قبل حوالي عامين دفع بايرن ميونيخ 80 مليون يورو للتعاقد مع مدافع جديد بصفقة قاربت قيمتها ضعف الرقم القياسي السابق للبافاري في سوق الانتقالات لعيون المدافع الفرنسي لوكاس هيرنانديز وبعد مرور كل هذا الوقت مازال الجمهور يتساءل حول ما إذا كان مستوى اللاعب أقل من القيمة التي تم دفعها أم أن بايرن لم يجيد استخدام مدافع أتلتيكو السابق حيث لم نرى حتى هذا اليوم دوراً فعالاً وواضحاً للاعب فما الذي يحدث مع لوكاس في بافاريا؟
بآخر موسم لهيرنانديز في أتلتيكو لعب الفرنسي 14 مباراة كقلب دفاع و8 مباريات كظهير أيسر حيث وجد سيميوني أن قدرات اللاعب مناسبة للتحول للعمق بظل سرعته وطول قامته وقوته بالكرات الأرضية وحين تعاقد معه بايرن كان التفكير المنطقي بأن النادي دفع هذا السعر كي يحصل على لاعب قادر على حل المشاكل الواضحة بعمق الدفاع خاصة مع رحيل هوميلس وانخفاض مستوى بواتينغ وفعلاً بدأت عمليات تأهيله ليلعب بهذا المركز ومع بداية رحلته في بايرن صيف 2019 شارك اللاعب بأول مباراتين له بالبوندسليغا كقلب دفاع قبل أن يتحول للعب بمركز الظهير الأيسر لتعويض غياب ألابا للإصابة ثم تنوعت مشاركاته تدريجياً بين المركزين لينهي الموسم على حصيلة 13 مباراة كظهير أيسر و12 كقلب دفاع وحتى نهاية الذهاب من الموسم الحالي شارك لوكاس في 15 مباراة بمختلف البطولات بمركز الظهير الأيسر و4 مباريات بمركز قلب الدفاع وهو ما يوحي أن فليك يخطط لاستخدامه على الطرف أكثر من العمق.
بالواقع يبدو الجواب على السؤال واضحاً: حتماً لا!
لأن بايرن يعاني من مشاكل كارثية هذا الموسم على صعيد قلوب الدفاع حيث يقدم زوله وألابا وبواتينغ أداء أقرب للكارثي والنتيجة هي تلقي الفريق 25 هدفاً في 17 جولة حيث يوجد 6 فرق تلقت أهداف أقل من بايرن بذهاب الدوري من بينها بيلفيلد صاحب المركز الخامس عشر وبالتأكيد لا يمكن لوم قلوب الدفاع لوحدهم لكنهم حتماً يتحملون مسؤولية كبيرة فبحسب الإحصائيات تسبب كل من ألابا وبواتينغ بأربعة أهداف بشكل مباشر و3 بشكل غير مباشر بأول 15 جولة أي أنهما تسببا سوياً بـ14 هدفاً لوحدهم دون احتساب تسبب زوله بستة أهداف أخرى بشكل مباشر أو غير مباشر مما يعني أن هذا الثلاثي كان السبب في 20 من أول 24 هدف تلقاهم الفريق بالدوري هذا الموسم!
قبل حوالي عامين دفع بايرن ميونيخ 80 مليون يورو للتعاقد مع مدافع جديد بصفقة قاربت قيمتها ضعف الرقم القياسي السابق للبافاري في سوق الانتقالات لعيون المدافع الفرنسي لوكاس هيرنانديز وبعد مرور كل هذا الوقت مازال الجمهور يتساءل حول ما إذا كان مستوى اللاعب أقل من القيمة التي تم دفعها أم أن بايرن لم يجيد استخدام مدافع أتلتيكو السابق حيث لم نرى حتى هذا اليوم دوراً فعالاً وواضحاً للاعب فما الذي يحدث مع لوكاس في بافاريا؟

ما هو مركز لوكاس المفضل؟
بآخر موسم لهيرنانديز في أتلتيكو لعب الفرنسي 14 مباراة كقلب دفاع و8 مباريات كظهير أيسر حيث وجد سيميوني أن قدرات اللاعب مناسبة للتحول للعمق بظل سرعته وطول قامته وقوته بالكرات الأرضية وحين تعاقد معه بايرن كان التفكير المنطقي بأن النادي دفع هذا السعر كي يحصل على لاعب قادر على حل المشاكل الواضحة بعمق الدفاع خاصة مع رحيل هوميلس وانخفاض مستوى بواتينغ وفعلاً بدأت عمليات تأهيله ليلعب بهذا المركز ومع بداية رحلته في بايرن صيف 2019 شارك اللاعب بأول مباراتين له بالبوندسليغا كقلب دفاع قبل أن يتحول للعب بمركز الظهير الأيسر لتعويض غياب ألابا للإصابة ثم تنوعت مشاركاته تدريجياً بين المركزين لينهي الموسم على حصيلة 13 مباراة كظهير أيسر و12 كقلب دفاع وحتى نهاية الذهاب من الموسم الحالي شارك لوكاس في 15 مباراة بمختلف البطولات بمركز الظهير الأيسر و4 مباريات بمركز قلب الدفاع وهو ما يوحي أن فليك يخطط لاستخدامه على الطرف أكثر من العمق.

