ما هو أكثر وصف سمعته من معلقي كرة القدم عن ركلات الجزاء أو الترجيح؟ الحظ أليس كذلك؟ كثيرًا ما سمعت وصف “ركلات الحظ الترجيحية” أثناء استماعي للتعليق على المباريات حتى ترسّخ الأمر في ذهني أن الأمر يعتمد على التوفيق بنسبة كبيرة عند تسديد ركلة جزاء احتُسب في البريميرليج في آخر 3 مواسم ما متوسطه 4,6 ركلة لكل فريق (ربما يجدر بأحدهم البحث عن نسبته التي خطفها مانشستر يونايتد وبرونو فيرنانديش في الموسم الأخير!) أي أننا نتحدث عن فرصة لانتزاع عدد لا بأس به أبدًا من النقاط إن نجحت في تلك التسديدات.
في الواقع أنت لم تكن مذنبًا إلى هذا الحد عندما كنت شعرت في لحظة من اللحظات أنه اسم يليق بها “ركلات الحظ” إذ لم تكن وحدك على أية حال. أحد أهم أبطال ركلات الترجيح في التاريخ سيرخيو جويكوتشيا كان يعاني كثيرًا بعد انتهاء الوقت الإضافي لمباراة منتخب بلاده الأرجنتين في كأس العالم 1990 ضد يوغوسلافيا وذلك لأنه كان يريد الذهاب لدورة المياه.
ولأن قوانين كرة القدم تسمح بذهابك إلى دورة المياه خلال المباريات لكن ليس عقب انتهاء الوقت فإن جويكوتشيا اضطر لتلبية نداء الطبيعة بجانب المرمى قبل أن يعوض ما أهدره دييجو مارادونا الذي أضاع ركلة الترجيح الثالثة لينقذ جوي ركلتي ترجيح ويذهب بمنتخب الألبيسيلستي إلى نصف نهائي البطولة. ويبدو وأن ما فعله جويكوتشيا بجانب المرمى قد جعله يتفاءل بالأمر من باب استدعاء الحظ السعيد ليطلب من زملائه الالتفاف حوله عقب انتهاء مباراة إيطاليا في نصف النهائي بتعادل جديد والاحتكام إلى ركلات الترجيح ليعيد جويكوتشيا الكرة ويفرغ مثانته إلى جانب المرمى مجددًا فينجح في تكرار ما فعله أمام يوغوسلافيا ويصل بمارادونا ورفاقه إلى المباراة النهائية أمام ألمانيا لكنه لم يتمكن من تكرار لعبته بعد أن تمكن أندرياس بريمة من تحويل ركلة جزاء مثالية في توقيت قاتل ليرفع الألمان الكأس الغالية أمام دموع مارادونا.
وإذا كان جويكوتشيا نفسه قد آمن بالحظ السعيد لبعض الوقت فإنه لا يمكن لومك إن كنت تتصور ذلك، لكن ربما يعطيك تفوق الألمان المستمر في ركلات الترجيح بعض الإحساس بالذنب من هكذا تفكير، وقد تحسم معاناة الطليان من ركلات الترجيح في 3 كؤوس عالم متتالية بين 1990 و1998 الأمر، أما إن زنجرت معترضًا فليس هناك أدل من أرجل لاعبي إنجلترا المرتجفة على الدوام وهي تهدر الركلات في كل بطولة كبيرة عالمين بما ينتظرهم من عناوين وقحة من ذا صن وديلي ميرور جاهزة لنهشهم وسحقهم.
ما هو أكثر وصف سمعته من معلقي كرة القدم عن ركلات الجزاء أو الترجيح؟ الحظ أليس كذلك؟ كثيرًا ما سمعت وصف “ركلات الحظ الترجيحية” أثناء استماعي للتعليق على المباريات حتى ترسّخ الأمر في ذهني أن الأمر يعتمد على التوفيق بنسبة كبيرة عند تسديد ركلة جزاء احتُسب في البريميرليج في آخر 3 مواسم ما متوسطه 4,6 ركلة لكل فريق (ربما يجدر بأحدهم البحث عن نسبته التي خطفها مانشستر يونايتد وبرونو فيرنانديش في الموسم الأخير!) أي أننا نتحدث عن فرصة لانتزاع عدد لا بأس به أبدًا من النقاط إن نجحت في تلك التسديدات.
