“نحن نواجه رزنامة مزدحمة تؤذي الجماهير، وتؤثر على صحة اللاعبين الذين يعانون من الكثير من الإصابات” .. تلك الكلمات صدرت من أحد الأشخاص مؤخرًا ومن الوهلة الأولى ستتخيل أنها لأحد الأشخاص المطالبين بتقليل عدد المباريات وعدم تحويل اللاعبين لآلات يتم حلبها حلبًا بكثرة المباريات، لكن يؤسفني أن أخبرك أن تلك ليست الحقيقة .. هذا كلام رئيس نادي ريال مدريد فلورنتينو بيريز وهو يحاول تسويق فكرة الدوري الأوروبي السوبر!
بطولة إضافية = مباريات أكثر.. كيف كان يفكر فلورنتينو بيريز في أن مثل هذا الاقتراح من شأنه أن يقلل من الرزنامة المزدحمة؟ في الواقع يقول المسؤولون أحيانًا أشياء هم يعرفون تمام المعرفة أنه لا يوجد أي أساس لها من الصحة لكن لضرورات الحديث ولطبيعة الأمور يقولونها لأنه لا يمكن أن يقولوا غيرها .. هل كنت تظن كالغر الساذج أنه سيقول ما يُفترض قوله حتى لو كان ضد مصلحة ناديه؟
أقصى ما يمكن أن تسمعه من مسؤول كفلورنتينو بيريز هو ما قاله في نفس السياق من أن الأندية تسعى دائمًا لجني الأموال بعد أن أثبتت جائحة فيروس كورونا أن كل الأندية “هشة” أمام الأزمات الاقتصادية.
ريال مدريد كان متضررًا بشدة في الجائحة الأخيرة واضطر لاتخاد قرارات عصيبة على الجماهير أهمها عدم ضم أي لاعب في الصيف الماضي لكن يبدو وأن الأمر كان ضروريًا بعد أن أعلن فلورنتينو بيريز عن خروج النادي بأرباح قدرها 320 ألف يورو فقط من العام الحالي وذلك رغم كل سياسة “شد الحزام” التي قام بها النادي الملكي.
“نحن نواجه رزنامة مزدحمة تؤذي الجماهير، وتؤثر على صحة اللاعبين الذين يعانون من الكثير من الإصابات” .. تلك الكلمات صدرت من أحد الأشخاص مؤخرًا ومن الوهلة الأولى ستتخيل أنها لأحد الأشخاص المطالبين بتقليل عدد المباريات وعدم تحويل اللاعبين لآلات يتم حلبها حلبًا بكثرة المباريات، لكن يؤسفني أن أخبرك أن تلك ليست الحقيقة .. هذا كلام رئيس نادي ريال مدريد فلورنتينو بيريز وهو يحاول تسويق فكرة الدوري الأوروبي السوبر!
بطولة إضافية = مباريات أكثر.. كيف كان يفكر فلورنتينو بيريز في أن مثل هذا الاقتراح من شأنه أن يقلل من الرزنامة المزدحمة؟ في الواقع يقول المسؤولون أحيانًا أشياء هم يعرفون تمام المعرفة أنه لا يوجد أي أساس لها من الصحة لكن لضرورات الحديث ولطبيعة الأمور يقولونها لأنه لا يمكن أن يقولوا غيرها .. هل كنت تظن كالغر الساذج أنه سيقول ما يُفترض قوله حتى لو كان ضد مصلحة ناديه؟
أقصى ما يمكن أن تسمعه من مسؤول كفلورنتينو بيريز هو ما قاله في نفس السياق من أن الأندية تسعى دائمًا لجني الأموال بعد أن أثبتت جائحة فيروس كورونا أن كل الأندية “هشة” أمام الأزمات الاقتصادية.
ريال مدريد كان متضررًا بشدة في الجائحة الأخيرة واضطر لاتخاد قرارات عصيبة على الجماهير أهمها عدم ضم أي لاعب في الصيف الماضي لكن يبدو وأن الأمر كان ضروريًا بعد أن أعلن فلورنتينو بيريز عن خروج النادي بأرباح قدرها 320 ألف يورو فقط من العام الحالي وذلك رغم كل سياسة “شد الحزام” التي قام بها النادي الملكي.
في نفس البلد وقبل شهرين تقريبًا كانت كلمات جوسيب بارتوميو الأخيرة في خطاب استقالته تحمل خبر توقيعه على فكرة الانضمام لمسابقة اسمها دوري السوبر الأوروبي.