هل هذا الأفضل للفريق؟
بالواقع يبدو الجواب على السؤال واضحاً: حتماً لا!
لأن بايرن يعاني من مشاكل كارثية هذا الموسم على صعيد قلوب الدفاع حيث يقدم زوله وألابا وبواتينغ أداء أقرب للكارثي والنتيجة هي تلقي الفريق 25 هدفاً في 17 جولة حيث يوجد 6 فرق تلقت أهداف أقل من بايرن بذهاب الدوري من بينها بيلفيلد صاحب المركز الخامس عشر وبالتأكيد لا يمكن لوم قلوب الدفاع لوحدهم لكنهم حتماً يتحملون مسؤولية كبيرة فبحسب الإحصائيات تسبب كل من ألابا وبواتينغ بأربعة أهداف بشكل مباشر و3 بشكل غير مباشر بأول 15 جولة أي أنهما تسببا سوياً بـ14 هدفاً لوحدهم دون احتساب تسبب زوله بستة أهداف أخرى بشكل مباشر أو غير مباشر مما يعني أن هذا الثلاثي كان السبب في 20 من أول 24 هدف تلقاهم الفريق بالدوري هذا الموسم!

إذا وضعنا إحصائيات قلوب الدفاع الأربعة “بواتينغ- ألابا- زوله- لوكاس” سنجد العديد من الأرقام الملفتة ففي المباريات التي شارك فيها لوكاس، حتى نهاية الذهاب، كان معدل تلقي الفريق للأهداف هو 0,9 هدف بالمباراة ولم يستقبل الفريق أي هدف من خارج المنطقة في حين كان معدل تلقي الفريق للأهداف حين يلعب زوله هو 1,3 مقابل 1,5 لبواتينغ و1,7 مع ألابا.

بالصراعات الثنائية يملك لوكاس ثاني أفضل نسبة بالفوز بالكرات الهوائية “60,71%” مع أفضل معدل فوز بالكرات الهوائية “2 بالمباراة” بعد زوله كما يملك ثاني أعلى نسبة فوز بالكرات الأرضية “64,18%” بعد زوله أيضاً “73,33%” مع امتلاك لوكاس أفضل معدل فوز بالكرات الأرضية “6 بالمباراة” إضافة لتسجيله المعدل الأفضل بالتدخلات “2,5 تدخل بالمباراة” لكن رغم كل هذا مازال فليك لا يرى فيه اللاعب المناسب للقيام بدور قلب الدفاع بشكل مستمر!
لم يُظهر فليك أي علامات رضا واضحة على أداء باقي قلوب الدفاع حيث قام بإخراج زوله خلال تأخر الفريق أمام ماينتس بهدفين للا شيء بعد شوط سيىء للاعب كما وضع بواتينغ بمباريات عديدة على الدكة في حين يرى الكثيرون أن إشراك ألابا لم يعُد لأغراض تكتيكية بل يتعلق بقضايا تفاوضية حيث قد يساعد هذا النادي على إقناع اللاعب بالاستمرار ولو أن الفوائد التي يقدمها النمساوي للفريق لم تعُد كبيرة كما كانت بالماضي.