في الواقع أنت لم تكن مذنبًا إلى هذا الحد عندما كنت شعرت في لحظة من اللحظات أنه اسم يليق بها “ركلات الحظ” إذ لم تكن وحدك على أية حال. أحد أهم أبطال ركلات الترجيح في التاريخ سيرخيو جويكوتشيا كان يعاني كثيرًا بعد انتهاء الوقت الإضافي لمباراة منتخب بلاده الأرجنتين في كأس العالم 1990 ضد يوغوسلافيا وذلك لأنه كان يريد الذهاب لدورة المياه.
ولأن قوانين كرة القدم تسمح بذهابك إلى دورة المياه خلال المباريات لكن ليس عقب انتهاء الوقت فإن جويكوتشيا اضطر لتلبية نداء الطبيعة بجانب المرمى قبل أن يعوض ما أهدره دييجو مارادونا الذي أضاع ركلة الترجيح الثالثة لينقذ جوي ركلتي ترجيح ويذهب بمنتخب الألبيسيلستي إلى نصف نهائي البطولة. ويبدو وأن ما فعله جويكوتشيا بجانب المرمى قد جعله يتفاءل بالأمر من باب استدعاء الحظ السعيد ليطلب من زملائه الالتفاف حوله عقب انتهاء مباراة إيطاليا في نصف النهائي بتعادل جديد والاحتكام إلى ركلات الترجيح ليعيد جويكوتشيا الكرة ويفرغ مثانته إلى جانب المرمى مجددًا فينجح في تكرار ما فعله أمام يوغوسلافيا ويصل بمارادونا ورفاقه إلى المباراة النهائية أمام ألمانيا لكنه لم يتمكن من تكرار لعبته بعد أن تمكن أندرياس بريمة من تحويل ركلة جزاء مثالية في توقيت قاتل ليرفع الألمان الكأس الغالية أمام دموع مارادونا.
وإذا كان جويكوتشيا نفسه قد آمن بالحظ السعيد لبعض الوقت فإنه لا يمكن لومك إن كنت تتصور ذلك، لكن ربما يعطيك تفوق الألمان المستمر في ركلات الترجيح بعض الإحساس بالذنب من هكذا تفكير، وقد تحسم معاناة الطليان من ركلات الترجيح في 3 كؤوس عالم متتالية بين 1990 و1998 الأمر، أما إن زنجرت معترضًا فليس هناك أدل من أرجل لاعبي إنجلترا المرتجفة على الدوام وهي تهدر الركلات في كل بطولة كبيرة عالمين بما ينتظرهم من عناوين وقحة من ذا صن وديلي ميرور جاهزة لنهشهم وسحقهم.
“إما تمتلكها أو لا” يتحدث الحارس الإيطالي السابق الكبير جيانلوكا باليوكا عن موهبة التصدي لركلات الجزاء. باليوكا هنا ارتقى قليلًا عما فعله جويكوتشيا بالإيمان بالحظ بحديثه عن موهبة ما قد يمتلكها بعض الحراس وقد لا يمتلكها آخرون لكنه ارتقى أكثر بالتفكير بعدما قال في تصريحات سابقة لتوتو سبورت “يمكنك التحسن من خلال التدريبات، لكنها موهبة طبيعية. بالتأكيد، عليك أن تجتهد في الأمر بدراسة المنافسين. لقد كنت أشاهد فيديوهات وأسجل كيف يتعامل متخصصو تسديد ركلات الجزاء مع الكرة. تحتاج كذلك لأرجل انفجارية قوية تمكنك من القفز بأقصى قدرة ممكنة وربما بعض الطول، لكن عليك أن تفهم نفسية مسدد الركلة”.
