بواحدة من أصعب السنوات التي مرت على لعبة كرة القدم فرض بايرن ميونيخ نفسه بطلاً لكل شيء مع تحقيق السداسية الأولى بتاريخه فرغم تأخر كأس العالم للأندية وخروج البطولة من عام 2020 سيتسجل الإنجاز باسم البافاري كونه حقق جميع البطولات الست التي خاضها وكي نصل للإنجاز الأكبر لابد من تذكر بعض الأحداث التي قادت الفريق نحو السداسية وتذكر ما صنعه بايرن بمشاهد عديدة ومحاولة تحليلها لرؤية ما إذا يمكن لبايرن أن يستمر بإنجازاته بعد الآن علماً أنه فقد سلفاً فرصة الفوز بثلاثية جديدة مع خروجه من بطولة الكأس بالموسم الحالي.
يتحدث الجميع عن فضل فليك وإنجازه بتحويل بايرن من فريق خسر بخماسية من فرانكفورت في 2 نوفمبر 2019 إلى فريق يفوز على دورتموند برباعية في 9 نوفمبر 2019 لكن لابد أن نتذكر أن الفريق مع كوفاتش كان قد فاز على توتنهام بسبعة أهداف لهدفين وحقق بعض النتائج الإيجابية لكن مشكلة المدرب الكرواتي كمنت بشكل أساسي بعدم قدرته على إيصال لاعبيه لأفضل مستوى لديهم فخلال تواجده تراجع مستوى بواتينغ وهوميلس بشكل واضح وقلت فائدة ألابا ومولر اللذان تحولا لاحقاً ليصبحا أهم مفاتيح السداسية عدا عن عدم إظهار غوريتسكا للمستوى المنتظر.
يمكننا أن نفهم سعي كوفاتش لخلق فريق بأسلوب هجومي سريع وهذا ساعد فليك لمتابعة ما بدأه سلفه لكن تمثل نجاح فليك الأساسي بتوظيف قدرات اللاعبين بشكل ممتاز كي يصبح الفريق أكثر فاعلية بالدفاع والهجوم لهذا ارتفع معدل الأهداف المتوقعة في أول 3 أشهر فقط لفليك مع بايرن من 2,07 بعهد كوفاتش إلى 2,65 كما انخفض معدل الأهداف التي من المتوقع أن يتلقاها الفريق من 1,28 إلى 0,95.
تعرض خط دفاع بايرن لتغيرات عديدة خلال الموسم الماضي فبعد رحيل هوميلس وتعرض زوله لإصابة بالرباط الصليبي وظهور عدم جاهزية لوكاس للعب بشكل مستمر باتت لدى الفريق العديد من علامات الاستفهام ورغم سقوط بايرن بخماسية في أول مباراة لألابا كقلب دفاع بالموسم الماضي، وتسبب تلك الهزيمة برحيل كوفاتش، بقي فليك معجباً بفكرة تواجد النمساوي بقلب الدفاع لذا جاءت كل مشاركاته بباقي مباريات الموسم بنفس المركز أما ألفونسو ديفيز فتحول من جناح أيمن لظهير أيسر منذ الجولة السادسة ليستقر أيضاً بهذا المركز حتى الوقت الحالي.
بواحدة من أصعب السنوات التي مرت على لعبة كرة القدم فرض بايرن ميونيخ نفسه بطلاً لكل شيء مع تحقيق السداسية الأولى بتاريخه فرغم تأخر كأس العالم للأندية وخروج البطولة من عام 2020 سيتسجل الإنجاز باسم البافاري كونه حقق جميع البطولات الست التي خاضها وكي نصل للإنجاز الأكبر لابد من تذكر بعض الأحداث التي قادت الفريق نحو السداسية وتذكر ما صنعه بايرن بمشاهد عديدة ومحاولة تحليلها لرؤية ما إذا يمكن لبايرن أن يستمر بإنجازاته بعد الآن علماً أنه فقد سلفاً فرصة الفوز بثلاثية جديدة مع خروجه من بطولة الكأس بالموسم الحالي.
كي لا نبخس حق كوفاتش:
يتحدث الجميع عن فضل فليك وإنجازه بتحويل بايرن من فريق خسر بخماسية من فرانكفورت في 2 نوفمبر 2019 إلى فريق يفوز على دورتموند برباعية في 9 نوفمبر 2019 لكن لابد أن نتذكر أن الفريق مع كوفاتش كان قد فاز على توتنهام بسبعة أهداف لهدفين وحقق بعض النتائج الإيجابية لكن مشكلة المدرب الكرواتي كمنت بشكل أساسي بعدم قدرته على إيصال لاعبيه لأفضل مستوى لديهم فخلال تواجده تراجع مستوى بواتينغ وهوميلس بشكل واضح وقلت فائدة ألابا ومولر اللذان تحولا لاحقاً ليصبحا أهم مفاتيح السداسية عدا عن عدم إظهار غوريتسكا للمستوى المنتظر.
