي يريد اللاعبين أن يتعلموها كي تناسب أسلوبه وقيل مؤخراً أن المدرب طلب من الأندية التركيز على نقطتين الأولى البحث بمبدأ الارتكاز الثنائي والثانية هي السعي للعب بثلاثي بالخلف بالوقت الذي تُرك فيه المجال مفتوحاً للتنويع بين اللعب بمهاجم واحد أو اثنين بالأمام وهو ما نراه اليوم بالعديد من أندية البوندسليغا لذا مبدئياً قد يختار الاتحاد الاعتماد على مدرب يتابع هذه الخطوات ويعرفها بشكل جيد لذا لن يكون مستبعداً اختيار اسم بدون نجاحات كبيرة بإحدى دوريات ألمانيا أو التوجه لواحد من مدربي منتخبات الفئات العمرية وهو ما يرفع من أسهم شتيفان كونتز مدرب منتخب -تحت 21 عام- الذي وصل لنهائي بطولة اليورو بآخر نسختين وحقق اللقب بواحدة منها.
أعلن يواكيم لوف أن بطولة أمم أوروبا التي ستُلعب الصيف المقبل ستكون الأخيرة له كمدرب لمنتخب ألمانيا ومنذ ذلك الإعلان بدأت التكهنات بالصحف حول هوية المدرب القادم ورغم ترشيح الكثيرين لاسم يورغن كلوب إلا أن الأخير قطع الطريق سريعاً بإعلان استمراره بليفربول بظل وجود عقد يربطه بالريدز لثلاث سنوات بالتالي ستكون إقالة المدرب الألماني الأمر الوحيد الذي سيعيده لدائرة الترشيحات وهو ما يبدو مستبعداً حالياً لذا بدأت الأنظار تتجه لأسماء عديدة أهمها هانزي فليك مدرب بايرن ميونيخ لكن قبل تعيين مدرب المنتخب لابد من مراجعة بعض القواعد والخطوات الأساسية التي ستتحكم بهذا التعيين ونحاول بعدها توقع هوية المدرب القادم للمانشافت.
1- لا سجل قوي بالأندية:
يمثل يواكيم لوف المدرب العاشر لمنتخب ألمانيا عبر تاريخه وبين كل المدربين العشرة نرى أن الاختيار لم يكُن يوماً يتعلق بالسيرة الذاتية القوية بالأندية حتى أن بعضهم كانت تجربته بالمنتخب هي الأولى بمسيرته وبعضهم جاء بعد تجارب بالدوريات الصغرى كدوري الأقاليم وربما مسيرة لوف وفوزه بكأس ألمانيا مع شتوتغارت يمثل إنجازاً بين الأسماء السابقة التي لا نقرأ فيها وجود أسماء مثل أوتمار هيتسفيلد أو يوب هاينكس أو فيليكس ماغات وحتى أودو لاتيك الذي بدأ مسيرته كمساعد مدرب للمنتخب لم يعُد لتدريب المانشافت رغم تحقيقه لثمانية ألقاب دوري ولقب بدوري الأبطال ومثله بكأس الاتحاد الأوروبي، الدوري الأوروبي حالياً، لذا نفهم ببساطة أن انتظار اسم كبير بالأندية قد يمثل استثناء تاريخياً غير متوقع!

2- لا استعانة باسم خارجي:
قاعدة سهلة وبسيطة تتمثل بعدم سعي الألمان لترك منتخبهم لمدرب أجنبي فالصحف الألمانية لن ترحم المدرب ولا الاتحاد ولن ترحب برجل غريب داخل منتخب ألمانيا، عام 2004 تم تسريب وجود مفاوضات مع آرسين فينغر خلال أجمل فترات آرسنال وبدا الأمر مرفوضاً للجميع وطبعاً انتهى الأمر بتعيين يورغن كلينسمان كمدرب بتجربته التدريبية الأولى.

