فاز جوان لابورتا بانتخابات رئاسة نادي برشلونة بعدما تجاوز نسبة الـ50% وتفوق على منافسيه فيكتور فونت وتوني فريتشا. هذه المرة لم تكن هناك ثلاثية تمنح جوسيب بارتوميو الانتصار على لابورتا في الانتخابات بل خيبة أمل كبيرة انتهت بكارثة في دوري أبطال أوروبا ورغبة ليونيل ميسي في الرحيل لينهار صرح بارتوميو الهش ويعود المنتخبون الكتلونيون للاختيار الأكثر منطقية بالنسبة لهم .. الرجل الذي نجح من قبل معهم وعلى الطريقة المصرية “اللي نعرفه أحسن من اللي منعرفوش”.
لابورتا في مناظراته مع منافسيه كان يرتكز بشكل أساسي على نقاط مهمة من ضمنها إرثه السابق، وكذلك العمل على تجديد عقد ليونيل ميسي، والتأكيد على أن برشلونة لن يعاني من أزمة مالية وأن لديه حلول لتمويل صفقات قادمة للفريق حتى في ظل الديون التي أغرقت النادي وفاقت حاجز المليار يورو كما أنه كان دائم التأكيد على أن البرسا لا يحتاج لفترة انتقالية وأنه سيُعيد النادي مباشرة إلى الواجهة.
يعيب البعض على لابورتا كونه رجل سياسة أكثر منه رجل رياضة، وعلى شعاراته الرنانة التي ربما لا تكون مناسبة للموقف، لكن هذا لا يعني أن السياسي الكتلوني لا يمتلك خطة للخروج من الوضع الحالي للبرسا، ومن ضمن أحد من سيساعدوه على هذا الأمر هو ماتيو أليماني.
المحامي الإسباني المولود في مايوركا في عام 1963 عرف الطريق إلى عالم الرياضة من خلال نادي الجزيرة التي وُلد بها، حيث كان منصبه الأول كنائب للمدير التنفيذي في النادي عام 1990 ومن خلاله تدرج في المناصب حتى وصل إلى منصب الرئيس عام 2000 في حقبة هي الأنجح في تاريخ هذا النادي والتي تُوج فيها بكأس ملك إسبانيا عام 2003 لكنها كذلك فترة كادت أن تنتهي على نهاية كارثية بعد اقتراب النادي من الهبوط لولا وصول هيكتور كوبر وإنقاذه للفريق.
فاز جوان لابورتا بانتخابات رئاسة نادي برشلونة بعدما تجاوز نسبة الـ50% وتفوق على منافسيه فيكتور فونت وتوني فريتشا. هذه المرة لم تكن هناك ثلاثية تمنح جوسيب بارتوميو الانتصار على لابورتا في الانتخابات بل خيبة أمل كبيرة انتهت بكارثة في دوري أبطال أوروبا ورغبة ليونيل ميسي في الرحيل لينهار صرح بارتوميو الهش ويعود المنتخبون الكتلونيون للاختيار الأكثر منطقية بالنسبة لهم .. الرجل الذي نجح من قبل معهم وعلى الطريقة المصرية “اللي نعرفه أحسن من اللي منعرفوش”.
لابورتا في مناظراته مع منافسيه كان يرتكز بشكل أساسي على نقاط مهمة من ضمنها إرثه السابق، وكذلك العمل على تجديد عقد ليونيل ميسي، والتأكيد على أن برشلونة لن يعاني من أزمة مالية وأن لديه حلول لتمويل صفقات قادمة للفريق حتى في ظل الديون التي أغرقت النادي وفاقت حاجز المليار يورو كما أنه كان دائم التأكيد على أن البرسا لا يحتاج لفترة انتقالية وأنه سيُعيد النادي مباشرة إلى الواجهة.
يعيب البعض على لابورتا كونه رجل سياسة أكثر منه رجل رياضة، وعلى شعاراته الرنانة التي ربما لا تكون مناسبة للموقف، لكن هذا لا يعني أن السياسي الكتلوني لا يمتلك خطة للخروج من الوضع الحالي للبرسا، ومن ضمن أحد من سيساعدوه على هذا الأمر هو ماتيو أليماني.
المحامي الإسباني المولود في مايوركا في عام 1963 عرف الطريق إلى عالم الرياضة من خلال نادي الجزيرة التي وُلد بها، حيث كان منصبه الأول كنائب للمدير التنفيذي في النادي عام 1990 ومن خلاله تدرج في المناصب حتى وصل إلى منصب الرئيس عام 2000 في حقبة هي الأنجح في تاريخ هذا النادي والتي تُوج فيها بكأس ملك إسبانيا عام 2003 لكنها كذلك فترة كادت أن تنتهي على نهاية كارثية بعد اقتراب النادي من الهبوط لولا وصول هيكتور كوبر وإنقاذه للفريق.