يمكننا أن نفهم سعي كوفاتش لخلق فريق بأسلوب هجومي سريع وهذا ساعد فليك لمتابعة ما بدأه سلفه لكن تمثل نجاح فليك الأساسي بتوظيف قدرات اللاعبين بشكل ممتاز كي يصبح الفريق أكثر فاعلية بالدفاع والهجوم لهذا ارتفع معدل الأهداف المتوقعة في أول 3 أشهر فقط لفليك مع بايرن من 2,07 بعهد كوفاتش إلى 2,65 كما انخفض معدل الأهداف التي من المتوقع أن يتلقاها الفريق من 1,28 إلى 0,95.
تغير بشكل الخط الخلفي:
تعرض خط دفاع بايرن لتغيرات عديدة خلال الموسم الماضي فبعد رحيل هوميلس وتعرض زوله لإصابة بالرباط الصليبي وظهور عدم جاهزية لوكاس للعب بشكل مستمر باتت لدى الفريق العديد من علامات الاستفهام ورغم سقوط بايرن بخماسية في أول مباراة لألابا كقلب دفاع بالموسم الماضي، وتسبب تلك الهزيمة برحيل كوفاتش، بقي فليك معجباً بفكرة تواجد النمساوي بقلب الدفاع لذا جاءت كل مشاركاته بباقي مباريات الموسم بنفس المركز أما ألفونسو ديفيز فتحول من جناح أيمن لظهير أيسر منذ الجولة السادسة ليستقر أيضاً بهذا المركز حتى الوقت الحالي.
تعرض بايرن لانتكاسة أخرى بخطه الخلفي تمثلت بإصابة بافارد قبل الأدوار الحاسمة من دوري الأبطال لكن بظل وجود تياغو تمكن فليك من وضع كيميش بمركز الظهير الأيمن واضعاً تياغو بجانب غوريتسكا بالوسط.
بالتالي يمكن القول أن بايرن أحدث 3 تغييرات كبيرة باستخدام لاعبين خارج مراكزهم بخطه الخلفي خلال الفترات الحاسمة من الموسم لكن رغم ذلك نجح الفريق بالفوز بكل شيء وتحقيق الألقاب وربما هذه التغييرات تمثل الجواب الأسهل للسؤال حول سبب اعتماد فليك على ذات الأسلوب الهجومي دوماً.
دكة قوية:
بواحدة من اللحظات الخالدة بموسم الثلاثية يمكننا أن نتذكر خروج الجناحين غنابري وكومان ومشاركة كوتينيو وبيريسيتش مكانهما بنهائي دوري الأبطال عند الدقيقة الـ68 فببساطة كان فليك يملك القدرة بكل مرة على إجراء تبديلات واسعة بعمق الوسط وعلى الأجنحة وهو ذات الأمر الذي ساعده لتحويل كيميش لظهير مع وجود تياغو بالوسط.
بالمقابل لا يمكن إنكار أن هناك بعض اللاعبين غير القابلين للمس وما ساعد الفريق هو بقاء هؤلاء بصحتهم حتى النهاية حيث كان مولر العصب الأساسي المنظم لهجوم الفريق وقدم نوير أداء رائعاً بالعديد من المباريات الحاسمة أبرزها نهائي الأبطال ولقاء إشبيلية بالسوبر إضافة طبعاً لليفاندوفسكي.
ليفاندوفسكي السلاح الفتاك:
لطالما امتلك بايرن نجوماً بالهجوم من الصف الأول مثل روبن وريبيري لكن في زمن ليفاندوفسكي تبدو الأمور مغايرة، علينا بالبداية أن نتذكر أنه لسنوات كان الجميع يسأل “كيف سيكون مصير بايرن بعد روبن وريبيري؟” لكن الجواب كان بتحقيق السداسية بأول موسم بعد رحيل الثنائي فما الذي حدث؟
لسنوات كان بايرن يبحث عن لاعبين يشبهون روبن وريبيري من حيث القدرة على المراوغة دائماً وأخذ المبادرة الهجومية بالصناعة والتسجيل ووجد النادي مواهب جيدة في غنابري وكومان لكنه لم يجد ذات السوية بالحلول الفردية وتدريجياً تخلى الفريق عن فكرة الدعم المطلق لصناعة اللعب على الأطراف وبدأ بالتنويع أكثر باستخدام العمق وتأقلم الفريق تدريجياً مع فكرة أن يكون ليفاندوفسكي هو المركز المطلق لهجوم بايرن لذا نشاهد ارتفاعاً جيداً بأرقام اللاعب موسماً بعد آخر عدا عن ذلك لم يكُن دور ليفاندوفسكي هو التسجيل دائماً بل خدم الفريق بأدوار تكتيكية عديدة كما فعل حين ضغط مع كومان على مدافع سان جيرمان ليشكلا حالة 2 على 1 وهو ما سهل على الفرنسي الذهاب وتسجيل هدف التقدم:


