“اللعب بالطريقة التي يلعب بها فياريال مسؤولية. لكنه يناسب شخصيتي. أنا لا أختبئ أبدًا في الملعب. أحب أن أتسلم الكرة وأن أشارك في اللعب والاهتمام بالتوقيت في اللعب. أعتقد أن ما جلبني هنا هي طريقة لعبي وشخصيتي”، هكذا كانت كلمات دانييل باريخو في المؤتمر الصحفي الذي قدمه فيه نادي فياريال لاعبًا جديدًا في صفوفه. قبلها بأيام قليلة كان باريخو يظهر باكيًا في فيديو صوره بهاتفه وهو يودّع حب حياته.. لقد ترك الكابيتانو فالنسيا.
بعد قضاء تسعة مواسم بين جدرانه، كان من الصعب على باريخو مغادرة نادي الخفافيش، لكنه أُجبر على ذلك من قبل إدارة النادي السنغافورية والتي حرمته من مؤتمر وداعي ليكتفي برسالة وداعية بالفيديو بكى فيها أكثر مما تكلم.
باريخو وصل إلى فالنسيا في عام 2011، وعانى في مواسمه الأولى مع الفريق بسبب حالة انعدام الاستقرار الواضحة داخل النادي وتعاقب المدربين .. فقط كان إرنستو فالفيردي الوحيد القادر على إظهار موهبة داني من حين لآخر بعدما دفع به أحيانًا كصانع ألعاب رقم 10 في طريقة 4/2/3/1. ومع وصول نونو اسبريتو سانتو أصبحت الأمور أفضل للاعب الوسط الإسباني ولم تصير أسوأ أبدًا.
لكن أهم من مروا على باريخو كمدرب هو مارسيلينيو الذي أعاد اكتشاف قائد فالنسيا وفجر قدراته الحقيقية كلاعب وسط متكامل قادر على تقديم أدوار هامة جدًا في صناعة اللعب.
“اللعب بالطريقة التي يلعب بها فياريال مسؤولية. لكنه يناسب شخصيتي. أنا لا أختبئ أبدًا في الملعب. أحب أن أتسلم الكرة وأن أشارك في اللعب والاهتمام بالتوقيت في اللعب. أعتقد أن ما جلبني هنا هي طريقة لعبي وشخصيتي”، هكذا كانت كلمات دانييل باريخو في المؤتمر الصحفي الذي قدمه فيه نادي فياريال لاعبًا جديدًا في صفوفه. قبلها بأيام قليلة كان باريخو يظهر باكيًا في فيديو صوره بهاتفه وهو يودّع حب حياته.. لقد ترك الكابيتانو فالنسيا.
بعد قضاء تسعة مواسم بين جدرانه، كان من الصعب على باريخو مغادرة نادي الخفافيش، لكنه أُجبر على ذلك من قبل إدارة النادي السنغافورية والتي حرمته من مؤتمر وداعي ليكتفي برسالة وداعية بالفيديو بكى فيها أكثر مما تكلم.
باريخو وصل إلى فالنسيا في عام 2011، وعانى في مواسمه الأولى مع الفريق بسبب حالة انعدام الاستقرار الواضحة داخل النادي وتعاقب المدربين .. فقط كان إرنستو فالفيردي الوحيد القادر على إظهار موهبة داني من حين لآخر بعدما دفع به أحيانًا كصانع ألعاب رقم 10 في طريقة 4/2/3/1. ومع وصول نونو اسبريتو سانتو أصبحت الأمور أفضل للاعب الوسط الإسباني ولم تصير أسوأ أبدًا.
لكن أهم من مروا على باريخو كمدرب هو مارسيلينيو الذي أعاد اكتشاف قائد فالنسيا وفجر قدراته الحقيقية كلاعب وسط متكامل قادر على تقديم أدوار هامة جدًا في صناعة اللعب.
شخصية باريخو الطاغية في الملعب وفعاليته الكبيرة في نقل الهجمات للجانب الآخر من الملعب كان يمكن رصدها في فترة مارسيلينو في رقم مهم ما بين أغسطس 2016 وأبريل 2019 حيث كان اللاعب الأكثر نقلًا للكرة للثلث الأخير من ملعب الخصم من بين كل لاعبي الليجا دون استثناء وبمجموع تمريرات 1097 تمريرة.
واحدة من أهم وأشهر تمريرات باريخو لثلث ملعب المنافس كانت تلك التمريرة الشهيرة لرودريجو مورينو.. الرجل الذي كان يجيد اختيار المكان المناسب لتسلّم الكرة والعثور على مساحة بين الخطوط لتلقي تلك التمريرة التي لم يكن باريخو يخذله فيها عادة.


والثلث الأخير لم يكن يعني فقط التمرير بين الخطوط في ذلك المكان أو من مسافة قصيرة بل كان -ومازال- لدى باريخو قدرة فائقة على استغلال أي تحرك جيد لزميل لإيصاله لمواقف خطيرة أمام مرمى المنافس.

لكن لنعد لما قاله خريج ناشئي ريال مدريد عندما انضم إلى فياريال وهو رغبته المستمرة في تسلم الكرة والمشاركة في اللعب، والحقيقة أن تلك الشخصية لم يتخل عنها مع رحيله عن فالنسيا. فإذا كان مفهومًا أن يصل باريخو إلى تلك الشخصية بعد سنوات من البقاء في نفس النادي، فإنه لم يخسرها وفرضها فرضًا داخل الملعب بمجرد ارتدائه لقميص فياريال الذي لم تشعر جماهيره برحيل عميديه سانتي كاثورلا وبرونو سوريانو دفعة واحدة الصيف الماضي وبذلك بسبب باريخو مع مساندة ممتازة من بيثنتي إيبورا على وجه الخصوص وبدرجة أقل مانو تريجيروس وفرانسيس كوكلان.
مع فالنسيا كانت أغلب خريطة التمريرات في المباريات تكون على هذا الشكل .. باريخو هو مركز الكون الفالنساوي والرجل الذي تمر غالبية هجمات الفريق من خلاله وبإشرافه.

