قبل انتشار فيروس كورونا وتوقف البطولات وظهور العجز المالي على العديد من الأندية كان الكل يتطلع لنجم بوروسيا دورتموند الشاب جادون سانتشو الذي سيبلغ هذا الشهر سن الـ21 عاماً لكن الظروف الاقتصادية الصعبة التي ضربت سوق الانتقالات الصيف الماضي حالت دون انتقال الدولي الإنجليزي من الفيستفالي الذي لم يمانع فكرة رحيله لكنه حدد له وقتاً لحسم مصيره مع بداية فترة الانتقالات كي يمنح النادي الوقت والفرصة لتعويضه لكن بالنهاية لم يتمكن أحد من تلبية المطالب المالية للنادي ليستمر سانتشو لموسم آخر بألمانيا.
هذا الاستمرار جعل اللاعب بموقف صعب بعض الشيء وبدا تراجع حماسه واضحاً خلال الذهاب وانعكس بشكل كبير على أرقامه حيث لم يسجل أي هدف بأول 13 جولة من الدوري واقتصرت مساهمته على صناعة 3 أهداف لكن مع رحيل فافري ودخول العام الجديد تحسنت ذهنية اللاعب وعاد للأجواء سريعاً ليسجل 6 أهداف ويصنع مثلها خلال 10 جولات ويسجل هدف التأهل لنصف نهائي كأس ألمانيا بمرمى مونشنغلادباخ ويساهم بصناعة هدف لهالاند ضد إشبيلية بدوري الأبطال معيداً الاستقرار لأسهمه بسوق الانتقالات من جديد.
إمكانيات عالية:
تقريباً يمكن القول أن كل شيء مطلوب من أي لاعب بالثلث الأخير موجود في سانتشو، عدا قصر قامته، ففي الموسم الماضي حقق اللاعب أرقاماً تهديفية ممتازة بتسجيل 17 هدفاً وصناعة 16 أخرى وبحسب معدلات الأهداف المتوقعة فإن نسبة استثمار الفرص بالنسبة للاعب تجاوزت مهاجمي الدوري بمن فيهم ليفاندوفسكي حيث بلغ معدل الأهداف المتوقعة لسانتشو 9,77 لكنه سجل 17 بزيادة قدرها 7,23 هدف في حين سجل ليفا 34 هدفاً مع وصول رقم أهدافه المتوقعة إلى 31,14 أما هالاند فسجل 12 هدفاً بزيادة قدرها 4,36 عن رقم الأهداف المتوقعة وهو ما يُظهر قدرة اللاعب الممتازة بالتسجيل.
قبل انتشار فيروس كورونا وتوقف البطولات وظهور العجز المالي على العديد من الأندية كان الكل يتطلع لنجم بوروسيا دورتموند الشاب جادون سانتشو الذي سيبلغ هذا الشهر سن الـ21 عاماً لكن الظروف الاقتصادية الصعبة التي ضربت سوق الانتقالات الصيف الماضي حالت دون انتقال الدولي الإنجليزي من الفيستفالي الذي لم يمانع فكرة رحيله لكنه حدد له وقتاً لحسم مصيره مع بداية فترة الانتقالات كي يمنح النادي الوقت والفرصة لتعويضه لكن بالنهاية لم يتمكن أحد من تلبية المطالب المالية للنادي ليستمر سانتشو لموسم آخر بألمانيا.
هذا الاستمرار جعل اللاعب بموقف صعب بعض الشيء وبدا تراجع حماسه واضحاً خلال الذهاب وانعكس بشكل كبير على أرقامه حيث لم يسجل أي هدف بأول 13 جولة من الدوري واقتصرت مساهمته على صناعة 3 أهداف لكن مع رحيل فافري ودخول العام الجديد تحسنت ذهنية اللاعب وعاد للأجواء سريعاً ليسجل 6 أهداف ويصنع مثلها خلال 10 جولات ويسجل هدف التأهل لنصف نهائي كأس ألمانيا بمرمى مونشنغلادباخ ويساهم بصناعة هدف لهالاند ضد إشبيلية بدوري الأبطال معيداً الاستقرار لأسهمه بسوق الانتقالات من جديد.
إمكانيات عالية:
تقريباً يمكن القول أن كل شيء مطلوب من أي لاعب بالثلث الأخير موجود في سانتشو، عدا قصر قامته، ففي الموسم الماضي حقق اللاعب أرقاماً تهديفية ممتازة بتسجيل 17 هدفاً وصناعة 16 أخرى وبحسب معدلات الأهداف المتوقعة فإن نسبة استثمار الفرص بالنسبة للاعب تجاوزت مهاجمي الدوري بمن فيهم ليفاندوفسكي حيث بلغ معدل الأهداف المتوقعة لسانتشو 9,77 لكنه سجل 17 بزيادة قدرها 7,23 هدف في حين سجل ليفا 34 هدفاً مع وصول رقم أهدافه المتوقعة إلى 31,14 أما هالاند فسجل 12 هدفاً بزيادة قدرها 4,36 عن رقم الأهداف المتوقعة وهو ما يُظهر قدرة اللاعب الممتازة بالتسجيل.

