لو أردنا جميعاً أن نحصي تجارب اللاعبين الذين انتقلوا لفرق كبيرة كحالة إسعافية بالشتاء وقياس نسبة نجاحهم بمهمتهم سنجد أن معظم هذه التجارب كانت دون المأمول لكن حالياً لا يمكن لإدارة ليفربول التفكير بشيء كهذا حيث يحتاج النادي لأن يضع كل إيمانه بالمدافعَين بين ديفيز وأوزان كاباك وتحديداً الأخير الذي يمثل إحدى أهم المواهب الواعدة دفاعياً بأوروبا لكن التركي الشاب قد يجد نفسه بالملعب قبل حتى أن يُتم ترتيب منزله فالريدز يعيش أياماً صعبة دفاعياً مع تأكد غياب فان دايك وماتيب حتى نهاية الموسم وإصابة فابينيو وغوميز لكن هل بإمكان كاباك إدخال ذات الطمأنينة التي أدخلها فان دايك لجمهور ليفربول حين انتقل للنادي مطلع عام 2018؟
بدأ أوزان كاباك -20 عاماً- مسيرته بغالتاسراي وكان يلعب مهاجماً بفرق الفئات العمرية قبل أن يتحول لمركز قلب الدفاع وربما ساعده هذا بتحسين قراءته وتقديره حيث يمثل التوقع الجيد أحد أبرز النقاط الإيجابية للمدافع الذي انتقل في يناير 2019 إلى شتوتغارت ليلعب بصفوفه لستة أشهر فقط كانت كفيلة لأن يجذب أنظار العديد من الأندية الكبيرة حيث ربطت صحيفة بيلد حينها اسمه بالانتقال لبايرن لكنه اختار شالكه ليضمن مكاناً أساسياً وهو ما حدث فعلاً إلى أن جاء التحدي الأكبر من خلال سعي ليفربول لضم اللاعب من أجل تعويض غياباته الكثيرة بالخلف.
لا يملك كاباك طول قامة جيد بالنسبة للمدافعين -1,86 متر- لكنه يملك ارتقاء ممتازاً وهو ما يجعل نسبة فوزه بالكرات المشتركة الهوائية ممتازة حيث حقق هذا الموسم نسبة 77,03% وهي أعلى من نسبة فان دايك بالموسم الماضي “76,1%” وأعلى بكثير من نسبة جو غوميز بالموسم الحالي “53,85%” ومن خلال هذه الصورة يمكننا فهم مدى نجاح كاباك بهذه الكرات حيث نرى كيف تمكن من التفوق على تمركز لاعب دوسلدورف بشكل جيد من خلال ارتقائه الناجح الذي ساعده بإبعاد الكرة:
لكن بالمقابل لا يملك التركي نسبة جيدة بالصراعات الأرضية مقارنة بلاعبي ليفربول وهو ما يجب أن يعمل عليه خاصة مع اعتياد دفاع ليفربول على الخروج لمنتصف الملعب للضغط على الخصم.
لو أردنا جميعاً أن نحصي تجارب اللاعبين الذين انتقلوا لفرق كبيرة كحالة إسعافية بالشتاء وقياس نسبة نجاحهم بمهمتهم سنجد أن معظم هذه التجارب كانت دون المأمول لكن حالياً لا يمكن لإدارة ليفربول التفكير بشيء كهذا حيث يحتاج النادي لأن يضع كل إيمانه بالمدافعَين بين ديفيز وأوزان كاباك وتحديداً الأخير الذي يمثل إحدى أهم المواهب الواعدة دفاعياً بأوروبا لكن التركي الشاب قد يجد نفسه بالملعب قبل حتى أن يُتم ترتيب منزله فالريدز يعيش أياماً صعبة دفاعياً مع تأكد غياب فان دايك وماتيب حتى نهاية الموسم وإصابة فابينيو وغوميز لكن هل بإمكان كاباك إدخال ذات الطمأنينة التي أدخلها فان دايك لجمهور ليفربول حين انتقل للنادي مطلع عام 2018؟
تطور سريع بمسيرته:
بدأ أوزان كاباك -20 عاماً- مسيرته بغالتاسراي وكان يلعب مهاجماً بفرق الفئات العمرية قبل أن يتحول لمركز قلب الدفاع وربما ساعده هذا بتحسين قراءته وتقديره حيث يمثل التوقع الجيد أحد أبرز النقاط الإيجابية للمدافع الذي انتقل في يناير 2019 إلى شتوتغارت ليلعب بصفوفه لستة أشهر فقط كانت كفيلة لأن يجذب أنظار العديد من الأندية الكبيرة حيث ربطت صحيفة بيلد حينها اسمه بالانتقال لبايرن لكنه اختار شالكه ليضمن مكاناً أساسياً وهو ما حدث فعلاً إلى أن جاء التحدي الأكبر من خلال سعي ليفربول لضم اللاعب من أجل تعويض غياباته الكثيرة بالخلف.
كيف يلعب؟
لا يملك كاباك طول قامة جيد بالنسبة للمدافعين -1,86 متر- لكنه يملك ارتقاء ممتازاً وهو ما يجعل نسبة فوزه بالكرات المشتركة الهوائية ممتازة حيث حقق هذا الموسم نسبة 77,03% وهي أعلى من نسبة فان دايك بالموسم الماضي “76,1%” وأعلى بكثير من نسبة جو غوميز بالموسم الحالي “53,85%” ومن خلال هذه الصورة يمكننا فهم مدى نجاح كاباك بهذه الكرات حيث نرى كيف تمكن من التفوق على تمركز لاعب دوسلدورف بشكل جيد من خلال ارتقائه الناجح الذي ساعده بإبعاد الكرة:

