تبدأ المنافسات، يظهر المنتخب المصري بوجه شاحب أمام المرشح الأبرز للتتويج بالذهب الأوليمبي، يميل للدفاع دون أن يرسم في خطته ماذا بعد قطع الكرة، ولكنها المباراة الأولى وأمام الخصم الأقوى فلا بأس أن تفعل ذلك طالما ستخرج بنقطة، ذلك بالطبع نظريًا على الأقل.
بعد المباراة يخرج شوقي غريب بتصريح أن الوجه الحقيقي للمنتخب المصري سيظهر أمام الأرجنتين، وهو ما عكس ثقة كبيرة للمدرب المصري في لاعبيه، وكأنه سيتفق معهم على خطة جديدة وأسلوب غير الذي بدأ به أمام إسبانيا، ولكن يا للمفاجأة، لم يتغير شيئًا سوى النتيجة التي أصبحت خسارة بدلًا من تعادل!
وبمجرد الخسارة من الأرجنتين بدأ الحديث عن السيناريو المصري المعتاد دائمًا، ماذا حول فرصة الصعود واحتمالاته وحسبة برما التي لا تنتهي أبدًا، ولكن في هذه المرة تحديدًا نحتاج لأن نسأل سؤالًا سيأخذنا إلى صلب ما جئنا لنتحدث حوله من الأساس، هل التأهل هو الهدف الرئيسي من تلك المسابقة أصلًا؟
في البداية اسمح لي أن أفاجئك وأخبرك أن منتخبات الفئات السنية معيار تقييمها ليس النتائج أصلًا، وأن يوهان كرويف مثلًا كان يرى أنه حتى فريق تحت 21 سنة اللاعبون ليسوا مطالبين بتحقيق الفوز والتتويجات، ولكن مهتهم فقط أن يتعلموا كيف يلعبوا كرة قدم بشكل صحيح، فقط عليهم أن يتطوروا ويتقنوا القدر الأكبر من المهارات.
تبدأ المنافسات، يظهر المنتخب المصري بوجه شاحب أمام المرشح الأبرز للتتويج بالذهب الأوليمبي، يميل للدفاع دون أن يرسم في خطته ماذا بعد قطع الكرة، ولكنها المباراة الأولى وأمام الخصم الأقوى فلا بأس أن تفعل ذلك طالما ستخرج بنقطة، ذلك بالطبع نظريًا على الأقل.
بعد المباراة يخرج شوقي غريب بتصريح أن الوجه الحقيقي للمنتخب المصري سيظهر أمام الأرجنتين، وهو ما عكس ثقة كبيرة للمدرب المصري في لاعبيه، وكأنه سيتفق معهم على خطة جديدة وأسلوب غير الذي بدأ به أمام إسبانيا، ولكن يا للمفاجأة، لم يتغير شيئًا سوى النتيجة التي أصبحت خسارة بدلًا من تعادل!
وبمجرد الخسارة من الأرجنتين بدأ الحديث عن السيناريو المصري المعتاد دائمًا، ماذا حول فرصة الصعود واحتمالاته وحسبة برما التي لا تنتهي أبدًا، ولكن في هذه المرة تحديدًا نحتاج لأن نسأل سؤالًا سيأخذنا إلى صلب ما جئنا لنتحدث حوله من الأساس، هل التأهل هو الهدف الرئيسي من تلك المسابقة أصلًا؟
الكنز في الرحلة
في البداية اسمح لي أن أفاجئك وأخبرك أن منتخبات الفئات السنية معيار تقييمها ليس النتائج أصلًا، وأن يوهان كرويف مثلًا كان يرى أنه حتى فريق تحت 21 سنة اللاعبون ليسوا مطالبين بتحقيق الفوز والتتويجات، ولكن مهتهم فقط أن يتعلموا كيف يلعبوا كرة قدم بشكل صحيح، فقط عليهم أن يتطوروا ويتقنوا القدر الأكبر من المهارات.
هذا يجب أن يحدث وهو الشيء الأهم حتى لو احتلوا المركز الأخير، واسمح لي أن افاجئك بمعلومة أخرى وهي إن أغلب الدول تقوم باشتراط شيء على المنتخب الأوليمبي ومنتخب الشباب والفئات السنية المختلفة، وهو أن يلعبوا بنفس طريقة لعب المنتخب الأول بحيث يكونالشباب طالعين معتادين على اللعب بنفس الفلسفة والخطة والأسلوب، وأيضًا يستطيعوا تكوين فريق متجانس قادر على اللعب وفق خطة ومنظومة، وليس مجرد حفنة من المواهب.. لماذا؟ لأن دا الهدف هو الهدف من وجود منتخبات الفئات السنية من الأساس.