احتل سانتشو الموسم الماضي المركز الثاني بجدول صانعي الأهداف بالبوندسليغا خلف توماس مولر والسادس بقائمة أعلى معدل مراوغات بالدوري وينشط أسلوب سانتشو بشكل أكبر بالتمريرات القصيرة فبعد استخدام مهارته يميل اللاعب لتسليم كرات سهلة للزملاء داخل المنطقة للتسجيل.


يمثل سانتشو واحداً من لاعبي الجيل الجديد للأجنحة القادرين على الصناعة والتسجيل وهو مفهوم تم تطويره بالسنوات الأخيرة بعد ظهور ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو كلاعبي جناح وحتى البوندسليغا شهدت على واحدة من ثنائيات الأجنحة الرائعة بوجود روبن وريبيري في بايرن بالتالي تم تطوير سانتشو وإعطائه مساحة كبيرة كي يعطي دورتموند مفتاحاً ممتازاً على الطرف ومع وجود هالاند بالعمق امتلك الفريق تنوعاً هائلاً بالانتقال بين الأطراف والعمق إضافة لهذا يملك الإنجليزي قدرة على اللعب بمراكز متعددة حيث شارك هذا الموسم في 14 مباراة كجناح أيمن و8 على اليسار وسجل بكل مركز منهما 5 أهداف، بمختلف البطولات، كما لعب 7 مباريات كلاعب وسط متقدم ومباراتين كرأس حربة ولو أن الطرف الأيمن يبقى المفضل له بالصناعة حيث ساهم فيه بصناعة 10 أهداف مقابل 3 كجناح أيسر وهدفين كلاعب وسط وهدف كرأس حربة.
الدور التكتيكي وتحسن الدفاع:
تطور سانتشو بالعديد من النواحي التكتيكية مع دورتموند خاصة بموضوع بناء اللعب في المرتدات فأمام مونشنغلادباخ بالكأس أخذ اللاعب مكاناً بطرف الملعب الأيسر بعيداً عن اللعب الذي انطلق على الجهة اليمين لكن تمركزه هذا سمح له بالحصول على فرصة ممتازة لاستلام الكرة والانفراد بالحارس والتسجيل:

