توقع الكثيرون فوز بايرن ميونيخ بدوري الأبطال بعد تقديمه لأداء ملفت منذ تولي هانزي فليك تدريب الفريق لكن لم يتوقع أحد ذلك الأسلوب الذي ظهر به الفريق بالمباريات الحاسمة ليفتح أداء بطل ألمانيا التساؤلات حول ما فعله المدرب وطاقمه خلال أشهر قليلة ليحول الصورة من فريق خاسر من فرانكفورت بنتيجة 5-1 إلى فريق لا يعرف شيئاً إلا الانتصارات.
لنفهم نقطة البداية التي انطلق منها فليك لابد أن نتذكر بعض المعطيات التي عاشها الفريق مع كوفاتش والتي يمكن أن نقسمها لمحورين:
1-عدم قدرته على تطوير مستوى معظم اللاعبين: فخلال فترة تواجده تراجع مستوى هوميلس وبواتينغ بشكل مفاجئ ولم نشاهد المأمول من الوافد الجديد غوريتسكا وأصبح مولر بلا أي فائدة ويمكننا ببساطة استثناء لاعبين فقط من منظومة التراجع هما ليفاندوفسكي، المعروف عنه اهتمامه بإجراء تدريبات فردية بعيدة عن الفريق، ونوير الذي بدأ بالعودة لمستواه مع بداية الموسم الثاني للكرواتي.
2-المساحات الكبيرة بين اللاعبين: حاول كوفاتش طوال الوقت إيجاد شكل جيد بالوسط لكنه فشل بذلك وكانت هذه هي المشكلة التي تتسبب دائماً بفقدانه التوازن بالفريق ويمكننا تفسير هذا بلقطتين تكررا كثيراً خلال ولاية كوفاتش:
توقع الكثيرون فوز بايرن ميونيخ بدوري الأبطال بعد تقديمه لأداء ملفت منذ تولي هانزي فليك تدريب الفريق لكن لم يتوقع أحد ذلك الأسلوب الذي ظهر به الفريق بالمباريات الحاسمة ليفتح أداء بطل ألمانيا التساؤلات حول ما فعله المدرب وطاقمه خلال أشهر قليلة ليحول الصورة من فريق خاسر من فرانكفورت بنتيجة 5-1 إلى فريق لا يعرف شيئاً إلا الانتصارات.
التطور والتغيير عن كوفاتش
لنفهم نقطة البداية التي انطلق منها فليك لابد أن نتذكر بعض المعطيات التي عاشها الفريق مع كوفاتش والتي يمكن أن نقسمها لمحورين:
1-عدم قدرته على تطوير مستوى معظم اللاعبين: فخلال فترة تواجده تراجع مستوى هوميلس وبواتينغ بشكل مفاجئ ولم نشاهد المأمول من الوافد الجديد غوريتسكا وأصبح مولر بلا أي فائدة ويمكننا ببساطة استثناء لاعبين فقط من منظومة التراجع هما ليفاندوفسكي، المعروف عنه اهتمامه بإجراء تدريبات فردية بعيدة عن الفريق، ونوير الذي بدأ بالعودة لمستواه مع بداية الموسم الثاني للكرواتي.
2-المساحات الكبيرة بين اللاعبين: حاول كوفاتش طوال الوقت إيجاد شكل جيد بالوسط لكنه فشل بذلك وكانت هذه هي المشكلة التي تتسبب دائماً بفقدانه التوازن بالفريق ويمكننا تفسير هذا بلقطتين تكررا كثيراً خلال ولاية كوفاتش:

الأولى هي لحالة خروج كرة من الخلف نجد أن لاعبي المحور تباعدا بشكل كبير وتركا المساحة للاعبي آوغسبورغ لتنظيم الضغط وإغلاق المساحات مع وجود فراغات كبيرة بعمق الملعب وعدم استغلالها من بايرن بانتشار عشوائي غريب.

الثانية أيضاً من لقاء آوغسبورغ وتمثل أحد أكثر القضايا التي انتُقد عليها كوفاتش وهي نقل الكرة دائماً بشكل حرف U أي خروجها من طرف الملعب إلى الوسط وذهابها للطرف الآخر دون أن تتسبب هذه الحركة بأي فعالية والمشكلة كالعادة هي عدم الفعالية الكافية للوسط وعدم خلق كثافة كبيرة تساعد الفريق على تطبيق الضغط اللازم.