كما يمكن أن نرى بسهولة زيادة فاعلية ليفاندوفسكي خارج منطقة الجزاء بمنطقة مناسبة لصناعة اللعب وخلق الخطورة لذا يمكن ببساطة مقارنة الخريطة الحرارية لتحركات اللاعبين بين موسم 2018\2019:

وتحركاته موسم 2019\2020:

فيروس كورونا للخصوم فقط:
تدريجياً مع مرور الوقت نفهم مدى سوء الأثر الذي تركه فيروس كورونا على الأندية الكبيرة حيث بتنا نسمع عن أرقام كبيرة كديون أو عن مشاكل تتعلق بالرواتب لكن خلال فترة التوقف بسبب فيروس كورونا كان بايرن يعمل بشكل مثالي بفضل مدرب اللياقة هولغر برويش الذي وضع برنامج خاص للاعبين خلال التوقف وأعطاه فليك المجال لوضع الخطة البدنية كاملة وتدريب الفريق عبر الفيديو إضافة لتوزيع أجهزة على اللاعبين لاستخدامهم بمنازلهم حيث تحدث فليك لاحقاً عن أنه لا يتعامل مع كادره بمبدأ الآمر الناهي بل يعطي كل فرد فرصته لأخذ دوره بشكل كامل.
بعد لقاء برشلونة تحدث مولر عن مدى تأثير برنامج التحضير البدني على الفريق بالقول “نزلنا للملعب للبدء بالإحماء قبل 10 دقائق من نزول برشلونة، لم يقوموا بتدريبات إحماء كاملة مثلنا ربما هي فلسفة مختلفة قليلاً لكن المباراة انتهت بنتيجة 8-2 وكان من الممكن أن تكون الأمور مختلفة لو استعدوا بشكل أفضل”.
الفريق نجح فعلاً بتحقيق تطور بدني ملحوظ يمكن أن نستدل عليه من خلال فترات التسجيل المفضلة للفريق بدوري الأبطال الموسم الماضي:

ما هو القادم بالنسبة لبايرن؟
علامات سلبية:
أكبر المشاكل التي يعاني منها بايرن حالياً هو ضعف الصفقات الجديدة مقارنة باللاعبين الذين غادروا حيث من غير المنطقي مقارنة أداء دوغلاس كوستا هذا الموسم بأي من كوتينيو أو بيريسيتش كما لم يتمكن نيانزو من المشاركة مع الفريق بالوقت الذي يبدو فيه أن ساني مازال بحاجة لبعض الوقت كي يستعيد مستواه السابق بعد أن غاب طوال الموسم الماضي بسبب إصابة بالركبة.
حتى الآن لا يعرف بايرن أيضاً مصير دفاعه للموسم المقبل فرحيل ألابا بات مسألة وقت تقريباً ومصير بواتينغ مازال مجهولاً بظل قرب انتهاء عقده بالصيف القادم لذا تحتاج الإدارة لإتمام الكثير من العمل لإتمام التعاقد مع مدافع كبير حيث تتجه النية لضم دايوت أوباميكانو والذي سيأخذ دفاع بايرن لبعد آخر بسبب قدراته الممتازة ببناء اللعب وصلابته الرهيبة.
واحدة من علامات الاستفهام الأساسية تتمثل بعدم استثمار لوكاس هيرنانديز، الصفقة الأغلى بتاريخ النادي، حتى الآن ففي آخر 7 جولات بالدوري بقي اللاعب على دكة البدلاء بأربع مواجهات بظل استمرار فليك الاعتماد على ألابا وبواتينغ حيث يبدو أنه يحاول مساعدة الثنائي على اتخاذ قرار بالاستمرار بظل عدم حسم مصيرهما.
تلقى بايرن عدداً كبيراً من الأهداف هذا الموسم حيث اهتزت شباكه 26 مرة خلال أول 20 جولة رغم حفاظ الفريق على نظافة شباكه 3 مرات بالجولات الأربع الأخيرة:

تلقى بايرن 17 هدفاً من لعب مفتوح مقابل 6 أهداف من كرات ثابتة وهدفين من مرتدات وبالنسبة لفريق بحجم بايرن يبدو عدد الأهداف من لعب مفتوح كبيراً جداً وهو نتيجة واضحة لسوء الأداء الدفاعي خاصة بالعمق حيث باتت أندية كبيرة تنجح بخلق فرص من خلال لعب الكرات بشكل مباشر بين قلبي الدفاع أو استغلال التراجع الواضح بأداء بافارد هذا الموسم.

