كانت انطلاقة مبشرة لبرشلونة في بداية الموسم، الفريق يهزم فياريال برباعية نظيفة ثم سيلتا فيجو بثلاثية نظيفة ثم فجأة توقف كل شيء.. تعادل كان مقبولًا في وقته أمام إشبيلية قبل أن تبدأ سلسلة من التراجع الواضح على مستوى الأداء والنتائج.
اعتمد رونالدو كومان على طريقة 4/2/3/1 مع برشلونة، وفي كتلونيا أنت تحتاج لأن تتمتع برباطة جأش كبيرة وبرودة دم هائلة لتخبر الجميع بأنك لن تعتمد على 4/3/3 دستورًا لك داخل الملعب .. شخصية كومان ظهرت في تلك اللحظة مع بعض اللحظات الأخرى كطرد لويس سواريز أو التعامل ببرود إلى حدٍ ما مع أزمة ليونيل ميسي أو حتى في الاعتماد بشكل رئيسي في بداية الموسم على بعض المغضوب عليهم من الجماهير كأنتوان جرييزمان وفيليبي كوتينيو.
الخصائص المطلوب في اللاعبين في خطة 4/2/3/1 واضحة إلى حدٍ كبير .. تحتاج لرأس حربة يجيد بشكل رئيسي ما هو داخل الصندوق أكثر من أي شيء آخر .. إلى صانع ألعاب صريح وإلى أجنحة سريعة تجيد كل ما هو مطلوب من الأجنحة سواء إجادة العرضيات واللعب على الخط وكذلك الاختراق للعمق، أما في الوسط فمطلوب لاعب يجيد الهجوم والدفاع بشكل ممتاز ولاعب ارتكاز قادر على تغطية كل هؤلاء .. خصائص واضحة لكن مممم حسنًا، من الواضح كذلك أن تلك الخصائص ليست كلها متوافرة في لاعبي برشلونة خاصة ممن يريد كومان إشراكهم.
ارتكازا برشلونة المتوافران هما ميراليم بيانيتش وسيرجيو بوسكيتس .. الأول كان مصابًا في بداية الموسم ولم يدخل للمعمعة إلا متأخرًا ونعرف جميعًا أنه ليس بارتكاز في الحقيقة وتم اختراع هذا المركز له في يوفنتوس على اعتبار أنهم في إيطاليا يعشقون الريجستا، أما الثاني فيعيش خريف مسيرته التي لعبها كلها في تكتيك 4/3/3 ودون تميز حقيقي في القوة الدفاعية قدر ما هو تميز مذهل بإجادة اللعب بالكرة.
كانت انطلاقة مبشرة لبرشلونة في بداية الموسم، الفريق يهزم فياريال برباعية نظيفة ثم سيلتا فيجو بثلاثية نظيفة ثم فجأة توقف كل شيء.. تعادل كان مقبولًا في وقته أمام إشبيلية قبل أن تبدأ سلسلة من التراجع الواضح على مستوى الأداء والنتائج.
اعتمد رونالدو كومان على طريقة 4/2/3/1 مع برشلونة، وفي كتلونيا أنت تحتاج لأن تتمتع برباطة جأش كبيرة وبرودة دم هائلة لتخبر الجميع بأنك لن تعتمد على 4/3/3 دستورًا لك داخل الملعب .. شخصية كومان ظهرت في تلك اللحظة مع بعض اللحظات الأخرى كطرد لويس سواريز أو التعامل ببرود إلى حدٍ ما مع أزمة ليونيل ميسي أو حتى في الاعتماد بشكل رئيسي في بداية الموسم على بعض المغضوب عليهم من الجماهير كأنتوان جرييزمان وفيليبي كوتينيو.