جاء فليك وبدأ العمل والتفكير بكيفية مواجهة هذه المواقف وفي أول مباراة له أمام دورتموند فاجأ الجميع بوضع كوتينيو وتياغو على دكة البدلاء لإشراك غوريتسكا ومولر مع رغبته بزيادة القدرات البدنية للفريق بالوسط على حساب عدد التمريرات القصيرة بين اللاعبين ومن هنا بدأ فكر المدرب الجديد بالظهور.
مفاتيح فليك لبناء المجد
حين نقرأ عن فريق فاز بالثلاثية وحقق الانتصار بجميع مبارياته بدوري الأبطال مع ثاني أفضل معدل تسجيل بكل تاريخه بالبوندسليغا نتخيل أن نرى أمامنا جيشاً من المهاريين وبالواقع خلق بايرن المتعة بأسلوبه الجماعي والأفكار التي طبقها بالملعب وليس بالمراوغات فبطل أوروبا احتل المركز الـ15 من حيث معدل المراوغات بالمباراة الواحدة بالبطولة أما متوسط سيطرته على الكرة بالمباراة فكان “60,2%” وهو أقل من متوسط استحواذ ليفربول “62,2%” وأقل حتى من متوسط استحواذ بايرن بالعديد من المواسم الماضية بينها موسم أنشيلوتي “2016\2017” الذي خرج فيه الفريق من ربع النهائي.
اعتمد فليك على نقطتين أساسيتين لتطبيق أسلوبه:
1- الاعتماد على العشوائية المنظمة
مع إقحام مولر بشكل مستمر خلف ليفاندوفسكي خلق المدرب منظومة خاصة به للهجوم وبلقطات كثيرة من الموسم تحول الفريق للعب بطريقة “2-3-5” أو “3-2-5” فمع بناء الهجوم يصبح مولر بجانب ليفاندوفسكي ومعهم على ذات الخط الجناحين وواحد من الأظهرة حيث ينتقل الجناحين للداخل لإرباك لاعبي العمق أكثر ويبقى الظهير بالقرب من طرف الملعب في حين يأخذ الظهير الآخر موقع متأخر أكثر لمساعدة الفريق بحال خسارة الكرة. “الصورة من لقاء بايرن مع ليفركوزن بالدوري”

بعيداً عن الرسم التكتيكي دائماً ما نجد بهجوم بايرن لاعب إضافي مهمته خلق الكثافة داخل المنطقة ففي لقطة الهدف الأول لبايرن بمرمى برشلونة كان غوريتسكا يجري بجوار ليفاندوفسكي وغنابري كي يجبر لاعبي الخصم على العودة أكثر وتثبيتهم بالخلف وكل هذا سهل موقف القادم من الخلف مولر كي يستقبل عرضية بيريسيتش ويسجل رغم وجود 6 لاعبين من برشلونة مقابل 5 من بايرن لكن بالصورة نجد ببساطة أن معظم المدافعين أصبحوا خارج الهجمة كي يتبادل مولر وليفا الكرة بسهولة.

الضغط بعدد كبير من اللاعبين لا يتسبب فقط بخلق فوضى لدى الخصم بمنطقته بل أيضاً يعطي الموجودين بالخلف حرية أكبر للتمرير وبناء اللعب والاستفادة من الكرة الثانية لذا كانت التمريرات الطويلة الدقيقة مفتاح مهم لنقل الكرات خلف المدافعين أو تحويلها للاعبي الأطراف للاستفادة من تشتت المدافعين والانطلاق.
