إن كنت مشجعًا لتشيلسي، فإنك على الأغلب تستعد للمرة الخامسة أو السادسة لبدء موسم جديد، وأنت في قمة التفاؤل ببناء مشروع قوي، طويل الأجل، مدعومًا بالفوز بلقب دوري أبطال أوروبا لموسم 2020/21، ومع مدرب كبير مثل “توماس توخيل”، أحد أفضل المدربين في العالم.
لكنك تدرك أن هذا التفاؤل قد لا يدوم، لأن حقبة المالك الروسي “رومان أبراموفوفيتش” لم تعرف الاستقرار كثيرًا، ورغم ذلك لم تغب عنها شمس النجاحات، بل ودعمت نظرية “المدرب المؤقت” للتتويج بدوري الأبطال.
عذرًا، لم أكن أقصد إحباطك، ولكي أؤكد لك اعتذاري، سأسير معك على نفس الخط، لأنني بشكل شخصي أشعر أن تشيلسي تطور في أكثر من جانب مقارنة بالماضي، خاصةً على مستوى الإدارة وتطوير الأكاديمية والاستفادة من لاعبيها. ومع دخولنا موسم 2021/2022، فإننا سنحاول توضيح الصورة كاملة ملخصةً في الإجابة على ثلاثة أسئلة.
Gaffer. 💙 pic.twitter.com/N1HG9HCZLV
إن كنت مشجعًا لتشيلسي، فإنك على الأغلب تستعد للمرة الخامسة أو السادسة لبدء موسم جديد، وأنت في قمة التفاؤل ببناء مشروع قوي، طويل الأجل، مدعومًا بالفوز بلقب دوري أبطال أوروبا لموسم 2020/21، ومع مدرب كبير مثل “توماس توخيل”، أحد أفضل المدربين في العالم.
لكنك تدرك أن هذا التفاؤل قد لا يدوم، لأن حقبة المالك الروسي “رومان أبراموفوفيتش” لم تعرف الاستقرار كثيرًا، ورغم ذلك لم تغب عنها شمس النجاحات، بل ودعمت نظرية “المدرب المؤقت” للتتويج بدوري الأبطال.
عذرًا، لم أكن أقصد إحباطك، ولكي أؤكد لك اعتذاري، سأسير معك على نفس الخط، لأنني بشكل شخصي أشعر أن تشيلسي تطور في أكثر من جانب مقارنة بالماضي، خاصةً على مستوى الإدارة وتطوير الأكاديمية والاستفادة من لاعبيها. ومع دخولنا موسم 2021/2022، فإننا سنحاول توضيح الصورة كاملة ملخصةً في الإجابة على ثلاثة أسئلة.
كيف لتشيلسي هذه القدرة على الإنفاق؟
للموسم الثاني على التوالي، يظهر تشيلسي كقوة عظمى في سوق الانتقالات، رغم عزفهم المنفرد في الميركاتو الصيفي لعام 2020، وجلب كل من: إدوارد ميندي، تياجو سيلفا، بين تشيلويل، كاي هافيرتز، حكيم زياش، تيمو فيرنر. أول ما استفاد منه البلوز كانت ظروف جائحة كورونا، التي جعلت الاتحاد الأوروبي يخفف من حدة تطبيقه لقانون اللعب المالي النظيف، ودمج السنة المالية لموسم 20/21 مع السنة التالية.
قبل ذلك، كان الحظ قد لعب دوره بحرمان تشيلسي من دخول سوق الانتقالات بموسم 2018/2019، إذ لم ينفق تشيلسي سوى 40 مليون يورو لضم “كوفاسيتش” من ريال مدريد، وتلقت خزينة البلوز مبلغًا ضخمًا(يزيد عن 100 مليون جنيه استرليني)، جراء بيع الثنائي “إدين هازارد” لريال مدريد، و”ألفارو موراتا” لأتلتيكو مدريد.
أضف إلى ذلك تدخل الروسي “رومان أبراموفيتش” ليضخ من أمواله الخاصة 247 مليون جنيه استرليني لدعم حسابات النادي في تلك السنة المالية، عبر شركة “Fordstam Limited” وهي الشركة الأم لشركة “Chelsea FC plc” المالكة للنادي.
ثم ظهر ذكاء إدارة البلوز في ترحيل عملية إضافة الأموال للحسابات، حيث لم يتم إضافة أموال صفقتي بيع “هازارد” و”موراتا” لحسابات موسم 2018/2019، وتم إضافته لحسابات السنة المالية الجديدة، وبنفس الطريقة أضيفت الصفقات الجديدة لميركاتو 2020 لحسابات السنة المالية التالية(الخاضعة لبعض المرونة من الاتحاد الأوروبي في تطبيق قانون اللعب المالي)، وبهذا أصبح موقف تشيلسي قويًا في الميركاتو.
ما هي فرص لاعبي الأكاديمية واللاعبين المعارين؟
تعد أكاديمية تشيلسي واحدة من أفضل الأكاديميات في أوروبا، وقد برع النادي في الآونة الأخيرة في قنص عدد كبير من المواهب الصغيرة، لكن ظلت المشكلة في عدم قدرتهم على الاستفادة منها في الفريق الأول. كانت البداية الأكثر بروزًا في تلك النقطة، على يد المدرب “فرانك لامبارد”، الذي منح ماونت وتامي أبراهام وكالوم هودسون أودوي ورييس جيمس وتوموري وجيلمور الفرصة.