على عكس الكثير من الأجنحة الهدافين لا يميل سانتشو للانطلاق دائماً من العمق بل يلعب على الطرف لوقت طويل ثم يأخذ خطواته للداخل بالوقت الحاسم ويسجل أو يصنع لذا يخلق صعوبة كبيرة بالنسبة للمدافعين لمراقبة تحركاته حيث قد يجبر الظهير على الذهاب لطرف الملعب ثم بسرعة انطلاقاته يتجاوزه نحو العمق أو يغير من خطواته خلال الانطلاق ويذهب بين الظهير وقلب الدفاع لتصعيب مراقبته مستغلاً سرعته.
بالصورة التالية سنرى خريطة تحركات سانتشو بلقاء أرمينيا بيلفيلد بإياب الموسم الماضي ومن خلال الصورة نشعر أن سانتشو لعب دوراً كبيراً بالصناعة على الطرف لكن بالواقع سجل اللاعب هاتريك بهذه المباراة دون إهمال أدواره التكتيكية على الأطراف:

لنلقي نظرة على انطلاقته قبل التسجيل بمرمى فرانكفورت بالموسم الماضي لنرى قدرته السريعة على الانطلاق من الطرف نحو المرمى مباشرة للتسجيل واستغلال أي ثغرة دفاعية:

من هذه الزاوية ذهب سانتشو بسرعة فائقة نحو العمق وراوغ لاعب بسهولة وسدد نحو الزاوية البعيدة ليسجل وإن عدنا للقطتي هدفيه أمام غلادباخ وفرانكفورت سنرى استغلال الإنجليزي للضغط الكبير الذي يخلفه وجود هالاند بالعمق من خلال سحبه للمدافعين وهو ما يساعد الجناح على أخذ كامل حريته على الطرف.
إضافة لدوره بصناعة اللعب والتسجيل تطور سانتشو بشكل كبير دفاعياً فمع بداية مرحلة فافري كانت أدوار اللاعب دفاعياً غير جيدة لكن معدل قطعه للكرات ارتفع تدريجياً ليصل إلى 64% هذا الموسم وقام بقطع 16 كرة خلال 21 مباراة وهذا أظهر تحسناً كبيراً مقارنة بالماضي.

ما المكان المناسب لسانتشو؟
توجد العديد من الخيارات المطروحة بسوق الانتقالات ومبدئياً يبدو أن الكفة الراجحة هي عودة اللاعب للدوري الإنجليزي ولو أن ريال مدريد قد يمثل خياراً جيداً له حيث لا يملك الريال حالياً أي جناح قادر على التسجيل فحتى هازارد لم يملك معدلات تسجيل عالية حين كان بتشيلسي بالتالي سيصبح سانتشو الخيار الممتاز لصناعة اللعب بوقت سريع لكن يكمن السؤال حول اهتمام الطرفين بإتمام هذه الصفقة خاصة مع الضغط الكبير من الإنجليز لإعادة اللاعب للبريميرليغ.
تبدو خطوة العودة لمانشستر سيتي شبه مستبعدة بظل المنافسة الكبيرة بين الأجنحة حيث يملك الفريق كل من برناردو وسترلينغ ومحرز وفيران توريس عدا عن استخدام فودين أيضاً على الأطراف لذا لا يبدو أن هذا الانتقال محتمل.
خطوة التفكير بالرحيل نحو تشيلسي قد لا تبدو موزونة فقبله قام بوليسيتش بالذهاب من دورتموند للبلوز ورغم تقديم اللاعب لمستويات جيدة بأوقات عديدة إلا أنه لم ينجح بحجز مركز أساسي ثابت إضافة لهذا قام رومان أبراموفيتش باستثمار كبير من خلال استقدام فيرنير وهافيرتز من البوندسليغا لكن نتائج الصفقتين بالأشهر الأولى كانت مخيبة للغاية لذا لا مجال للتفكير باستثمار آخر من الدوري الألماني لكن أمراً واحداً قد يغير من الأمر وهو الحديث عن إمكانية ضم هالاند هذا الصيف ففي حال قدومه قد يمثل التعاقد مع سانتشو الانتقال المضمون النجاح بسبب التفاهم الكبير بين اللاعبين لكن هل يمكن لتشيلسي أساساً التفكير بصفقتين كبيرتين من هذا الحجم؟ يبدو الجواب بالغالب لا! خاصة مع تواجد عدد كبير من الأجنحة والمهاجمين.
بضوء هذه الخيارات ترتفع أسهم مانشستر يونايتد تدريجياً نحو إتمام الصفقة فحتى الآن لا يملك الفريق أسماء تلعب بثبات كبير على الأطراف وقادرة على التنويع بين الصناعة والتسجيل فرغم ضعف أرقام اللاعب حتى الآن مقارنة بالموسم الماضي نرى من خلال مقارنة أرقامه بالبوندسليغا بأرقام راشفورد بالبريميرليغ مدى قدرة سانتشو على تحقيق تنوع أكبر ومفيد للفريق:

