لأن البدايات دائمًا صعبة فإن كرة القدم لم يختلف حالها عن حال كل البدايات.. لعبة لم يكن ليدر بخلد مخترعيها أن تشغل هذا الحيز الهائل من الاهتمام بين شعوب الأرض، وأن تصبح صناعة ضخمة رائجة يستفيد منها الملايين ويهتم بها المليارات.
كرة القدم كأي لعبة في الدنيا تتمحور حول هدف معين، هذا الهدف هو الذي يبلور الفائز من الخاسر. في المصارعة سيفوز من يثبّت أكتاف الآخر وهذا هو الهدف، في الرماية يفوز من يقتنص كل الأهداف ببندقيته بأقل قدر من الخطأ، في الكرة الطائرة يفوز من يجعل الكرة تلمس أرض منافسه، وفي كرة القدم الهدف واضح، ضع الكرة في هذا الصندوق المغلّف بالشباك من كل النواحي إلا ناحية واحدة وبعدد أكبر من منافسك وسيعلن هذا الرجل الذي يحمل صافرة أنك من فزت.. نعم نحن نتحدث عن “المرمى”.
لكن الحقيقة أنه عندما بدأت كرة القدم تعرف الطريق إلى قوانين حقيقية في عام 1848 مع “قوانين كامبريدج” -وهي أول قوانين يمكن وصفها بالقوانين المتماسكة للعبة- لم يكن هذا الصندوق الملقب بالمرمى سوى عصوان من الخشب دون شبكة لكن في تلك القوانين وُصف الهدف باجتياز الكرة لما بين العصوين و”تحت الخيط”.
وقوانين كامبريدج كانت عملًا يستحق التقدير، فبحسب موقع المجلس الدولي لكرة القدم تمت كتابتها من مجموعة من طلبة جامعة كامبريدج الذين قرروا أنه قد حان الوقت لوضع قواعد مكتوبة للعبة كرة القدم بدلًا من ذلك التشتت والاختلاف في طريقة لعبها بين مناطق إنجلترا، حتى أن بعضهم كان يلعب كرة القدم بواسطة اليد كذلك مع القدم.
لأن البدايات دائمًا صعبة فإن كرة القدم لم يختلف حالها عن حال كل البدايات.. لعبة لم يكن ليدر بخلد مخترعيها أن تشغل هذا الحيز الهائل من الاهتمام بين شعوب الأرض، وأن تصبح صناعة ضخمة رائجة يستفيد منها الملايين ويهتم بها المليارات.
كرة القدم كأي لعبة في الدنيا تتمحور حول هدف معين، هذا الهدف هو الذي يبلور الفائز من الخاسر. في المصارعة سيفوز من يثبّت أكتاف الآخر وهذا هو الهدف، في الرماية يفوز من يقتنص كل الأهداف ببندقيته بأقل قدر من الخطأ، في الكرة الطائرة يفوز من يجعل الكرة تلمس أرض منافسه، وفي كرة القدم الهدف واضح، ضع الكرة في هذا الصندوق المغلّف بالشباك من كل النواحي إلا ناحية واحدة وبعدد أكبر من منافسك وسيعلن هذا الرجل الذي يحمل صافرة أنك من فزت.. نعم نحن نتحدث عن “المرمى”.
لكن الحقيقة أنه عندما بدأت كرة القدم تعرف الطريق إلى قوانين حقيقية في عام 1848 مع “قوانين كامبريدج” -وهي أول قوانين يمكن وصفها بالقوانين المتماسكة للعبة- لم يكن هذا الصندوق الملقب بالمرمى سوى عصوان من الخشب دون شبكة لكن في تلك القوانين وُصف الهدف باجتياز الكرة لما بين العصوين و”تحت الخيط”.

