أصبح أسبوع التوقف الدولي بمثابة العبء الثقيل على جمهور منتخب ألمانيا الذي فقد أي حماس لمتابعة فريقه وهو ما اعترفت به الأرقام الرسمية مؤخراً حين أشارت لانخفاض معدل متابعة مباريات المانشافت تلفزيونياً لأدنى مستوياته بالقرن الحالي مشيرة لفقدان الناس الحماس لمتابعة الفريق وهو أمر منطقي قياساً للحال الذي وصل إليه رجال لوف سواء على صعيد الأداء أو النتيجة.
ليس سهلاً أن ترى جملة “عاطل عن العمل” قريبة منك وتقرر الذهاب إليها، بين 2010 و2014 كان لوف هدفاً للكثير من الأندية الكبيرة ولمرات كثيرة مدح رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز بالمدرب وقيل بذات الوقت أنه سيذهب لبايرن حتماً حين تنتهي تجربته بالمانشافت لكن منذ نكسة مونديال 2018 لم يعُد لوف الرجل الجذاب الذي ينتظر الجميع نهاية مسيرته مع المنتخب ولو استقال حالياً ربما لن يجد أي من فرق الوسط تغامر بالتعاقد معه لذا يعيش لوف ضغطاً نفسياً من نوع خاص فمهمته حالياً لم تعُد تتمثل بإنقاذ المانشافت فقط بل إنقاذ مسيرته أيضاً بالتالي يحاول ألا يرحل إلا ليحقق شيئاً إيجابياً يعيد رفع أسهمه بسوق العمل من جديد.
قبل حفل اختيار الفائزين بجوائز الفيفا لعام 2014 تم توجيه سؤال واحد للمرشحين الثلاثة لجائزة أفضل مدرب عن الميزة الأهم التي يجب أن تتوفر بالمدرب كي ينجح وبالوقت الذي ركز فيه دييغو سيميوني وكارلو أنشيلوتي على أهمية فهم فكرة المداورة والحفاظ على لياقة الفريق إضافة لخلق روح جماعية ذهب لوف لاتجاه آخر تماماً معتبراً أن الأهم هو أن يكون المدرب عالم نفس قادر على فهم لاعبيه بشكل جيد وتحسين حوافزهم وفهم مدى استعدادهم الذهني للعمل والنجاح وفعلاً بتلك المرحلة كان الجميع يتفاجأ من ارتفاع مستوى العديد من اللاعبين حين يشاركون مع ألمانيا قياساً لمستواهم مع الأندية.
اليوم تغيرت المعادلة لوف لم يعُد قادراً على لعب دور الطبيب النفسي فحجم الضغوط الكبير يمنعه من التفكير بإيجابية حتى أنه بات يكرر ذات القرارات الجبانة بكل مرة ويلقى نفس النتائج ومن ثم يعود للسقوط بذات الفخ ففي العام الحالي أضاع المنتخب تقدمه 3 مرات أمام إسبانيا وسويسرا وتركيا بعد أن كان متقدماً بالنتيجة والسبب بكل مرة كان المبالغة بالعودة للدفاع فضد إسبانيا ذهاباً ورغم سيطرة الفريق على الملعب قرر لوف إخراج المهاجمين ساني وفيرنير وإشراك قلبي الدفاع غينتير وكوخ ليسلم إسبانيا الملعب بطوله وعرضه وبلقاء الإياب دخل منذ الدقيقة الأولى بنفس دفاعي بحت ليشكره إنريكي على هذا ويُخرج الألمان ذهنياً من المباراة بشكل كامل ويحسم المواجهة بسداسية تاريخية ولو نظرنا للهدفين الثاني والثالث سنفهم تماماً الأثر الذي تركه العامل الذهني ففي كرة الهدف الثاني كان تمركز كوخ بشكل جيد لكنه ببساطة بقي ينظر للكرة ولم ينتبه ولو للحظة لمكان المنافس وتقدمه خطوات عديدة للأمام كي يصبح أمامه بالوقت الذي اتخذ فيه غندوغان وضعية غريبة سهلت لخصمه المتحفز أكثر الصعود والتسجيل دون أي صراع بين اللاعبين.
