“أود أن أحظى بنتائج جيدة، لكن علي كذلك أن أحلل الأمور ومعرفة أين نحن. لقد عانينا بسبب الكثير من الإصابات، ونقص الإعداد وعدم وجود استشفاء بين المباريات .. تلك المباريات الصعبة لدرجة كبيرة التي خضناها حتى الآن”.
كانت تلك كلمات بيب جوارديولا في أواخر نوفمبر الماضي عندما كان فريقه يعاني إلى حدٍ كبير على مستوى النتائج التي أوصلت الفريق إلى أن يتم استبعاده من البعض من أن يستمر منافسًا على لقب البريميرليج.
لم يكن بيب كاذبًا أو متحججًا، فقد عانى فريقه بالفعل من كم إصابات كبير، فقد وصل به الحال يوم تلك التصريحات إلى أن يكون كايل ووكر، رودري، رياض محرز وفيل فودين هم اللاعبين الوحيدين الذين كانوا متاحين كل مباراة للمدرب الإسباني .. بالطبع نعرف ماذا حدث بعد ذلك، فحتى لاعب مثل ووكر غاب لفترة طويلة بعدها.
وصحيح أن السيتي استعاد بعض اللاعبين من إصابات مختلفة بعد تلك الفترة لتتخذ نتائج الفريق منحى تصاعدي واضح في آخر شهرين، إلا أنه لا يمكن اختزال ذلك التحسن فقط في استعادة بعض المصابين، بل إن بعض تلك الغيابات ساهمت في أن يفكر مدرب السيتي في حلول لذلك النقص.
“أود أن أحظى بنتائج جيدة، لكن علي كذلك أن أحلل الأمور ومعرفة أين نحن. لقد عانينا بسبب الكثير من الإصابات، ونقص الإعداد وعدم وجود استشفاء بين المباريات .. تلك المباريات الصعبة لدرجة كبيرة التي خضناها حتى الآن”.
كانت تلك كلمات بيب جوارديولا في أواخر نوفمبر الماضي عندما كان فريقه يعاني إلى حدٍ كبير على مستوى النتائج التي أوصلت الفريق إلى أن يتم استبعاده من البعض من أن يستمر منافسًا على لقب البريميرليج.
لم يكن بيب كاذبًا أو متحججًا، فقد عانى فريقه بالفعل من كم إصابات كبير، فقد وصل به الحال يوم تلك التصريحات إلى أن يكون كايل ووكر، رودري، رياض محرز وفيل فودين هم اللاعبين الوحيدين الذين كانوا متاحين كل مباراة للمدرب الإسباني .. بالطبع نعرف ماذا حدث بعد ذلك، فحتى لاعب مثل ووكر غاب لفترة طويلة بعدها.
وصحيح أن السيتي استعاد بعض اللاعبين من إصابات مختلفة بعد تلك الفترة لتتخذ نتائج الفريق منحى تصاعدي واضح في آخر شهرين، إلا أنه لا يمكن اختزال ذلك التحسن فقط في استعادة بعض المصابين، بل إن بعض تلك الغيابات ساهمت في أن يفكر مدرب السيتي في حلول لذلك النقص.
افتقد بيب جوارديولا لمهاجميه سيرخيو أجويرو وجابرييل جيسوس لفترات طويلة .. كلاهما أصيب بفيروس كورونا في فترتين مختلفتين لكن أجويرو عانى كثيرًا من سلسلة من الإصابات التي أبعدته عن الملاعب لفترات طويلة فيما اختار جوارديولا اللجوء إلى حل اللعب دون مهاجم حقيقي في ظل عدم جاهزية جيسوس أغلب المباريات أو باختيار بيب نفسه.
على الورق، ستجد تلك الجرافيكس اللطيفة تزين الشاشة قبل كل مباراة توضح فيها تشكيلة مانشستر سيتي .. تلك التشكيلة التي تثير حيرة مصممي الجرافيكس المساكين، فأحيانًا ما يوضع فيل فودين رأس حربة وأحيانًا ما يكون بيرناردو سيلفا وفي أوقاتٍ أخرى ستجد فيرّان توريس أو رياض محرز أو حتى رحيم ستيرلنج .. حسنًا، فلنتجاوز عن تلك اللقطات الأليمة

