يقول يوهان كرويف “يمكنك اختيار أفضل لاعب في كل مركز ولن ينتهي بك الحال بأفضل تشكيلة بل بأفضل 11 لاعب”.
أسطورة الكرة الهولندية كان يقصد بهذا الأمر أن اختيار أفضل لاعب في كل مركز ليس بالضرورة الخيار الأمثل لتكوين تشكيلة قوية متماسكة من اللاعبين، لذلك يعكف أغلب المدربين على اختيار من يكفلون لهم تنفيذ الشكل الجماعي للفريق بأفضل طريقة ممكنة، لا بأس بالطبع أحيانًا من اختيار لاعب أو اثنين ممن يتمتعون بمهارات فردية عالية حتى لو لم يتمتعوا بنفس القدر من الانسجام مع المجموعة.
وفي عالم كرة القدم هناك من اللاعبين من كانوا موضع اهتمام مدربيهم في هذا الصدد.. لإيجاد أفضل تشكيلة ممكنة وأفضل عمل جماعي مطلوب كان على هؤلاء المدربين تغيير مركز لاعبيهم.
أحد الأمثلة الصارخة على هذا الأمر. لاعب الوسط الإنجليزي بدأ حياته الكروية كمهاجم ثم تغير مركزه .. الحديث هنا ليس عن التغير المعتاد في مراكز اللاعبين في مرحلة الناشئين بل إن سكولز بدأ مسيرته الاحترافية نفسها كمهاجم مع مانشستر يونايتد وتحديدًا في سبتمبر من عام 1994 عندما خاض مباراته الأولى مع الفريق الأول وسجل هدفي اليونايتد ضد بورت فالي في كأس الرابطة الإنجليزية.
يقول يوهان كرويف “يمكنك اختيار أفضل لاعب في كل مركز ولن ينتهي بك الحال بأفضل تشكيلة بل بأفضل 11 لاعب”.
أسطورة الكرة الهولندية كان يقصد بهذا الأمر أن اختيار أفضل لاعب في كل مركز ليس بالضرورة الخيار الأمثل لتكوين تشكيلة قوية متماسكة من اللاعبين، لذلك يعكف أغلب المدربين على اختيار من يكفلون لهم تنفيذ الشكل الجماعي للفريق بأفضل طريقة ممكنة، لا بأس بالطبع أحيانًا من اختيار لاعب أو اثنين ممن يتمتعون بمهارات فردية عالية حتى لو لم يتمتعوا بنفس القدر من الانسجام مع المجموعة.
وفي عالم كرة القدم هناك من اللاعبين من كانوا موضع اهتمام مدربيهم في هذا الصدد.. لإيجاد أفضل تشكيلة ممكنة وأفضل عمل جماعي مطلوب كان على هؤلاء المدربين تغيير مركز لاعبيهم.
بول سكولز
أحد الأمثلة الصارخة على هذا الأمر. لاعب الوسط الإنجليزي بدأ حياته الكروية كمهاجم ثم تغير مركزه .. الحديث هنا ليس عن التغير المعتاد في مراكز اللاعبين في مرحلة الناشئين بل إن سكولز بدأ مسيرته الاحترافية نفسها كمهاجم مع مانشستر يونايتد وتحديدًا في سبتمبر من عام 1994 عندما خاض مباراته الأولى مع الفريق الأول وسجل هدفي اليونايتد ضد بورت فالي في كأس الرابطة الإنجليزية.

ومع رحيل مارك هيوز عن صفوف اليونايتد ازدادت فرصة سكولز في اللعب أكثر كمهاجم إلا أنه بقى خيارًا فرعيًا بالنظر لثنائية إريك كانتونا وأندي كول، ولم يتغير مركز الفتى الأحمر إلا في موسم 1996/97 بعدما أصيب روي كين ليعود سكولز إلى الخلف بعض الأمتار ويصبح لاعب وسط علمًا بأنه كان أشبه بلاعب وسط مهاجم أكثر منه موزع -كما كانت أغلب مسيرته بعد ذلك- خلال كأس العالم 1998 والذي سجل فيه هدفًا جميلًا في مرمى تونس في افتتاحية مباريات منتخب الأسود الثلاثة
ألان سميث
عاش مهاجم ليدز يونايتد آخر فترة ذهبية في تاريخ هذا النادي عندما وصل معه إلى نصف نهائي دوري الأبطال 2001. 6 سنوات عاشها سميث كمهاجم مع النادي الأبيض لعب فيها 172 مباراة في الدوري وسجل فيها 38 هدفًا.
ورغم تسجيله لـ10 أهداف في موسمه الأول مع مانشستر يونايتد 2004/2005 إلا أنه وبنفس طريقة سكولز كان على سميث أن يشاهد الكثير من المباريات من دكة البدلاء بالنظر لثنائية رود فان نيستلروي وواين روني.