وقوانين كامبريدج كانت عملًا يستحق التقدير، فبحسب موقع المجلس الدولي لكرة القدم تمت كتابتها من مجموعة من طلبة جامعة كامبريدج الذين قرروا أنه قد حان الوقت لوضع قواعد مكتوبة للعبة كرة القدم بدلًا من ذلك التشتت والاختلاف في طريقة لعبها بين مناطق إنجلترا، حتى أن بعضهم كان يلعب كرة القدم بواسطة اليد كذلك مع القدم.
على كل حال، لا تحتاج للكثير من العبقرية لتعرف أن هذا الخيط هو الخط الواصل لما بين العصوين وهو ما كان ينوب عن العارضة التي لم يكن العالم الكروي قد عرفها بعد.
قوانين كامبريدج كانت البلورة الأساسية لتحويل اللعبة إلى قوانين رسمية عن طريق الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في عام 1863 لكن الغريب أن قوانين 1863 لم تنص صراحة على أن يكون هناك خيطًا أو حبلًا يربط بين العصوين ويمثّل العارضة ما أحدث فوضى كبيرة، فبعض المناطق لعبت بذلك الخيط الذي يوضّح بشكل جذري أين سيتم احتساب الهدف، ومناطق أخرى لعبت دون خيطًا فكان الأمر أشبه بما تفعله في كرة القدم بالشارع من أن احتساب الهدف عندما تسدد الكرة عاليًا لكن بين العصوين هو أمر يخضع للآراء الشخصية حتى وصل الأمر إلى أن بعض المناطق كانت قرر احتساب الهدف بمجرد تجاوز لما بين العصوين حتى وإن سُددت الكرة بارتفاع برج إيفل.
ألا يذكّرك هذا بشيء؟ في كرة الرجبي مايزالون يحتسبون نقطة إضافية إن سدد أحد اللاعبين بين الخشبتين العاليتين في الكرة الثابتة التي تُتاح له بعد أن يسجل هجمته، وفي الواقع فإن كرة القدم والرجبي تشابها في أشياء كثيرة أهمها كما ذكرنا تلك اللحظة التي كانت بعض المناطق تلعب كرة القدم باليد كذلك.
لم ينتظر الاتحاد الإنجليزي كثيرًا ليدرك فداحة ترك الحبل على الغارب ليقرر بعد 3 سنوات (نعم 3 سنوات ليست بالفترة الكبيرة على التعديلات في كرة القدم) أن يدرج أمر الشريط المشدود بين العارضتين في قواعده لعام 1866، ودون سبب واضح انتظرنا 6 أعوام أخرى لتتم الاستعانة بذلك الشريط في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي 1872.. أعتقد أنك الآن صرت تدرك أن السنوات الثلاثة لم تكن فترة طويلة!
لم تظهر تلك الخشبة الثالثة إلا مع إدراج الاتحاد الإنجليزي لها في قواعده كأمر إجباري على الأندية في عام 1882 لكن الأمر لم يكن بتلك السهولة في تلك الأوقات بسبب المصاعب الهندسية والصناعية، فعلى سبيل المثال تم استبعاد نادي كينسنجتون سويفتس اللندني من كأس الاتحاد الإنجليزي بعد أن كانت عارضة المرمى ذات ارتفاع أقل من عارضة المرمى الآخر.
أنت تدرك الآن أن مسألة وجود شبكة هو أمر بديهي، لكن الحقيقة أن كل هذا نتيجة التفكير الجمعي والخبرة الإنسانية، فأغلب الأشياء تظهر أهميتها بالتجربة والحاجة أم الاختراع، وعندما ظهرت الحاجة ظهر اختراع الشباك.
تقول كتب التاريخ إن تلك الحاجة ظهرت في مباريات كثيرة لكن كان أبرزها مباراتين بين آيرلندا وإنجلترا. في المباراة الأولى احتج لاعبو آيرلندا بفتور على كون كرة إنجليزية سُددت فوق العارضة وليس تحتها، وسر الفتور كانت في كونه الهدف التاسع لإنجلترا في لقاء انتهى فوز الإنجليز 9-1، لكن في مباراة ثانية بين الطرفين كان الدور على الإنجليز للاحتجاج على أن أحد هدفي آيرلندا في مباراة انتهت 2-2 لم يكن يجدر احتسابه بسبب مرور الكرة من الجانب الآخر للقائم.