دفاعياً اعتمد بايرن طريقة ملفتة وممكن أن نأخذ أسلوب الفريق أمام برشلونة كمثال حيث كانت تعليمات فليك بتوجيه الجناحين بيريسيتش وغنابري للضغط على قلبي الدفاع ومنعهما من التمرير للأظهرة في حين يتكفل ليفاندوفسكي بالإغلاق على لاعب الارتكاز ويتقدم مولر وغوريتسكا للضغط على لاعبي الوسط التاليين وتكون مهمة تياغو هي الوقوف بدائرة المنتصف لقطع أي تمريرة طويلة محتملة وفعلاً خلال الشوط الأول حصل لاعب الوسط الإسباني على 3 تمريرات بدا وكأن تيرشتيغن فيها يتعمد إيصال الكرة لألكانتارا وهنا بدا أن منظومة الضغط وصلت لأعلى مرحلة من النجاح وبالواقع يمثل بايرن أكثر فرق أوروبا نجاحاً على سبيل الضغط هذا الموسم حيث نجح الفريق بإيقاف 34,7% من هجمات خصومه بفضل الضغط بمنطقتهم.
2- تطوير واختيار اللاعبين بشكل يناسب هذه المنظومة:
من خلال مشاهدة مباريات بايرن بالدوري أو بالأبطال يمكن لأي متابع أن يرى الفراغات الكثيرة التي كانت تُترك بالخلف بسهولة نتيجة طريقة لعب الفريق والضغط العالي ويعود ذلك إلى أن فكرة الدفاع “1 على 1” التي كان الفريق يحاول تطبيقها ببداية الهجمة قد تبدو سهلة الضرب خاصة بظل بطء بواتينغ وهذا الأمر أصبح أكثر وضوحاً مع غياب بافارد عن المباريات الحاسمة بدوري الأبطال حيث كان الفرنسي ينتقل عادة للمساعدة بالتغطية العكسية.
اعتمد فليك على 3 لاعبين لإيقاف مرتدات الخصوم الأول هو قلب الدفاع ألابا الذي يجيد التعامل مع الكرات الملعوبة إلى المساحة الموجودة خلفه ويتمتع بقدرة عالية بالصراعات الثنائية والثاني هو نوير المعروف عنه دائماً قدرته على الخروج من منطقته وتأمين الكرات، وهو أمر اعتمد عليه بيب نفسه حين كان مدرباً لبايرن، أما الثالث فهو ألفونسو ديفيز الذي حصل على تعليمات واضحة بمحاولة إزعاج أي لاعب ينطلق بمرتدة للاستفادة من سرعته الفائقة وهو ما ساعد بإيقاف مرتدتين لماونت بلقاء بايرن وتشيلسي رغم تجاوز الإنجليزي لخصمه بشكل واضح وحدث أيضاً مع سون بدور المجموعات إضافة لإيقاف انفراد خلال لقاء لايبزيغ بالدوري.
بالتأكيد بقيت الثغرات حاضرة رغم هذا العمل ويمكننا أن نرى اعتماد بعض الفرق على إبقاء لاعب بمنطقة التسلل مع بداية الهجمة، كما فعل سواريز بلقاء برشلونة ومبابي بالشوط الثاني بالنهائي، بهدف خلق ارتباك لدى المدافعين حيث يصبح قرار تطبيق طريقة “1 ضد 1” أمراً صعباً وتظهر الثغرة بين المدافعين لكن رغم كل ذلك كان بايرن ينجو بالنهاية مهما اختلفت الطريقة ويعوض الخلل عبر هجومه القوي.
أيضاً لضمان النجاح كان لابد من العمل على التمريرات الطويلة التي تحسنت دقتها بشكل كبير بالفترة الأخيرة والهدف منها كان تفادي تكتل الخصوم بنقل الكرة من جهة لأخرى أو للعب كرات خلف الدفاع واستغلال وجود عدة لاعبين على خط واحد مما يصعب على الخصم توقع شكل التمريرة ويسهل ضرب دفاعه خاصة مع تحرك كل اللاعبين بفاعلية نحو العمق وهنا نجد أهمية دور تياغو ألكانتارا الذي قدم 14 تمريرة طويلة بلقاء سان جيرمان منها 10 تمريرات صحيحة وواحدة منها كان لها دور حاسم ببناء هجمة الهدف الوحيد بالمباراة.