باريخو امتلك كذلك ختم التوقيع على بناء اللعب في فياريال ويمكن ملاحظة كم التمريرات منه وإليه

حتى مع التحول من طريقة 4/4/2 إلى 4/3/3 أو 4/2/3/1 يستمر باريخو أحد العلامات المهمة في صناعة اللعب.

والحقيقة أن من أهم أسباب تقديري الشديد لباريخو هي أنه كان قادرًا على تقديم ما يقدمه في خطة لعب ثنائية الوسط في كثير من الأحيان. يمكنك أن تصبح ممرر جيد ولاعب يبني اللعب بشكل مميز إن كان يساعدك اثنين من اللاعبين في ذلك مع خطة لعب 4/3/3، لكن الأمر يزداد صعوبة عندما يجاورك لاعب واحد غالبًا ما يحرص المدرب على أن يكون أهم شيء هو امتلاكه للقوة البدنية قبل حتى التميز في التمرير، ناهيك عن أنه مع مارسيلينو لم يكن فالنسيا يلعب بصانع لعب رقم 10 أي أن هناك مسافة كبيرة تفصل بين باريخو ومن يتقدمه في عمق الملعب.
لكن باريخو نجح في تلك المعادلة الصعبة.. تلك المعادلة التي كانت تعرّضه للكثير من المواقف المضغوطة داخل الملعب من دون حلول كثيرة للتمرير حوله ومع ذلك كان ينجح في أغلبها.

وإن أخذنا جزءً آخر مما قاله باريخو في بداية المقال فإن الحديث هذه المرة عما ذكره عن “أهمية التوقيت في اللعب”. باريخو من نوعية اللاعبين الذين يتحكمون في النسق بشكل لافت -وهو أمر يفتقده فالنسيا إلى حدٍ كبير منذ رحيله- وهي نوعية منتشرة إلى حدٍ ما في الفرق الإسبانية مع تفاوت في قدرات اللاعبين على هذا الأمر، والشيء الوحيد الذي يبدو داني فيه بطيئًا هو ركضه، أما في القرارات الأخرى فإن التأني أحيانًا هو اختيار وليس نقص في الكفاءة، ولنا في تلك اللقطتين المتشابهتين خير دليل، حيث يمرر باريخو الكرة ليأخذ ثانية من الوقت لرفع رأسه ودراسة الملعب قبل أن تعود إليه الكرة فيرسل المهاجم إلى موقف غاية في الخطورة بتمريرة سريعة أنيقة بعد أن اتخذ قراره في تلك الثانية.


لاحظت التشابه في أسلوب اللعب الذي لم يتغير بين فالنسيا وفياريال؟ إليك المزيد!
استمر باريخو هذا الموسم في واحدة من أشهر ما يتميز به وهو كراته القطرية الخطيرة الدقيقة للأظهرة المنطلقة من الخلف للأمام


في المعتاد، لا يمتلك لاعبو الأندية الأقل شعبية صيتًا كبيرًا لدى الجماهير وكذلك لدى مصممو ألعاب الفيديو.. لسنوات طويلة كانت لعبة فيفا تميل إلى لاعبي الفرق الأكثر شعبية حتى لو كان بعض من هؤلاء اللاعبين أقل قيمة أو قدرة .. فقط ارتداؤك لقميص أحد الأندية ذات الشعبية الطاغية قادر على أن يمنحك صك الغفران.
لكن ذلك لم يمنع لعبة فيفا من أن تجعل من باريخو رابع أفضل ممرر في اللعبة في نسختها لهذا الموسم وبقدرة 90 متأخرًا فقط عن كيفن دي بروينة ذي القدرة 93 وليونيل ميسي وتوني كروس ذي القدرة 91.

ومع لاعب بهذه القوة في التمرير فإن تواجده في كل مكان في الملعب كما توضح خريطة تسلمه للكرات يكشف عن مدى الإضافة التي منحها باريخو لفياريال الذين وصلوا إلى المركز الرابع في ترتيب الليجا في الوقت الحالي.

والحقيقة أن احترام فيفا 21 لباريخو لم يتوقف عند التمرير بل انسحب على نقطة تميز بها جدًا في السنوات الأخيرة وهي تسديدات الركلات الحرة المباشرة التي كان ثاني أفضل مسدد لها في الليجا بعد ليونيل ميسي، وانعكس ذلك في فيفا بعدما منحته قدرة 93 خلف ميسي صاحب الـ94 وأمام بيانيتش صاحب الـ92.
في الوقت الحالي لا يمتلك فالنسيا لاعبًا مثل قائده المغادر، لكن المدرب خافي جراسيا يحاول إخراج لأفضل قدرات كارلوس سولير الذي عاد من مركز الجناح إلى خط الوسط ليجاور ارتكازًا ممتازًا هو أوروس راسيتش، لكن ما يبدو جليًا هو أن جراسيا بات مضطرًا في كثير من الأحيان لعدم اللجوء إلى اللعب في العمق كثيرًا لإدراكه أن تركيبة خط وسطه قد اختلفت كثيرًا عما كانت عليه طوال العقد الماضي.