انتهت رحلة المنتخب المصري الأولمبي في دورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020 في الدور ربع النهائي للمسابقة، لكنها كادت أن تنتهي في وقت مبكر لولا وجود محمد الشناوي.
ضمن الثلاثي الذي يسمح للمنتخبات الأولمبية ضمه فوق السن المحدد للعب في الأولمبياد وهو 23 عاماً، تواجد الشناوي في طوكيو 2020 ليكون أول حارس مرمى مصري يلعب في كأس العالم وكأس العالم للأندية والأولمبياد.
لكن الشناوي لم يكتفِ بهذا الإنجاز فحسب، وتواجد على مدار مباريات المنتخب بين مدينتي سابورو وطوكيو بكل قوة للدفاع عن مرماه، فلم يستقبل إلا هدفين خلال 4 مباريات، لكن لأن فرق كرة القدم تفوز بسبب الإسهامات الـ11 لاعباً وليس لاعب فقط أو اثنين أو حتى 5، ودع الفراعنة البطولة بعد الخسارة من البرازيل.
أما الشناوي فترك بصمة لن تنساها الجماهير المصرية، بعدما أنقذ 14 تسديدة، سنحلل بعض منها بالتفصيل.
انتهت رحلة المنتخب المصري الأولمبي في دورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020 في الدور ربع النهائي للمسابقة، لكنها كادت أن تنتهي في وقت مبكر لولا وجود محمد الشناوي.
ضمن الثلاثي الذي يسمح للمنتخبات الأولمبية ضمه فوق السن المحدد للعب في الأولمبياد وهو 23 عاماً، تواجد الشناوي في طوكيو 2020 ليكون أول حارس مرمى مصري يلعب في كأس العالم وكأس العالم للأندية والأولمبياد.
لكن الشناوي لم يكتفِ بهذا الإنجاز فحسب، وتواجد على مدار مباريات المنتخب بين مدينتي سابورو وطوكيو بكل قوة للدفاع عن مرماه، فلم يستقبل إلا هدفين خلال 4 مباريات، لكن لأن فرق كرة القدم تفوز بسبب الإسهامات الـ11 لاعباً وليس لاعب فقط أو اثنين أو حتى 5، ودع الفراعنة البطولة بعد الخسارة من البرازيل.
أما الشناوي فترك بصمة لن تنساها الجماهير المصرية، بعدما أنقذ 14 تسديدة، سنحلل بعض منها بالتفصيل.
فما هو سر تألق الشناوي؟ وكيف يتخذ دائما القرار الصحيح في التوقيت المناسب؟ وهل توجيهه لزملائه بصوت مرتفع خلال المباريات قد تؤثر عليهم؟
Sport360plus تحدث مع طارق سليمان، مدرب حراس مرمى الأهلي السابق عن أداء الشناوي في أولمبياد طوكيو وللإجابة عن هذه الأسئلة وأكثر.
بداية تحدث طارق سليمان عن مدى تأثير الشناوي، وقال: “لقد ساعد المنتخب الأولمبي للغاية، ضد استراليا تحديداً كان له أكثر من إنقاذ رائع، منهم كرة كادت أن تجعل النتيجة 1-1، قبل أن يسجل لاعبو شوقي غريب الهدف الثاني”.
وواصل “بشكل عام أعطى الثقة لزملائه، في مباراة إسبانيا كان جيداً ومباراة الأرجنتين رغم الخسارة، وحتى ضد البرازيل كان سبباً كي لا يخسر المنتخب بنتيجة ثقيلة، الشناوي يعد من أفضل لاعبي مسابقة كرة القدم في أولمبياد طوكيو”.
وشدد “مستوى الشناوي ليس مفاجئاً، لقد لعب في كأس العالم وتألق، وأيضاً في كأس العالم للأندية قدم أداءً رائعا ضد بايرن ميونيخ وبالميراس”.
أكثر ما ميز أداء الشناوي في البطولة كان الهدوء الذى تحلى به في المباريات، الهدوء الذي كان سبباً في اتخاذه للقرارات بشكل صحيح.
وعن ذلك يفسر سليمان “سر هدوء الشناوي هو ثقته في نفسه وثقته في قدراته وهذا سبب اتخاذه للقرارات بشكل صحيح مثل تحركه بين القائمين والعارضة وخلف زملائه وتوقيت الخروج على الكرة وتوجيه زملائه”.
وأكمل “إذا انفعل اللاعب سيتخذ قرارات خاطئة لذلك يحاول الشناوي أن يكون هادئاً طوال المباراة”.
ضد استراليا مثلاً، خرج الشناوي من مرماه في أكثر من كرة للتعامل مع العرضيات وفاز بها كلها، وأبعد 5 كرات وأنقذ تسديدة من دانيال أرزاني من خارج منطقة الجزاء.
هدوء الشناوي يظهر في هذه الكرة مثلاً، حين تصدى لها بيده اليمنى وهي اليد العكسية في هذا الموقف رغم أن الكرة كانت على يساره، لكنه لم يذهب بيده اليسرى لأنها لن تصل للكرة في الوقت المناسب وإذا نجحت فعلاً في التصدي للكرة فإنها قد تجعلها تعود لمنطقة الجزاء بدلاً من تحويلها لركنية.