معدل التمريرات الطويلة في بايرن ميونيخ مرتفع جداً حتى بمباريات البوندسليغا حيث يوجد 5 لاعبين أساسيين يتجاوز معدل تمريراتهم حد 5 تمريرات طويلة بالمباراة أما بدوري الأبطال يصل معدل تمريرات تياغو لوحده إلى 8,5 تمريرة طويلة باللقاء ويأتي كيميش بالمركز الثالث بالفريق، خلف نوير، بمعدل “4,7 تمريرة طويلة” دون أن ننسَ القدرة الممتازة لبواتينغ وألابا بهذا النوع من الكرات ولنفهم كبر هذه الأرقام يمكننا مقارنتها بالفريق الوحيد الذي يملك نسبة استحواذ أكبر من بايرن بالبطولة وهو ليفربول حيث نرى بصفوف الريدز أن المعدل المرتفع للتمريرات الطويلة مرتبط بالحارس وقلوب الدفاع أما أعلى معدل تمرير للاعب وسط هو لفابينيو “4,3 تمريرة طويلة بالمباراة الواحدة بدوري الأبطال”.
بسبب هذه الأرقام يمكن لبايرن تطبيق أسلوبه بزيادة العناصر التي تتواجد على خط واحد مع المهاجم والجناحين وضمان وصول التمريرات بنجاح مما يعطي الفريق مرونة ممتازة بالأسلوب تساعده على الوصول لمناطق الخصم بأقل عدد من اللمسات لذا كانت نسبة استحواذ الفريق أمام برشلونة هي 50% رغم خلق 26 محاولة للتسجيل حيث وجد الفريق شوارعاً مفتوحة لتمريراته الطويلة في حين ارتفعت نسبة الاستحواذ أمام سان جيرمان إلى 62% بسبب تمكن الباريسيين من تقليل خطورة التمريرات الطويلة بالشوط الأول وإجبار بايرن على تدوير الكرة أكثر.
النقطة الثالثة عمل عليها فليك بشكل ملحوظ خلال فترة التوقف، بسبب انتشار فيروس كورونا، حيث سعى المدرب لتطوير العامل البدني للاعبيه بشكل يساعدهم على تطبيق أفكاره وكان الهدف هو ضمان قدرة الفريق على تحمل تطبيق الضغط العالي والإيقاع السريع حتى الدقائق الأخيرة من المباراة لذا شاهدنا مدى التفوق الذي أحدثه البافاري بالشوط الثاني ضد سان جيرمان بسبب قدرته على السيطرة وكان هذا السبب أيضاً خلف إخراج غنابري وكومان وإشراك كوتينيو وبيريسيتش بسبب رغبته باستمرار الضغط بذات الشكل والحفاظ على هوية الفريق حتى النهاية.
بهذه الناحية قد تشرح لنا الأرقام بعض الأمور: جوشوا كيميش هو أكثر اللاعبين جرياً بدوري الأبطال هذا الموسم “118,725 كم” وقد يبدو هذا منطقياً بسبب خوض بايرن 11 مباراة والفوز باللقب لكن ما هو غير منطقي أن يأتي ليفاندوفسكي بالمركز الخامس في حين لا نجد أي رأس حربة غيره ضمن قائمة الـ40 الأوائل باستثناء فيرمينو، المركز 39، وهو دليل على كم العمل البدني الذي بذله هذا اللاعب بظل تقديمه لأداء ممتاز مع مولر بالضغط دائماً على الخصوم ببداية الهجمات والملفت أن معدل قطع الكرات لدى مولر بدوري الأبطال “1,5 بالمباراة” وليفاندوفسكي “1 بالمباراة” كان أعلى من معدل ألابا وبواتينغ قلبي دفاع الفريق وهذا يشرح مدى نجاح الضغط الذي تم تطبيقه بالأمام ومدى الجاهزية التي تمتع بها كلا اللاعبين لتطبيق هذا الضغط والقيام بالأدوار الهجومية بذات الوقت وكل هذا يعود للنجاح البدني بالدرجة الأولى.
نقطة أخرى استغل فيها بايرن قوة لاعبيه وهي التغيير المستمر بالمراكز حيث نجد أي من لاعبي المقدمة يخرج للخلف ويترك مكانه للاعب آخر بالأمام وهو سر زيادة عدد التمريرات الحاسمة لليفاندوفسكي بالأدوار الأخيرة حيث تساعد هذه العشوائية على زيادة صعوبة الخصم بتطبيق أي منظومة دفاعية وتزيد من عدد اللاعبين القادرين على التسجيل كما حدث بالمباريات الأخيرة من دوري الأبطال إضافة لدور مولر الذي ساعده التحسن البدني على تطبيق أفكاره الخاصة بالتمركز في أي فراغ موجود وسحب لاعبي الخصم باتجاهه كي يتسبب بزيادة إرباك المدافعين وخلق حلول عبر الفراغات.
