يؤمن الكثيرون بامتلاك مانويل نوير لموهبة خارقة بحراسة المرمى مع ذكاء عالٍ لكنه بذات الوقت يتمتع بقدرات فنية رهيبة واضح أنها تنتج عن تدريب كثير وهو ما قد يجعل أي شخص يتساءل عن هوية مدرب نوير، مدرب حراس بايرن، لكن المفاجأة ستكون حين نعرف أن هذا الرجل هو الكرواتي توني تابالوفيتش الشخص الذي يرافق نوير كمدرب له منذ بداية مسيرته تقريباً حتى الآن.
“ما وصلت إليه الآن هو بفضل توني، لقد طورني كثيراً وكنت قادر دائماً على التعلم منه” تصريح لنوير عام 2018.
في يوليو الماضي نُشر مقطع على وسائل التواصل الاجتماعي لنوير رفقة تابالوفيتش وهما يغنيان باللغة الكرواتية ليتبين لاحقاً أن قائد بايرن بات يجيد التحدث بالكرواتية بشكل جيد بسبب تواصله المستمر مع مدربه عدا عن أن العلاقة بينهما باتت تتعدى حدود العمل بين مدرب ولاعب خاصة مع استمرارها حالياً لما يقارب 15 عام حيث تحدثت الصحف الكرواتية أن نوير يزور كرواتيا سنوياً رفقة مدربه خلال العطلة الصيفية وهو ما تحدث عنه إيفان راكيتيتش سابقاً بظل علاقته الجيدة بنوير نتيجة تواجد الثنائي سوياً بشالكه.
مسيرة تابالوفيتش كحارس لم تكُن مهمة أبداً حيث لم يلعب بمسيرته لا بدوري الدرجة الأولى ولا الثانية وفي عام 2006 استقطبه نادي شالكه كحارس للفريق الرديف ومدرب للحراس الصغار وهنا بدأت علاقته بمانويل نوير الذين كان يتواجد حينها أيضاً بالرديف قبل أن يلعب أساسياً بالفريق الأول للمرة الأولى في الجولة الثانية من موسم 2006\2007 إثر إصابة الحارس فرانك روست.
يؤمن الكثيرون بامتلاك مانويل نوير لموهبة خارقة بحراسة المرمى مع ذكاء عالٍ لكنه بذات الوقت يتمتع بقدرات فنية رهيبة واضح أنها تنتج عن تدريب كثير وهو ما قد يجعل أي شخص يتساءل عن هوية مدرب نوير، مدرب حراس بايرن، لكن المفاجأة ستكون حين نعرف أن هذا الرجل هو الكرواتي توني تابالوفيتش الشخص الذي يرافق نوير كمدرب له منذ بداية مسيرته تقريباً حتى الآن.
“ما وصلت إليه الآن هو بفضل توني، لقد طورني كثيراً وكنت قادر دائماً على التعلم منه” تصريح لنوير عام 2018.
في يوليو الماضي نُشر مقطع على وسائل التواصل الاجتماعي لنوير رفقة تابالوفيتش وهما يغنيان باللغة الكرواتية ليتبين لاحقاً أن قائد بايرن بات يجيد التحدث بالكرواتية بشكل جيد بسبب تواصله المستمر مع مدربه عدا عن أن العلاقة بينهما باتت تتعدى حدود العمل بين مدرب ولاعب خاصة مع استمرارها حالياً لما يقارب 15 عام حيث تحدثت الصحف الكرواتية أن نوير يزور كرواتيا سنوياً رفقة مدربه خلال العطلة الصيفية وهو ما تحدث عنه إيفان راكيتيتش سابقاً بظل علاقته الجيدة بنوير نتيجة تواجد الثنائي سوياً بشالكه.
مسيرة تابالوفيتش كحارس لم تكُن مهمة أبداً حيث لم يلعب بمسيرته لا بدوري الدرجة الأولى ولا الثانية وفي عام 2006 استقطبه نادي شالكه كحارس للفريق الرديف ومدرب للحراس الصغار وهنا بدأت علاقته بمانويل نوير الذين كان يتواجد حينها أيضاً بالرديف قبل أن يلعب أساسياً بالفريق الأول للمرة الأولى في الجولة الثانية من موسم 2006\2007 إثر إصابة الحارس فرانك روست.

