يعتبر الكثيرون أن بايرن ميونيخ يعيش فترة مثالية بسبب فوزه بالثلاثية وصعوده لصدارة البوندسليغا في ديسمبر الماضي بعد الفوز على ليفركوزن عدا عن أخبار التألق الدائم لليفاندوفسكي ومولر ونوير وكومان لكن ما يتابع مباريات الفريق بالبوندسليغا ويطالع تفاصيله سيفهم سريعاً وجود بعض المشاكل التي لا يبدو حلها سهلاً خاصة مع اعترف المدرب هانزي فليك بها مما يؤكد أن الوضعية لم تعُد مجرد لحظات غير جيدة للفريق بل باتت الحاجة واضحة لأخذ خطوات فعلية لإصلاح الموقف.
منذ لقاء كولن في نهاية أكتوبر الماضي وصولاً للقاء ماينتس مطلع العام الجديد لعب بايرن 8 مباريات بالدوري وفي جميع هذه اللقاءات كان حامل اللقب هو من يتلقى الهدف الأول بالمواجهة بإحصائية تبدو غريبة ومثيرة للتساؤلات وتأثير هذا الأمر تحدث عنه كيميش بعد لقاء ماينتس معتبراً أن الفريق يضطر دائماً لبذل جهد إضافي للعودة بنتيج اللقاء وهو ما يمثل أمراً غير جيد لمستقبل الفريق.
لا تبدو البداية البطيئة للمباريات أمراً جديداً بالنسبة لبايرن فحتى حين فاز بدوري الأبطال الموسم الماضي كان يتجاوز العديد من الوضعيات الصعبة فلنا أن نتذكر كيف كان برشلونة قريباً من التقدم حين تعادلت النتيجة 1-1 بمباراة 8-2 الشهيرة وكيف ضغط ليون بأول ربع ساعة من نصف النهائي وأضاع الفرص وحتى سان جيرمان قدم خطورة أكبر بالشوط الأول من النهائي لكن اللياقة الممتازة لبايرن والحلول الفردية الجيدة كانا السببين الرئيسيين بعودة بايرن في كل مرة والسيطرة على المباريات.
اعترف فليك بوجود مشكلة مؤخراً حين سؤل عمّا إذا كان يجب أن يصرخ على اللاعبين بغرف الملابس وقال حينها “بالتأكيد إن كان هذا الأمر مطلوباً لابد من الصراخ أحياناً لكن الصراخ ليس الأهم بل أن نقدم لهم شيئاً يساعدهم على اللعب بشكل أفضل”.
يعتبر الكثيرون أن بايرن ميونيخ يعيش فترة مثالية بسبب فوزه بالثلاثية وصعوده لصدارة البوندسليغا في ديسمبر الماضي بعد الفوز على ليفركوزن عدا عن أخبار التألق الدائم لليفاندوفسكي ومولر ونوير وكومان لكن ما يتابع مباريات الفريق بالبوندسليغا ويطالع تفاصيله سيفهم سريعاً وجود بعض المشاكل التي لا يبدو حلها سهلاً خاصة مع اعترف المدرب هانزي فليك بها مما يؤكد أن الوضعية لم تعُد مجرد لحظات غير جيدة للفريق بل باتت الحاجة واضحة لأخذ خطوات فعلية لإصلاح الموقف.
أزمة متكررة
منذ لقاء كولن في نهاية أكتوبر الماضي وصولاً للقاء ماينتس مطلع العام الجديد لعب بايرن 8 مباريات بالدوري وفي جميع هذه اللقاءات كان حامل اللقب هو من يتلقى الهدف الأول بالمواجهة بإحصائية تبدو غريبة ومثيرة للتساؤلات وتأثير هذا الأمر تحدث عنه كيميش بعد لقاء ماينتس معتبراً أن الفريق يضطر دائماً لبذل جهد إضافي للعودة بنتيج اللقاء وهو ما يمثل أمراً غير جيد لمستقبل الفريق.

