حين كانت تتعقد الأمور تحديدا في السنوات الأخيرة بسبب ضعف المستوى الفني للمدرب الجالس على دكة البدلاء وعدم قدرته على التدخل الخططي كانت تُمرر الكرة لليونيل ميسي لأنه يعرف كيفية التصرف وإيجاد الحلول الفردية سواء بتمريرة كاسرة للخطوط أو بمراوغة ساحرة تفك الاشتباك.
لكن الآن لن يتواجد ميسي مجدداً في خط هجوم برشلونة، ولن يمتلك الفريق من كان يفعل أشياء استثنائية لا يفعلها غيره، ليخسر الفريق الكتالوني كل الميزات التي كان يقدمها له النجم الأرجنتيني ويكون على المدرب إيجاد الحل بنفسه –لا بقدم ميسي- عندما تتعقد الأمور.
ولأن تعويض ميسي من المستحيل، فإننا لن نقارن أرقامه الفردية بأي لاعب في برشلونة، وبالطبع أي لاعب في العالم، لأن معدلاته خلال المباريات تفوق أي لاعب.
يكفي أن نوضح أن ميسي سجل 27 هدفاً في الدوري الإسباني دون احتساب ركلات الجزاء، رغم أن نسبة أهدافه المتوقعة كانت 19.5 هدفا متوقعاً (xG)، أي أنه يسجل من فرصة غير قابلة للتسجيل.
حين كانت تتعقد الأمور تحديدا في السنوات الأخيرة بسبب ضعف المستوى الفني للمدرب الجالس على دكة البدلاء وعدم قدرته على التدخل الخططي كانت تُمرر الكرة لليونيل ميسي لأنه يعرف كيفية التصرف وإيجاد الحلول الفردية سواء بتمريرة كاسرة للخطوط أو بمراوغة ساحرة تفك الاشتباك.
لكن الآن لن يتواجد ميسي مجدداً في خط هجوم برشلونة، ولن يمتلك الفريق من كان يفعل أشياء استثنائية لا يفعلها غيره، ليخسر الفريق الكتالوني كل الميزات التي كان يقدمها له النجم الأرجنتيني ويكون على المدرب إيجاد الحل بنفسه –لا بقدم ميسي- عندما تتعقد الأمور.
ولأن تعويض ميسي من المستحيل، فإننا لن نقارن أرقامه الفردية بأي لاعب في برشلونة، وبالطبع أي لاعب في العالم، لأن معدلاته خلال المباريات تفوق أي لاعب.
يكفي أن نوضح أن ميسي سجل 27 هدفاً في الدوري الإسباني دون احتساب ركلات الجزاء، رغم أن نسبة أهدافه المتوقعة كانت 19.5 هدفا متوقعاً (xG)، أي أنه يسجل من فرصة غير قابلة للتسجيل.
وأيضاً سنوضح أن ميسي صنع 9 أهداف رغم أن نسبة الأهداف المتوقع صناعتها بلغت 10.8 هدفاً (xA)، أي أن زملائه لم يستغلوا فرصا سهلة للغاية قدمها لهم للتسجيل.
بجانب أننا سنبرز أن ميسي يبتكر 7.17 موقفاً للتسديد خلال المباراة، و1.13 موقفاً للتسجيل مع إكمال 4.43 مراوغة صحيحة طوال الـ90 دقيقة، وهي معدلات أقل يقال عنها أنها رائعة.
فكيف سيهاجم برشلونة بعد رحيل ميسي؟
يمتلك رونالد كومان مدرب برشلونة عدة أسماء رنانة في خط الهجوم، لكنها تظل أسماء للاعبين كانوا متألقين في السابق، وتأثر مستواهم سواء بعد انتقالهم لكتالونيا أو بسبب الإصابة.
فقائمة تضم كلاً من: أنطوان جريزمان وفيليبي كوتينيو وعثمان ديمبيلي، بالإضافة للناشئ المصاب أنسو فاتي مع الوافدين الجديدين ممفيس ديباي وسيرجيو أجويرو بجانب مارتن برايثويت الذي قدم أداء لا بأس به مع الدنمارك في يورو 2020؛ قد تنم عن أن برشلونة قادر على فعل شيء، لأن الأسماء السابقة كانت نجوماً في السابق وتقمصت شخصية البطل من قبل.