أصبح أسبوع التوقف الدولي بمثابة العبء الثقيل على جمهور منتخب ألمانيا الذي فقد أي حماس لمتابعة فريقه وهو ما اعترفت به الأرقام الرسمية مؤخراً حين أشارت لانخفاض معدل متابعة مباريات المانشافت تلفزيونياً لأدنى مستوياته بالقرن الحالي مشيرة لفقدان الناس الحماس لمتابعة الفريق وهو أمر منطقي قياساً للحال الذي وصل إليه رجال لوف سواء على صعيد الأداء أو النتيجة.
لماذا لا يستقيل لوف؟
ليس سهلاً أن ترى جملة “عاطل عن العمل” قريبة منك وتقرر الذهاب إليها، بين 2010 و2014 كان لوف هدفاً للكثير من الأندية الكبيرة ولمرات كثيرة مدح رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز بالمدرب وقيل بذات الوقت أنه سيذهب لبايرن حتماً حين تنتهي تجربته بالمانشافت لكن منذ نكسة مونديال 2018 لم يعُد لوف الرجل الجذاب الذي ينتظر الجميع نهاية مسيرته مع المنتخب ولو استقال حالياً ربما لن يجد أي من فرق الوسط تغامر بالتعاقد معه لذا يعيش لوف ضغطاً نفسياً من نوع خاص فمهمته حالياً لم تعُد تتمثل بإنقاذ المانشافت فقط بل إنقاذ مسيرته أيضاً بالتالي يحاول ألا يرحل إلا ليحقق شيئاً إيجابياً يعيد رفع أسهمه بسوق العمل من جديد.
قبل حفل اختيار الفائزين بجوائز الفيفا لعام 2014 تم توجيه سؤال واحد للمرشحين الثلاثة لجائزة أفضل مدرب عن الميزة الأهم التي يجب أن تتوفر بالمدرب كي ينجح وبالوقت الذي ركز فيه دييغو سيميوني وكارلو أنشيلوتي على أهمية فهم فكرة المداورة والحفاظ على لياقة الفريق إضافة لخلق روح جماعية ذهب لوف لاتجاه آخر تماماً معتبراً أن الأهم هو أن يكون المدرب عالم نفس قادر على فهم لاعبيه بشكل جيد وتحسين حوافزهم وفهم مدى استعدادهم الذهني للعمل والنجاح وفعلاً بتلك المرحلة كان الجميع يتفاجأ من ارتفاع مستوى العديد من اللاعبين حين يشاركون مع ألمانيا قياساً لمستواهم مع الأندية.
اليوم تغيرت المعادلة لوف لم يعُد قادراً على لعب دور الطبيب النفسي فحجم الضغوط الكبير يمنعه من التفكير بإيجابية حتى أنه بات يكرر ذات القرارات الجبانة بكل مرة ويلقى نفس النتائج ومن ثم يعود للسقوط بذات الفخ ففي العام الحالي أضاع المنتخب تقدمه 3 مرات أمام إسبانيا وسويسرا وتركيا بعد أن كان متقدماً بالنتيجة والسبب بكل مرة كان المبالغة بالعودة للدفاع فضد إسبانيا ذهاباً ورغم سيطرة الفريق على الملعب قرر لوف إخراج المهاجمين ساني وفيرنير وإشراك قلبي الدفاع غينتير وكوخ ليسلم إسبانيا الملعب بطوله وعرضه وبلقاء الإياب دخل منذ الدقيقة الأولى بنفس دفاعي بحت ليشكره إنريكي على هذا ويُخرج الألمان ذهنياً من المباراة بشكل كامل ويحسم المواجهة بسداسية تاريخية ولو نظرنا للهدفين الثاني والثالث سنفهم تماماً الأثر الذي تركه العامل الذهني ففي كرة الهدف الثاني كان تمركز كوخ بشكل جيد لكنه ببساطة بقي ينظر للكرة ولم ينتبه ولو للحظة لمكان المنافس وتقدمه خطوات عديدة للأمام كي يصبح أمامه بالوقت الذي اتخذ فيه غندوغان وضعية غريبة سهلت لخصمه المتحفز أكثر الصعود والتسجيل دون أي صراع بين اللاعبين.

ببساطة ليس مبرراً الخوف من النتيجة لهذا الحد خاصة وأن معظم مدربي المدرسة الألمانية يبحثون بمواقف كهذه عن خلق حيوية بالهجوم تمنع الخصم من الضغط بالأمام لكن الضغط النفسي الذي يعيشه لوف يدفعه للوقوع بنفس الأخطاء بشكل مستمر والاتحاد الألماني مازال مقتنعاً بأن هذا الرجل هو الأنسب لقيادة المنتخب علّه يأمل بأن يتجاوز لوف أزماته النفسية.