واصل نوير العمل مع تابالوفيتش الذي رحل للعب مع رديف ماينز بين 2009 و2011 بفترة كانت الوحيدة التي شهدت انقطاع العمل بين الطرفين رغم حديث الصحف عن التقائهما بشكل مستمر وحصول نوير على تعليماته منه قبل أن يعتزل الكرواتي اللعب نهائياً عام 2011 بعمر 31 عام فقط ويذهب مع نوير إلى بايرن ميونيخ.
ست سنوات فقط هو فارق السن بين نوير والمدرب الذي احتفظ به هاينكس وغوارديولا وأنشيلوتي وكوفاتش وفليك لأن الأمر بهذه الناحية يرتبط بشكل كبير بالنجاح الذي حققه مع الحارس الأول بألمانيا وحالياً أوكل بايرن مهمة تطوير نوبل لذات الرجل وهذا كان السبب الأساسي بعدم إعارة حارس شالكه السابق واختيار بقائه في بافاريا.
تحدثت “بيلد” سابقاً عن اعتماد تابالوفيتش بشكل كبير على جلسات الفيديو مع حراسه لتطوير أدائهم حيث يتناول من خلالها تفاصيل فنية عديدة كما يركز بشكل أساسي على دراسة ردود الأفعال لقياس مدى قدرة الحارس على التصرف بمختلف المواقف سواء التصدي أو اللعب السريع للأمام.
تفاصيل العمل
يعتقد الكثيرون أن دور مدرب الحراس هو تجهيز الحارس ليكون بأفضل مستوى فردياً لاتخاذ قرارات ناجحة بقراءة اللعب وردود الفعل والتحرك نحو الكرة والتوقع والخروج بالكرة لكن هذا لا ينطبق على تابالوفيتش ونوير فبظل قدرة الأخير على التمرير وبدء اللعب بنجاح مثّل الكرواتي خياراً مهماً ضمن الكوادر المتلاحقة لإيصال خطة الفريق لحارس المرمى وتدريبه عليها كي يقوم بمهام تكتيكية معينة.

تحدث موقع “فوكس” أن دور تابالوفيتش بأوقات عديدة كان مساعدة نوير على التمرن للعب كليبرو من حيث الخروج للأمام وهو ما تعزز بعهد بيب غوارديولا الذي صرح عام 2015 أنه يقسم الملعب لقسمين النصف الأول لنوير والثاني لباقي الفريق بإشارة لوضع خط الدفاع عند منتصف الملعب وترك الحارس للتعامل مع كل الكرات التي تذهب للنصف الثاني بسبب قدرته العالية على الانطلاق وإبعاد الكرات.
لنتخيل أنه باستخدام هذه الطريقة حقق بايرن معدلاً دفاعياً خيالياً بالنصف الأول من موسم 2014\2015 حين اهتزت شباك الفريق 4 مرات فقط خلال 17 مباراة وتلقى الفريق 18 هدف بمجمل الموسم رغم معاناته من غيابات عديدة.
يعمل تابالوفيتش مع نوير على مساعدته لقراءة الملعب بشكل أفضل ففي الوقت الذي يركز فيه الكثيرون على قدرة نوير الممتازة بالتمرير يكون التخطيط مع المدرب حول البحث عن كيفية التمركز بشكل مناسب داخل منطقة الجزاء قبل استقبال التمريرة كي تكون المهمة أسهل باتخاذ القرار ويتعلق هذا بمعرفته سلفاً بتحركات الفريق والتمارين التي يتلقاها اللاعبون لذا نجد أن نوير كان بأوقات كثيرة الملجأ الذي يعرف كيفية استقبال الكرة من زملائه ولعبها للمكان الصحيح بردة فعل سريعة حيث يكون نوير قد قرأ الملعب مسبقاً واتخذ القرار الصحيح حول ذلك وهو ما غيّر من مصير مباريات عديدة فقط بسبب قدرة نوير على التمرير نتذكر منها لقاء بايرن وليفربول بذهاب الدور الثاني موسم 2018\2019 حين لمس نوير الكرة 69 مرة بالمباراة، فقط 4 لاعبين من بايرن لمسوا الكرة أكثر منه، ومرر 62 تمريرة والهدف من هذا كان عدم قدرة بايرن على مجابهة مضيفه بالوسط لذا كان الحل دائماً بالبحث عن لاعب إضافي بالخلف يساعد على تدوير الكرة والنتيجة كانت نهاية المباراة على التعادل رغم عدم قدرة بايرن على خلق أي نجاح هجومي طوال المباراة.