لكن مع تغيير المدربين، تتغير القناعات، ويتغير مسار عدد من هؤلاء اللاعبين. لكن من حسن الحظ أن “توخيل” من المدربين المهتمين بقطاع الناشئين، وقد صرح مسبقًا أن باب مكتبه مفتوح لجميع مدربي الأكاديمية، وأنه حريص على مشاهدة تدريباتهم، لكن يظل القرار النهائي متعلقًا بالاتفاق بين المدرب والإدارة واللاعب الراغب بالحصول على مزيد من الدقائق لتطوير قدراته، لنجد أنفسنا في الأخير، أمام جيش من المعارين كل عام.
لك أن تتخيل أنه بنهاية موسم 2020/21، عاد إلى تشيلسي 33 لاعبًا معارًا، أبرزهم: روس باركلي، روبن لوفتس تشيك، إيثان أمبادو، باكايوكو، زاباكوستا، المدافع الشاب مارك جويهي، فيكتور موسيس، باتشواي، داني درينكوتر، بابا رحمان، نعم أسماء قد نسيتها أو ظننتها رحلت، لكنها مازالت عقودها سارية في ستامفورد بريدج.
وفقًا لتوقعات الصحف الإنجليزية، فإن تشيلسي يريد التخلص من هذا الجيش، يستثنى من ذلك، الثنائي “مارك جويهي”، و”روبن لوفتس تشيك”. وسيضاف إليه “بيلي جيلمور” الذي أعير إلى نورويتش سيتي، وقد يلحق به الثنائي “أبراهام” و”هودسون أودوي”، لكن لم يتضح إلى الآن إن كان الخروج على هيئة إعارة أم بيع نهائي.
عن ماذا يبحث تشيلسي في الميركاتو؟
دعنا أولاً نتذكر طريقة وأسلوب لعب البلوز تحت قيادة “توماس توخيل”. غير المدرب الألماني الطريقة إلى 3-4-3 معتمدًا على السيطرة على وسط الملعب بمربع مكون من لاعبي الارتكاز وصانعي اللعب، تمديد الملعب عرضيًا باستخدام الجناحين(wing backs). ومع مرور الوقت، تحسنت طريقة ضغط تشيلسي تدريجيًا، خاصة أن مدربهم من المدرسة الألمانية العاشقة للضغط العكسي(الضغط بمجرد فقد الكرة). لكن لأنه تولى المهمة في وسط الموسم، لم يكن الوقت كافيًا لإتقان كل شيء وفرض السيطرة كما يحبذ.
لسنا بحاجة لتذكيرك أن الميركاتو يمتلئ بالعديد من الأخبار والشائعات، وطالما لم تترجَم الأخبار إلى تعاقدات رسمية، فإن الأمر سيبنى على التكهنات. شبكة “سكاي سبورتس” وهي مصدر قوي، منحتنا أول تكهن يمكننا من قراءة خطط “توماس توخيل” للموسم المقبل، عندما أوضحت أن تشيلسي نافس باريس سان جيرمان على “أشرف حكيمي”، وهو مؤشر قوي لاستمرار طريقة 3-4-3.
لكن في الأخير، فاز نادي العاصمة الفرنسية بالصفقة، وانصرف تشيلسي للتركيز على الأولويات، والأولوية هنا هي تحسين جودة إنهاء الهجمات. منذ قدوم “توخيل”، حافظ البلوز على نظافة شباكهم في (11) مباراة بالبريميرليج، حيث تلقوا (13) هدفًا فقط(أقل من البطل مانشستر سيتي بستة أهداف)ـ وهنا، كان الدفاع جيدًا مقارنة بالهجوم، إذ كان تشليسي أكثر فريق يحرز أهدافًا أقل من المتوقع.
حقق بطل دوري أبطال أوروبا 2021 على مؤشر إحصائية الأهداف المتوقعة(إحصائية لقياس جودة الفرص) رقم (29.3)، لكنه أحرز على أرض الواقع (20) هدفًا، هذا الفارق بين الرقمين هو أكبر رقم بين أندية البريميرليج في نفس الفترة الزمنية، وهو ما يشير لمشكلة واضحة في ترجمة الفرص إلى أهداف.
كان الألماني “تيمو فيرنر” صاحب نصيب الأسد في صنع هذه الفجوة، حيث أحرز (6) أهداف من (11.45) على مؤشر الأهداف المتوقعة(xG)، يليه “كريستيان بوليسيتش” بإحراز (4) أهداف من (6.14)، ثم “هافيرتز” بإحراز (4) أهداف من (5.54).
وفقًا لهذه الأرقام، لم يكن مستغربًا أبدًا أن يرتبط اسم تشيلسي بالثنائي “ليفاندوفسكي” و”هالاند”، خاصة الأخير الذي أحرز في البوندسليجا بموسم 20/21 (25) هدفًا من (20.5) على احصائية الأهداف المتوقعة، وبالنظر لما يقدمه الموهوب النرويجي – دون اللجوء للأرقام – فإنه سينقل تشيلسي نقلة نوعية على مستوى الإنهاء(finishing)، وقد تكون هذه هي القطعة الناقصة للأزرق اللندني لغزو العالم.