لا أسلوب بعد اليوم
طوال سنين عمل لوف مع ألمانيا كان المدرب يسعى دائماً لبناء أسلوب عام للعب يساعد الفريق على تحقيق النجاح حتى لو تغير الرسم التكتيكي بالملعب وبالمجمل لم تكُن التغييرات تحدث بشكل كبير ودون تمهيد فلنا تخيل أن لوف بدأ العمل كمدرب للمانشافت عام 2006 وأول مرة فكر فيها باللعب بثلاثي بالخلف كانت في نوفمبر 2011 بودية ضد أوكرانيا وثاني مرة كانت بعد 3 سنوات في نوفمبر 2014 أمام جبل طارق بالتصفيات والملفت أنه منذ ذلك الحين بدأ لوف يصبح شديد التخبط بين الخطط ودائم التغيير.
خلال تصفيات مونديال 2014 لعب منتخب ألمانيا 10 مباريات جميعها كانت بذات الأسلوب “4-2-3-1” وخلال النهائيات لعب المنتخب 7 مباريات بذات الأسلوب “4-3-3” مع إجراء بعض التغييرات التكتيكية الطفيفة كوضع أوزيل على الجناح وإشراك مولر رأس حربة قبل أن يغيّر خلال البطولة وينقل لام من الوسط لمركز الظهير الأيمن ويشرك كلوزة ويحول مولر للطرف الأيمن مع بقاء ذات الأسلوب العام باللعب من خلال الضغط المستمر على طول الملعب بخطوط متقاربة والسعي للسيطرة على الكرة مهما كانت هوية الخصم.

لنلقي نظرة على المنتخب بتصفيات يورو 2020 ونرى إلى أين وصل الثبات: في أول 5 مباريات من التصفيات استخدم لوف 5 خطط مختلفة 3 منها تعتمد على وجود ثلاثي دفاعي “3-5-2 و3-4-3 و3-4-1-2” وخطتين تعتمدان على رباعي دفاعي “4-3-3 و4-2-3-1” وحتى الآن مازال هذا التخبط والتغير المستمر قائماً حيث لعب المنتخب أول 6 مباريات عام 2020 بثلاثي دفاعي قبل أن يقرر لوف التحول فجأة للعب برباعي أمام أوكرانيا وإسبانيا بآخر جولتين من دوري الأمم والمشكلة أن فهم هذا التحول يبدو صعباً فبآخر جولتين كان المدرب يفتقد لعدد كبير من الأظهرة الدفاعيين مع امتلاك ظهيرين يميلان للهجوم بشكل واضح هما فيليب ماكس وبنيامين هنريكس فلماذا لم يحتفظ المنتخب بنفس أسلوبه؟ سؤال يبدو الجواب عليه صعباً للغاية فبالتأكيد كان الشكل الدفاعي سيتحسن مقارنة بما ظهر عليه الفريق مع سوء التفاهم الرهيب بين ماكس وكوخ مع غياب غينتير تماماً عن المباراة وعدم إجادته لمهامه كظهير أيمن.
لم يعُد لوف أساساً يبني خطوطاً عامة فالفريق لا يحاول تطبيق أي أسلوب ولا يعتمد على الضغط بشكل مستمر ولا يملك منظومة بناء على الأرض والتمريرات الطويلة تتغير بحسب أسماء المهاجمين وسرعتهم ولو أن هذا يمثل الحل الأكثر حضوراً بظل غياب طريقة فعالة لبناء اللعب خاصة مع استمرار لوف بتهميش هافيرتز وبراندت وعدم إعطائهما فرصاً كافية لدخول أجواء الفريق فتشكيلة المانشافت تتبدل كثيراً ومراكز اللاعبين تتغير بشكل مستمر وبهذه الحال من الطبيعي ألا نجد فرصة لنرى بناء لأي أسلوب.