الخصائص المطلوب في اللاعبين في خطة 4/2/3/1 واضحة إلى حدٍ كبير .. تحتاج لرأس حربة يجيد بشكل رئيسي ما هو داخل الصندوق أكثر من أي شيء آخر .. إلى صانع ألعاب صريح وإلى أجنحة سريعة تجيد كل ما هو مطلوب من الأجنحة سواء إجادة العرضيات واللعب على الخط وكذلك الاختراق للعمق، أما في الوسط فمطلوب لاعب يجيد الهجوم والدفاع بشكل ممتاز ولاعب ارتكاز قادر على تغطية كل هؤلاء .. خصائص واضحة لكن مممم حسنًا، من الواضح كذلك أن تلك الخصائص ليست كلها متوافرة في لاعبي برشلونة خاصة ممن يريد كومان إشراكهم.
ارتكازا برشلونة المتوافران هما ميراليم بيانيتش وسيرجيو بوسكيتس .. الأول كان مصابًا في بداية الموسم ولم يدخل للمعمعة إلا متأخرًا ونعرف جميعًا أنه ليس بارتكاز في الحقيقة وتم اختراع هذا المركز له في يوفنتوس على اعتبار أنهم في إيطاليا يعشقون الريجستا، أما الثاني فيعيش خريف مسيرته التي لعبها كلها في تكتيك 4/3/3 ودون تميز حقيقي في القوة الدفاعية قدر ما هو تميز مذهل بإجادة اللعب بالكرة.
لا مشكلة للاعب الموزع في ظل وجود دي يونج وكذلك بيدري والأمور على خير ما يرام بخصوص وجود ميسي كصانع ألعاب بينما يمكن تدبير جناحين جيدين هما عثمان ديمبلي (انس الآن أنه كان في المستشفى أغلب الوقت) وأنسو فاتي فيما تبدو المشكلة واضحة في مركز رأس الحربة فإما رأس الحربة الصريح بريثويت متوسط المستوى أو رأس الحربة غير الصريح أنتوان جرييزمان التائه.
ربما يكون كومان قد اختار طريقة جيدة بها بعض المشاكل قياسًا إلى التشكيلة الموجودة في البرسا، لكن المدرب الهولندي اختار أن يزيد من مشاكلها بالاستغناء عن واحد من الأجنحة وإرسال ميسي إلى الجانب الأيمن وإشراك بيدري أو كوتينيو كصانع ألعاب رقم 10 فيما يجري التبادل بين كوتينيو (في حالة لعب بيدري كرقم 10) وديمبيلي وأنسو فاتي على الجانب الأيسر.
ومع معرفتنا أن ميسي فقط ضمنيًا موجود على اليمين بينما هو صانع ألعاب آخر فعليًا أصبحت الأمور أكثر صعوبة في العمق بسبب الزحام الكبير خاصة مع إصابة فاتي، الأمر الذي صادف هوى في نفس كومان بسبب تبديله له في كثير من الأوقات.
دعني أسألك سؤالًا.. إن نظرت لتلك الصور من مباراة برشلونة وفالنسيا وأخبرتك بمكان فيليبي كوتينيو (في الدوائر الحمراء) ومكان بيدري (في الدوائر الصفراء) ثم قمنا بحذف كوتينيو من الصور.. هل ترى أن فارقًا كبيرًا كان ليحدث؟ الإجابة غالبًا لا.

هل تتصور فداحة وكارثية أن يتم حذف لاعب من الصورة دون حتى إضافة لاعب آخر بدلًا منه ولا تشعر بفارق كبير؟ ربما يكون هذا عيبًا في فيليبي كوتينيو أو عيبًا في رونالدو كومان، لكن المؤكد أن هذا ما كان يحدث في كثيرٍ من الأحيان عندما كان بيدري وفيليبي كوتينيو يتواجدان معًا في التشكيل الأساسي لبرشلونة.

ربما كان الأمر لا علاقة له باللاعبين معًا وأنه فقط يتعلق بفيليبي كوتينيو الذي تحول إلى شبح لاعب منذ أن وصل لبرشلونة ثم حاول رونالدو كومان إعادة إحياء مسيرته مع البرسا هذا الموسم فإذا بنا نشاهد من جديد عدم قدرة اللاعب على التكيف مع كل ما كان المدرب الهولندي يحاول أن يجدده في برشلونة، وليس شرطًا أن تتفق مع تلك المحاولات التجديدية أو لا لكن المهم إنه يحاول على الأقل.