3- الحفاظ على النسق:
يقوم الاتحاد الألماني بالتعميم على جميع الأندية المحلية، بما فيها الدرجات الصغرى، حول خطط اللعب التي يفضلها مدرب المنتخب والأشياء التي يريد اللاعبين أن يتعلموها كي تناسب أسلوبه وقيل مؤخراً أن المدرب طلب من الأندية التركيز على نقطتين الأولى البحث بمبدأ الارتكاز الثنائي والثانية هي السعي للعب بثلاثي بالخلف بالوقت الذي تُرك فيه المجال مفتوحاً للتنويع بين اللعب بمهاجم واحد أو اثنين بالأمام وهو ما نراه اليوم بالعديد من أندية البوندسليغا لذا مبدئياً قد يختار الاتحاد الاعتماد على مدرب يتابع هذه الخطوات ويعرفها بشكل جيد لذا لن يكون مستبعداً اختيار اسم بدون نجاحات كبيرة بإحدى دوريات ألمانيا أو التوجه لواحد من مدربي منتخبات الفئات العمرية وهو ما يرفع من أسهم شتيفان كونتز مدرب منتخب -تحت 21 عام- الذي وصل لنهائي بطولة اليورو بآخر نسختين وحقق اللقب بواحدة منها.


4- إعلان مبكر لكسب الوقت:
فضل الاتحاد الألماني حسم مستقبل لوف بوقت مبكر والإعلان عن رحيل المدرب بعد نهاية اليورو كي يحصل على وقت كافٍ لمفاوضة المدربين حيث لا يرغب الألمان أن يتسرب للصحف وجود أي مفاوضات مع وجود مدرب بمستقبل غير واضح بالمنتخب عدا عن أن هذه الخطوة ستساعد لوف كي يبدأ بالتخطيط لمستقبله وفتح بوابة الاتصال مع فرق أخرى ولاستغلال هذا الوقت بشكل جيد يبدو أن الاتحاد الألماني يأخذ حالياً وضعية المراقب لما يحدث مع العديد من المدربين ولم يحسم خياره بعد فمنطقياً لو كان كونتز الخيار الأكيد للمنتخب كان من المنطقي أن يتم إعلان ذلك كونه مرتبط بعقد مع الاتحاد لكن إدارة رئيس الاتحاد فريتز كيلر مازالت تراقب العديد من الأسماء.