الغريب أن نفس سيناريو سكولز تكرر بطريقة مضحكة فقد كان روي كين عاملًا مشتركًا بينهما إذ قرر أليكس فيرجسون الاستعانة بسميث في خط الوسط بعد رحيل روي كين لتنقلب مسيرة اللاعب الإنجليزي تمامًا.
ورغم عودته إلى مركز المهاجم عقب رحيل رود فان نيستلروي إلا أن سميث لم يستطع أبدًا تخطي مرحلة عودته إلى الوسط المدافع ولم يستطع حجز مكان أساسي في اليونايتد لفترات طويلة لينتقل إلى نيوكاسل حيث بدأ من جديد كمهاجم قبل أن يقرر مدرب الماكبايث كريس هوتون الاستعانة به من جديد في مركز لاعب الوسط المدافع.
أوسكار دي ماركوس
من النادر جدًا أن نشاهد أحدهم يرتدي الرقم 10 في مركز غير صانع الألعاب أو المهاجم أو الجناح، لكن هذا الأمر حدث مع الظهير الأيمن لأتلتيك بلباو.
التفسير لا يحتاج لأن تكون عبقريًا فأنت تقرأ مقالًا يتعلق تحديدًا بهذا التفسير، ألا وهو تغيير مركزه.
اللاعب الباسكي بدأ مع أتلتيك بلباو كمهاجم قادمًا من ديبورتيفو ألافيس فلعب في موسمه الأول 2009/2010 29 مباراة سجل فيها 3 أهداف وتأرجح مركزه ما بين المهاجم ولاعب الوسط المهاجم.

مع قلة عدد أهدافه بدأ المدرب خواكين كابارّوس في الاستعانة به أحيانًا كجناح أيمن ثم أحيانًا كظهير أيمن وهو نفس الأمر الذي كرره المدرب التالي مارسيلو بييلسا الذي استعان بدي ماركوس في مراكز عمق الوسط كذلك.
وكأنها كانت القشة التي يحاول التشبث فيها بمركزه الأصلي في خط الهجوم، قرر دي ماركوس ارتداء رقم 10 في عام 2014 في محاولة منه لإرسال رسالة بالعودة إلى مركزه وعدم الاستعانة به أحيانًا في الخطوط الخلفية.
إلا أن رحيل الظهير الأيمن الأساسي أندوني إيراولا في الموسم التالي جعل مدرب بلباو آنذاك إرنستو فالفيردي يثبّت دي ماركوس في مركز الظهير وهو كان أمرًا منطقيًا بالنظر لوجود مهاجمين من طراز أعلى منه في الفريق مثل أريتز أدوريث وإينياكي ويليامز، وكان أمرًا غريبًا أن نشاهد دي ماركوس طوال موسم 2015/2016 وهو يرتدي رقم 10 ويلعب كظهير أيمن طوال الوقت قبل أن يخسر هذا الرقم هو الآخر في الموسم التالي لصالح لاعب أكثر هجومية ونجومية هو إيكر مونياين والذي إن لم يكن كذلك، فعلى الأقل كان يلعب في النصف الآخر من الملعب!
خوسيه جوتي
يراه كثيرون خليفة فيرناندو ريدوندو في وسط ريال مدريد رغم فارق القدرات الدفاعية، لكن على كلٍ فهو ليس المُلام في هذا الصدد.
خوسيه ماريا جوتييريز الشهير بـ “جوتي” بدأ في كانتيرا ريال مدريد كمهاجم واستمر كذلك مع صعوده للفريق الأول في موسم 1995/96.
لكن مع وصوله إلى موسم 1999/2000 كان مطلوبًا من جوتي أن يحل محل كلارينس سيدورف في مركزه بعد رحيل الأخير خاصة مع وجود راؤول جونزاليس وفيرناندو مورينتيس في الخط الأمامي، إلا أنه مع إصابة مورينتيس في العام التالي عاد ليحظى بأفضل موسم تهديفي له بعدما سجل 14 هدفًا.