لكن ماذا الذي كان يحاول كومان فعله؟ ركز المدرب الهولندي أفكاره على وضع أكبر عدد من اللاعبين في عمق الملعب أملًا في مساعدة ليونيل ميسي على الاختراق فما زاد طين ميسي إلا بلة بعدما أصبحت منطقة عمق الوسط مزدحمة باللاعبين كما رأيت بالأعلى على سبيل المثال.
ومع حيرة جرييزمان الكبيرة كرأس حربة وعدم معرفته لما يتوجب عليه فعله في ظل كل هذا الزحام مع الكثير من العجز عن إيجاد مساحة منطقية للتحرك أمام كل هؤلاء الموضوعين حوله، أصبحت الأمور أصعب على البرسا في العمق.
الزحام في العمق كان من الممكن أن يسفر عن مساحات في الأطراف لكن تلك المساحات لن تستغلها أطراف كأطراف البرسا، لا تجيد المراوغة ولا تتمتع بالمهارة الكافية للمرور في موقف واحد لواحد ربما فقط باستثناء ديست الذي احتاج لفترة تأقلم خاصة بعدما أخر كومان مشاركته كظهير أيمن بعد مشاركته لأكثر من مباراة كظهير أيسر أما جوردي ألبا فهو لاعب خطير دون كرة يتحرك خلف المدافعين لكنه ليس بنفس الخطورة إن تلقاها أمامهم، لذلك احتاج المدرب الهولندي لفعل شيء أمام كل هذا التخبط خاصة بعدما خسر أنسو فاتي ثم عثمان ديمبلي للإصابة وبات يُشرك كوتينيو وميسي وجرييزمان وبريثويت دفعة واحدة إلى جانب لاعبي الوسط الخلفيين.
إصابة كوتينيو
كان من حسن حظ الأسطورة السابقة لدفاع البرسا أن لحق كوتينيو بقائمة الإصابات لتتغير الكثير من الأمور .. بات أنتوان جرييزمان يبدأ الهجمة من الجانب الأيسر كنصف جناح نصف مهاجم أي أنه بات بعيدًا عن الالتصاق بالخط أو مساعدة فعلية لجوردي ألبا على تلك الجبهة بل تم إيكال هذا الأمر إلى بيدري الذي تنفس بشكل أكبر مع غياب كوتينيو عن تلك المساحة وإفساحها له من قبل جرييزمان الذي استفاد من لعبه ووجهه للمرمى ليس فقط لتكون عينه على المرمى بل ليدرك أكثر ما يدور حوله وهو ما أثر إيجابيًا على رؤيته لسير اللعب واختياره للمساحات التي يتحرك إليها بدلًا من أسلوب الدجاجة الحائرة الذي يلعب به كلاعب دائرة في لعبة كرة اليد.
لكن غياب كوتينيو فقط لم يكن ليعطي متنفسًا لجرييزمان والبقية، بل احتاج برشلونة لدفعة أخرى في أدائه الهجومي وهي عودة عثمان ديمبلي من الإصابة .. ليس فقط لقدرات الفرنسي غير المستغلة بالشكل الأمثل منذ فترة طويلة لكن لأن برشلونة وجد أخيرًا متنفسه على الجانب الأيمن في ظل احتياج ترينكاو لوقت أكبر للتأقلم ليصبح جناح دورتموند السابق مشتِ0تًا جديدًا للحصار على ميسي وكذلك ليكون قادرًا على فرد الملعب وتوسيعه من الجانب الآخر بينما يتكفل جوردي ألبا بتلك التوسعة على اليسار لاعتبارات دخول منطقة الجزاء من جانب جرييزمان الذي اكتسب الثقة أخيرًا بفضل توالي أهدافه وتمريراته الحاسمة التي مهما كان يُنظر لأدوار أي لاعب هجومي نظرة تقدير فإن التقدير الرقمي ينعكس على اللاعب نفسه .. جرييزمان اكتسب ثقته تراكميًا من كل لمسة لمسها هز بها الشباك أو أدت لهز زميل آخر للشباك.

