بعد ظهور يواكيم لوف ويورغن كلوب وتوماس توخيل وهانزي فليك ويوليان ناغيلسمان بات الجميع يثق بالصناعة الألمانية على مستوى المدربين فمدرسة الضغط العكسي والكرة المباشرة الألمانية المطورة باتت تنتقل بسرعة بين الدوريات الكبرى لتهيمن بالنهاية بحضور 3 مدربين ألمان في نصف دوري الأبطال موسم 2019\2020.
هذه المدرسة أطلقت فعلاً رجلاً لم يحظى حتى الآن بكثير من الصخب الإعلامي رغم العمل الكبير الذي يُظهره وهو مدرب بوروسيا مونشنغلادباخ ماركو روزه المرتبط بقوة بالانتقال لبوروسيا دورتموند نهاية الموسم الحالي حيث يبدو أن الفيستفالي مستعد لدفع قيمة 5 ملايين يورو الموجودة بعقده مع المهور لضمه لكن ما الذي يجعل روزه مميزاً؟ كيف تمكن من التأهل للدور الثاني بدوري الأبطال؟ ولماذا يصنفه المحللون بأنه موهبة تدريبية قادمة بقوة للساحة العالمية؟
لم تحمل مسيرة روزه كمدافع الكثير من التميز حيث لعب بصفوف في إف بي لايبزيغ وهانوفر وماينتس لكن بآخر سنين مسيرته، التي انتهت عام 2010، التقى اللاعب المغمور بمدرب ناري له أسلوب خاص وهو يورغن كلوب الذي اعتمد على اللاعب بأوقات كثيرة خاصة بعد صعود الفريق للبوندسليغا.
كمدرب بدأ روزه مسيرته بمدينته الأم ليشرف على تدريب المغمور لوكوموتيف لايبزيغ واستمر معه لموسم واحد فقط (2012\2013) قبل أن يذهب لريدبول سالزبورغ للإشراف على فريق \تحت 16 عام\ وبموسم 2016\2017 أشرف روزه على تدريب فريق \تحت 18 عام\ وفاز معه بلقب الدوري ودوري أبطال أوروبا للصغار بموسمه الأول لتختار الإدارة منحه الثقة لتدريب الفريق الأول بالموسم التالي الذي شهد تفوق سالزبورغ على دورتموند ولاتسيو ووصوله لنصف نهائي الدوري الأوروبي قبل أن يتأهل لربع نهائي ذات البطولة بالموسم التالي لكن إغراء الذهاب للدوري الألماني دفع المدرب لتغيير الوجهة نحو بوروسيا مونشنغلادباخ مع بداية الموسم الماضي.
بعد ظهور يواكيم لوف ويورغن كلوب وتوماس توخيل وهانزي فليك ويوليان ناغيلسمان بات الجميع يثق بالصناعة الألمانية على مستوى المدربين فمدرسة الضغط العكسي والكرة المباشرة الألمانية المطورة باتت تنتقل بسرعة بين الدوريات الكبرى لتهيمن بالنهاية بحضور 3 مدربين ألمان في نصف دوري الأبطال موسم 2019\2020.
هذه المدرسة أطلقت فعلاً رجلاً لم يحظى حتى الآن بكثير من الصخب الإعلامي رغم العمل الكبير الذي يُظهره وهو مدرب بوروسيا مونشنغلادباخ ماركو روزه المرتبط بقوة بالانتقال لبوروسيا دورتموند نهاية الموسم الحالي حيث يبدو أن الفيستفالي مستعد لدفع قيمة 5 ملايين يورو الموجودة بعقده مع المهور لضمه لكن ما الذي يجعل روزه مميزاً؟ كيف تمكن من التأهل للدور الثاني بدوري الأبطال؟ ولماذا يصنفه المحللون بأنه موهبة تدريبية قادمة بقوة للساحة العالمية؟
من هو روزه؟
لم تحمل مسيرة روزه كمدافع الكثير من التميز حيث لعب بصفوف في إف بي لايبزيغ وهانوفر وماينتس لكن بآخر سنين مسيرته، التي انتهت عام 2010، التقى اللاعب المغمور بمدرب ناري له أسلوب خاص وهو يورغن كلوب الذي اعتمد على اللاعب بأوقات كثيرة خاصة بعد صعود الفريق للبوندسليغا.