رغم هذا بقي لوكاس على الدكة في 6 مباريات دون مشاركة وشارك بديلاً بمباراة وغاب عن واحدة للإصابة في أول 17 جولة هذا الموسم والملفت أنه رغم قلة مشاركات لوكاس نسبياً إلا أنه كان حاضراً بالعديد من المباريات النوعية لبايرن حيث شارك بقلب الدفاع أمام دورتموند بكأس السوبر ولعب بذات المركز بمباراة حسم الصدارة مع ليفركوزن ولعب بمركز الظهير الأيسر أمام دورتموند بذهاب الدوري ولعب بذات المركز أمام إشبيلية بالسوبر الأوروبي ولايبزيغ بذهاب البوندسليغا الموسم الماضي قبل أن يشارك بذات اللقاء إياباً لكن كبديل بمركز قلب الدفاع وتكررت هذه الوضعية ضد دورتموند وضد ليفركوزن بنهائي الكأس “المشاركة كبديل بقلب الدفاع” وهذا يدفعنا لوضع علامات استفهام كثيرة حول سبب عدم الاعتماد على اللاعب بصفة أكبر خاصة حين يرى فيه فليك حلاً خلال المباريات ويضطر لاستخدام تبديل لإشراكه بعمق الدفاع مع العلم أن بايرن يمثل واحداً من أكثر الأندية استخداماً للتبديلات بين المدافعين بأوروبا في آخر موسمين!
من خلال هذه المعطيات يسهل علينا السؤال حول السبب الذي يدفع فليك لوضع اللاعب على الدكة والبدء بقلوب دفاع آخرين والجواب بالغالب يتعلق بأسباب غير رياضية إما لإقناع ألابا بأن بايرن مازال بيته أو لاستغلال سعي ألابا وبواتينغ لتقديم أفضل ما لديهم وتحسين فرصهم بالانتقال لفرق قوية بالموسم المقبل مع نهاية عقديهم.
أشياء يجيدها لوكاس
قد يبدو التخلي عن ألفونسو ديفيز لصالح أي لاعب آخر حالياً أمر غريب بعد ما قدمه الكندي الشاب بالموسم الماضي لكن لوكاس أثبت قدرة أفضل على تحقيق التوازن بين الدفاع والهجوم على الجهة اليسرى فصحيح أنه لم يصنع عدد كبير من الأهداف كما كان فونزي يفعل، صنع هدف في 10 مباريات بالذهاب، لكنه يتحرك بشكل مناسب للفريق وهو ما ساعده بالحصول على ركلة جزاء ضد آوغسبورغ بالجولة الـ17 علماً أنه قام بمراوغتين ناجحتين بالمباراة ووحده كومان سجل رقماً أعلى من هذا بالفريق كما كان الأكثر قطعاً للكرة، مع بافارد ومولر، برصيد 4 كرات مع إبعاد 3 أخرى.
يجيد لوكاس استخدام طريقة “overlap” حيث يتحرك دائماً مع الجناح متجهاً للطرف ليأخذ مكاناً ممتازاً لعكس الكرة نحو المنطقة كما تُظهر لنا الصورة المأخوذة من دراسة لموقع “bayernmunichanalysis”:

يملك لوكاس قدرة رائعة دائماً على قراءة هجوم الخصم واتخاذ القرارات المناسبة للتدخل وهو ما جعله باللقطة التالية يتوقع أن التمريرة ستُلعب على الطرف ليترك مكانه بالعمق ويذهب ليصل إليها باللحظة المناسبة ويمنع هجمة مرتدة خطيرة:

أما اللقطة التالية فنشاهد فيها موقف صعب للوكاس الذي أصبح لوحده بمواجهة لاعبين من الخصم وهنا كان لابد من السعي للتأكد من عدم مغادرة اللاعب الموجود على الطرف لمنطقة التسلل لتضييق الزاوية تدريجياً على حامل الكرة إلى حين الوصول للحظة المناسبة التي يمكن فيها للوكاس إظهار قدراته الدفاعية وإبعاد الكرة بنجاح:

إضافة لهذا يملك لوكاس قدرات ممتازة بالتمرير سواء بالخروج بالكرة من تحت الضغط أو نقلها سريعاً للأمام ففي الصورة التالية نرى لقطة أخرج فيها الفرنسي الكرة بين مدافعين ونقلها لكيميش بكيفية عالية:

أما ما يتميز بالصورة التالية فهو سرعة التصرف فاللقطة هي لكرة قام لوكاس بقطعها حيث مررها بلمسة واحدة مباشرة نحو كوتينيو معطياً إياه مساحة كبيرة للانطلاق بالعمق وخلق الخطورة:

قد يعيب لوكاس بأوقات كثيرة بحثه المستمر عن الحلول التكتيكية والجماعية وعدم التفكير بحل فردي كالحفاظ على الكرة لوقت أطول أو تغيير اتجاه جسمه ففي اللقطة التالية نرى مولر الذي كان يتحرك تحضيراً لأخذ لوكاس بعض الخطوات وتمريرها لزميله لكن قرار الفرنسي كان بإعادة الكرة للخلف:

بين كل هذه النقاط نرى أن بايرن يملك لاعباً قادراً فعلاً على إعطاء توازن كبير للخط الخلفي ولا توجد أعذار واضحة لدى الجهاز التدريبي لتفضيل لاعب آخر عليه بقلب الدفاع لما يمكن أن يضيفه من صلابة وقدرة ممتازة على بدء الهجمات من الخلف بفضل قدرته العالية على لعب الكرة تحت الضغط.

يحتاج فليك لحسم خياراته بين التفكير بالمصالح غير الرياضية لألابا وبواتينغ أو البحث عن ما هو أفضل لمستقبل الفريق حيث يتوقع الجميع أن يكون لوكاس هو مفتاح دفاع الفريق بالموسم المقبل مع إجراء تعزيز دفاعي قوي قد يتمثل بضم أوباميكانو من لايبزيغ كي يصحح الفريق الأخطاء الكارثية التي وقع بها هذا الموسم.