بالنظر إلى الأسماء الموجودة بجميع المنتخبات المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الحالية في طوكيو أو أي من الدورات السابقة التي تتذكرها، لن تجد أي دولة قامت باستدعاء أفضل 3 لاعبين لديها من فوق السن لهذا السبب، وهو أن الأولمبياد ما هي إلا فرصة لتجربة الجيل الصاعد دا وزيادة خبراتهم واحتكاكهم، هذا الهدف والغرض الوحيد، والدليل على ذلك إن البرازيل بكل ما فيها من مواهب كروية تاريخيًا لم تحصل على أول ذهبية في تاريخها في كرة القدم إلا في 2016، ومن المؤكد لو كان الأمر بهذه الأهمية لفعلوا به ما فعلوه مع كأس العالم.
هل يعلم الكابتن شوقي ما يفعل؟
فبناء على النقطة السابقة، الشكل الذي يقدمه المنتخب المصري الأوليمبي بقيادة الكابتن شوقي غريب غير منطقي، لأنك لا تحتاج لكل هذا القدر من التحفظ والخوف والرعب أمام منتخبات أتت إلى هنا على سبيل التجربة من الأساس، حتى المنتخبات الكبرى اسمًا ليست مرعبة بالدرجة التي تبدو عليها منتخباتها الأولى، أنت لا تلاقي مجرد اسم البلد فقط حتى تخشى بهذا القدر.
بالنظر إلى النتائج الأخرى لتلك المنتخبات التي لا تمتلك شوقي غريب على دكة بدلائها تجد أستراليا على سبيل المثال تفوز على الأرجنتين والسعودية تقف ندًا أمام ألمانيا وجنوب أفريقيا تحرز 3 أهداف في فرنسا ولكن لسوء الحظ تخسر في آخر دقيقة، وكوت ديفوار تتعادل مع البرازيل، وهذا هو العادي والمطلوب أساسًا من تلك المسابقة.
ما هو ليس عاديًا هو أن تأخذ الموضوع بتلك النظرة السطحية التي لا تجعلك قادرًا على خوض تجربة الاحتكاك والخبرات وتحقيق أقصى استقادة ممكنة منها كما تفعل كل المنتخبات والبلدان، وبناء عليه تقرر البحث عن النتائج بأكثر طريقة تقليدية في الكون، لتجد نفسك فشلت في تحقيق ما تريد كليًا نظرًا لكونك متوقف عن مواكبة التطور الحاصل في اللعبة من أكثر من 15 سنة، بل أنك لا تعلم عنه شيئًا من الأساس!
ماذا عن الاختيارات؟
إذا تجاوزنا مرحلة الهدف نفسه، سنصل إلى نقطة الاختيارات التي تعتمد عليها لتحقيقه، في البداية حين سُمح لك باستدعاء 3 لاعبين فوق السن قررت جلب حارس مرمى وقلبي دفاع في ميول واضحة للغاية نحو إغلاق الخط الخلفي ثم التفكير فيما بعد، ولكن اتضح لنا أنه لا يوجد ما هو بعد أصلًا.
يُسأل شوقي غريب عن الأسماء المحترفة من الشباب المتألقين في دوريات أوروبا وأمريكا فيجيب بأنه يمتلك من هم أفضل، ويسمي طاهر محمد طاهر تحديدًا كأحد أبرز المواهب على مستوى العالم، ويرفض أن يكون وجود عمر مرموش في ألمانيا شيئًا كافيًا لضمه، ويرفض كل ما يتعلق بالتجربة والمحاولة لأنه لا يعلم عنهما شيئًا، رغم أن منصبه يتمحور حول ذلك وذلك فقط.
يرفع الكابتن شوقي راية الوطنية ويراهن على الدوري المصري ويرفض اعتبار الاحتراف طريقًا للانضمام إلى المنتخب، ولكنه نسي أن يبحث جيدًا داخل الدوري المصري نفسه، عن مصطفى فتحي مثلًا الذي لا يزال في نفس عمر رمضان صبحي ويقدم موسمًا استثنائيًا، ويقرر وضع طاهر على اليمين لعله يأتي بجديد، وكذلك تدور الدائرة.
في النهاية، كل المؤشرات تقول إن شوقي غريب لا يعلم لماذا أتى إلى هنا، رغم خبراته الكبيرة كمدير فني لمنتخبات الشباب، إلا أن تلك الرحلة الطويلة لم توضح له الهدف من وظيفته على ما يبدو، وبغض النظر عمّا ستؤول إليه الأمور في نهاية رحلة طوكيو، فإن النتيجة لن تكون مرجعنا لما حدث لأننا رأيناه جيدًا، ولأن المشكلة كانت أكبر بكثير من مجرد النتيجة