ودوري السوبر الأوروبي هي فكرة حالمة تحلم بها أندية الصفوة في القارة الأوروبية التي لا ترغب في أن تكون مواجهاتها معًا بمحض الصدفة أو بعدد قليل من المباريات في دوري الأبطال، ولضمان ذلك حملت الفكرة مشروع إقامة دوري من دورين بين 16 أو 18 ناديًا على أن يتأهل 4 أو 8 من تلك الفرق إلى إقصائيات تفضي في النهاية إلى بطل للمسابقة التي لن يكون فيها هابطون، بل عدد ثابت من الأندية الكبيرة يدور في فلك الـ12 ناديًا وتوجّه الدعوة لعدد آخر من الأندية لإكمال المسابقة.

وبحسب أحد التقارير فإن بنك جي بي مورجان الأمريكي العملاق على استعداد لتمويل المسابقة بمبلغ يصل إلى 5-6 مليار دولار.

إلى هنا وقد تبدو الأمور عادية بالنسبة لك خاصة وإن كانت حماستك قد صعدت وبدأ الأدرينالين يدب في عروقك لو كنت تشجع أحد تلك الأندية التي تتوقع تواجدها وأنت تحلم بعدد المباريات الرسمية القوية التي سيقارع فيها ناديك الآخرين وتحلم بأن يلقنهم درسًا لن ينسوه .. لكن مهلًا، دعني أقطع حلمك مؤقتًا.

دوري بـ16 أو 18 ناديًا يلعبون مباريات ذهاب وعودة يعني عددًا هائلًا من المباريات الإضافية، والنتيجة المتوقعة هي استغناء تلك الأندية الكبرى عن دوري أبطال أوروبا وهو أمر لا يعجب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي يعارض المسابقة أشد المعارضة .. لمَ لا ودوري الأبطال هو أكبر مسابقة تدر دخلًا على اليويفا وعدم وجود تلك الأندية يعني نسف المسابقة نسفًا.
هذه ليست المرة الأولى على أية حال التي تُطرح فيها الفكرة، فهي قديمة متجددة آخرها عندما كان هناك ما يعرف برابطة الأندية الكبرى G14 وهي الرابطة التي ضغطت في فترة من الفترات لتكوين مسابقة شبيهة لكن اليويفا نجح في استيعاب تلك الضغوط بأن قام بزيادة عوائد الأندية من دوري الأبطال وفي المقابل نجح في حل تلك الرابطة.
لكن الأندية الكبرى مستمرة في استمالة عدد أكبر من النجوم وعرض رواتب أكبر للتعاقد معهم مما يثقل ميزانيتها ويجعل أي زيادة في العوائد تذهب إلى جيوب اللاعبين ووكلائهم أكثر من أي شيء آخر، لذلك عاد الضغط من جديد في عام 2018 ليقوم اليويفا بحركة جديدة بتجنيب الفريق الرابع في الدوريات الثلاثة الكبرى لخوض مواجهات الدوري التمهيدي لدوري الأبطال وضمان تواجده مباشرة في دور المجموعات.
على الجانب الآخر فإن تلك الأندية لا تريد فقط الاكتفاء بإقامة مسابقة بين فطاحل اللعبة لكن المشكلة الأخرى والكبرى هي أنها تريد أن تُلعب في الأوقات المميزة! نعم مثلما قرأت، فإن كل التقارير تتحدث عن أن الأندية الكبرى ترغب في أن يُفسح مجالًا في نهاية الأسبوع لخوض تلك المباريات في المسابقة التي ستعتبرها أولوية قصوى لها على أن يصير الدوري المحلي مسابقة ثانوية كمسابقة الكأس المحلية أو غيرها وبالتالي فإنه من المنطقي من وجهة نظرها أن يتم ترحيل الدوري المحلي إلى وقتٍ آخر .. ربما يحاولون اختراع يومين آخرين في الأسبوع كنهاية أخرى له!
بالتالي كان طبيعيًا جدًا أن يخرج رئيس الرابطة الإسبانية خافيير تيباس ليعارض الفكرة بشدة ويؤكد أن مثل هذه الأفكار لا يتم طرحها إلا وأنت جالس في حانة في الخامسة صباحًا!