5- خطة الاتحاد:
لم يتدخل الاتحاد الألماني بخطة يواكيم لوف حول استبعاد ماتس هوميلس وجيروم بواتينغ وتوماس مولر ورغم تألق الأخير تحديداً بقي الصمت سائداً من طرف الاتحاد بدليل موافقتهم على خطط المدرب وليس مستبعداً أن يختار الاتحاد مدرباً يتناسب مع ذات الأفكار حول ضرورة الاعتماد على الشبان وقد يلعب هذا دوراً مهماً بتحديد المدرب القادم بالتالي تفضيل اسم مثل يوليان ناغيلسمان الذي حقق مجالاً جيداً بهذه النقطة إضافة لمدرب بريمن كوفيلدت.
6- لا مفاوضات تستفز الأندية:
يعرف الاتحاد الألماني أن علاقته بالعديد من الأندية توترت وبمقدمتها بايرن ميونيخ فمنذ إعلان التخلي عن مولر وبواتينغ وهوميلس دون علم بايرن قبل أيام من مباراة ليفربول بدوري الأبطال أصبحت العلاقة متوترة بين كادر المانشافت وإدارة البافاري ومؤخراً قال رومينيغيه “حل أزمات الاتحاد الألماني ليست من مسؤولياتنا نحن نبني مشروعنا مع هانزي فليك”.
مؤخراً قالت “سبورت بيلد” أن الاتحاد الألماني لن يفاوض أي مدرب ملتزم بعقد مع نادٍ إلا إن أخذ هو خطوة المبادرة بالتالي يحتاج فليك لإقناع إدارة بايرن برغبته بتدريب منتخب ألمانيا إن كان يريد هو ذلك فعلاً حيث لم يبدي المدرب أي موقف تجاه الأمر حتى الآن.
7- استغلال الصحف الصديقة:
يحظى منتخب ألمانيا باهتمام شديد من الصحف المحلية التي توليه أهمية تفوق الأندية بكثير وهو ما يبدو مغايراً لما يحدث بالعديد من الدول الأوروبية الكبرى كروياً لذا تلعب بعض الصحف دوراً مهماً بتسهيل مهمة الاتحاد ببعض النقاط ويبدو أن تحديد المدرب الجديد للمنتخب قد أصبح واحدة منها فمنذ إعلان لوف الرحيل بدأت صحيفتا “بيلد” و”سبورت بيلد” بنشر أخبار عن وجود خلافات بين فليك وحميديتش والحديث عن أن مدرب بايرن يعرف بوجود مفاوضات بين المدير الفني للنادي ويوليان ناغيلسمان كي يتولى الأخير تدريب البافاري.
سبورت بيلد قالت أن المشاكل بدأت منذ يناير 2020 حين لم يحقق حميديتش مطالب فليك بالصفقات عدا عن اعتماد المدرب على اللاعبين الذين اختارهم حميديتش مثل روكا وسار وكوستا إضافة لعدم اقتناع المدرب بآخر اسمين وتفضيل ديست وهودسون أودوي عليهما وهو ما لم تحققه الإدارة عدا عن قرب رحيل رومينغيه، الداعم الأول لفليك، عن النادي مع استمرار هونيس، داعم حميديتش، كعضو بالإدارة لكن الرئيس التنفيذي القادم لبايرن أوليفر كان سارع للتأكيد على أن فليك سيستمر في بايرن بظل ارتباطه بعقد حتى صيف 2023.
الملفت بالأمر أن تقوم صحيفة تواكب أخبار بايرن وتنشر ما بداخله بشكل مستمر بنشر أخبار عمرها أكثر من عام بهذا التوقيت تحديداً وهو دليل على أن الاتحاد الألماني أوكل للصحف مهمة السعي لكسر علاقة فليك وبايرن.
لم تسوّق الصحف اسم يوليان ناغيلسمان رغم ما يقدمه بلايبزيغ كمؤشر حول ضعف الاهتمام به، حتى الآن، من طرف الاتحاد الألماني بالوقت الذي تم فيه تسويق اسم لوتار ماتيوس رغم عدم خوضه أي تجربة تدريبية حتى الآن.
8- مدرب يريد العمل بمنتخبات:
لاحقاً للقاعدة الأولى لا يفضل الكثير من المدربين الناجحين بالأندية الذهاب للمنتخبات حيث عبر أنشيلوتي عن هذا الأمر بعد رحيل مانشيني عن تدريب منتخب إيطاليا حين قال أنه لا يحب فكرة تدريب مباراتين كل شهر ثم الاكتفاء بمشاهدة اللاعبين وهو أمر قد ينطبق على الكثير من المدربين الذين لن يحبوا هذه الفكرة أيضاً.

9- العمل السريع:
يحتاج الاتحاد الألماني للوثوق من أن المدرب الجديد سيدخل الأجواء بوقت مثالي فبعد نهاية اليورو بعام وعدة أشهر سيكون على المانشافت أن يبحث عن تعويض إخفاقه بمونديال 2018 من خلال كأس العالم بقطر 2022 لذا ستكون الأفضلية للمدرب الأكثر قرباً من المنتخب واللاعبين مثل فليك الذي لا يبدو أن مصيره يقربه من المانشافت حتى الآن لذا قد تترجح كفة كونتز مرة أخرى!
10- إعلان قبل اليورو:
قالت “سبورت 1” مؤخراً أن بيرهوف يرغب بالكشف عن المدرب القادم للمنتخب قبل بطولة اليورو لذا لا مجال لانتظار نهاية الموسم ومعرفة من سيفقد مكانه بين المدربين ومن سيستمر لاحقاً والعمل سيتم خلال هذه الفترة لحسم الأمر بوقت قريب.