لكن في الحقيقة، فإن مانشستر سيتي هو آخر فريق يمكن أن تعتمد على تلك الجرافيكس لمعرفة التشكيلة والتمركز الحقيقي للاعبين داخل الملعب .. هذه أمور بديهية ربما لكنها ازدادت مع ما فعله بيب جوارديولا في آخر شهر ونصف مع إلكاي جوندوجان.
بات جوندوجان يحصل على دور هجومي أكبر في مسألة بناء الهجمة، إذ لم يعد الممرر أكثر مما هو متلقي للكرات بين الخطوط سواء كان هناك مهاجمًا صريحًا كجيسوس أو لا .. دون جيسوس كان بيرناردو سيلفا هو المهاجم في تلك اللقطة ليتقدم جوندوجان ويمنح زميله فرصة للتمرير له في المساحة بين الخطوط.

وحتى في وجود جيسوس يكون جوندوجان أول المندفعين من الخلف للأمام لاستغلال أي مساحة بين الخطوط وهنا يتلقى تمريرة.

لا داعي لأن أحدثك عن أن جوارديولا يعتبر جوندوجان لاعبًا ذكيًا بما فيه الكفاية ليعطيه الحرية الكاملة للتحرك واختيار المكان المناسب للتموضع، فقد تجده على الجناح.

أو ستجده يحاول رصد أي مساحة في أنصاف المسافات للتحرك إليها واستقبال تمريرة الزميل

لكن كل تلك أنشطة يمكن وصفها برحلة جوندوجان تجاه هدفه الرئيسي في هجمة مانشستر سيتي .. منطقة الجزاء. تحركات جوندوجان ما بين الخطوط أو على الأطراف ما هي إلا تمهيد للاعب للدخول لمنطقة جزاء المنافس والمشاركة بقوة في تحويل الهجمة إلى هدف أو فرصة خطيرة ومشاركته فيما سبق فقط لأن الكرة لم تدخل منطقة الجزاء بعد!
تخبرنا الإحصائيات من موقع أوبتا أنه منذ بداية الموسم وحتى منتصف ديسمبر (وتحديدًا قبل مواجهة مانشستر يونايتد)، لمس إلكاي جوندوجان داخل منطقة الياردات الستة بواقع 0% من متوسط لمساته في كل منطقة من الملعب، بينما يقترب جوندوجان من نسبة 2% داخل نفس المنطقة منذ منتصف ديسمبر وحتى الآن.
وإن وسعنا الدائرة قليلًا سنجد أن جوندوجان لمس الكرة داخل منطقة الجزاء والمنطقة الضيقة حولها بواقع 2,23% من متوسط لمساته في كل منطقة من الملعب بينما منذ منتصف ديسمبر وحتى الآن لمس الكرة في نفس تلك المنطقة بواقع 5,87% .. هذا فارق كبير حقًا للاعب خط وسط!
في المباريات الأخيرة لمانشستر سيتي بات جوندوجان جزءً لا يتجزأ من عملية كثرة عددية شاملة يقوم بها بيب جوارديولا لمحاولة الاستفادة بأكثر طريقة ممكنة من الهجمة وضمان وصولها لأحد لاعبيه داخل المنطقة وخلق فرصة تسديد.

انعكس هذا الأمر بشدة على متوسط الأهداف المتوقعة xG من جوندوجان، ولتدرك الفارق يكفيك أن تعرف أنه حتى 15 ديسمبر 2020 كان الـ xG لجوندوجان في 5 مباريات من البريميرليج يساوي صفرًا وفقط أمام وستهام تجاوز الصفر ليصبح 0,1 بينما منذ 15 ديسمبر وصل المجموع إلى 3,4 منها 0,7 في مباراة أستون فيلا وحدها إن استثنينا xG ركلة الجزاء.
لكن في بعض الأحيان فإن مسألة الكثافة العددية بتواجد جوندوجان تلك تكون فرصة جيدة لإفساح المجال لكيفن دي بروينة أو لاعب آخر على حدود المنطقة للتسديد بأريحية كبيرة .. لاحظ استمرار تواجد جوندوجان داخل منطقة الجزاء

