بعد أكثر من 12 عاماً في بايرن ميونيخ يبدو أن رحلة النمساوي ديفيد ألابا داخل صفوف بطل ألمانيا قد اقتربت من النهاية حيث باتت التوقعات تكثر حول إمكانية رحيله مع نهاية عقده صيف 2021 تاركاً خلفه الكثير من التساؤلات حول سبب الفشل المستمر للمفاوضات لكن ما يهمنا اليوم هو الجانب الفني ودراسة ما يقدمه هذا اللاعب لبايرن وما الذي سيخسره الفريق برحيله والبحث عن الوجهة المنطقية الأفضل للاعب بين الخيارات المتاحة.
يعرف الجميع أن ألابا جرب اللعب بمراكز كثيرة بمسيرته فمنذ صغره كان يلعب كجناح وظهير أيسر ولاعب ارتكاز ومع قدوم بيب غوارديولا تعززت فكرة تواجده بقلب الدفاع ففي موسم 2014\2015 لعب ألابا 12 مباراة بخط الوسط و11 كقلب دفاع وفقط 6 مباريات بمركز الظهير الأيسر وبالموسم التالي لعب ألابا 28 مباراة كقلب دفاع و18 كظهير ولم يلعب بالوسط ورغم التزام ألابا أكثر بمركز الظهير الأيسر بعد رحيل بيب إلا أن فليك وجد بالنمساوي الخيار المناسب للعب بعمق الدفاع بعد تعرض نيكلاس زوله لإصابة بالرباط الصليبي واستمرار غياب لوكاس هيرنانديز ليلعب ألابا 34 مباراة الموسم الماضي بمركز قلب الدفاع مقابل 8 مباريات فقط بمركز الظهير وكقلب دفاع حصل ألابا على إشادات كثيرة خاصة بعد فوز بايرن بدوري الأبطال رغم غياباته الدفاعية.
قد يتفق الكثيرون أن ألابا لا يجيد الكثير من مهام قلب الدفاع الأساسية فهو لا يملك الطول الكافي “1,8 متر” لمنع الكرات الهوائية لذا لم يتجاوز معدل فوزه بالكرات الثنائية بالموسم الماضي حد 0,8 بالمباراة “نسبة 42% من إجمالي الكرات” وبالتأكيد لا تمثل هذه النسب أرقاماً جيدة بالنسبة للمدافع عدا عن سعيه الدائم لمواجهة اللاعب وقطع الكرة دون انتظار والسعي لإغلاق الحلول أمام الخصم حين يملك الكرة ولو أن قدرات ألابا العالية بمواجهات واحد على واحد تجعل من هذا الخيار جيد بأوقات عديدة لكنها تتحول لمشكلة كبيرة حين يكون اللاعب مهارياً.
اعتمد بايرن مع فليك على الدفاع المتقدم وبظل نقص سرعة بواتينغ وزوله كانت مهمة ألابا مع الظهير ألفونسو ديفيز هي السعي لمنع المرتدات حيث استغل المدرب جيداً سرعة ألابا وتحوله للتغطية العكسية بشكل سريع وهو ما أنقذ بايرن من عدة كرات بلقاء ليون حين تسببت سرعة ألابا بإيقاف مرتدات خطيرة.
بعد أكثر من 12 عاماً في بايرن ميونيخ يبدو أن رحلة النمساوي ديفيد ألابا داخل صفوف بطل ألمانيا قد اقتربت من النهاية حيث باتت التوقعات تكثر حول إمكانية رحيله مع نهاية عقده صيف 2021 تاركاً خلفه الكثير من التساؤلات حول سبب الفشل المستمر للمفاوضات لكن ما يهمنا اليوم هو الجانب الفني ودراسة ما يقدمه هذا اللاعب لبايرن وما الذي سيخسره الفريق برحيله والبحث عن الوجهة المنطقية الأفضل للاعب بين الخيارات المتاحة.

جوكر كل المراكز
يعرف الجميع أن ألابا جرب اللعب بمراكز كثيرة بمسيرته فمنذ صغره كان يلعب كجناح وظهير أيسر ولاعب ارتكاز ومع قدوم بيب غوارديولا تعززت فكرة تواجده بقلب الدفاع ففي موسم 2014\2015 لعب ألابا 12 مباراة بخط الوسط و11 كقلب دفاع وفقط 6 مباريات بمركز الظهير الأيسر وبالموسم التالي لعب ألابا 28 مباراة كقلب دفاع و18 كظهير ولم يلعب بالوسط ورغم التزام ألابا أكثر بمركز الظهير الأيسر بعد رحيل بيب إلا أن فليك وجد بالنمساوي الخيار المناسب للعب بعمق الدفاع بعد تعرض نيكلاس زوله لإصابة بالرباط الصليبي واستمرار غياب لوكاس هيرنانديز ليلعب ألابا 34 مباراة الموسم الماضي بمركز قلب الدفاع مقابل 8 مباريات فقط بمركز الظهير وكقلب دفاع حصل ألابا على إشادات كثيرة خاصة بعد فوز بايرن بدوري الأبطال رغم غياباته الدفاعية.

