بعد مرور 6 أسابيع على الدوري الإنجليزي الممتاز كان بيرنلي قد حقق نقطة وحيدة ودون انتصارات ليقبع في المركز الأخير ثم وصل إلى 6 نقاط بانتصار واحد من أول 10 مباريات. في المباريات الـ13 التالية التي خاضها بيرنلي حقق 6 انتصارات ليرتقي للمركز الـ16 بـ26 نقطة لكن بفارق مريح يبلغ 8 نقاط عن مراكز الهبوط .. لماذا حدث ذلك؟ لأن بيرنلي لم يعد يهبط أبدًا يا رجل .. تصورت ذلك واضحًا
لم يصرف بيرنلي سوى مليون جنيهًا استرلينيًا في آخر سوقين للانتقالات .. دفعهم لجلب ديل ستيفينز من برايتون ليلعب 6 مباريات منها اثنتين فقط كأساسي في أول الدوري ثم عاد ليجلس احتياطيًا أغلب الوقت، بينما كل من رحل عن صفوف الفريق رحل بانتقال حر أو بالإعارة. أي أن نادي وسط إنجلترا لم يكسب شيئًا من الانتقالات ولم يخسر شيئًا تقريبًا وبقت تشكيلته كما هي دون تغييرات .. عادي!
كل شيء عادي في بيرنلي .. الفريق لا يتغير تقريبًا .. مجموعة من اللاعبين طوال القامة الأغلبية الكاسحة منهم من إنجلترا مع بعض التدعيمات النادرة جدًا من عمالقة آخرين تم شحنهم من أوروبا أو أوقيانوسيا .. مهمة كل هؤلاء أن يجيدوا القفز ولعب الرأسيات دون توقف.
ينظر المدرب شون دايش إلى الأمور بشكل بسيط فيقول “لقد تعلمت أن التفكير الزائد هو بمثابة تشتيت، لذلك لا أفعل ذلك”. (عذرًا جوارديولا)
بعد مرور 6 أسابيع على الدوري الإنجليزي الممتاز كان بيرنلي قد حقق نقطة وحيدة ودون انتصارات ليقبع في المركز الأخير ثم وصل إلى 6 نقاط بانتصار واحد من أول 10 مباريات. في المباريات الـ13 التالية التي خاضها بيرنلي حقق 6 انتصارات ليرتقي للمركز الـ16 بـ26 نقطة لكن بفارق مريح يبلغ 8 نقاط عن مراكز الهبوط .. لماذا حدث ذلك؟ لأن بيرنلي لم يعد يهبط أبدًا يا رجل .. تصورت ذلك واضحًا
لم يصرف بيرنلي سوى مليون جنيهًا استرلينيًا في آخر سوقين للانتقالات .. دفعهم لجلب ديل ستيفينز من برايتون ليلعب 6 مباريات منها اثنتين فقط كأساسي في أول الدوري ثم عاد ليجلس احتياطيًا أغلب الوقت، بينما كل من رحل عن صفوف الفريق رحل بانتقال حر أو بالإعارة. أي أن نادي وسط إنجلترا لم يكسب شيئًا من الانتقالات ولم يخسر شيئًا تقريبًا وبقت تشكيلته كما هي دون تغييرات .. عادي!
كل شيء عادي في بيرنلي .. الفريق لا يتغير تقريبًا .. مجموعة من اللاعبين طوال القامة الأغلبية الكاسحة منهم من إنجلترا مع بعض التدعيمات النادرة جدًا من عمالقة آخرين تم شحنهم من أوروبا أو أوقيانوسيا .. مهمة كل هؤلاء أن يجيدوا القفز ولعب الرأسيات دون توقف.
ينظر المدرب شون دايش إلى الأمور بشكل بسيط فيقول “لقد تعلمت أن التفكير الزائد هو بمثابة تشتيت، لذلك لا أفعل ذلك”. (عذرًا جوارديولا)

رجل إنجليزي بحق!