استنتاجات:
بظل هذه القواعد يمكن القول أن كونتز يخالف قاعدة التفكير باللعب بثلاثي بالخلف لكنه يشابه لوف بالكثير من الأفكار ويذكنا بالطرق التي كان يتبعها مدرب المانشافت بالفترة الذهبية للفريق بين 2012 و2014 فإن عدنا لنهائي يورو -تحت 21 عام- سنة 2017، الذي فاز فيه الألمان على الإسبان بلقاء تكتيكي ممتاز لكونتز، سنجد أن المدرب اعتمد على طريقة 4-2-3-1 والملفت أن غنابري وداهود وكيرير هم الوحيدين الذين تابعوا من ذلك المنتخب للفريق الأول بالفترة الحالية علماً أن غنابري كان الوحيد من هذا الثلاثي الذي لعب النهائي.
خطة كونتز أمام إسبانيا بنهائي يورو 2017:

خطة كونتز أمام إسبانيا بنهائي يورو 2019:

في نهائي يورو 2019 خسر كونتز أمام فريق إسباني مرعب بقيادة رويز وأويارزابال وسيبايوس وفيربو لكن رغم ذلك لا يمكن لأحد إنكار تحقيق المدرب لنجاح كبير حيث ظهر الفريق بشكل ممتاز تكتيكياً بمباريات كثيرة أهمها لقاء إسبانيا بنهائي 2017 حين كان الطرف الآخر يضم بوسطه كل من ماركوس لورنتي وساؤول وسيبايوس إضافة لتواجد بيليرين وأساسينسيو وكيبا وميري وديولوفيو لكن التكتيك الجيد للألمان وقيادة آرنولد الدفاعية الممتازة بالوسط ساعدا على حسم اللقاء.

ضمن المدربين الذين يظهرون بشكل جيد ومفاجئ يمكننا التحدث عن مدرب دورتموند المؤقت إيدين تيرزيتش الذي حقق تحسناً جيداً مع دورتموند بفترة قياسية بعد نتائج سيئة مع فافري وقاد الفريق لربع نهائي الأبطال حتى الآن وبدأ بالاعتماد بشكل واضح على رسم 3-4-2-1 وحقق تطوراً مهماً بمستوى عدة لاعبين أهمه محمود داهود الذي أصبح ركيزة مهمة بالفريق.
الشكل التكتيكي لدورتموند أمام بايرن بلقائهم الأخير:

يملك لوتار ماتيوس الكثير من الأشياء التي قد تجعله مرشحاً جذاباً للاتحاد الألماني كونه يمثل رمزاً قومياً عدا عن علاقته الممتازة بوسائل الإعلام لكن هل هو قادر على تحقيق نجاح بهذا الوقت السريع مع المنتخب؟
خيار رانجنيك لا يبدو جذاباً حتى الآن بالنسبة للاتحاد الألماني وهو ما تحدثت عنه الصحف لذا يبدو أن القائمة تتقلص تدريجياً لتتحول إلى: فليك- كونتز- تيرزيتش- ماتيوس
خيار ماتيوس بعيداً عن الجانب الفني جيد لكن هناك شكوك حول قدراته بالملعب أما تيرزيتش فقدم نجاح تكتيكي لكن تجربته مازالت موضع شك لذا يبدو الخيار الأقرب بين فليك وكونتز حيث قد ينتظر الاتحاد الألماني فترة قصيرة لمعرفة مستقبل مدرب بايرن و إن حُسم أمر استمراره ببايرن قد نرى كونتز مدرباً لمنتخب ألمانيا بنهاية الصيف الحالي.