لكن بالنظر لمستواهم في أرض الملعب، سيجد كومان وأغلب جماهير برشلونة أنفسهم في مأزق كبير.
فميسي كان يفعل كل شيء تقريباً في هجوم برشلونة، كان يسجل ويصنع، ويقدم تمريرة ما قبل صناعة الهدف أيضاً، بل أحيانا كان يلعب بجوار لاعب الارتكاز حتى يساعد في الصعود بالكرة للأمام.
فجريزمان لم يظهر بمستواه المعهود مع أتليتكو مدريد منذ انتقاله لبرشلونة، وديمبيلي دائم الإصابة، وإن لم يُصاب فلن يكون فعالاً، ربما لأنه فقد الثقة بنفسه وربما لأنه يهتم بألعاب الفيديو أكثر من كرة القدم، وهو الاهتمام الذي كلفه التغريم ماليا بعدما ذهب متأخراً لمران الفريق لانشغاله ليلاً بلعب “البلايستشين” مما فوّت عليه موعد التدريب.
كذلك لا يقدم كوتينيو أي شيء بعدما جاء من ليفربول، فيما ضربت الإصابات أجويرو وأثرت على مستواه بالسلب، بل أن التعاقد معه في الصيف الحالي كان أحد طرق إقناع ميسي بالتجديد، قبل أن تكتشف إدارة برشلونة عدم قدرتها على تسجيل عقد ميسي بسبب الأزمة المالية التي ضربت النادي.
فقط يمتلك برشلونة خطاً هجومياً قد يكون رائعا في لعبة “البلايستشين” وليس الواقع.
ورغم المشهد السيئ الظاهر أمامنا إلا أن الأمور قد تختلف رأساً على عقب ولا يكون خط برشلونة سيئاً بالدرجة الذي يعتقدها البعض والسبب هو رحيل ميسي.
لن نقول أن وجود ميسي أثر بالسلب على لاعبي خط الهجوم، لأنهم يلعبون في نفس الأماكن التي يُفضل التواجد بها في أرض الملعب، ولأنهم كانوا اختيارات خاطئة من البداية من قِبل الإدارة ومن قِبل المدرب إرنستو فالفيردي الذي كان حاضرا حين وقع برشلونة معهم.
ولكن قد يكون رحيل ميسي فرصة لهؤلاء لكي يثبتوا أنفسهم وينتفضوا.
صحيح أنهم –وعلى الأغلب لأننا لا نعلم المستقبل- لكننا نستنتج ما سيحدث وفقاً لمعدلات اللاعبين السابقة- أنهم لن يحققوا معدلات ميسي، لكنهم قد يبلوا بلاء حسناً.
والسبب في ذلك هو أن كل لاعب من اللاعبين السابقين قد يحاول استغلال الفرصة ليكون النجم الجديد للفريق، ويتذكر أنه كان نجم فريقه السابق قبل برشلونة، وأن الفرصة متاحة للعب دون التمرير لميسي ودون القلق من الانتقاد لعدم التمرير له رغم أن عدم التمرير له لا يعد شرطاً بالأساس.
فما هو الرسم الخططي المنتظر لبرشلونة في الموسم الجديد؟
لن يغير كومان من خطته المفضلة 4-3-3 لكن أماكن اللاعبين هي من ستتغير.
البداية ستكون مع ديباي القادم من ليون بعد انتهاء تعاقده مع الفريق الفرنسي، وهو اللاعب الذي يعرفه كومان جيداً بعدما دربه في منتخب هولندا من قبل.
لم يعد ديباي ذلك الجناح الذي يفضل الركض بالكرة والمراوغة على الجانب الأيسر فقط.
مع ليون أصبح ديباي لاعب أكثر شمولية، يجيد اللعب في العمق والتحرك من خلف المدافعين من جانبي الملعب.
هنا مثلا، يتمركز ديباي في الجانب الأيمن ويركض نحو المرمى للحصول على تمريرة زميله.