ليس قولًا فقط بل فعل .. دايش يطبق هذه النظرية بوضوح في طرق لعبه التي لم تتخل عن التقاليد الإنجليزية التي تركز على الكرات الطويلة واللعب على الأطراف واكتساب الركنيات أو الأخطاء حول منطقة الجزاء سعيًا لإرسال كل هؤلاء العمالقة أمام المرمى أملًا في التقاط كرة تهز الشباك. لا مشكلة في الفوز بهدف نظيف .. على الأقل ستذكرنا كتب التاريخ أننا تأهلنا إلى المسابقات الأوروبية موسم 2017/2018 وقد سجلنا 36 هدفًا فقط في 38 مباراة.
دايش لا يتمسك بالتقاليد الإنجليزية في الملعب فقط إذ يقول “أنا لا أمتلك هوس إيميلدا ماركوس بامتلاك الأحذية، لكني فقط أحب أن أمتلك زوج أحذية جلدية من الصناعة اليدوية .. لقد نشأت وترعرت على امتلاك حذاء جلدي من صنع يدوي أذهب به إلى المدرسة، لذلك أمتلك قدرًا كبيرًا من الاحترام تجاه هذا الأمر. آنذاك كان يمكن أن يعيش معك الحذاء لـ20 عامًا لكنك الآن تشتري حذاءً وتشتري مرتين في السنة. من المحزن كم تراجعت تلك الصناعة”.
تقليدي لا يحب التجديد؟ مممم، ربما لا يحب التجديد وربما هو مجبر. بيرنلي على أية حال نادٍ لم يسمح لمدربه بالتطوير في الطموح إذ يرى دايش أنه ليرتقي النادي بطموحه عليه أن يصرف الكثير من المال وهو ما لا يبدو واردًا في الوقت الحالي. لا يريد “مورينيو الأحمر” -كما تلقبه جماهير ناديه- أن يخاطر بتطوير الطموحات دون أن يمتلك القدرات، ربما حتى لا يلقى مصير آخرين قرروا أن الطريقة الإنجليزية العتيقة لم تعد تناسبهم وأن عليهم أن يتحركوا للأمام فما كان إلا أن سقطوا في دائرة الهبوط.
ربما لن يلفت نظرك كثيرًا طريقة لعب بيرنلي لكن المؤكد أنه أمر مثير للاهتمام أن دايش في الوقت الحالي هو المدرب الأكثر استمرارًا مع فريقه من بين كل مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز وفي تفسيرها لهذا الأمر يصف موقع آي نيوز دايش قائلًا إنه يشبه رائد أعمال تقنية شاب وهو يدخل متحمسًا إلى أحد المستثمرين أملًا في الحصول على دعمه الاستثماري لأحد التطبيقات التي يقدمها، وفي ذلك يبدو دائمًا سريع الحديث، مليء بالشغف ومفعم بالأفكار.
برشلونة من نوع آخر
أما دايش فربما تجد الإجابة عن استمراره لـ8 سنوات حتى الآن مع بيرنلي من خلال قوله “عندما انضممت إلى النادي، كان هناك شيء واحد تحدثت عنه وهو عقلية النادي. أنا أؤمن حقًا بالأمر. أغلب أندية كرة القدم الناجحة تتمتع بعمل اتحادي فيما بينها. الأمر يبدو سهلًا، لكن ليس سهلًا أن تبني عقلية معينة يوجه الجميع أنوفها مع بعضهم البعض إلى الطريق الصحيح”
“في النهاية أنت تبني ثقافة وعندما تجيد ذلك، طالما أنك أوجدت بعض الكفاءة في ذلك فإن تلك الثقافة ستقوم بجمع كل هذا معًا وإلصاقه ببعضه البعض. يعزز ذلك الطريقة التي تعمل بها، البيئة التي تدور في النادي، وكل ذلك يمنح المواهب للتألق. أنت تحتاج للكثير من الناس الذين يحملون نفس الرسالة التي تحملها فمن الصعب أن تفعل ذلك وحدك، ثم يبدأ هذا الأمر في الانتشار وينتقل من خلال الجهاز الفني إلى اللاعبين ثم الإحساس ككل في النادي. لكن كل هذا يحتاج إلى وقت”.