لكن بالمقابل لا يملك التركي نسبة جيدة بالصراعات الأرضية مقارنة بلاعبي ليفربول وهو ما يجب أن يعمل عليه خاصة مع اعتياد دفاع ليفربول على الخروج لمنتصف الملعب للضغط على الخصم.

بالمقابل يملك كاباك بعض الأرقام الجيدة ببناء اللعب فحوالي نصف تمريراته مع شالكه كانت تُلعب للأمام في حين تقارب نسبة تمريرات فان دايك أو غوميز للأمام ثلث إجمالي التمريرات كما يملك نسبة نجاح جيدة بالتمريرات الطويلة وهي 49,13% في حين وصلت نسبة نجاح فان دايك بالموسم الماضي إلى 54,96% مقابل 48,83% لجو غوميز.

يفضل كاباك اللعب كقلب دفاع على الجهة اليمنى ويملك قدرة على التدخل وقطع الكرات بكلتا القدمين وهو ما يساعده على حماية فريقه من الكرات القادمة نحو العمق باتجاه قدمه اليسرى وبحال نجاحه بما بقي من الموسم قد يشكل اللاعب ثنائية جيدة مع فان دايك الذي يفضل اللعب كقلب دفاع على الطرف الأيسر بالتالي قد يمثل كاباك، بحال نجاحه، حلاً ممتازاً لدعم الفريق على المدى الطويل بسبب صغر سنه وحاجة الفريق للاعب بمركزه.
النقطة الأهم بمزايا كاباك هي قدرته العالية على قراءة اللعب واتخاذ قرارات صحيحة خاصة خلال التحول السريع من الهجوم للدفاع حيث يحافظ على تمركزه بشكل جيد إلى أن تأتِ اللحظة الحاسمة التي يتدخل فيها سريعاً ويذهب لقطع الكرة كما بهذه اللقطة:
باللقطة الماضية نرى الدائرة الفارغة التي تمثل المكان الذي كان فيه كاباك قبل أن يقرأ تمريرة الخصم بشكل جيد ويتقدم تاركاً مكانه خالياً لكنه بكل ثقة ذهب وقطع الكرة قبل أن تصل للمهاجم ليمنع فرصة محققة.
على الرغم من حاجته لتحسين نسبة الكرات الثنائية الأرضية إلا أن كاباك يجيد اللعب جيداً بقدميه وهو ما يمكن ترجمته من خلال معدله الجيد بقطع الكرات الموسم الماضي “86,96%” وهذا يمثل رقماً مرعباً وبالغالب ينجح اللاعب بالذهاب وإقفال عمق الملعب أمام خصمه قبل أن يتحرك نحو الكرة لقطعها.