لكن رغم ذلك، انتقد البعض اختيار الشناوي من الأساس للمنتخب الأولمبي وكانت مطالبهم تدور حول إعطاء الفرصة لمحمد صبحي أو محمود جاد بدلاً من ضم حارس مرمى فوق السن.
ليرد سليمان على من انتقدوا فكرة اختيار الشناوي قائلاً “كرة القدم ليست هكذا، إذا كان لدي ميزة فعليّ أن أستغلها، اللوائح تسمح بضم 3 لاعبين فوق السن وبانضمام حارس دولي مثل الشناوي فأنا كمدرب أقوم بتأمين هذا المركز، وخلال البطولة ظهر تأثيره على المنتخب الأولمبي”.
خلال البطولة أرسل الشناوي عدة كرات طولية للأمام لتنفيذ الهجمات المرتدة، واحدة من هذه الكرات كانت سبباً في تسجيل مصر للهدف الثاني ضد استراليا بعدما مرر كرة جعلت ناصر منسي في موقف 1 ضد 1 وانتهت بهدف للفراعنة.

وعن إيجادة الشناوي لهذه المهارة، قال سليمان: “يجب أن نعطي كل ذي حق حقه؛ الفضل في تطوير هذا الجانب يعود لمدرب حراس مرمى الأهلي الحالي ميشيل يانكون، لأن في أوروبا يعتمدون على تمريرات الحارس”.

لكن مهارة أخرى تمتع بها الشناوي في طوكيو وهي إنقاذ الكرات.
ضد استراليا، احتفل أحد لاعبي المنتخب برأسية توماس دينج التي كانت في طريقها للمرمى ظناً منه أن الكرة سكنت الشباك، لكن الشناوي تدخل في الوقت المناسب وحولها لركنية.
فكيف أنقذ هذه الكرة؟
أثناء تنفيذ الركنية، تقدم الشناوي للأمام في منطقة الـ6 ياردات لكي يستعد للتعامل مع الكرة والخروج لإبعادها إذا لُعِبت في محيطه.

لكن لُعِبت للخارج ليعود الشناوي للتمركز على خط المرمى. تلك العودة جعلت الشناوي يحصل على مسافة أكبر للتعامل مع الكرة وهو ما يعني امتلاكه لوقت أطول حتى يتصدى لها.

وبعد لعب دينج للكرة، اتخذ الشناوي خطوة لليمين لكي يستعد للذهاب لها وإبعادها عن المرمى.

الخطوات السابقة التي اتخذت خلال ثانيتين فقط من عمر المباراة، والتي شهدت وقوف الشناوي على وجه قدمه الخارجي مع عدم تثبيت كعب قدميه حتى لا يأخذ وقت أطول للوصول للكرة جعلت الإنقاذ شيء سهل بالنسبة له.