همممم.. إذًا التدريب مهم، بل هو مهم جدًا. هناك رجل يعي ذلك جيدًا وهو مات لو تيسييه، الرجل الذي نجح في وضع 48 ركلة جزاء في الشباك من أصل 49 تصدى لهم في تاريخه والسر؟ يقول أسطورة ساوثامتون أنه كان يُحضر أحد الحراس من فرق الشباب ويسدد عليه 10 ركلات جزاء مع رهانه على مبلغ من المال مع كل تصدي. بالطبع يقاتل الحارس الشاب على كل كرة تمثّل له مبلغًا من المال قد يصنع فارقًا في حياته فيما لا يريد لو تيسييه خسارة بعض أمواله متبعًا استراتيجيته باستمرار.. سدد بباطن القدم بقوة على بعد ياردة واحدة من أحد القائمين وتدرب على ذلك كثيرًا حتى لا تُخطئ، ويبدو وأنها كانت استراتيجية ناجحة جدًا، لكن لتكون ناجحة فإن لو تيسييه قال إنه أنه لابد أن يمكنك التدريب الكثير في النهاية من امتلاك القدرة على تبديل قرارك في اختيار الزاوية في آخر لحظة إن تبدّى لك بوضوح وأن الحارس سيذهب في الاتجاه الذي ستسدد فيه.

إذًا الموهبة مهمة، التدريب بكثرة سواء للحارس أو المسدد بعض الحظ حتى لو ستتبول بجانب القائم؟ كلها عوامل مُساعدة، لكن لكي لا نظلم جويكوتشيا فإن الأمر لم يكن مجرد اعتماد كلي على الحظ بل كان مجرد رد فعل عفوي يمارسه كثير من لاعبي العالم.. في الواقع فإن جويكوتشيا في حديثه مع موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” وصف تلك اللحظات الخالدة في تاريخه وتاريخ الأرجنتين بدقة خلال مباراة يوغوسلافيا.
“كنت أعرف أن برنوفيتش لن يسدد الكرة بقوة شديدة. لقد كان الأمر مسألة انتظار حتى اللحظة الأخيرة جدًا لأرى كيف سيتهيأ جسده لتسديد الكرة. لقد كان أعسرًا ومنطقيًا كنت أتوقع أن يسدد الكرة إلى يساري. ذهبت إلى هذا الاتجاه عالمًا بأنني سأجد الكرة هناك”.
كنا سيئي الحظ عندما خسرنا فرصة معرفة الكثير عن سر التصدي لركلات الترجيح والجزاء من واحد من أفضل ممن أجادوا التصدي لها وهو الرجل الذي تصدى لـ6 ركلات جزاء في 8 سُددوا عليه موسم 2010/2011 من الكالتشيو.. سمير هندانوفيتش.
حارس الإنتر -الذي كان كاكا وإيتو وهامسيك وكريسبو وغيرهم على قائمة ضحاياه- نجح كذلك كذلك تصدى في حدود ما بين عامي 2014 و2016 إلى 7 ركلات جزاء من 16 بنسبة نجاح 43,8% بحسب شبكة أوبتا لكنه رغم قدرته الكبيرة على هذا الأمر كان يرفض كثيرًا التمعّن في التصريح بشأنها بل في احدى المرات أجاب بأنه لا يريد الحديث عن الأمر من الأساس، لكن في تصريحات أخرى قال لصحيفة لا جازيتا ديلو سبورت “التصدي لركلات الجزاء ليست مقياسًا للحكم على حارس المرمى ما إذا كان جيدًأ أم لا. إن كان هناك حارس قادر على القيام بالكثير من التصديات من مسافة 11 مترًا فإنه لا يستحق مديحًا أكثر ممن يفشل في ذلك. الإحصائيات مهمة لكنها ليست الطريقة الوحيدة للحكم على حارس المرمى”.
ربما لم يكن هندانوفيتش يريد أن يُنظر إليه فقط كحارس مميز في ركلات الترجيح. ألّا يُنظر إليه كتيم كرول مثلًا؟ أتذكرونه؟ حارس نيوكاسل الذي تصدى لركلتي جزاء أمام كوستاريكا ليُرسل منتخب بلاده هولندا إلى نصف نهائي كأس العالم 2014؟
حسنًا، في الواقع فإن كرول لم يكن في تلك الأوقات حارسًا مرعبًا للمنافسين في مسألة التصدي، ففي 20 ركلة جزاء سُددت عليه في البريميرليج قبل تلك الواقعة، تصدى الحارس الهولندي لاثنتين فقط!