هل هذا يعني أن برشلونة كان سيئًا على المستوى الهجومي قبل إصابة كوتينيو؟ لا يمكن القول ذلك، فبرشلونة هو برشلونة .. فريق قادر على صناعة طن من الفرص في عز أزماته لكن جودة الفرص وإعادة توزيع اللاعبين بشكل أفضل ساهم في تحسّن المردود الهجومي حتى ولو تخلّى الفريق إلى حدٍ ما مع الزيادات الهجومية داخل منطقة جزاء الخصوم من قبل دي يونج .. إذًا ماذا كانت المشكلة؟
دفاع مهترئ
تصميم يذكر أن البرسا تلقى 10 أهداف من أخطاء فادحة مباشرة حتى منتصف يناير
مشكلة البرسا الأزلية على ما يبدو .. لم ينجح أي مدرب في إيقاف هذا الشلال من المرتدات على البلاوجرانا ومع مستوى سيرجيو بوسكيتس السيء والتراجع المخيف في مستوى لونجليه ووجود بيكيه وأومتيتي كضيوف شرف في الدفاع كانت الأمور صعبة حتى ولو استثنينا أراوخو من قائمة السيئين.

لكن أراوخو لم يتم استثناؤه من قائمة من تسببوا في أخطاء مباشرة أدت إلى أهداف فبرشلونة هذا الموسم تلذذ بتعذيب نفسه بالأخطاء التي تؤدي مباشرة إلى أهداف، ولم يقصّر لونجليه وتير شتيجن وأراوخو وغيرهم من تلك الأهداف حتى وصل عددها في منتصف يناير إلى 10 أهداف كاملة سكنت مرمى البرسا لم يكن يُفترض تلقيها على اعتبار حدوثها نتيجة خطأ فردي فادح مباشر.
بعيدًا عن التخلي عن الأخطاء الفردية الفادحة أو إعادة تمركز اللاعبين أثناء حصار المنافسين في ثلث ملعبهم، فإن مسألة حصول ميراليم بيانيتش على فرصة أكبر في المباريات ربما يكون أحد الحلول.
صحيح أنه ليس حلًا مثاليًا فكما أسلفنا هو ليس بلاعب ارتكاز ويعاني من تراجع للمستوى منذ الموسم الماضي، لكن ما نشاهده في الوقت المحلي من سيرجيو بوسكيتس يجعل أي حل آخر ربما جدير بالتجربة، ولن يكون شيئًا مشينًا أن يحصل بيانيتش على نصف الفرص التي حصل عليها ابن مدرسة لاماسيا أو ربما يعيد كومان تجربة سيرجي روبيرتو في هذا المركز وقد فعلها من قبل لعل وعسى تكون خيارًا أفضل. كل ذلك على اعتبار أن خيار إعادة دي يونج إلى الخلف كلاعب ارتكاز لم يعد مطروحًا في ظل الأهمية الهجومية المتصاعدة للاعب.

هل هناك تفاؤل؟
برشلونة يتحسن بالفعل بشكل واضح على المستوى الهجومي، لكن برأيي فإن ملامح التفاؤل حول مستقبل البرسا في هذا الموسم ترتكز على المستوى الدفاعي، فالليجا باتت بعيدة إلى حدٍ كبير ما لم تحدث معجزة، أما في أوروبا فتلك الثغرات الدفاعية الواضحة جدًا في الدفاع من شأنها أن تُجهز على النادي الكتلوني ولا تجعله يمضي بعيدًا في المسابقة.. الحل يبدأ من منتصف الملعب قبل التفكير في الخط الخلفي الذي سيبقى يعاني دائمًا طالما كان الوسط الكتلوني مستباحًا في المرتدات.