في عهد هاينكس، بين 2011 و2013، تم العمل على منح نوير وبواتينغ دوراً أكثر فاعلية بالتمريرات الطويلة وتحويل نوير لقلب دفاع ثالث حين يتعرض الفريق للضغط فحين تذهب الكرة لليمين يخرج نوير ليقف إلى يسار قلب الدفاع الأيسر مع أخذ خطوات للخلف بالتالي يضع الخصم أمام موقف صعب بين ترك لاعب للضغط على نوير أو إعطائه الفرصة للاستلام ولعب تمريرة طويلة.
مع الاستفادة من قدرات نوير الفردية العالية وجد بايرن الطريق للتسجيل بلقطات عديدة بفضل لقطات بدأها نوير نتذكر منها الهدف الأول بمباراة نهائي دوري أبطال أوروبا 2013 حين كان شفاينشتايغر يعاني من الضغط على يمين الملعب ليمرر كرة طويلة لنوير الذي استقبلها ولعبها بالهواء مباشرة من لمستين إلى ماندجوكيتش بهجمة انتهت بتسجيل الهدف الأول لبايرن بعد أن كان الفريق يعاني من إخراج الكرة تحت الضغط والأمر ببساطة ارتبط بوضع دورتموند الضغط على جهة من الملعب لذا باستلام نوير السريع وتمريرته الدقيقة نحو طرف آخر من الملعب تجاوز الفريق الضغط وذهب نحو المرمى مباشرة.
في الموسم الحالي اعتمد فليك على نوير بطريقة أخرى لبناء اللعب حيث لا يقوم نوير بتمرير الكرة لقلوب الدفاع لبدء الهجمة بالأسلوب الكلاسيكي الذي تعتمد عليه الأندية بل ينزل قلبي الدفاع ليصبحا بجانب نوير على كل عرض الملعب بحيث يبدو الفريق كأنه يلعب بـ11 لاعب لبناء اللعب وليس 10 ومن خلفهم حارس وهنا يصبح من غير الممكن لأي فريق تطبيق الضغط على الثلاثي سوياً لذا يصبح إخراج الكرة أمر أكثر سهولة.
هل عاد نوير للقمة؟
بعد غياب لموسم 2017\2018 بسبب الإصابة والظهور بمستوى دون المأمول في الموسم التالي كثرت الأسئلة حول قدرة نوير على العودة للقمة لكن الجواب جاء بأداء مرتفع موسم 2019\2020 الذي شهد على تحسن رقمي واضح للحارس الألماني فرغم ارتفاع معدل التسديدات على مرمى بايرن “وصل إلى 3,36 بالمباراة” مقارنة بـ”2 في المباراة” بالموسم الذي سبقه إلا أن معدل الأهداف المتلقاة لم يرتفع بنفس النسبة حيث ارتفع من “0,75” إلى “0,97” بالمباراة مع ارتفاع معدل تصديات نوير من 60,8% إلى 74,8% بالموسم الماضي.

بإحصائية أخرى يمكننا النظر إلى عدد المرات التي خرج فيها نوير للقيام بدور مدافع لنجد أنه عاد ليصبح صاحب أعلى معدل بالدوريات الخمسة الكبرى بالموسم الماضي مع معدل التقاط عرضيات 6,1% وهو أقل من المعدل الوسطي للحراس ولو أن هذا الأمر يبدو منطقياً نظراً لدور الدفاع بهذا النوع من الكرات بالأندية الكبرى لذا لا نجد حارساً من فريق كبير بالمقدمة.
نجح نوير بالتصدي لكرات حاسمة بلقاء سان جيرمان بنهائي دوري الأبطال وتصدى لكرتين بوقت حساس لنصيري بلقاء إشبيلية في نهائي السوبر الأوروبي وكل هذا يؤكد قدرة الحارس الألماني على استعادة أمجاد الماضي بنجاح.
بكل نجاح لنوير علينا تذكير دور تابالوفيتش دائماً فمثلما يحتاج الفريق لمدرب ناجح كي يتقدم يحتاج الحارس لمدرب بصفات عالية ليتقدم للأمام خاصة حين يتم الجمع بين العمل التكتيكي والفردي.