بنفس طريقة دي ماركوس لكن بأسماء أعلى شأنًا، كانت مسيرة جوتي كمهاجم في طريقها للانتهاء بعد انتداب الظاهرة رونالدو ليعود جوتي إلى مركز الموزع الذي استمر فيه حتى نهاية مسيرته التي صحيح أنه لم يكن ضمن اللاعبين الأفذاذ في مركزه لكنه كان قادرًا على إمتاع الجماهير بلمسات مميزة حتى حان وقت رحيله عن النادي مع انطلاق عصر الجلاكتيكوس الثاني في ريال مدريد عام 2010.
واين روني
لا تدري ما علاقة مانشستر يونايتد بتغيير مركز المهاجمين إلى مراكز متأخرة أكثر في الملعب، لكن يبدو وأن تلك الظاهرة كانت منتشرة في النادي بشدة.
الأمر لم يكن يتعلق فقط بأليكس فيرجسون الذي غير من مركزي بول سكولز وألان سميث، لكنه تواصل مع المدرب الهولندي لويس فان خال.

صحيح أن واين روني لعب في بعض الأحيان كلاعب وسط مع أليكس فيرجسون إلا أن ذلك كان في حالات ضيقة جدًا، لكن وسط تخبطات فان خال خلال مسيرته مع اليونايتد قرر اللجوء إلى هذا الحل في منتصف موسم 2014/2015 لعل وعسى يستطيع ضبط خط وسطه بشكل أفضل في فترة ليست من ضمن الأفضل في تاريخ الشياطين الحمر.
الحقيقة أن روني لم يكن سيئَا في هذا المركز، فقد أدى بشكل جيد سواء دفاعيًا أو هجوميًا ومنذ ذلك الحين لم يعد أبدًا إلى مركز رأس الحربة مع اليونايتد وأقصى ما لعب فيه هو المهاجم المتأخر وإن كان قد عاد إلى هذا المركز عقب رحيله إلى إيفرتون.
خورخي كامبوس
حسنًا، في الحقيقة هذا يعد تحايلًا إلى حدٍ ما، فالحارس المكسيكي بدأ حياته كحارس مرمى أصلًا وليس كما تصور البعض وقت أن ذاع صيته في كأس العالم 1990 بملابسه ذات الألوان الزاهية وقصر قامته قياسًا للحراس، فكامبوس يبلغ طوله 1,68م أي نفس طول ليونيل ميسي!
كامبوس بدأ مسيرته مع نادي بوماس كحارس مرمى لكن الحارس أدولفو ريوس كان يتشبث بموقعه كأساسي، ولرغبته في أن يلعب طلب كامبوس من المدرب أن يجربه في مركز رأس الحربة وتمكن بالفعل من تسجيل 14 هدفًا.
لكن لأن قلبه كان معلّقًا بحراسة المرمى عاد كامبوس إلى مركز حراسة المرمى بمجرد توافر فرصة اللعب كأساسي، لكن ما جعله لاعبًا فريدًا من نوعه هو أن المدربين في بعض الأحيان كانوا يستعينون به بتحويله إلى مهاجم في بعض المباريات عن طريق إخراج لاعب وإشراك حارس مرمى على أن يتحول كامبوس إلى لاعب عادي في المباراة، وقد أتت تلك الحركة ثمارها أحيانًا.

ربما كان كامبوس هو اللاعب الوحيد الذي عاد إلى الخلف في مراكز كرة القدم بمحض إرادته، بينما كانت الأغلبية المذكورة آنفًا برؤية المدرب أو لتعذر الحصول على فرصة اللعب في مركز المهاجم وسط منافسة من لاعبين أٌوى، لكن ما يجمع أغلب هؤلاء اللاعبين هو تمتعهم بذكاء ملعب جعل المدربون يحبون إشراكهم في مركز الوسط حيث الاحتياج للسيطرة والقيادة وهو ما توفر في لاعبين مثل سكولز وروني وجوتي.