فان خال سيطر على الأمور بهذا التبديل بحارس اكتسب شهرة ركلات الجزاء فقط من تلك المباراة، بينما هناك من كانت استراتيجيته بسيطة مبسّطة جدًا ليشعر وأنه مسيطر على الأمور وهو الحارس بيتر شمايكل الذي قال من قبل “لا آبه كثيرًا بمن سيسدد الكرة. في ركلات الترجيح مازلت سأقفز يسارًا، يمينًا، يمينًا، يسارًا ثم يمينًا. هذا ما سأفعله، وهو ما يمنحني الفكرة أو الانطباع أنني من أسيطر على الأمور”
أضف من فضلك إلى اللائحة بعض الألعاب النفسية البسيطة تجاه المنافسين أو تجاه عقلك نفسه…
وعندما تجمع بين الألعاب النفسية تجاه المنافسين وما تحدث عنه جويكوتشيا بشأن الانتظار حتى اللحظة الأخيرة جدًا -وجدًا هنا لأننا نعنيها بحق.. هي الأخيرة حقًا قبل خروج الكرة من قدم اللاعب بلحظة واحدة- فإنه لا يوجد من نلجأ إليه أكثر من الملك.. ملك ركلات الترجيح والجزاء.. دييجو ألفيش.
حارس مرمى فالنسيا السابق انضم إليه قادمًا من ألميريا بسجل يبلغ 12 تصديًا لركلات الجزاء من 18 سُددت عليه! وقد غادر نادي الخفافيش والليجا عمومًا إلى فلامينجو البرازيلي بسجل يبلغ 50 ركلة جزاء مُسددة عليه تصدى لـ24 منها، لكن ينبغي أن تعرف أن في الـ26 الأخريات كانت هناك تسديدتين خرجتا من حدود المرمى من الأساس أي أنه يتبقى 24 فقط سُجلت في مرماه وهو ما يعني أن ألفيش تصدى لـ50% بالتمام والكمال مما سُدد عليه! جنون أليس كذلك؟!

تخيل أن تنبري لركلة جزاء وأنت تعلم أن نسبة تسجيلك لها فقط 50% في لعبة أنت من الأصل مُطالب بتسجيلها فهي فرصة ينجح فيها ما يدور في فلك 75% من الركلات (ضغط مبدئي واضح على المُسدد في مقابل شيء لا يُلام عليه الحارس عادة).. أي ضغطٍ هذا؟!
وبطريقة البيضة والدجاجة، فإن علينا أن نفهم هل اكتسب ألفيش سمعته من ألاعيبه النفسية الرقمية هذه أم أن تلك الألاعيب ساعد فيها هو نفسه بقوة قبل أن تلعب اللعب الرقمية لعبتها، إذ يحكي الرجل الوحيد الذي تصدى لأكثر من ركلة جزاء لكريستيانو رونالدو أنه في احدى المرات التي كان سيسدد فيها كريستيانو ركلة الجزاء عليه أنه ذهب إليه وهمس في أذنه “لا تسدد على يميني”، لكن رونالدو سدد على يمين ألفيش الذي قفز هو الآخر إلى اليمين وتصدى للكرة.
ربما كان ألفيش هنا يفكر في أن كريستيانو رونالدو شخص عنيد وراهن على أن كريستيانو سيتحداه في التسديد على نفس الزاوية التي نصحه بعدم التسديد فيها، ونجح البرازيلي في رهانه.
لكن الرجل -الذي تصدى لركلة جزاء من ليونيل ميسي وركلتي جزاء من أتلتيكو مدريد للاعبين مختلفين في نفس المباراة- ليس فقط حارسًا يمتلك بعض الحيل النفسية فهو يتبع استراتيجية تبديل اتجاهه طوال الوقت قبل تسديد اللاعب للركلة مع بعض الاستمالة للمسدد إلى زاوية أخرى، لكنه يمتلك في نفس الوقت قدرة هائلة على تبديل اتجاه قفزته في اللحظة الأخيرة إن استنبط أن اللاعب سيسدد في اتجاه آخر.