لكن كيف يتمكن بيب جوارديولا من إيجاد كل هذا العدد من اللاعبين داخل منطقة الجزاء دون الإخلال بمنظومة خط الوسط وبضمان عدم تعرض فريقه لانتكاسة دفاعية اعتدناها دائمًا مع فرق بيب جوارديولا وكان آخر ضحاياها خطوطه الدفاعية السماوية من نيكولاس أوتامندي وشركاه الذين حتى منهم جون ستونز الذي يقدم مستويات كبيرة مؤخرًا؟
أغلب الهجمات المرتدة تبدأ بارتداد الكرة من الدفاع لتجد لاعبًا قادرًا على تسلمها في العمق ومن ثم اختيار التمرير إلى الأطراف أو رأس الحربة، وليضمن جوارديولا ألا ينكشف دفاعه نسبيًا مقارنة بما كان يحدث سابقًا خاصة، بتنا كثيرًا ما نرى ظهيري الجنب يتمركزان للخلف وللقلب قليلًا أو على الأقل واحدٍ منهما.

إذًا كيف يتم توسعة الملعب بالطريقة التي يحبها بيب جوارديولا؟ تلك الطريقة التي كان غالبًا ما يفضّل استخدام ظهيري الجنب في التمركز على خطي الملعب في محاولة منه لإخراج مدافعي المنافس للأطراف ولو قليلًا؟ هنا يأتي دور جناحي الفريق أو حتى إلكاي جوندوجان كما ذكرنا آنفًا. تمركز ظهيري الجنب في قلب الملعب يمنح الفريق صلابة أكثر في العمق كما أنه يمكنهما ممارسة نفس دور لاعبي الوسط بالتمريرات البينية كما حدث هنا ولأكثر من مرة مع أفضل ظهير للسيتي في هذا الموسم كانسيلو.



وإن لم يكن كانسيلو متاحًا كظهير أيمن ومضطر أن يكون ظهيرًا أيسر تعود اللعبة للتنفيذ مع كيفن دي بروين لأنه كما نعلم جميعًا .. جوندوجان متواجد دائمًا داخل منطقة الجزاء!

لكن ماذا يحدث عندما يصل مانشستر سيتي إلى الوضعية المتكررة في الآونة الأخيرة بتواجد عددٍ لافت من لاعبي الوسط والجناح داخل منطقة الجزاء؟ هنا تأتي المشكلة المتكررة وهي عدم قدرة الفريق على لعب كرات عرضية عالية لأنها ببساطة معركة خاسرة فمن هذا الذي سيرفع كرة عالية للأقزام جوندوجان وبيرناردو وفودين وستيرلنج ويتصور أنهم سيظفرون بها أمام مدافعين عمالقة؟
لذلك غالبًا ما يلجأ بيب جوارديولا إلى حل من اثنين .. وهو محاولة الاختراق والوصول لمنطقة يمكن لعب عرضية أرضيها منها، أو استغلال الزيادة العددية لإرسال الكرة العالية بعيدًا عن الرؤوس خلف الظهير الأيمن مع تواجد لاعبٍ خالٍ من الرقابة في الخلف لالتقاط الكرة ومحاولة استغلالها

لن يقرر لاعبو مانشستر سيتي إرسال عرضية عالية على حلق المرمى إلا في حالة واحدة .. عند الركلة الركنية أو اللعبة التي ترتد من الركلة الركنية والتي يستمر فيها جون ستونز وروبين دياز متواجدين بها داخل منطقة الجزاء كما حدث أمام كريستال بالاس

في الفترة الأخيرة أتت تلك الخطط أكلها، لكن بقت لمسة المهاجم غائبة أحيانًا، فكم الفرص الكبير مازال يُهدر رغم تحويل بعضها إلى أهداف والاحتياج للاعب يمكن أن تُرسل إليه عرضيات عالية قد يمنح الفريق خيارًا آخر أثناء حصاره للمنافسين، وإن كان لاعبو الوسط أصبحوا أكثر تركيزًا أمام المرمى، فإنه مع سلسلة إصابات أجويرو والتوقع بعدم تجديد تعاقده مع تذبذب مستوى جيسوس أمام المرمى يجعل هناك ضرورة ملحّة للسيتي لإيجاد رأس حربة جديد في الميركاتو الصيفي .. رأس حربة يمكنه أن يحافظ لجوارديولا على مثل هذا التكتيك الحالي وفي نفس الوقت يستطيع ترجمة جهود زملائه إلى أهداف، وإلا فقد يستمر الفريق تحت رحمة مستويات استثنائية لجوندوجان أو “نجاعة رحيم ستيرلنج” ويا للأخيرة من وقع مزعج على الأذن!