مرتان قريب من ريال مدريد
عندما نجح فلورنتينو بيريز في انتخابات ريال مدريد عام 2000، عرض على ماتيو أليماني منصب المدير العام للنادي لكن تلك الخطوة لم تُكلل بالنجاح، ويبدو وأن بيريز لم ينسَ أليماني إذ قيل أنه عرض عليه تولي منصب في ريال مدريد عقب رحيله من فالنسيا لكن الأمر لم يكتمل.
أوجه تشابه
لكن ربما الخطوة الأبرز في مسيرة أليماني قبل فوز لابورتا بالانتخابات هي توليه منصب المدير العام لنادي فالنسيا، وهو أمر يشبه كثيرًا ما هو مقبل عليه في النادي الكتلوني.
وإذا كان برشلونة يعاني بشدة من ارتفاع فاتورة رواتب لاعبيه والتي أصبحت هي الأعلى في العالم في عصر بارتوميو، فإنه وقت تسلم أليماني لزمام الأمور في فالنسيا كانت الأمور على نفس الشاكلة، إذ كان الفريق يمتلك الكثير من اللاعبين ممن ترتفع كلفة رواتبهم عن الحد الذي يمكن معه العمل دون ضغط تلك الرواتب.
لذلك عمد أليماني في أول فترة انتقالات إلى التخلص من أكثر من لاعب مثل الحارس ماتيو ريان فباعه إلى برايتون مقابل 6 ملايين يورو والمهاجم ألفارو نيجريدو الذي انتقل إلى بشيكتاش مقابل 2,5 مليون يورو بالإضافة لإنزو بيريز الذي عاد إلى الأرجنتين وارتدى قميص ريفر بليت مقابل 2,5 مليون يورو كما رحل أكثر من لاعب من أصحاب الأعمار المرتفعة نسبيًا كلويس ناني وبابلو بياتي وفابيان أوريانا، وربما كان خطأ أليماني الوحيد في التخلص من دييجو ألفيش الذي كان يتقاضى راتبًا مرتفعًا هو الآخر لكن إلى وقتنا هذا عانى فالنسيا لإيجاد بديل للحارس البرازيلي على نفس الكفاءة.
وبينما كان أليماني وفريقه يتخلصون من تلك العينة من اللاعبين، كانت عين إدارة فالنسيا تجلب عددًا من اللاعبين المميزين في نفس الموسم بصفقات كان عنوانها هو الرهان على المستقبل، إذ كانت أغلب تلك الصفقات على سبيل الإعارة مع خيار الشراء لبعضها كصفقة ضم جيوفري كوندوبيا من الإنتر والتي حققت نجاحًا كبيرًا، كما التقطت الإدارة جناح باريس سان جيرمان الواعد جونسالو جيديش الذي وجد نفسه في ملعب ميستايا بعد التيه في باريس.
تمكن فالنسيا في موسم أليماني الأول من تخفيض متوسط أعمار الفريق بشدة، إذ كان متوسط أعمار المغادرين 27,1 سنة فيما كان متوسط أعمار القادمين للنادي 24,5 سنة.

في تلك الفترة كانت التفاهم هو سر المرحلة، فأليماني كان يعمل على نفس الخط مع المدير الفني الجديد مارسيلينو جارسيا تورال الذي وصل إلى فالنسيا صيف 2017 ليقود عملية الاستفادة من تلك المواهب في الملعب، قبل أن ينضم إليهم في الموسم التالي بابلو لونجوريا قادمًا من منصب رئيس كشافي يوفنتوس الإيطالي ليتولى منصب المدير الرياضي بفالنسيا ويجري المزيد من التصفية وليستفيد أليماني من عينه الخبيرة في جلب عدة مواهب صغيرة تساعد النادي في المستقبل وفي مقدمتها أوروس راسيتش ويونس موسى.
هذا الثلاثي مكن فالنسيا من تخطي ما اقترفه مالك النادي بيتر ليم ومن يثق فيهم في حق فالنسيا، وببراعة كبيرة استطاع اللوس تشي تخطي تلك المرحلة الصعبة قبل أن يعود ليم من جديد ليدس أنفه في شؤون الفريق الكروية.
بيتر ليم وجوان لابورتا
ليم لم يعادي ماتيو أليماني، بل عادى مارسيلينو فاتهمه الأخير بأن السبب الرئيسي لرحيله أنه لم يستمع لتعليماته بضرورة التركيز على التأهل لدوري أبطال أوروبا وإهمال كأس ملك إسبانيا، وصحيح أن مارسيلينو تمكن من تحقيق الهدفين إلا أن ليم لم يغفر للمدرب الإسباني الذي انتقد في الصيف التالي علانية رغبة النادي في الاستفادة المالية من بيع مهاجم الفريق رودريجو مؤكدًا أنه ليس له بديل، ليقرر بيتر ليم ضرب أي منطق بعرض الحائط ويقيل مارسيلينو بعد أسبوعين فقط من انطلاق الموسم ثم يتبعه بعد 9 أيام رحيل لونجوريا (أحد من وقفوا ضد تدخلات الوكيل جورجي مينديش -صديق ليم- في سياسة انتقالات النادي) عن النادي الذي كان عليه أن يخوض مباراتي برشلونة ثم تشيلسي بعد أقل من أسبوع على الإقالة.