كثيرون يرون أن الأندية الكبرى تريد استغلال تلك الفترة من الزمن التي تتواجد فيها على قمة العالم الكروي، وهو ما يراه البعض عادلًا فكثير من تلك الأندية تواجدت بقوة طوال فترات التاريخ بينما يرى البعض الآخر أنه من الأنانية أن تستغل فترة مزدهرة كرويًا بالنسبة لك أو كما يقول أحدهم لماذا في تلك اللحظة تحديدًا يتحدد مصير الجميع إلى الأبد؟
من سخرية القدر أن أول من طرح أي فكرة عن تخصيص أي امتيازات للأندية الكبرى كان سيلفيو بيرلسكوني في ثمانينيات القرن الماضي .. ربما تلك الأفكار هي ما أعادت تشكيل دوري الأبطال للشكل الذي بدأ في عام 1992 لكن لو طُبّق ما بالمقولة في الفقرة الماضية فإن ميلان نفسه قد يدفع الثمن بعدم التواجد في دوري سوبر كهذا لأنه ليس في قمة ازدهاره حاليًا حتى لو كان قد بدأ في استعادة عافيته في الآونة الأخيرة.
لكن الحقيقة أن تلك المقولة قيلت في مشروع مشابه وهو “الصورة الكبيرة big picture” وهي فكرة يتزعمها ليفربول ومانشستر يونايتد يسعون فيها إلى تقرير مصير الكثير من الأشياء في البريميرليج أهمها أن يكون القرار بيد الأندية الستة الكبيرة في البريميرليج.
المشروع يهدف بصورة رئيسية إلى زيادة عوائد تلك الأندية الكبيرة -وهو ما يلقى معارضة كبرى من البقية- لكن الرئيس التنفيذي لمانشستر يونايتد إد وودوارد -ودون تسمية لاسم المشروع- ربما يركز في الفترة القادمة عليه بعد أن صرح مؤخرًا أن ناديه لا يسعى إلى لعب دور في فكرة الدوري الأوروبي السوبر وأنه أي فكرة شبيهة لابد وأن تكون مكمّلة للدوريات المحلية لكنه أكد أن هدف ناديه هو تقوية المسابقات القائمة حاليًا.
والجملة الأخيرة تحديدًا ربما هي ما تحمل التوجه الذي يرجح بعض الخبراء أن يصل الجميع إلى نتيجته على الأقل في الوقت الحالي وهو “تقوية المسابقات” والتي تعني من وجهة نظر الأندية الكبرى بالطبع أن تزيد عوائد البطولة واختصاصهم بحصة أكبر كما حدث في مرات سابقة بأكثر من طريقة عن طريق تخصيص جزء من العوائد تبعًا للتصنيف وتبعًا للنتائج التراكمية في المواسم وكم المبالغ التي تدرها بعض الدول تحديدًا (نفس دول الأندية الكبرى) على عوائد البث.
لا يبدو أندريا أنييلي هو الآخر متحمسًا للفكرة على الأقل في العلن، والحديث عن أندريا أنييلي لا يعني حديثنا فقط عن رئيس يوفنتوس بل عن رئيس رابطة الأندية الأوروبية وهي رابطة أُنشأت بعد حل الـ G14 وضم كل الأندية هذه المرة وليست فقط الأندية التي ترى نفسها فوق الجميع، أي أن أنييلي هنا ربما لم يكن يتحدث باسم اليوفي فقط، لكن على أية حال فإنه لا يمكن أن تثق بأي تصريحات رسمية فقط ما لم تعرف ما يدور في الخفاء، فأحد المتحمسين للفكرة ولو بصورة غير علنية كارل هاينز رومينيجه رئيس بايرن ميونخ كان يحتل مكان أنييلي في وقتٍ سابق.
هل تريدون رأيي؟ بعيدًا عن أن تلك المسابقة من شأنها أن تدمر البقية الباقية لكرة القدم وفلسفة صراع الضعفاء وقتالهم ضد الكبار وتحقيق المفاجآت وهي أشياء قد لا تراها باستمرار سوى في الدوريات المحلية وكذلك أشياء قد لا يفهمها مشجعو الأندية القوية.. بعيدًا عن كل هذا، فإن مسألة خوض الأندية الكبيرة لطن من المواجهات الكبيرة جماهيريًا مع أندية كبرى أخرى قد يكون له لذة في بدايته لكن سرعان ما سيفقد الأمر متعته ويتحول لأمر روتيني جدًا.. قيمة الأشياء كثيرًا ما تكون في ندرتها، أو ربما أكون مخطئًا.. لن نعرف على أية حال قريبًا فكل ما يُطرح هو مجرد أفكار أو اتفاقيات خفية لكن أغلب التقارير توضّح أنه لن يحدث شيئًا حتى تنتهي الفترة التعاقدية لدوري الأبطال في عام 2024.