يلائم أسلوب مانشستر يونايتد سانتشو من ناحية الاعتماد الكبير على التحولات والمرتدات حيث يمكنه إيجاد المساحات واستغلال تمريرات برونو فيرنانديز للذهاب والتسجيل لكن ما يحتاجه هو تواجد رأس حربة قوي قادر على سحب المدافعين نحوه وهذه الصفة قد تتوفر بريال مدريد مثلاً حيث يمكن لبنزيمة القيام بهذه الأدوار بشكل جيد وهذا خيار آخر يعيدنا للتفكير بمدى ملاءمة اللاعب للريال.
بقي خيار إضافي مهم بإنجلترا يتمثل بإمكانية دخول ليفربول على خط الصفقة لكن هذا قد يقترن برحيل صلاح أو ماني ووجود نادٍ جاهز على تلبية المطالب المالية لواحد من اللاعبين وفي الريدز سيجد سانتشو خياراً جيداً مع اعتماد النادي على فكرة الجناح الهداف لكنه أيضاً سيعاني من غياب رأس حربة قادر على شغل المدافعين بشكل جيد.
فرص بقاء اللاعب بألمانيا والذهاب لبايرن تبدو شبه معدومة أساساً لم نسمع عن وجود رغبة من البافاري لضم اللاعب وبوجود كومان وساني وغنابري لن تفكر إدارة بطل ألمانيا بضم جناح آخر.
كيف سيبيع دورتموند؟
تعرف إدارة دورتموند أن فرص الحفاظ على اللاعب تبدو شبه معدومة وأنه سيخرج لا محالة عاجلاً أم آجلاً لكن الظرف الحالي يبدو صعباً للرحيل حيث تخاف إدارة الفيستفالي من إمكانية التخلي عن اللاعب بسعر أقل من التوقعات حيث قدر موقع “ترانسفرماركت” قيمة اللاعب بمئة مليون يورو وتكمن المشكلة بأن عقده سينتهي صيف 2023 بالتالي تأجيل انتقاله لعام آخر، أي قبل نهاية عقده بعام، قد يضع الإدارة بموقف أكثر صعوبة لذا قد يحتاج الفيستفالي للسير على طريق ما فعلته إدارة ليفركوزن حين قبلت بثمانين مليون يورو مقابل فتح باب الرحيل لهافيرتز.
منطقياً قيمة سانتشو يجب أن تكون أكبر من هافيرتز وهذا ما يقيمه “ترانسفرماركت” نفسه لكن قد لا تتمكن إدارة دورتموند من تجاوز حد 100 مليون يورو بالتالي سينتقل اللاعب بسعر أقل من الذي حصلت عليه إدارة الفيستفالي مقابل التخلي عن ديمبيلي لبرشلونة وهو ما يُظهر مرة أخرى مدى التغير الذي تعيشه الأندية بسبب انتشار فيروس كورونا.
رغم الظروف الصعبة فإن التفكير بضم نجم بعمر 20 عاماً وبهذه الإمكانيات قد يدفع أندية كثيراً للقول “حسناً لنتجاوز الظروف ونغامر بالدفع لأجل سانتشو” وهو ما سنراه غالباً بسوق الانتقالات الصيف المقبل.