إذًا، بغض النظر عما إذا كانت ترى أن بيرنلي فريق قبيح أو لا يستحق أن يكون في البريميرليج أو أنك تستغرب أنهم لا يفعلون جديدًا بشكل عام، فإن المهم بالنسبة لدايش أن الجميع داخل النادي موافق على هذا القبح وهذه العقلية .. دايش لا يسير عكس ما يؤمن به النادي أو ربما هو من أقنعهم بذلك .. لا يهم هل اقتنعوا بفكره أم أنهم أحضروه لأنهم يحملون نفس الفكر ولذلك استمر لفترة طويلة .. لا تحتاج إلى أن تلعب مثل برشلونة لتقنع بعضًا من البشر بأن ينسجموا معًا على نفس الفكرة وأن يؤسسوا مدرسة الكرة وفلسفة النادي كله على فكرة يتفق عليها الجميع.

عندما سُئل دايش عما كان سيفعله في حياته لو لم يكن مدربًا لكرة القدم أجاب بأنه لا يعرف لأنه دائمًا ما كان مرتبطًا بكرة القدم .. دعني أخمّن بنفسي .. في حياة أخرى، ربما كان شون دايش قائدًا لمجموعة من الهوليجانز برأسه الحليقة وبنيته القوية وبشرته الشاحبة وعينيه الصارمة، لكن في الحقيقة فإن دايش محبوب من الصحفيين وكثير المزاح معهم في المؤتمرات الصحفية .. في أحد المؤتمرات سأله أحد الصحفيين إن كان أحدٌ قد أخبره بأنه يشبه الممثل ميك هاكنال فأخبره بأنه على مايبدو يشبه أكثر الممثل كريس إيفانز كذلك لكن طالما اجتمع كثيرون على أنه يشبه ميك هاكنال رغم أنه غير مقتنع إلا أنه مضطر لقبول الأمر، لكنه كذلك سعيد بمثل هذا السؤال فهو يجعل المؤتمرات الصحفية أقل مللًا مما هي عليه، ليضحك الجميع.
رجل العائلة الأحمر
يبدو وأن كثيرين يحبون دايش .. في بيرنلي قررت احدى مالكات الحانات تغيير اسم حانتها من برينسس رويال أو الأميرة الملكية إلى رويال دايش أو رويال الملكي وذلك حبًا واحتفاءً بدايش الذي أعاد بيرنلي من جديد إلى المسابقات الأوروبية .. لاحظ وأن أحدهم لم يجد مشكلة في الوصول للمسابقات الأوروبية بـ36 هدفًا في 38 مباراة .. للمرة الثانية أتساءل، كيف فعلتها يا رجل!؟
على كلٍ فإن دايش واصل مزاحه في المؤتمرات بالتعليق آنذاك على الأمر بأنه كان ليفضل تغيير اسم الحانة إلى “الرجل الأحمر الوسيم”.
الرجل منسجم مع مجتمعه .. أصدقاؤه لم يتغيروا منذ المدرسة الابتدائية ويصفهم دايش بأنهم دائمًا ما يقبلونه كما هو، وهو كذلك يقبلهم كما هم. لا يتحدثون معي كثيرًا عن كرة القدم وعندما أبدًا في الحديث عنها يخبروني بأن أكف عن الإزعاج الممل، لكن في الحقيقة أن أحب ذلك. هذا أمر عظيم ويساعد على الاسترخاء.
دايش على أية حال يصف نفسه بأنه ليس شخصًا لا يفكر ولا يتحدث سوى عن كرة القدم (عذرًا جوارديولا من جديد) ويبدو وأن ذلك انعكس في ارتباطه بعائلته التي يصفها بأنها الأهم في حياته، ويستمر في تقاليده متحدثًا عن زوجته التي يعرفها منذ أن كانوا أطفالًا ورغم عدم ارتباطهم منذ ذلك الزمن إلا أنها حبه الأول الكبير ومازالت
يقول المدرب الذي تولى تدريب واتفورد قبل بيرنلي “لا أريد أن تنغمس زوجتي وأولادي في حياتي العملية. إنهم يمتلكون حياتهم الخاصة وهذا أمر مهم جدًا بالنسبة لي. في منزلي لا توجد دلائل كثيرة على طبيعة عملي. ربما تجد قميصين موقّعين في حجرة ابني لكن هذا كل شيء.”