من هنا ظهر اختراع مهندس ليفربولي اسمه جون برودي الذي قدم اقتراحه عمليًا في احدى المباريات بمدينة نوتنجهام عام 1891 ليقرر الاتحاد الإنجليزي تطبيق الأمر في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي 1892 وإدراجه في قواعد اللعبة.
إذًا أصبح لدينا صندوقًا من 3 عوارض مربوط بها شباك.. يبدو هذا مماثلًا لشكل المرمى الذي نراه حاليًا؟ مممم، ليس بعد، ففي 1987 قرر الفيفا الإلغاء التام للعوارض المربعة وتعميم العوارض الاسطوانية باستدارة كاملة.
ويرى البعض أن واقعة حدثت في عام 1976 هي ما جعلت الفيفا يفكر في الأمر بعدما اشتكى نادي سانت ايتيان من ارتداد تسديدتين للفريق بشكل كان ليسمح بدخول الكرة للمرمى لو كانت العوارض اسطوانية وذلك في مباراة النادي الفرنسي ضد بايرن ميونخ في نهائي كأس أوروبا للأندية بملعب هامدن بارك الاسكتلندي والتي خسرها الفرنسيون بهدف نظيف.
وعلى سيرة كأس أوروبا للأندية والتي ورثها دوري أبطال أوروبا، فإن لـ “المرمى” قصة شهيرة في عام 1998 عندما كاد ريال مدريد أن يخسر تتويجه بلقب البطولة للمرة الأولى بعد 32 عامًا من الغياب بعدما انهار احدى المرميين في ملعب سانتياجو بيرنابيو قبل لقاء ريال مدريد وبروسيا دورتموند في نصف نهائي البطولة إثر تسلّق جماهير الفريق للسياج المربوطة بها شباك المرمى ما وضع ريال مدريد في مأزق إمكانية خسارته للمباراة بثلاثة أهداف نظيفة. على غرار ما حدث لكينسنجتون سويفتس قبل أكثر من قرن من الزمان.
ومع فشل المحاولات لإصلاح المرمى وعدم وجود مرمى بديل (من كان ليخطر بباله وضع مرمى بديل!؟) خطرت فكرة لنائب مدير استاد سانتياجو بيرنابيو أجوستين هيريرين بجلب مرمى من المدينة الرياضية الخاصة بريال مدريد والتي كانت آنذاك تقع على بعد 2 كيلو متر فقط من ملعب سانتياجو بيرنابيو على عكس المدينة الرياضية الحالية للميرينجي والتي توجد خارج المحيط الرئيسي للعاصمة.
وبمغامرة جريئة بعد اكتشاف إغلاق المدينة إثر اختفاء العمال لمشاهدة مباراة دورتموند، اقتحم هيريرين البوابات رفقة مدير المدينة الرياضية ميجيل أنخيل جونزاليز، وبسبب صغر حجم سيارة النقل التي جلبوها، تمكنوا من إيجاد سائق شاحنة يأكل في مطعم قريب وافق على الفور على المجيء معهم وحمل المرمى ليتم نقله إلى ملعب سانتياجو بيرنابيو ليتم استقبال هذا المرمى استقبال الفاتحين!
في زماننا الحالي يمكن الاستغناء عن الشباك في الملاعب المترفة حيث تكنولوجيا خط المرمى التي تعرف منها ما إذا تجاوزت الكرة خط المرمى أم لا وسكنته أم لا، لكن لا نظن أن الشباك ستختفي أبدًا، فلا يوجد شعور كشعور احتضان كرة مسددة من فريقك لشباك المنافس ولن يطيق الإنجليز ألا يسمعوا معلقيهم وهم يتخلون عن جملة to the back of the net أو في نهاية الشبكة.