لا تبدو البداية البطيئة للمباريات أمراً جديداً بالنسبة لبايرن فحتى حين فاز بدوري الأبطال الموسم الماضي كان يتجاوز العديد من الوضعيات الصعبة فلنا أن نتذكر كيف كان برشلونة قريباً من التقدم حين تعادلت النتيجة 1-1 بمباراة 8-2 الشهيرة وكيف ضغط ليون بأول ربع ساعة من نصف النهائي وأضاع الفرص وحتى سان جيرمان قدم خطورة أكبر بالشوط الأول من النهائي لكن اللياقة الممتازة لبايرن والحلول الفردية الجيدة كانا السببين الرئيسيين بعودة بايرن في كل مرة والسيطرة على المباريات.
اعترف فليك بوجود مشكلة مؤخراً حين سؤل عمّا إذا كان يجب أن يصرخ على اللاعبين بغرف الملابس وقال حينها “بالتأكيد إن كان هذا الأمر مطلوباً لابد من الصراخ أحياناً لكن الصراخ ليس الأهم بل أن نقدم لهم شيئاً يساعدهم على اللعب بشكل أفضل”.
بدت هذه الجملة بمثابة تلخيص لفكرة أن المدرب يرى خللاً بالأسلوب وهذا الخلل يحتاج لمزيد من التمرين والحلول، سابقاً بفترة توقف الكورونا صنع فليك مع طاقمه فريقاً بطلاً وخلق أسلوباً خاصاً للفريق من خلال التمارين البدنية القاسية التي اتبعها خلال الحجر المنزلي لذا كان هناك متسع من الوقت لتعليم اللاعبين لكن ازدحام المنافسات هذه الفترة قد يقف عائقاً بوجه فليك لتكرار تلك الخطوة.
مشاكل دفاعية قاتلة
مازال سيناريو الأخطاء الدفاعية مستمر ومازال بايرن يتلقى أهدافاً سهلة ومن وضعيات بسيطة وغريبة وغالباً يجد لاعبو الخصم فرصة للذهاب نحو العمق والهروب بين المدافعين والتسجيل وفي الغالب يكون السبب هو الفراغ الكبير الموجود بين الوسط والدفاع وبطء لاعبي الخط الخلفي باتخاذ القرارات الصحيحة ويمكننا تلخيص هاتين النقطتين بصورة واحدة من لقاء باير ليفركوزن حيث نرى المساحة الكبيرة التي تركها ثنائي المحور حينها توليسو وألابا والسهولة التي انطلق فيها ديابي بين قلبي الدفاع:

أمام بايرن خلق ماينتس 3 فرص محققة للتسجيل بفضل الهروب من عمق الدفاع خلال أول نصف ساعة من اللقاء سجل ميشيل بوركاردت من واحدة منها وتصدى نوير لكرتين وحتى بالشوط الثاني كان ماينتس قريباً من التسجيل بلقطات عديدة ردت العارضة واحدة منها لتحرم الضيف من استعادة التقدم حين كانت النتيجة تشير للتعادل 2-2.

يواجه بايرن مشاكل واضحة بالمباريات التي يلعب فيها بواتينغ وألابا سوياً بعمق الدفاع فرغم تنوع مزايا هذا الثنائي بين ثقل بواتينغ وسرعة ألابا إلا أن الانسجام بينهما يبدو معدوماً وقد لا يتفق الاثنين إلا بنقطة واحدة وهي أنهما باتا قريبين من الرحيل عن بايرن مع نهاية الموسم حين ينتهي عقد كل منهما.
نقطة العقد قد تدفع البعض للتساؤل حول ما إذا كان فليك قد اختار الاعتماد على اللاعبين لمساعدتهم على تغيير مستقبلهم ففي الوقت الذي تبدو فيه إدارة بايرن غير مهتمة بتجديد عقد بواتينغ وبعد أن سحبت العرض الموجه لألابا يبدو أن المدرب يحاول تقريب وجهات النظر بمساعدة اللاعبين على المشاركة أكثر وإظهار مستوى جيد لكن هذا لا يتحقق حتى الآن بل على العكس زادت القناعة بضرورة خروج الثنائي والبحث عن ضم قلب دفاع قوي يفيد الفريق مثل دايوت أوباميكانو.
مشكلة أخرى مهمة يعاني منها بايرن تتمثل بمركز الظهير الأيمن فخلال أول 14 جولة فقط تناوب 5 لاعبين على شغل هذا المركز وبات بافارد ضحية هجوم الصحف وبمقدتهم “كيكر” التي تحدثت بعد مباراة ماينتس عن عدم إكمال الفرنسي لأي مراوغة بنجاح منذ بداية الموسم وانخفاض دقة عرضياته من 28,8% بالموسم الماضي إلى 11,5% بالموسم الحالي وهو مؤشر واضح لتراجع كبير بالدور الهجومي.
كل الحلول الأخرى التي طرحها فليك لحل المشكلة لم تجد نجاحاً كبيراً باستثناء استخدام كيميش في هذا المركز بالشوط الثاني أمام ماينتس والنتيجة كانت تسجيله أول أهداف الفريق والقيام بثلاث مراوغات ناجحة لكن المشكلة تكمن بأن التفريط بكيميش في الوسط أمر غير ممكن حالياً.