“أسعى إلى بذل كل ما أملك من أجل أولادي. إن كنت ألعب معهم في الحديقة فهذا يعني أنني سأترك هاتفي بالداخل بينما أرغب أكثر من أي شيء في أن أورث لأولادي معنى أن تكون أمينًا وكذلك صادقًا مع نفسك”.
“دائمًا ما أخبر نفسي بعدم وضع المبررات والحجج. لا يوجد “لو”. أحد المدربين أخبرني وأنا شاب بأن أتوقف عن قول “نعم ولكن”، ولم أعد أفعل ذلك”. ربما انعكست تلك الشخصية على رجل حُرم من أكثر من سوق انتقالات دون شكوى ومع ذلك مستمر في الإبقاء على فريقه في الدرجة الممتازة.
ربما هو مستمر في هذا الأمر لأنه يعرف ما تتطلبه الخلطة “العادية” غير الطموحة بشكل مبالغ فيه، فهو يصف المدير الفني بأنه من يدير البشر وبهذا يصل دايش إلى ما يهمه وهو “الاستمرارية” التي يراها شيء أساسي. لا حاجة لك بأن تكون استثنائيًا كل أسبوع لكن كحد أدنى عليك أن تحتفظ بمستوى معين لا تنخفض عنه حتى في أيامك السيئة .. الكثير من “العادية” أليس كذلك؟
في عشق العادي
دايش نفسه لا يعبأ برأي من يرون عكس ذلك فهو يقول “سواء كان يراني الناس قديم الطراز، أنا لا يهمني. لقد كنت دائمًا مرتاحًا لجلدي ولم أكن أبدًا مهتمًا بأن أكون علامة تجارية. أنا لا أستخدم كلمات فلسفية .. هذه الأمور ليست لي” .. “أنا أترك الآخرين يفكرون فيما هو رائج. عندما كنت لاعبًا لم أكن أسعى إلى ما هو رائج بل كنت شخصًا يهتم بأن ينفذ المهمة وآمل أن أكون كذلك كمدرب” .. ألا تلاحظ أن شخصية لاعبي بيرنلي قريبة من هذا الوصف؟

الرجل كما أسلفنا استمر لـ8 سنين وأكثر في زمن كروي عمر المدرب فيه 14 شهرًا وليس 3 سنوات كما كان في التسعينات بحسب ما يقول دايش الذي يستطرد “المشكلة الآن تكمن أن الحاجة للتغيير مرغوب في أن تحدث في التو واللحظة. الجميع يريد أن تصل الثلاجة يومًا أبكر، ويريدون ضمانًا أكبر. ثم لماذا هي ليست أرخص؟
على أية حال فإن أسلوب دايش التقليدي يعجب إدارة النادي .. الكل سعيد هنا وإن لم يعجبك أنت فلا ترهق نفسك بمحاولة تغييره فابن مدينة كيتيرنج يرى أنه في كرة القدم، كثيرين يمكنك أن تهدر وقتًا كبيرًا في التساؤل حول رأي الآخرين في الوقت الذي يكون الرأي الوحيد الذي يهم فعلًا هو رأيك أنت، لأنها وظيفتك أنت أن تقود وتدير.
وإن لم تقتنع وتتخيل أنك قادر على إقناع دايش بشيء مخالف فليس لدي سوى ما أجهز به عليك بنقل إجابته على سؤال حول سر بقائه في منصبه لفترة طويلة وهو “امتلاك جهاز به أشخاص مختلفون عنك، حتى تحظى بآراء حقيقية بدلًا من أن يوافقك الجميع في رأيك ويجعلك تتصور أنك على حق، لأنه في الحقيقة أنا لست دائمًا على حق … أنا فقط على حق في 99,9999 بالمائة من المرات” .. استسلمت، أليس كذلك؟