كمدرب بدأ روزه مسيرته بمدينته الأم ليشرف على تدريب المغمور لوكوموتيف لايبزيغ واستمر معه لموسم واحد فقط (2012\2013) قبل أن يذهب لريدبول سالزبورغ للإشراف على فريق \تحت 16 عام\ وبموسم 2016\2017 أشرف روزه على تدريب فريق \تحت 18 عام\ وفاز معه بلقب الدوري ودوري أبطال أوروبا للصغار بموسمه الأول لتختار الإدارة منحه الثقة لتدريب الفريق الأول بالموسم التالي الذي شهد تفوق سالزبورغ على دورتموند ولاتسيو ووصوله لنصف نهائي الدوري الأوروبي قبل أن يتأهل لربع نهائي ذات البطولة بالموسم التالي لكن إغراء الذهاب للدوري الألماني دفع المدرب لتغيير الوجهة نحو بوروسيا مونشنغلادباخ مع بداية الموسم الماضي.
بأشهر تصريحاته عن الأفكار التي يسعى لتطبيقها تحدث روزه لموقع “هولدينغ ميدفيلد” في نوفمبر الماضي بالقول “الفكرة الأساسية حول فلسفتي هي المشاعر والجوع لتحقيق شيء وإظهار النشاط بالملعب، نريد أن نكون فعالين بمواجهة الكرة وأن نركض كثيراً ونفوز بالكرات العالية ونصل بأقصر طريق نحو المرمى، لا نريد أن نلعب بالأمام كثيراً بل أن نكون نشيطين ونتقدم بسرعة، سيكون هذا رائعاً لكن يتطلب هذا الكثير من الوقت لتطويره”.
يمثل روزه واحداً من المدربين الذين يتمتعون بمرونة كبيرة لتغيير الأسلوب فسابقاً كان روزه يتحدث عن طريقة 4-3-1-2 أو ما يعرف بـ”4-4-2 دياموند” على أنها طريقته المفضلة وفعلاً طبق روزه هذا الأسلوب كثيراً بسالزبورغ وببداية رحلته في غلادباخ ورعم تحقيقه لنتائج ملفتة فضل روزه عدم تطبيق الطريقة ذاتها بشكل نظري بالملعب وعن هذا قال روزه “دائماً أحب الاعتماد على هذه الطريقة حين تكون الفرصة متاحة حتى حين نلعب بثلاثة مهاجمين نلعب بشكل مشابه للجوهرة، لكن ممكن لهذه الطريقة أن تأخذ أشكالاً مختلفة ربما لا تراها من خارج الملعب لكننا كنا نطبقها حين نلعب بطريقة 4-3-3، الفريق يتمتع بمرونة كبيرة”.

المدرب الذي يمدح القوة البدنية ويطلب الفوز بالكرات العالية ممكن أن تراه وهو يضع لاعباً مثل يوناس هوفمان (1,76 متر) بمركز رأس الحربة في مباراة بحجم لقاء بوروسيا دورتموند لتطبيق بعض الأدوار الخاصة أما عن طريقته المفضلة يمكن القول أن روزه لم يلعب بأسلوب “4-4-2 دياموند” منذ لقاء الفوز على بايرن بالدوري في ديسمبر 2019 وهذه الأشياء كفيلة لوحدها لتوضح لنا مدى المرونة بشخصية روزه وسعيه الدائم لتطبيق أفكاره بطرق جديدة.
أسلوب لعب جذاب ونتائج مفاجئة:
قبل أن نبدأ الحديث عن أسلوب لعب مونشنغلادباخ مع روزه علينا أن نتذكر أن هذا الفريق كان بطريقه لتحقيق 6 نقاط بأول جولتين من دوري الأبطال على حساب إنتر وريال مدريد لولا تلقيه التعادل بالوقت القاتل بسبب قلة خبرة الفريق فأمام الميرينغي ذهب روزه لإدخال جناحين باللحظات الأخيرة بحثاً عن الحفاظ على الكرة لكن الفريق استسلم بشكل كبير للدفاع بعد هدف التقليص ليفتح الباب للخصم للتعديل وفي 3 مواجهات لروزه ضد بايرن فاز غلادباخ مرتين وخسر مرة كما تمكن مؤخراً من فك عقدة الهزائم المتتالية للفريق أمام دورتموند ولايبزيغ لكن مشكلة الفريق هي بإهداره نقاط كثيرة مع الفرق الصغيرة بالدوري وتلقي أهداف كثيرة بآخر ثلث ساعة من اللقاء.
يعتمد غلادباخ في دفاعه على مبدأ أساسي وهو منع الكرة من الذهاب بالعمق حيث يضغط الفريق بصورة تجبر لاعبي الخصم على نقل الكرة نحو أحد الطرفين وحتى قلب الهجوم يعمل على النزول بين قلبي الدفاع لمنعهم من التمرير لبعضهم ودفع اللاعب لتمريرها نحو الظهير القريب وحين تتم هذه الخطوة ينسحب الفريق باتجاه واحد ليزيد ضغطه على خصمه ويساعد بافتكاك الكرة:


عانى روزه خلال تطبيق هذه الطريقة بأسلوب “4-4-2 دياموند” من ذهاب كل لاعبي الوسط للضغط بالعمق بالتالي بات الأظهرة يتقدمون كثيراً للأمام للضغط على أظهرة الخصم وهو ما تسبب بترك مساحات كبيرة خلفهم لذا عدل شكل الفريق إلى 4-2-3-1 حيث يمكن للجناحين المساعدة أكثر بالضغط على الأطراف لكن رغم ذلك بقيت حاجة روزه واضحة لإيجاد أظهرة تقاتل بشكل كبير وتملك مزايا مميزة وهو سبب الاعتماد على لاينر “معدل قطع كرات 1,7 بالمباراة” وبن سبعيني “ثاني أعلى معدل تدخلات صحيحة بالفريق 1,9 بالمباراة” حيث يحتاج الاثنين للتمركز بشكل صحيح ومواجهة العرضيات الناتجة عن دفع الخصم للطرف لذا نجد أن غياب أي منهم يصبح مؤثراً كما حدث حين غاب بن سبعيني وترك مكانه للمتقدم بالعمر فيندت والذي كان تمركزه السيىء السبب الأساسي بمنح ريال مدريد هدفين بمباراة الجولة الأخيرة من دوري الأبطال.
سنأخذ مباراة دورتموند بالجولة الأولى من إياب البوندسليغا كمثال للتحدث عن التغيرات التي من الممكن أن يفعلها روزه خلال لقاء واحد:
للمرة الثالثة بالموسم الحالي، بمختلف البطولات، والأولى منذ شهر أكتوبر قرر المدرب دخول لقاء الديربي بثلاثي بالخلف حيث وضع لاعب الوسط دينيس زكريا بين مدافعيه المفضلين غينتير وإيلفيدي ومن خلال زكريا أظهر جوهرة بشكل خاص بعمق الفريق مع توكيل مهمة الأطراف كالعادة للظهيرين المتقدمين للأمام بالتالي منح بليا المساحة للعب بجانب هوفمان كرأسي حربة وبأول 18 دقيقة بدت الحياة مثالية لأصحاب الأرض مع هدف ملغى وآخر محتسب ومعدل عالي بالسيطرة حيث كانت خريطة تحركات الفريقين على الشكل التالي:

من خلال هذه الخريطة نرى أن 3 لاعبين فقط من المهور كان تمركزهم خلف خط الوسط مع تشكيل زكريا (8) مع كرامر (6) ونويهاوس (32) وشتيندل (13) للجوهرة التي ضبطت الملعب بشكل كامل أما بالمقابل نرى أن هالاند كان اللاعب الوحيد من دورتموند الذي كان معدل تمركزه أمام خط الوسط لكن رغم كل هذا نجح مدرب الفيستفالي بقلب النتيجة فجهود زكريا بصناعة اللعب لم تكُن كافية لحمايته من مواجهة هالاند الذي استغل ضعف العمق الدفاعي وسجل هدفين.
لم يتمسك روزه بطريقته بعد هذين الخطأين رغم الأشياء الجيدة التي تم تحقيقها فغيّر الأسلوب ودفع زكريا للوسط وتحول للعب برباعي خلفي وبعد تسجيل التعادل غير اللاعب من أدوار لاعبيه تماماً ونرى هنا أنه عند الدقيقة الـ65 بات الفريق يطبق الجوهرة بذات اللاعبين الموجودين بخط الوسط لكن مع ميل الطريقة أكثر لأسلوب 4-3-2-1 والأهم هو تحويل الفريق لأسلوب دفاعي وانتظار المساحات والارتداد بظل الأخطاء التي يرتكبها دفاع دورتموند وهكذا كانت خريطة تمركز الفريق بعد ثلث ساعة من بدء الشوط الثاني:

وكعادته بالدقائق الأخيرة ورغم التقدم اختار روزه إشراك عناصر هجومية ليستخدم 4 تبديلات لإدخال رأس الحربة إيمبولو والجناحين هيرمان وتورام وصانع الألعاب فولف وفعلاً أهدى تورام الفريق هدف حسم اللقاء.

أمام ريال مدريد ذهاباً لعب الفريق بطريقة 4-2-1-3 لكن المدرب استخدم ثلاثي الهجوم بطريقة خاصة حيث كان الجناح الأيمن هوفمان ينزل للوسط ليشكل رباعي مع نويهاوس وكرامر ورأس المضلع شتيندل في حين كان تورام يصعد للأمام ليتحول لمهاجم إضافي مع بليا ومع استغلال عدم قدرة فاسكيز على تأدية أدوار الظهير بشكل جيد ساعد هذا التحول المستمر على خلق مساحات كثيرة للفرنسي الذي سجل هدفي فريقه باللقاء وببساطة يمكننا أن نقارن بين الخريطة الحرارية لتحركات الجناح الأيمن هوفمان:

والجناح الأيسر تورام:

لنرى مدى الاختلاف بمناطق التحرك بين الاثنين حيث كان ينزل هوفمان لمناطق مختلفة لمساعدة الوسط في حين كان تورام ينتظر على الطرف للذهاب نحو عمق منطقة الريال دائماً.
مفتاح روزه:
نجح المدرب بتطوير مستوى العديد من اللاعبين تحديداً قلبي الدفاع إيلفيدي وغينتير فرغم تلقي الفريق لعدد كبير من الأهداف أظهر اللاعبان نجاحاً كبيراً خاصة بالتمركز الصحيح وإبعاد التسديدات إضافة لفلوريان نويهاوس الذي أصبح لاعباً دولياً مع منتخب ألمانيا ومطلوب من قبل العديد من الأندية الكبرى لكن الجوكر الذي يعتمد عليه روزه لتطبيق أفكاره بالملعب هو لاعب دورتموند السابق يوناس هوفمان الذي من الممكن أن تراه بأي مركز بالملعب.

تحدثنا عن تواجد روزه أمام دورتموند كرأس حربة وأمام ريال مدريد كجناح أيمن ويمكننا أن نضيف أنه لعب بمحور الوسط بلقاء الفوز على لايبزيغ وكجناح أيسر بالمباراة التي سجل فيها هدفين وصنع آخراً أمام بايرن ميونيخ مطلع العام الحالي لكن أينما وضعه روزه يكون هناك أدوار أساسية لهوفمان للخروج من منطقته واستغلال مهارته وذكائه لصناعة الفارق حيث يملك اللاعب معدل مراوغات ممتاز ونرى ببساطة أن الفريق خلال 9 مباريات لعبها دون هوفمان فاز مرتين فقط في حين خسر مرتين فقط بالمباريات التي شارك بها اللاعب.
حول روزه هوفمان للاعب قائد بالملعب قادر على الذهاب لمنتخب ألمانيا وأمام دورتموند خلق له دور خاص ولنا أن نتخيل أن رأس حربة الفريق كان ثاني أكثر اللاعبين قياماً بتدخلات صحيحة لقطع الكرة (3 مرات) وهذه المرات الثلاثة كانت تعني أن الفريق حصل على كرات بأماكن مهمة بالتالي استغل المدرب مهارته كلاعب وسط لاستغلال مشاكل دفاع دورتموند بالصعود بالكرة عدا عن قدرته على الانطلاق بالعمق بسهولة وتمهيد الطريق لبليا والآخرين وهنا نرى كيف كان يضغط لاستعادة الكرة عند خسارتها:

أمام بايرن كانت أدوار اللاعب مختلفة حيث وضعه المدرب على الجهة التي يعاني فيها بايرن من حيث السرعة بسبب بطء بافارد وزوله ويمكننا أن نرى من خلال صورتين المكان الذي تقدم منه هوفمان خلال لحظات قليلة لتسجيل هدفه الأول باللقاء:
عمل جماعي ترجمه هوفمان بالهدف الأول:
خرجت رأس الحربة إيمبولو إلى الجهة اليسرى ليسحب معه زوله بظل تأخر بافارد ولحاقه بهوفمان بعيداً عن الخط الخلفي ونزل شتيندل بين خطي الدفاع والوسط ليستلم الكرة وحين استلم شتيندل “13” نرى بوضوح كيف كان هوفمان “23” مازال خلفه:

لذا كان لابد لشتيندل من الدوران حول نفسه لسحب ألابا وإعطاء زميله بعض الوقت للتقدم وبعد 3 ثوانٍ تماماً من استلام شتيندل كانت هذه الوضعية الموجودة:

ببساطة ساعد إيمبولو بوضع زوله خارج مكانه وسحب شتيندل ألابا ليوسعا قسرياً الفجوة بين قلبي الدفاع وهنا جاء دور هوفمان الذي تفوق على بافارد بشكل واضح منذ الخطوة الأولى.
بالحديث عن مباراة بايرن يمكننا أن نرى ببساطة أن الجناح الأيمن لغلادباخ كان دينيس زكريا لاعب الوسط الذي شارك كقلب دفاع أمام دورتموند! ببساطة وضعه المدرب ليقلل خطر انطلاقات بايرن على الجهة اليسرى بوجود ألفونسو في حين كان رأس الحربة إيمبولو يخرج كثيراً لليسار لمساعدة هوفمان كي ينال حريته بالملعب.
من خلال هذه النقاط يمكننا أن نفهم قدرة روزه على توظيف لاعبيه بأشكال مختلفة والملفت أنه يتمكن بكل مرة من إيجاد طريق للنجاح وهذا دليل على امتلاك المدرب قدرة ممتازة على قراءة الخصم والتحضير للمباريات وهو ما يجعله طبعاً من المدربين الكبار الناجحين لذا علينا انتظار ما سيفعله روزه بخطواته التدريبية القادمة.