بظل النقاط الماضية ومن خلال مبارياته مع شالكه نرى قدرة كاباك الممتازة على إيقاف المرتدات وهو أمر مهم للغاية بالنسبة لليفربول حيث يملك اللاعب ثقة كبيرة تدفعه للاندفاع واتخاذ القرارات الجريئة.
هذه الأشياء تدفعنا لنثق بذكاء كاباك وقدرته دائماً على القراءة الجيدة للهجوم واتخاذ القرارات دون أي تسرع أو توتر وهو ما يبدو مهماً للغاية بالنسبة للريدز حيث من الممكن أن يخطط مع اللاعب على المدى الطويل وليس لتعويض المدافعين خلال أشهر قليلة فقط وهو ما عبر عنه كلوب حين أشاد بموهبة اللاعب بعد انتقاله متابعاً بالقول “لطالما قال لي ديفيد فاغنر أنه يمثل قائد للمستقبل”.

بعيداً عن الجانب الدفاعي يظهر كاباك قدرة جيدة على التسجيل من خلال الرأسيات حيث سجل 3 أهداف خلال أول 10 مباريات له مع شتوتغارت بالبوندسليغا عدا عن تسجيل 3 أهداف مع شالكه بالموسم الماضي رغم التراجع الرهيب الذي حدث للفريق بعد العودة من فترة التوقف بسبب انتشار فيروس كورونا.
ظروف شالكه بالأشهر الأخيرة لم تكُن جيدة حيث يحتل الفريق المركز الأخير على سلم ترتيب الدوري مع انتصار وحيد خلال 19 جولة ويملك الفريق أسوأ حصيلة دفاعية بالدوري “تلقى 49 هدفاً منها 8 من بايرن ذهاباً” لكن رغم ذلك نجح كاباك بخطف الأضواء بدليل ثقة الجميع بقدراته رغم النتائج التي تعرض لها الفريق.
بعيداً عن التسجيل يمكن لكاباك أيضاً صناعة اللعب من خلال تمريراته الدقيقة وبالصورة التالية سنرى مثالين على ذلك من خلال تمريرتين قدمهما بوضعية صعبة نشرهما موقع totalfootballanalysis خلال تحليل أداء اللاعب عن الموسم الماضي ومن خلال الصورة الأولى نرى التفاهم الجيد بينه وبين زميله كيني حيث لعب كاباك الكرة للأمام نحو الوسط وتقدم كيني للحاق بالكرة أما باللقطة الثانية فنرى كيف نجح كاباك بإخراج الكرة من تحت الضغط بنجاح:


نقطة الضعف الكبرى التي يكررها كاباك هي قيامه أحياناً باللحاق بالمهاجم بشكل مبالغ به حين يخرج من منطقته كما فعل بلقاء بايرن حين خرج كثيراً وراء ليفاندوفسكي ليترك الحرية للجناحين ساني وغنابري وهو ما سهل مهمة بايرن بالتسجيل.
هل يمر ليفربول بمرحلة كارثية؟
كي نكون واقعيين بالحديث المشاكل الدفاعية لا تمثل حالياً أكبر هموم ليفربول فالفريق يعاني من عقم هجومي واضح كان السبب بضياع الكثير من المباريات فدفاعياً تلقى الفريق أكثر من هدف واحد بالمباراة مرة واحدة خلال آخر 17 مواجهة رسمية وكان ذلك بلقاء ليفربول ومانشستر يونايتد بالكأس لكن يبقى القلق الدفاعي عاملاً مؤرقاً للفريق خاصة مع تقلص الخيارات تدريجياً والاضطرار لاستخدام مدافعين شبان مثل ناتانيل فيليبس.

ربما ما يحتاجه ليفربول بالفترة الحالية هو مدافعين يناسبون أسلوبه من حيث بناء اللعب حيث افتقد الفريق كثيراً لدقة تمريرات فان دايك وقدرته على الخروج بالكرة لكن لا يجب أن نعزل هذا عن كثرة المشاكل الموجودة بالثلث الهجومي للفريق لذا ليس من الضرورة أن يكون كاباك الحل الحاسم لتغيير نتائج الفريق.