وتلك الخصلتان ربما ما يجعلانه مختلفًا عن أي حارس آخر يقفز كالمجنون يمينًا ويسارًا قبل التسديد، فهو لديه قدرة على أن يفعل ذلك مع المحافظة على تركيز هائل لمعرفة إلى أين ينوي اللاعب التسديد وكذلك الاحتفاظ بالقدرة على تغيير الاتجاه في آخر لحظة، وتبقى بعض التسديدات التي فشل في إيقافها فقط معتمدة على قصر قامته النسبية أو سرعة الكرة الهائلة كما فعل ليونيل ميسي عندما فشل قبل ذلك في التسديد أمامه فقرر التسديد بأقوى قوة ممكنة بوجه القدم أرضية زاحفة قفز معها ألفيش لكن الكرة كانت أسرع منه ليفوز برشلونة في الدقيقة 94 على فالنسيا بنتيجة 3-2 في مباراة شهيرة بملعب ميستايا.
ألفيش سحره كان في السيطرة.. السيطرة على الأمور، ليست بطريقة شمايكل العشوائية لكن بما كان يفعله وهو ما أكده مدربه في فالنسيا خوسيه مانويل أوتشوتورينا، بينما كانت أكثر لفظة استخدمها الحارس البرازيلي في مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز الأمريكية هي أن “ركلات الجزاء هي لعبة ذهنية في المقام الأول”.
هناك مباراة شهيرة قرر فيها أحد الحراس السيطرة على الأمور فانقلبت إلى لعبة ذهنية عند المنافسين. صيف 2006 ومباراة كلاسيكية جديدة بين ألمانيا والأرجنتين في كأس العالم. ركلات ترجيح تأجلت من عام 1990 لتصير واقعًأ بعدها بـ16 عامًا كالحل الوحيد لكسر التعادل بين الغريمين.
ينس ليمان يحمل ورقة كتب عليها ملاحظات حول طريقة تسديد لاعبي الأرجنتين لركلات الترجيح: 1- ريكيلمي أعلى اليسار 2- كريسبو إن ابتعد مسافة طويلة سيسدد يمينًا وإن ابتعد مسافة قصيرة سيسدد يسارًا 3- هاينزة أسفل اليسار 4- أيالا ينتظر كثيرًا من مسافة بعيدة ثم يسدد يمينًا 5- ميسي يسار 6- أيمار انتظار طويل ثم يسارًا 7 رودريجيز يسارًا.
بغض النظر عن أن ليمان تصدى لركلة أيالا وقفز بشكل صحيح إلى كرة رودريجيز بينما لم يكن اسما المسددين كروز وكامبياسو موجودين في الورقة، فإن الاستفادة قد تحققت بطريقة أخرى على لسان المنافس خوان رومان ريكيلمي الذي امتلك نظرية لطيفة عندما قال “الورقة لم يكن مكتوبًا عليها شيء. لقد كان الأمر حول تأخير تسديد الركلات وجعل لاعبينا يقتنعون أنه يعرف أين سيسددون.
هناك من كان قادرًا على التغلب على الأمور النفسية تلك بقوة الشخصية والتحضير الذهني الكبير، فروبيرت ليفاندوفسكي ربما يكون واحدًا من أنجح اللاعبين في العصر الحديث في تسديد ركلات الجزاء إذ أنه حتى الصيف الماضي كان قد سدد 33 ركلة ناجحة من أصل 36 انبرى لها، وفي مسألة التعامل النفسي نصح اللاعبون بأمرين مهمين لإظهار عدم التوتر والمحافظة على رباطة الجأش: “لا تعطي ظهرك للحارس وأنت تتراجع للتسديد ولا تركض تجاه الكرة بمجرد إطلاق الحكم لصافرته بل انتظر قليلًا”.