هل انتهت صلاحية كروس وغندوغان؟
بعد السقوط بسداسية أمام إسبانيا انهالت الانتقادات على كروس وغندوغان لكن بالواقع لم يكُن ما حدث إلا ترجمة لفترة طويلة من التراجع تحديداً بالنسبة لكروس الذي خاض 5 مباريات مع المنتخب بالعام الحالي فاز فيها مرة واحدة فقط، بالمقابل فاز المانشافت بغيابه مرتين وتعادل مرة ونحن هنا لا نلقي باللوم عليه لكن بالواقع لم تعُد مزايا كروس تناسب الجيل الحالي وأفكاره الحالية بالوسط تعطّل الفريق كثيراً.
لنتخيل أن نسبة دقة تمريرات كروس الصحيحة ضد إسبانيا باللقاء الأخير كانت 100% لكن رغم ذلك لم يرى أحد أي دور فعال لهذه التمريرات، قام كل من كوكي ورويز بصناعة 4 فرص “بمجموع 8 فرص من اللاعبين” بالوقت الذي كان فيه غندوغان اللاعب الوحيد الذي قام بصناعة فرصة من منتخب ألمانيا طوال 90 دقيقة والصورة بالأسفل تظهر لنا الأماكن التي استلم فيها كروس للتمرير وشيء ملفت فعلاً ألا يتمكن لاعب بخبرته من صناعة أي فرصة بهذه النقاط والملفت أكثر أنه رغم لعب ألمانيا تحت الضغط لوقت طويل نادراً ما شاهدنا اللاعب وهو يساعد لإيجاد أي حل يُخرج الفريق من وضعيته الصعبة.

تخلى لوف عن مولر بحجة أنه يريد بناء جيل جديد، ولو أنه حتى الآن لم يعتمد على أي لاعب بمركز مولر، ورغم تسجيل اللاعب لأفضل رقم بصناعة الأهداف في الدوريات الكبرى الموسم الماضي مازال لوف مصراً على الاستغناء عنه فهل من المنطقي ترك كروس بالملعب بالوضعية الحالية التي وصل إليها؟ ففي معظم مباريات ريال مدريد والمانشافت بآخر عامين لم نشاهد كروس بصورة اللاعب القادر على صناعة الفارق داخل الفريق فأين هي ثورة التغيير وإعطاء الفرصة للشباب؟ أم أنها فقط تعتمد على استبعاد لاعبين دون غيرهم!
كل منتخبات العالم تسعى لاستغلال تألق أندية البلاد كي تبني أسلوبها واليوم يملك بايرن أفضل خط وسط بالعالم لكن لوف لا يريد مولر ويريد كروس بالملعب مما يعني أن فرضية مشاهدة ثلاثية كيميش غوريتسكا مولر بالمنتخب مستبعدة تماماً لذا من الطبيعي أن يقدم المنتخب مستوى بهذا السوء بالوقت الذي يعيش فيه بايرن فترة ذهبية.

كروس لم يقدم الفائدة للمنتخب حتى كلاعب خبرة وقائد بالملعب وهذا ما ترجمه لوتار ماتيوس خلال تصريحه بعد مباراة إسبانيا بالقول “لم يكُن توماس مولر ليبقي رأسه منخفضاً أمام إسبانيا ويتجول بالملعب دون أن يتفوه بأي كلمة” مشيراً للبرود الشديد الذي أظهره كروس بالملعب قبل أن يعتبر لوتار أن وسط المانشافت حالياً قائم على كيميش الذي كان بإمكانه دفع اللاعبين نفسياً خلال المباراة بدلاً من الاستسلام الذي ظهر.
يحتاج الألمان للاعب يعيش ثباتاً بالمستوى وينجح بناديه وهذه الأمور لا تنطبق على كروس نهائياً لذا من غير المنطقي أن يكون لاعباً بهذه السمات القائد للوسط إضافة لذلك هناك فارق واضح بالإيقاع فلاعبو وسط وهجوم المانشافت ينحدرون من أندية شبه ثابتة إما بايرن أو تشيلسي أو دورتموند وكل هؤلاء اعتادوا الإيقاع السريع باللعب وهو ما لا ينطبق أبداً على أسلوب كروس الحالي.

كي لا نرمي الثقل على كروس لوحده لنا أن نتخيل أن التشكيلة التي بدأ لوف فيها مباراة إسبانيا تبلغ قيمتها السوقية 510 مليون يورو بحسب موقع “ترانسفرماركت” الذي قدر قيمة تشكيلة منتخب إسبانيا بـ384,5 مليون يورو ومبدئياً من الصعب على أحد تخيل متى كانت آخر مرة تفوق فيها فريق على آخر بنصف دزينة من الأهداف مع هذا الفارق الجيد بالقيمة بين الفريقين لذا ببساطة يسهل علينا فهم أن الأمر ليس مسألة لاعبين فقط.