البديل الذي جلبه بايرن لهذا المركز عبر سوق الانتقالات هو لاعب مارسيليا السابق بونا سار الذي اعتمد عليك فليك 3 مرات في أول 14 جولة لكن بعض أرقام اللاعب بدت سيئة للغاية حيث يخسر الكرة وسطياً 14 مرة في المباراة الواحدة ويرتكب أخطاء بمعدل 2,3 بكل مباراة وهي أشياء تُقلق المدرب من الناحية الدفاعية.
أزمة صفقات ومقاعد بدلاء
ما قلناه عن سار يمكن أن نعكسه بسهولة على مارك روكا ودوغلاس كوستا فكل اللاعبين الثلاثة لم يقدموا المأمول منهم حتى الآن واكتفى روكا بلعب مباراتين بديلاً في أول 14 جولة رغم غياب كيميش وغوريتسكا عن الفريق بمراحل عديدة أما دوغلاس كوستا فمن خلال المشاركة في 215 دقيقة سجل هدفاً وصنع هدفاً وقدم أرقام متواضعة بمعدل التمرير “77,5%” عدا عن ضعف معدله بالتسديد “0,4 بالمباراة” وصناعة الفرص “0,8 بالمباراة” مقارنة بما كان اللاعب يسجله سابقاً أما تشوبو موتينغ فلم يحصل على فرص كثيرة حيث لعب فقط 120 دقيقة حتى الآن لكن هناك اقتناع أن دوره هو شبه هامشي كونه بديل لليفاندوفسكي.
مؤخراً اعتبر لوتار ماتيوس أن دكة بايرن أقل قوة من دكتي لايبزيغ ودورتموند مشيراً لضعف التعزيزات التي قام بها النادي في الصيف الماضي ورغم ذلك تشير كل الأنباء لعدم رغبة بايرن بالدخول في سوق الانتقالات الشتوية.
البحث عن حلول بديلة
في ظل هذه الأزمات اضطُر فليك للبحث عن بعض الحلول ليتبع تكتيكاً خاصاً بلقاء فولفسبورغ في ديسمبر الماضي حين أشرك زوله بمركز الظهير الأيمن وحول مولر للاعب “بوكس تو بوكس” بخطة بدت فوضوية لحد كبير وكان تبديل المراكز فيها مستمراً بين مولر وغنابري وكومان وساني لكن كان هذا الشكل الذي بدأ فيه الفريق اللقاء.

حيث شاهدنا الكثير من اللاعبين يقومون بأدوار مفاجئة والخريطة الحرارية لتحركات كومان كافية لوحدها لشرح ذلك فبشكل غريب نرى كيف أن الفرنسي تواجد بكل أطراف الملعب لكن المكان الأكثر تركيزاً لتحركاته كان بالثلث الأول من الملعب “الخريطة بحسب موقع whoscored”:

إذا استعرضنا صور الخرائط الحرارية لتحركات اللاعبين سيصعب علينا فهم مركز كل منهم وسنجد تداخلاً رهيباً لكن رغم كل هذه الفوضى فاز بايرن بالنهاية والملفت بهذا الفوز أن فولفسبورغ كان الأكثر تسديداً “17 إلى 11” لكن من حيث الأهداف المتوقعة “XG” كان بايرن هو الأفضل “2 إلى 1” وعن النظام الذي طبقه قال فليك “فكرت باللعب بثلاثي بالخلف مع تحويل هيرنانديز للعب على الجهة اليسرى بالوسط ومولر للمركز رقم 6 أحياناً علينا خلق نظام مرن وتجريب أشياء جديدة”.

ضد ليفركوزن غيّر فليك كثيراً من النظام الذي اتبعه حيث نقل ألابا للوسط ليلعب بجانب توليسو ويعوض غياب كيميش وغوريتسكا حينها لكن بالواقع لم ينجح أي من الاثنين بتقديم الأداء المنتظر حيث تمت مراوغة توليسو مرتين ونجح بقطع كرة واحدة فقط ولم يقدم أي مساهمة هجومية وهي إحصائية مشابهة لما سجله ألابا “تمت مراوغته مرتين وقطع كرة واحدة وبلغت دقة تمريراته 73,5% فقط” وكل هذا يقودنا لنتيجة إضافية هي أن بايرن يخسر الكثير من نظام لعبه بغياب كيميش وتعزز هذا حين غاب غوريتسكا حيث بات الفارق كبيراً بين الأساسيين والبدلاء.

يحتاج بايرن لتفادي سلسلة من المشاكل الأساسية إذا ما أراد تكرار الثلاثية أهمها إيجاد بديل فعلي لكيميش بالوسط كي يعوض غيابه فبظل رحيل تياغو اتفقد الفريق بشكل واضح للمسة السيطرة وبناء اللعب بالوسط مع غياب كيميش كما يحتاج البافاري لتحسين أسلوب الفريق بالدقائق الأولى وتقليل الاندفاع بصورة توقف تلقي الأهداف المبكرة.
ربما التفكير بخيارات جديدة من اللاعبين قد يبدو صعباً بالوقت الحالي لكن لوكاس هيرنانديز مازال متاحاً للعب كقلب دفاع ويملك اللاعب قدرة أفضل على التحكم بأقدامه من ألابا وبواتينغ علماً أنه لعب 3 مرات بهذا المركز في أول 17 مشاركة له هذا الموسم مقابل 14 مباراة بمركز الظهير الأيسر عدا عن انتظار الوافد الجديد تانغي نيانزو الذي عانى من سلسلة إصابات علماً أن أرقامه بسان جيرمان في الموسم الماضي كانت جيدة للغاية خاصة مع إجادته التمرير وبناء اللعب من الخلف.