يحتاج بايرن أيضاً للتفكير بخيار أفضل لمركز الظهير الأيمن الذي طالب فليك بضم لاعبين جدد فيه منذ قدومه لبايرن لكن جواب الإدارة كان بضم أودريوزولا الموسم الماضي وبونا سار بالموسم الحالي ومستوى كلا اللاعبين كان دون المأمول.
المشكلة الكبيرة الأخرى تكمن بعدم تعويض تياغو وانخفاض مستوى توليسو وهو ما يحرم فليك من التفكير بإعادة كيميش لمركز الظهير ويضع الفريق ببعض المواقف الصعبة لافتقاده للاعب المهاري بالوسط حيث يركز كل من كيميش وغوريتسكا ومولر على اللعب المباشر البعيد عن المراوغات.
بالمجمل لا يبدو أن فليك متفق تماماً مع المدير الرياضي حميديتش وهذا الأمر خرج بعض الشيء للعلن حيث كان المدرب يرغب بالحصول على صفقات أفضل من التي تمت والمشكلة تكمن أن بايرن يمر أساساً بمرحلة تحول إداري فنهاية مرحلة روبن وريبيري بالملعب تزامنت مع بدء نهاية مرحلة “هونيس- رومينيغيه” بالإدارة بعد تولي هاينر رئاسة النادي وبدء تحضير أوليفر كان ليتولى مكان رومينيغيه كرئيس تنفيذي بنهاية العام الحالي لذا يبدو القلق من حدوث مشاكل لا تتناسب مع الطموحات المثالية بتسليم ناجح للإدارة الجديدة.
علامات إيجابية:
رغم عدم وصول ساني لأفضل مستوى بعد لكن لا يمكن إنكار أهمية وجاذبية هذه الصفقة خاصة مع قدرة اللاعب على التطور بشكل أكبر كما يمكن لنيانزو وهيرنانديز تقديم إضافة مفيدة للفريق بحال استثمارهما لحل المشاكل الدفاعية وهو ما قد يعطي بايرن شكلاً دفاعياً أفضل من ما كان عليه بالموسم الماضي.
إضافة لهذا شاهدنا الموسم الحالي خروج أول موهبة من مدرسة بايرن منذ زمن طويل فمنذ تقديم ألابا قبل حوالي 12 عام لم نشاهد موهبة تخرج من مدرسة بايرن وتنال الاهتمام الذي حصل عليه جمال موسيالا القادر على اللعب خلف المهاجم أو كجناح أيسر حيث حصل صاحب الـ17 عاماً على مشاركتين أساسيتين بالدوري و13 مشاركة كبديل وقدم نفسه بصورة ممتازة:

على صعيد الأجنحة يعرف الجميع قدرة غنابري على إثبات ذاته دائماً بالمواعيد الكبرى فهو اللاعب الذي سجل 12 هدفاً في 31 مباراة بالدوري الموسم الماضي مقابل تسجيل 9 أهداف في 10 مباريات بدوري الأبطال حيث بات من الواضح أن مستوى اللاعب يرتفع بالمواجهات الكبيرة كنوع من التحدي الذاتي في حين يبدو أن هدف الفوز بالأبطال قد غيّر من مستوى كومان تماماً حيث يقدم الفرنسي موسماً ممتازاً بصناعة اللعب حيث صنع 9 أهداف بأول 16 مشاركة له هذا الموسم ويمثل هذا الرقم 3 أضعاف ما سجله من تمريرات حاسمة طوال الموسم الماضي بالدوري!
هل يحقق لقب دوري الأبطال مرة أخرى؟
رغم فقدان الأمل بثلاثية جديدة مازالت فرص بايرن كبيرة لتحقيق لقب دوري الأبطال مرة أخرى فبظل وجود نوير ومولر وليفاندوفسكي وكيميش يملك البافاري نوعية عالية من اللاعبين قادرة على اعتلاء القمة من جديد وإن كان البافاري قد وصل لنهائي دوري الأبطال 3 مرات بين عامي 2010 و2013 فإن الجيل الحالي مع فليك قادر على الأقل على تكرار ذات الإنجاز.