هل المشكلة أكبر من لوف؟
قد يتساءل البعض عن ما إذا كان الاتحاد الألماني يؤمن بوجود مشاكل أكبر من لوف وهو ما يتسبب بالإبقاء عليه، بالواقع ألمح النجم السابق للمانشافت ومحلل صحيفة “بيلد” مهمت شول لذلك بعد الهزيمة من إسبانيا وقال “يدفع لوف حالياً ثمن سنوات من العمل الخاطئ داخل مراكز التدريب وإعداد الصغار، الأمر لا يتعلق بعودة مولر وهوميلس وبواتينغ بل بالعيوب التي أفرزتها هذه المراكز”.
قد يبدو تصريح شول مفاجئاً خاصة مع وصول ألمانيا لنهائي أمم أوروبا “تحت 21 عام” مرتين بآخر نسختين والوصول لنهائي أولمبياد 2016 لكن إذا ما ركزنا على الأمر من قرب سنجد أن هناك ما هو مثير للجدل فعلاً فألمانيا لا تملك اليوم مواهب دفاعية مميزة، كوخ يقدم مستوى هزيل مع ليدز لكنه حاضر بالمنتخب ويوناتان تاه وصل لدكة بدلاء ليفركوزن لكن لوف مازال يستدعيه، بايرن ودورتموند وليفركوزن ضعيفون دفاعياً وأفضل قلوب دفاع لايبزيغ هو فرنسي إذاً لا يمكن تحميل لوف المشكلة لوحده.
بعيداً حتى عن خط الدفاع أين أصبح تطور اللاعبين الشبان بألمانيا؟ عدد اللاعبين الذين يتحولون لنجوم مؤثرين أصبح قليلاً فدورتموند بات يعتمد على استقطاب المواهب من الخارج، تحديداً إنجلترا، وآخر ما قدمه بايرن كان الكندي ديفيز ومن قبله لفترة بعيدة لم نشاهد لاعب ألماني يتدرج بفئات النادي وصولاً للفريق الأول منذ زمن بعيد بالتالي الحديث عن لاعبين شبان مثل غنابري وفيرنير وهافيرتز لم يعُد مقنعاً لأن المدارس في إسبانيا تضخ بسرعة أكبر وبمختلف المراكز وذات الشيء بإنجلترا وفرنسا وإيطاليا لذا لابد من الاعتراف بوجود خلل دفع الأندية الألمانية بالسنوات الأخيرة للاعتماد على استقطاب لاعبين شبان من خارج الدوري لتطويرهم بدلاً من تطوير أبناء المدارس وهو أمر يستحق الدراسة فعلاً خاصة مع غياب المواهب الدفاعية الألمانية بشكل كامل عدا عن عدم وجود عدد كبير من المهاجمين المميزين وشاهدنا مؤخراً كيف كان فالدشميدت البديل الهجومي الوحيد المتوفر ولو أن اللاعب لا يمثل واحدة من المواهب الكبيرة عالمياً لذا فإن وجود أسماء بحجم ساني وغنابري وفيرنير لا يرتبط بوجود جيل ذهبي كامل هجومياً بل تبدو هذه الأسماء الكبيرة الوحيدة المتاحة بالأمام دون أدنى منافسة.
هل يتغير الحال في أمم أوروبا؟
لم يعُد هناك أي مباراة رسمية متبقية للمانشافت قبل دخول رحلة أمم أوروبا الصيف المقبل وإلى ذلك الحين يملك لوف فرصة ليتصالح مع نفسه ويعيد شيئاً من جرأته وأفكاره القديمة كي يتمكن من قيادة الفريق على خط الملعب لكن يكمن السؤال حول ما إذا سيختار المدرب مواكبة واقع الأندية وتسريع إيقاع المانشافت وتغيير شكله خاصة مع العودة المرتقبة للأظهرة هالستنبيرغ وكلوستيرمان وجوسينز وهو ما يمنح ألمانيا قوة جيدة من حيث الأسماء بانتظار ما إذا كان لوف سيعرف كيفية الاستفادة منها.