ارتبط العمل البدني الناجح بطاقم كبير تقدمه مدرب اللياقة البروفيسور هولغر برويش الذي زود اللاعبين بأدوات خاصة للعمل في منازلهم خلال فترة الحجر الصحي ورغم تواجد برويش بالنادي منذ عام 2014 إلا أن فليك كان الرجل الذي وثق به وأعطاه صلاحيات كاملة لوضع الخطة البدنية وتدريب الفريق خلال فترة التوقف ويمكننا استخدام تصريح مولر بعد لقاء برشلونة لتفسير الأمر بشكل أفضل “نزلنا للملعب للبدء بالإحماء قبل 10 دقائق من نزول برشلونة، لم يقوموا بتدريبات إحماء كاملة مثلنا ربما هي فلسفة مختلفة قليلاً لكن المباراة انتهت بنتيجة 8-2 وكان من الممكن أن تكون الأمور مختلفة لو استعدوا بشكل أفضل”.
أسباب المداورة بين 3 أجنحة على طرف واحد
نقطة أخيرة قد تساعدنا بفهم أفكار فليك ترتبط باختياره المداورة بين كومان وبيريسيتش وكوتينيو وشاءت الظروف أن يأتِ التصريح الذي شرح به فليك الأمر بعد ساعات فقط من حديث يوب هاينكس عبر صحيفة “كيكر” عنه حيث قال “كانت معاملة فليك مع كوتينيو بمثابة لفتة إنسانية كبيرة حيث استخدمه لمرات عديدة في لشبونة رغم معرفته بأنه سيغادر النادي، رأى فليك كيف كان كوتينيو لائقاً وملتزماً، يجب على المدرب أن يصل إلى عقل وروح لاعبيه”.
فليك حافظ على الجاهزية الذهنية لكل لاعبيه واعتمد دائماً على رفع مستوى التحدي بينهم حتى تياغو الذي شعر قبل عدة أشهر أن مكانه في الفريق بات محل شك بسبب الاعتماد على ثنائية كيميش وغوريتسكا واصل العمل بجدية كبيرة حتى النهاية.
بتصريحه بعد النهائي قرر فليك عدم ذكر أي نقطة تميز كومان أو تقلل من كوتينيو وبيريسيتش وقال أن “الحدس” هو سبب اختياره الفرنسي ليشارك بالنهائي ولو أن الواقع يقول أن إشراك كومان كان نتيجة عدة خيارات منطقية لأن بيريسيتش مفتاح هجومي ممتاز لكنه لا يملك القدرة على التحول السريع للدفاع بحال انتقال الكرة بسرعة لنصف ملعب فريقه بالتالي يترك الظهير لوحده بمواجهة الضغط وهو ما تكرر كثيراً أمام برشلونة وليون لذا كان خيار فليك بإشراك جناح يعرف جيداً كيفية مساعدة ديفيز لأن الخطأ ممنوع بالنهائي إضافة لعامل البحث عن لاعب يتمتع بجاهزية بدنية كاملة فمشاركة بيريسيتش في ربع ونصف النهائي تسببت بظهور بعض علامات التعب بشكل واضح عليه بلقاء ليون في حين كانت مشاركة الكرواتي أمام برشلونة منطقية أكثر لأن الهدف كان امتلاك جناح قادر على استغلال المساحات الكثيرة بسرعته ومهارته واتخاذ القرار الصحيح دائماً بين التسديد والتمرير.بعد 8 سنوات قضاها كمساعد ليواكيم لوف في منتخب ألمانيا وبعد تجارب طويلة في الظل أظهر فليك موهبة تدريبية عظيمة بأشهره الأولى كمدرب لبايرن ميونيخ وبظل الترشيحات التي تتحدث عن إمكانية بقائه لوقت طويل مع الفريق ننتظر لنرى ما إذا كان