ليم سعى بشتى السبل إلى الإبقاء على أليماني لكن الأخير قرر أنه لا فائدة من البقاء وسط كل هذه التدخلات في الإدارة الرياضية وأصر على الرحيل بعد حوالي شهر من تلك الإقالة، ليصبح مارسيلينو مدربًا لأتلتيك بلباو، ولونجوريا مديرًا تنفيذيًا ثم رئيسًا لنادي أوليمبيك مارسيليا وأخيرًا كان أليماني -الذي ترك ليم بسبب تدخلاته ورحل بعد شهر من إقالة مارسيلينو- ينضم إلى جوان لابورتا، والسؤال هو هل يمكن للابورتا أن يكرر نفس الأمر؟

المتابعون يرون أن جوان لابورتا رجل يحب الأضواء، لكن هناك شواهد تقول أنه يعترف بقيمة التخصص ويحترمه. أي أن السياسي الكتلوني قد يحب أن يظهر بصورة الرجل الذي أعاد البرسا من جديد ومن خلال هذا الأمر قد يرغب في التدخل في بعض القرارات، لكن واقعة صامويل إيتو في برشلونة تكشف أنه يعرف حدودًا تلك التدخلات.
فلابورتا كان يريد الإبقاء على صامويل إيتو في صفوف النادي الكتلوني عندما كان يريده بيب جوارديولا ويوهان كرويف خارج النادي .. الأسباب لم تكن مقنعة للابورتا لكنه رغم ذلك أزعن لرغبات المدير الفني ولم يجبره على الإبقاء على المهاجم الكاميروني، تمامًا مثلما فعل مع رونالدينيو في العام السابق، لكن ربما كان قرار إيتو أصعب في اتخاذه فرحيل رونالدينيو كان بمثابة الإعلان عن عصر جديد لكن رحيل إيتو كان غريبًا في توقيته بعد موسم غاية في النجاح .. إلا أنه حدث.
لذلك فإن أليماني ربما يكون رجلًا لا يحب التدخلات، وضحى بعمله في فالنسيا اعتراضًا على ما فعله بيتر ليم في النادي والفريق حتى وإن كان الرجل السنغافوري هو من أحضره إلى النادي تمامًا مثلما فعل لابورتا، لكن في كل الأحوال يبدو الاختلاف موجودًا بين شخصيتي ليم ولابورتا.
أوجه اختلاف
وإن كانت هناك أوجه تشابه سردناها في السابق في موقفي برشلونة وفالنسيا، إلا أنه هناك بعض أوجه الاختلاف كذلك، فبرشلونة في النهاية ليس فالنسيا، إذ هناك فارق ضخم في عوائد الناديين وحجم العينة التي يهتم بها كلاهما من اللاعبين.
فربما ينجح أليماني في التخلص بذكاء من اللاعبين غير المرغوب فيهم والباهظة عقودهم (رغم أن برشلونة قاعد بتجديد عقود بعضهم بالفعل قبل أشهر قليلة في خطوة اعتبرها البعض انتقامية من بارتوميو) لكن يبقى الرهان حول أليماني في اختياراته من اللاعبين مع باقي الفريق الإداري.
ولفهم هذا الأمر يمكن ضرب مثال بالمدير الرياضي لإشبيلية مونتشي الذي نجح نجاحًا ساحقًا في إشبيلية بجلب عدد كبير جدًا من المواهب بأسعار بخسة وباعها بأسعار ضخمة، لكن هذا الأمر قد لا يسري في برشلونة ونهج قد لا يحتاجه النادي الذي يرى رئيسه نفسه أنه ليس بحاجة لفترة انتقالية .. أي أن نقطة تميز مونتشي أو أليماني في العثور على المواهب بأسعار جيدة والصبر عليها لفترة، بينما قد لا تصير هذه مزية كبيرة في نادٍ كبرشلونة يستطيع دفع ملايين وفقط يحتاج لعين تحدد من هو الأفضل من بين هؤلاء اللاعبين مع رغبة في نجاح آني لهم دون صبر كبير.
لذلك ليس مضمونًا نجاح أليماني في برشلونة فقط لأنه نجح في فالنسيا أو حتى مايوركا .. نجاحه يتوقف على أمور أخرى كثيرة لكن على الأقل فإن الرجل تسبقه سمعة مميزة قد يرتكز عليها مبدئيًا.
لذلك، سنرى ما يمكن للمحامي -الذي ترشح لرئاسة الاتحاد الإسباني من قبل- فعله، وكيف يمكن تنفيذ أجندة جوان لابورتا الذي يُصر على قدرته على توفير المال اللازم في الصيف لإجراء تعاقدات تلزم الفريق .. وحتى إن عجز لابورتا عن ذلك، فإن أليماني قد يكون جاهزًا لسيناريوهات أسوأ، إذ لن تكون مرته الأولى على أي حال.