ويشير سليمان إلى أن الشناوي لم يتصد للكرة فحسب بل حولها لركنية بدلاً من أن تعود لأحد لاعبي استراليا في منطقة الـ6 ياردات.
العودة للخلف أثناء التصدي للكرات العرضية لم تحدث ضد استراليا لأول مرة بل ظهرت ضد إسبانيا.
هنا ومثل ما حدث ضد استراليا كان يتأهب الشناوي للخروج على العرضية.

لكنه عاد للخلف سريعاً

ونجح في السيطرة على رأسية رافا مير من على خط المرمى.

نوع آخر من التصديات تميز الشناوي به وهو الانفرادات، تحديداً ضد البرازيل.

هنا تغلب ماتيوس كونيا على محمود حمدي الونش وانفرد بالشناوي، لكن بدأ في التحرك من مرماه حتى وصل في الوقت المناسب وقام بحركة “نجمة شمايكل” -التي سُميت باسم الحارس الدنماركي الذي اشتهر بها وهي حركة يقوم فيها الحارس بفرد ذراعيه مع ثني ركبتيه ليغلق أكبر قدر ممكن من المرمى- ليبعد الكرة لركنية.

ولعبة أخرى أيضا كانت ضد جيليرمي أرانا. بمجرد تمرير الكرة للظهير الأيسر للبرازيل

تحرك الشناوي من مرماه وقام بـ “نجمة شمايكل” أيضا

وأجهض فرصة هدف جديد.

يشرح سليمان تكنيك الشناوي في الانفردات ويقول: “حين يخرج الشناوي من مرماه يتحرك في مثلث وهمي، يكون قاعدته خط المرمى، ويتحرك للأمام نحو الكرة في ضلعين وبمسافة واحدة نحو الكرة التي تعد رأس المثلث”.
وتابع “حين يمتلك الشناوي الوقت المناسب للوصول للكرة، فإنه يغلق المرمى أمام اللاعب خصوصاً لأنه يستخدم حركة النجمة”.
وأوضح “لذلك تصدى الشناوي لأكثر من كرة بصدره ووجهه لأنه كان يغلق المرمى بشكل سليم أمام اللاعب، ولم تكن هذه التصديات محض الصدفة”.
إسهام الشناوي في اللعب لا يتعلق بالتصديات الحاسمة أو التمريرات الطولية الدقيقة وإنما التوجيهات الدائمة والمستمرة للاعبين في أرض الملعب. يظهر هذا مع الأهلي وكان حاضراً في طوكيو.
فما رأي سليمان في توجيهات الشناوي لزملائه؟ وهل من الممكن أن تضع بعض من التوتر عليهم نظرا لكثرتها؟
يجيب مدرب حراس الأهلي السابق: “توجيه حارس المرمى لزملائه مهم للغاية، بل أن الحارس يجب أن يعرف خصائص الـ10 مراكز المتواجدة في الملعب لكي يوجههم بشكل سليم”.
واستمر “يجب أن يكون توجيه الحارس لزملائه إيجابي، وألا يكون التوجيه به انتقادات حادة لأن من الوارد أن يُخطئ الحارس، وينقلب الوضع لأن ينتظر كل لاعب خطأ زميله وهنا ستخرج عن إطار الفريق”.
وأكد “بشكل عام لا يشترط عنصر السن أو أن يكون الحارس هو قائد الفريق لكي يوجه زملائه”.
وتذكر سليمان ما كان يحدث مع الشناوي خلال المحاضرات التي كانت تسبق مباريات الأهلي.
وقال: “خلال المحاضرة يعطي المدرب تعليمات بمن سيكون في الحائط البشري، ومن سيلعب بنظام الرقابة الفردية ومن سيقوم بالتغطية في الضربات الثابتة، وكان الشناوي يحفظ هذه التعليمات جيدا لكي ينفذها في الملعب”.
ما فعله الشناوي جعله يؤكد مدى جودته ويُظهر إمكانياته ضد فرق من مدارس كروية مختلفة أصعب وأشرس من التي يتنافس معها في قارة إفريقيا.