أما في هذه اللعبة، فتمركز في العمق، ثم تبادل الكرة مع زميله وتحرك لمنطقة الجزاء وسجل.

اللعب في العمق لا يعتمد على التحرك نحو المرمى فقط، بل صناعة الأهداف أيضاً.

هنا ومن قبل دائرة منتصف الملعب، صنع هدفاً بتمريرة رائعة خلف المدافعين.

وهنا أيضاً من العمق مرر لزميله المنطلق على اليمين.

وحين يذهب على الطرف يرسل ديباي الكرات العرضية لزملائه.

لقطة أخرى:

صناعة هدف:

أو يراوغ من الجانب الأيمن ثم يسدد كهذه اللعبة.

لذلك سيكون ديباي هو أول الأسماء التي يعتمد عليها كومان في هجوم برشلونة.

فسيبدأ المباراة وهو على الجانب الأيسر، على أن يكون جريزمان هو مهاجم الفريق.
في قلب الملعب كان جريزمان ناجحاً للغاية مع أتليتكو مدريد لكن مع وجود مهاجم صريح مثل دييجو كوستا وهو ما لم يجده في برشلونة.
كما أن العمق في برشلونة كان مسؤولية ميسي، لذلك كان جريزمان دائم التمركز على الطرف وهي الرقعة التي لا يقدم بها مستواه المعهود.
لكن حين يلعب في العمق كان يظهر بشكل جيد، مثلما لعب ضد ريال بيتيس في موسم 2018-2019. صحيح كانت أولى مبارياته مع برشلونة، ولم يكن قد تعرض للضغط أو المقارنة بينه وبين لاعبين آخرين، لكنه ظهر بمستوى طيب وسجل هدفين.
لذلك وبعد رحيل ميسي، ستكون منطقة 14 –المساحة التي خارج قوس منطقة الجزاء- ملك لجريزمان، ولن يضطر للعب في مركز الجناح الذي يقلل من إمكانياته.
كما أن ديباي وجريزمان سيتواجدان في العمق معاً أغلب فترات المباراة مع صعود جوردي ألبا من مركز الظهير الأيسر ليلعب كجناح أثناء الهجوم، على أن يكون واحداً منهما أمام الآخر، وهو ما سيوفر لهما الدعم والطريقة التي يفضلون اللعب بها.
أما على الجانب الأيمن، فسيكون اختيار كومان للاعب يجيد الأدوار الدفاعية.
فمع غياب فاتي للإصابة، وتراجع مستوى كوتينيو مع رغبة إدارة النادي في التخلص منه، قد يكون برايثوايت هو الاختيار الأمثل خصوصاً بعدما لعب في مركز الجناح الأيمن مع الدنمارك في يورو 2020 وكان مميزاً في أداء هذا الدور.
أو ربما يفضل كومان الاستمرار على نفس الرسم الخططي الذي أنهى به الموسم الماضي، وهو 3-5-2، وفي هذه الحالة سيكون الثنائي الهجومي هو ديباي وجريزمان.
ووقتها سيتمركزان سوياً في العمق، ويتبادلا المراكز، تارة جريزمان خلف ديباي وتارة العكس.
وعلى دكة البدلاء سيتواجد ديمبيلي، مع أجويرو الذي سيكون بديلاً ممتازاً في المباريات التي تتعقد فيها الأمور أو لاعباً أساسياً في المباريات السهلة نسبياً والتي لن تحتاج لجناح هجومي يجيد الأدوار الدفاعية ويعود للخلف لمساندة الظهير في كل هجمة.
لكن كومان سينتظر لـ10 أسابيع على الأغلب حتى عودة أجويرو من الإصابة التي لحقت به في قدمه اليمنى.
في النهاية، فنحن نتكهن بما سيحدث ونحاول النظر للجانب المشرق من القصة، لأن برشلونة لديه نجوما في خط الهجوم بالفعل لكن المشكلة أنهم ليسوا بحجم ميسي –لأن لا أحد بحجم ميسي- والآن عليهم إثبات أنفسهم من جديد ويستغلوا خروج “ليو” من الفريق.
لكن عليهم أيضا معرفة أنهم لن يعوضوا معدلات ميسي التهديفية، وعلى الجماهير أيضا إدراك ذلك.