ألابا قلب الدفاع
قد يتفق الكثيرون أن ألابا لا يجيد الكثير من مهام قلب الدفاع الأساسية فهو لا يملك الطول الكافي “1,8 متر” لمنع الكرات الهوائية لذا لم يتجاوز معدل فوزه بالكرات الثنائية بالموسم الماضي حد 0,8 بالمباراة “نسبة 42% من إجمالي الكرات” وبالتأكيد لا تمثل هذه النسب أرقاماً جيدة بالنسبة للمدافع عدا عن سعيه الدائم لمواجهة اللاعب وقطع الكرة دون انتظار والسعي لإغلاق الحلول أمام الخصم حين يملك الكرة ولو أن قدرات ألابا العالية بمواجهات واحد على واحد تجعل من هذا الخيار جيد بأوقات عديدة لكنها تتحول لمشكلة كبيرة حين يكون اللاعب مهارياً.

اعتمد بايرن مع فليك على الدفاع المتقدم وبظل نقص سرعة بواتينغ وزوله كانت مهمة ألابا مع الظهير ألفونسو ديفيز هي السعي لمنع المرتدات حيث استغل المدرب جيداً سرعة ألابا وتحوله للتغطية العكسية بشكل سريع وهو ما أنقذ بايرن من عدة كرات بلقاء ليون حين تسببت سرعة ألابا بإيقاف مرتدات خطيرة.

يجيد ألابا أيضاً التغطية بشكل جيد خلف ديفيز حين يحصل على حريته وينطلق للأمام وببعض الأوقات نجد النمساوي يجري أيضاً على الطرف ويساعد بزيادة الضغط حين يجد أن الخصم بات بكامل لاعبيه بالمنطقة الخلفية ومن خلال الصورة التالية نرى المناطق التي استعاد بها ألابا الكرة بلقاء ماينتس بالبوندسليغا الموسم الماضي ونرى أن معظم نقاط استرجاع الكرة كانت على طرف الملعب.

لا يملك ألابا معدلاً عالياً بقطع الكرة وهذا أمر منطقي حيث كان بايرن الفريق الوحيد بالبوندسليغا الموسم الماضي الذي يتجاوز معدل استحواذه على الكرة حد 60% ومع فليك كان البحث دائماً عن كيفية بناء اللعب بأقصى سرعة وهو ما يجيده ألابا بشكل ممتاز خاصة من ناحية إخراج الكرة بظروف صعبة حيث وصل معدل تمريراته تحت الضغط الموسم الماضي بمجمل البطولات إلى 11 تمريرة بالمباراة مقابل 1,86 تمريرة بالدوري بكل مباراة لمسافة تزيد عن 40 ياردة تغير مسار اللعب 85,9 تمريرة بلعب مفتوح ومن خلال هذه الأرقام نجد أن ألابا أدى دوراً مهماً لمساعدة لاعبي الوسط ببناء اللعب وبالتأكيد بالنسبة لفريق مثل بايرن يمثل هذا أمراً بغاية الأهمية.
بدراسة سابقة لموقع ” getfootballnewsgermany” تناول كريغ مونيز بعض اللقطات المميزة لألابا بالموسم الماضي ومنها هذه اللقطة التي نراها بالأسفل والتي تبدو كأنها خيار سهل بالتمرير لكن عند التدقيق نرى أن تشيلسي كان يطبق ضغطاً جيداً ومنع ألابا من التمرير لكيميش وتياغو بوسط الملعب لكن بحركة ذكية من مولر وتناغم عالٍ من ألابا أصبح الطريق مفتوحاً لتمريرة باغتت ويليان الذي كان يعتقد أنه قطع الطريق بين اللاعبين:

باللقطة التالية تبدو أيضاً وضعية اللعب عادية جداً لكن الخطوة التالية كانت تقدم ألابا بالكرة في المساحة الخالية الموجودة أمامه لحوالي 10 أمتار وهو ما تسبب بخلخلة منظومة هوفنهايم ليلعب تمريرة سهلة نحو كوتينيو إلى داخل منطقة الجزاء:

أما اللقطة التالية فهي لتمريرة يبدو شكلها صعب للغاية من ألابا نحو غنابري لكن هذه التمريرة بين هذا الازدحام الدفاعي وصلت بشكل ممتاز وكانت خلف تسجيل الهدف الثالث بالمباراة:

من خلال هذه النقاط يمكن أن نفهم ببساطة ما يمكن لألابا أن يقدمه كصانع لعب متأخر من حيث جذب الضغط والتخلص منه بنجاح وبتمريرات مفيدة للفريق لكن تبقى المشكلة الأساسية هي بالمهارات الدفاعية وعدم القدرة على اتخاذ قرارات صحيحة بالتدخل في مواقف عديدة بالتالي يخسر تمركزه بسهولة في لقطات عديدة وهو ما يكلف بايرن أهدافاً نتيجة سوء تفاهم بأوقات كثيرة لكن يبدو ألابا معذوراً بهذا الأمر كون هذا ليس مركزه الأساسي.
ما الذي سيفقده بايرن برحيل ألابا؟
برحيل تياغو خسر بايرن مفتاحاً مهماً لبناء اللعب وبغياب كيميش للإصابة ظهر هذا الأثر واضحاً لذا لا يتحمل بايرن خسارة نجم آخر بصناعة اللعب بالتالي سيحتاج لإيجاد مدافع جيد بإخراج الكرة من الخلف خاصة مع الرحيل المرتقب لبواتينغ نهاية الموسم بالتالي لابد أن يبدأ لوكاس هيرنانديز بأخذ دوره أكثر كقلب دفاع كونه يملك مزايا جيدة بإخراج الكرة مع إمكانية الحديث عن ضم أوباميكانو الذي يتمتع أيضاً بصفات ممتازة ببناء اللعب.
بالمقابل يمكننا مناقشة الأمر من زاوية أخرى: لم يعُد ألابا اليوم قادراً على منافسة ألفونسو ديفيز على مركز الظهير الأيسر فالكثيرون يرون أن الكندي الشاب بات أفضل ظهير أيسر بالعالم حالياً وبمقارنة رقمية بسيطة نجد أن “فونزي” ساهم بصناعة 5 أهداف بالدوري في الموسم الماضي مع خوضه 24 مباراة أساسياً و5 مباريات كبديل وهذا الرقم لم يصل إليه ألابا ولا مرة منذ موسم 2013\2014 الذي صنع فيه 6 أهداف عدا عن سرعة ألفونسو الكبيرة وقدراته البدنية ومهارته الرائعة لذا خسر ألابا المنافسة الأولى وبالوسط لا يبدو أداء اللاعب مقنعاً كي يجربه فليك خاصة مع وجود عدد جيد من لاعبي الوسط وبقلب الدفاع يملك ألابا صفات مميزة عديدة لكن من الصعب القول أنه من نخبة قلوب دفاع العالم ولا يمكن مقارنته بفان دايك أو أوباميكانو أو راموس مثلاً بالتالي يملك ألابا قدرة اللعب بمراكز عديدة لكنه لم يعُد اليوم نجماً كبيراً بأي منها.

يمثل اللاعبون الـ”جوكر” خياراً جذاباً للأندية حيث يتمكنون من تعويض أي غياب بمراكز عديدة لكن بوضعية بايرن والإمكانيات التي يملكها اليوم لابد أن يبحث الفريق عن النوعية بكل مركز أكثر من التفكير بالجواكر ومع مطالبة ألابا براتب مرتفع تبدو المعادلة غير متوازنة ومن الأفضل البحث عن قلب دفاع نجم يفيد الفريق للمستقبل.
أين يجب أن يلعب ألابا؟
بما أن الصفات الأساسية المهمة لألابا تتمثل ببناء اللعب من الخلف وباعتبار أن هذا العامل يغطي على بعض العيوب الدفاعية للاعب إذاً لا يبدو ريال مدريد خياراً جيداً سواء للنادي أو اللاعب حيث يحتاج ألابا لفريق يركز كثيراً على دور المدافعين بإخراج الكرة من الخلف والسيطرة لأطول وقت ممكن كي تقل فرص الأخطاء بالتالي قد يبدو برشلونة مكاناً مناسباً أكثر إذا ما أرادت الإدارة الجديدة إعادة ألق التيكي تاكا للفريق.
بهذه الحسابات يبدو مانشستر سيتي خياراً مثالياً خاصة مع الإعجاب الشديد لبيب باللاعب حيث كان يعتبره العقل المدبر في بايرن حين كان يدرب الفريق لكن يبقى السؤال حول ما إذا كان ألابا يفكر بالذهاب لإنجلترا وبهذه الخيارات يبدو ليفربول أيضاً خياراً جيداً لكن الفريق يحمّل قلبي الدفاع الكثير من المسؤوليات بقطع الكرة حين يتقدم الفريق للأمام مع غياب مساندة الوسط بالتالي قد يتحول ضعف ألابا بالتمركز لمشكلة كبيرة.