قبل حوالي عام ونصف احتفلت حسابات ريال مدريد على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل رهيب بالتعاقد مع المهاجم الصربي لوكا يوفيتش بصفقة قدرت الصحف قيمتها ب60 مليون يورو لكن للأسف لم يساهم يوفيتش بقميص الملكي بأهداف يتناسب عددها مع المبلغ المدفوع ففي حساب قيمة صفقة اللاعب مضاف إليه رواتبه لمدة عام ونصف سنصل لقيمة تقارب 74.5 مليون يورو وتوازي هذه القيمة تسجيل اللاعب هدفين وصناعته لمثلهما مع ريال مدريد حتى نهاية الجولة الـ18 من الليغا هذا الموسم.
كثيراً ما ترسم البدايات المسار المتوقع لما هو قادم وبالواقع جاءت بداية يوفيتش سيئة للغاية في الريال فأبرز ما ميز الصربي في فرانكفورت كان حساسيته التهديفية العالية حيث كان ينجح بالتسجيل من وضعيات صعبة للغاية والحفاظ على هذه الحساسية يحتاج لحالة نفسية جيدة ومشاركة متواصلة وهذه الأشياء لم يحصل عليها يوفيتش ببداية رحلته مع الريال ومن الطبيعي بعدها أن تصبح رحلة استعادة الثقة صعبة للغاية.
ببداية الرحلة التحضيرية لريال مدريد بصيف 2019 كانت بمواجهة بايرن ميونيخ وحينها لم يعطي زيدان اللاعب الجديد فرصة للانسجام ورغم إشراكه لـ45 دقيقة لكن كان هذا الوقت دون جدوى حيث قام المدرب بين الشوطين بسحب الفريق الأساسي بالكامل وأشرك الصربي رفقة مجموعة من اللاعبين الشبان مثل دي لا فوينتي وهيرنانديز وسيواني وكوبو إضافة لمجموعة من البدلاء مثل ناتشو وفاسكيز والوافدين الجديدين رودريغو وميندي بالتالي لم تتاح ليوفيتش أي فرصة ليظهر خاصة مع مشاركة بايرن بقوته الضاربة.
بالمباراة التالية بدأ زيدان ببنزيمة ويوفيتش سوياً ضد آرسنال وانتظر الجميع حصول اللاعب على فرصة تعوض له ما حدث بأول مباراة لكن المفاجأة كانت باستبداله بالدقيقة الـ16 لإشراك فاران بعد تلقي ناتشو لبطاقة حمراء وزاد الحال سوءاً بثالث مباراة حيث لم يتمكن اللاعب من استثمار فرصة اللعب كأساسي ضد أتلتيكو وتعرض لإصابة تسببت بخروجه عند الدقيقة الـ30.
قبل حوالي عام ونصف احتفلت حسابات ريال مدريد على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل رهيب بالتعاقد مع المهاجم الصربي لوكا يوفيتش بصفقة قدرت الصحف قيمتها ب60 مليون يورو لكن للأسف لم يساهم يوفيتش بقميص الملكي بأهداف يتناسب عددها مع المبلغ المدفوع ففي حساب قيمة صفقة اللاعب مضاف إليه رواتبه لمدة عام ونصف سنصل لقيمة تقارب 74.5 مليون يورو وتوازي هذه القيمة تسجيل اللاعب هدفين وصناعته لمثلهما مع ريال مدريد حتى نهاية الجولة الـ18 من الليغا هذا الموسم.

استقبال غير جيد بريال مدريد
كثيراً ما ترسم البدايات المسار المتوقع لما هو قادم وبالواقع جاءت بداية يوفيتش سيئة للغاية في الريال فأبرز ما ميز الصربي في فرانكفورت كان حساسيته التهديفية العالية حيث كان ينجح بالتسجيل من وضعيات صعبة للغاية والحفاظ على هذه الحساسية يحتاج لحالة نفسية جيدة ومشاركة متواصلة وهذه الأشياء لم يحصل عليها يوفيتش ببداية رحلته مع الريال ومن الطبيعي بعدها أن تصبح رحلة استعادة الثقة صعبة للغاية.
ببداية الرحلة التحضيرية لريال مدريد بصيف 2019 كانت بمواجهة بايرن ميونيخ وحينها لم يعطي زيدان اللاعب الجديد فرصة للانسجام ورغم إشراكه لـ45 دقيقة لكن كان هذا الوقت دون جدوى حيث قام المدرب بين الشوطين بسحب الفريق الأساسي بالكامل وأشرك الصربي رفقة مجموعة من اللاعبين الشبان مثل دي لا فوينتي وهيرنانديز وسيواني وكوبو إضافة لمجموعة من البدلاء مثل ناتشو وفاسكيز والوافدين الجديدين رودريغو وميندي بالتالي لم تتاح ليوفيتش أي فرصة ليظهر خاصة مع مشاركة بايرن بقوته الضاربة.