ماذا يحدث في الوقت الحالي؟
ما نراه حاليًا هو انتشار الكثير من أساليب التسديد، ففي السنوات الـ10 الأخيرة لم تعد فكرة التسديد في زاوية بباطن القدم هي الفكرة الوحيدة المنتشرة، بل بات أسلوب التسديد بطريقة بانينكا منتشرًا أكثر من أي وقتٍ مضى، وكذلك أصبح اللاعبون يسددون أكثر بقوة في منتصف المرمى فيما ظهر لاعبون يسددون بطرق نادرة الإجادة مثلما كان يفعل المهاجم الإيطالي ماريو بالوتيلي أو لاعب الوسط الإيطالي جورجينيو أو المدافع الإسباني سيرخيو راموس وكلها على اختلاف التكنيك تدور حول فكرة الانتظار حتى آخر لحظة وعدم ترك فسحة لتحكم حارس المرمى في فرصة الكرة أكثر منك وتحويل التسديدة إلى 50-50.. سددتها في الزاوية الأخرى فأنت رابح، سددتها في زاوية الحارس فأنت خاسر.
لكن حتى مثل هذا الأسلوب الذي انتزع إعجاب كثير من الجماهير في السنوات الأخيرة وأتى أكله بشكل واضح (الثلاثي المذكور آنفًا من ضمن الأفضل في التسديد على مستوى العالم) يبدو وأنه في طريقه للحل من قبل حراس المرمى إن استمر تطورهم.
فأينما يوجد الداء سيكتشف الإنسان الدواء، ظهر أكثر من حارس قادر على حل لوغاريتم جورجينيو، إذ لم يعد الأخير هو الوحيد الذي ينتظر حتى اللحظة الأخيرة بل بات الحارس كذلك ما وضع لاعب وسط تشيلسي في مأزق في أكثر من تسديدة، وأخيرًا انهارت سيطرة سيرخيو راموس المبهرة على التسديدات بعد 25 ركلة متتالية ناجحة بعدما أبدع حارس سويسرا يان سومير في التصدي لركلتي جزاء في نفس اللقاء من قائد إسبانيا خلال لقاء المنتخبين في دوري الأمم الأوروبية عن طريق اتباع نفس القاعدة.. امتلاك رباطة الجأش وفل الحديد بالحديد، أي الانتظار حتى اللحظة الأخيرة هو الآخر وهذا كله لن يأتي إلا من خلال تدريب مستمر على هذا مقاومة هذا الأسلوب.
هل الحل إذًا في أن يستمر اللاعب في تغيير أسلوبه؟ أمامنا عينة مثالية للتدليل على أن هذا ليس الحل أيضًا، فممفيس ديباي الذي يُبدع أحيانًا في تسديد بعض ركلات الجزاء لا يمتلك أسلوب تسديد معين لكن يبدو وأن هذا يشتته عن الإجادة إذ نجح في 8 من 14 ركلة جزاء سددها فقط!
وإن سألتني شخصيًا عن الحل فربما يكون الحل موجودًا في إحصائية تسديد ركلات الجزاء في كأس العالم وكأس أوروبا تاريخيًا بأن تسدد في الجزء العلوي من المرمى إما في المنتصف أو الزاوية اليمنى واليسرى بحسب قدمك التي تسدد بها.. ليس ضروريًا تسديدها في زاوية مثالية حيث يسكن الشيطان كما يقولون بل فقط في تلك المنطقة حيث لم يتم التصدى إلا نادرًا جدًا عندما تم تسديد الكرة في تلك المنطقة بحسب الإحصائية بالرسم التالي. (المصدر: أوبتا ومجلة ذي أوكونوميست)

أما إن لم تثق في الأمر وتراها مخاطرة شديدة مع الضغط الكبير بأن تجد مصير كرتك في عنان السماء، فإن العودة للأصول بطريقة تسديد لو تيسييه بباطن القدم بقوة وثبات في زاوية منخفضة مع الاحتفاظ بمفتاح نجاحه بالتدريب المتواصل لإجادة تغيير الزاوية في اللحظة الأخيرة إن بدا لك غير ذلك، مع الكثير من الدعاء ألا يكون دييجو ألفيش في الجانب الآخر من التسديدة.