بالمباراة التالية بدأ زيدان ببنزيمة ويوفيتش سوياً ضد آرسنال وانتظر الجميع حصول اللاعب على فرصة تعوض له ما حدث بأول مباراة لكن المفاجأة كانت باستبداله بالدقيقة الـ16 لإشراك فاران بعد تلقي ناتشو لبطاقة حمراء وزاد الحال سوءاً بثالث مباراة حيث لم يتمكن اللاعب من استثمار فرصة اللعب كأساسي ضد أتلتيكو وتعرض لإصابة تسببت بخروجه عند الدقيقة الـ30.
بآخر مباراتين تحضيريتين تحسن الحال بشكل نسبي فلعب يوفيتش 28 دقيقة ضد سالزبورغ و45 ضد روما لتكون الحصيلة هي مشاركته بكل المباريات الودية للريال مرتين كلاعب أساسي، لم يكمل فيهما أول نصف ساعة، و3 مرات كبديل دون أن يسجل أي هدف خلال 163 دقيقة قضى وقتاً جيداً منها وهو يلعب مع بدلاء.
هذه الأشياء لم تساعد يوفيتش على أخذ الثقة أبداً ومن ثم جاءت المباراة الأولى بالدوري لتزيد الأمر سوءاً حيث شارك اللاعب بآخر 10 دقائق حين كان الفريق متقدماً بنتيجة 3-0 مع العلم أن عدد مشاركاته كأساسي بين بطولتي الدوري ودوري الأبطال بمجمل الموسم لم يتخطى 5 مباريات مقابل مشاركته 17 مرة بديلاً بمجموع 540 دقيقة مقسمة على 22 مباراة أي بمعدل وسطي “24,5 دقيقة بالمباراة الواحدة من المباريات التي يلعبها” علماً أنه خلال موسم ونصف لعب مرة واحدة لمدة تسعين دقيقة كاملة وبهذا نفهم بسهولة كم كان من الصعب على اللاعب أن يشعر بوجوده ضمن الفريق فكل مهاجم يحتاج بشكل طبيعي لبعض الوقت كي ينسجم مع زملائه ويشعر بدعم المدرب خاصة حين يكون صغيراً بالسن لكن يوفيتش لم يجد أي شيء من هذه النقاط.

تغيرات تكتيكية
على صعيد الرسم الخططي كان يوفيتش ينوع في فرانكفورت بين اللعب كرأس حربة وحيد أو مع مهاجم ثانٍ وذات الأمر حدث في ريال مدريد بالتالي الشكل الفني العام لم يكُن السبب بالمشكلة لكن إذا ما قارننا أرقام اللاعب بين التجربتين وأدواره سنكتشف بسهولة كم تغير حال يوفيتش بين الناديين ففي ألمانيا كان معدل تسديد الصربي بالموسم الأخير هو 3 تسديدات بالمباراة وهذا الرقم انخفض إلى 0,8 بموسمه الأول بالليغا وقد يبدو هذا التراجع منطقياً نتيجة مشاركاته بمباريات كثيرة كبديل لكن بما يتعلق بحساسية المهاجم لا يمكن للاعب الوصول لأفضل مستوياته مع رقم كهذا إضافة لذلك كان يوفيتش في فرانكفورت هو اللاعب الذي يبحث عنه لاعبو الفريق دائماً لإيصال الكرة للتسجيل في حين مازال دور رأس الحربة بريال مدريد غير واضح للفريق بموضوع التسجيل حيث لا تُبنى التكتيكات بشكل فعلي على إيصال الكرة له بعدد كبير من المرات خلال المباراة ويُطلب منه بشكل مستمر التحرك خارج منطقته ومن هذا يمكننا أن نقارن بسهولة بين الخريطة الحرارية لتحركات يوفيتش مع فرانكفورت بموسمه الأخير وتحركاته مع الريال هذا الموسم.
يوفيتش مع فرانكفورت موسم 2018\2019:

يوفيتش مع ريال مدريد موسم 2020\2021

وكي ننظر للموضوع بطريقة أخرى يمكننا رؤية الأماكن التي كان يوفيتش يسدد فيها خلال موسم 2018\2019 بهذه الصورة التي نشرها موقع “understat” حيث يعبر اللون الأخضر عن التسديدات التي تحولت لأهداف وكبر حجم الدائرة يدل على الحصول على كرات أكثر بهذه المنطقة:

أما هذه الصورة فهي للموسمين الماضي والحالي بقميص الريال ونلاحظ بشكل واضح مدى تراجع الكرات التي كان اللاعب يحصل عليها بمنطقة الحارس:

رغم هذه الحركة المستمرة نجد أن معدل عمل يوفيتش مع الفريق انخفض لحد ملحوظ فبوجود ريبيتش وهالير معه في فرانكفورت كان الثلاثي يعمل بتناسق رهيب في حين لا يبدو التفاهم واضحاً لا مع بنزيمة ولا مع باقي عناصر الفريق في الريال وهو ما يمكن أن نستدل عليه بتراجع نسب التمرير للأمام، ففي فرانكفورت كانت حوالي 33% من تمريرات اللاعب للأمام وانخفضت هذه النسبة إلى 16% بموسمه الأول بالريال و9% بالموسم الثاني كما يمك اللاعب جودة مميزة بالتمريرات الطويلة حيث أكمل 28 تمريرة طويلة ناجحة بموسمه الأخير بفرانكفورت بنسبة 6% من مجمل تمريراته مقابل إكماله 4 تمريرات طوال الموسم الماضي مع الريال بنسبة 3%.

في البوندسليغا كان معدل الأهداف المتوقعة ليوفيتش “xg” هو 0,6 بالمباراة والملفت أن هذه القيمة انخفضت لصفر بالعديد من مباريات يوفيتش مع الريال منها لقاء بيتيس “المباراة قبل الأخيرة له كأساسي” حيث كان أيضاً معدل التمريرات الحاسمة المتوقع هو صفر وبالتأكيد وصول أي مهاجم لهذا الحد من الأرقام دليل على أن هناك غياب تام للثقة وللترابط مع الفريق.

نفهم من هذا الأمر نقطة أساسية هي أن وجود يوفيتش بعمق منطقة الخصم ومنحه الحرية يعطيه قدرة عالية على الإبداع لكن اللاعب لم يجد نفسه في أسلوب ريال مدريد ولم يتناغم مع زملائه كما كان في فرانكفورت ولم يمنحه المدرب فرصاً كافية كي يزيد من هذا الانسجام ويقدم أفضل ما لديه بالملعب.
يمكننا ربط هذا بسهولة بما ذكره برنامج “إل شيرينغيتو” الشهير في شهر ديسمبر الماضي حيث تحدث خوسيه لويس سانشيز عن بدء اللاعب مؤخراً تعلم اللغة الإسبانية وتحسين حضوره بالتمرين مما يعني أنه طوال الأشهر التي مضت لم يكُن تواصل اللاعب مع زملائه كافٍ لتحسين التفاهم ويبدو أن هذا أثر بشكل واضح عليه.
نحس القميص رقم 18

قد لا يؤمن الكثيرون بذلك لكن في ريال مدريد معظم الذين ارتدوا رقم 18 بالعصر الحديث رافقهم النحس بشكل رهيب وتعرضوا للكثير من الإصابات بعد أن كان حد التوقعات منهم كبيراً ونذكر أهمهم جوناتان وودغيت وأنطونيو كاسانو وماركوس لورنتي وجوليان فاوبيرت وخلال 18 شهراً بالقميص 18 تعرض يوفيتش لإصابات بالكاحل والورك وربلة الساق والقدم إضافة لتمزق بالأوتار عدا عن مواجهته لمشاكل بالجهاز الهضمي وإصابته بفيروس كورونا أي بالمختصر لا يعاني اللاعب من مشكلة مزمنة بعضلة أو منطقة معينة من جسده لكن يبدو أن نحس القميص لعب دوره فعلاً.
مازال ريال مدريد يؤمن بيوفيتش
رغم كل ما حدث يرغب ريال مدريد بامتلاك اللاعب في الموسم المقبل فرغم الأشهر الـ18 الماضية يخطط النادي لامتلاك الصربي بالموسم المقبل وهو دليل على ثقته بإمكانياته لكن الأمر قد يحتاج لستة أشهر من المشاركة بشكل مستمر أكثر بقميص فريق آخر كي تعود الحساسية ليوفيتش من جديد.