في عام 2002 كان الأهلي على موعد مع تحقيق ما لم يُحققه من قبل على مستوى القارة السمراء، بعدما فاز بلقب كأس السوبر الإفريقي. لقب جاء على حساب فريق كايزر تشيفز الجنوب إفريقي.

مواجهة الأهلي لكايزر تشيفز في السوبر الإفريقي كانت الوحيدة التي جمعت بين الفريقين، لكنها ستتكرر مجدداً في نهائي دوري أبطال إفريقيا 2021، حيث يبحث الأهلي عن تحقيق اللقب العاشر بالبطولة والحفاظ على لقبها الذي حققه العام الماضي على حساب الزمالك، أما الفريق الجنوب إفريقي فيستهدف الفوز بلقبه الأول للمسابقة.

وحتى نعرف نتيجة اللقاء المقبل، دعونا نتذكر ما حدث في المواجهة الوحيدة التي التقى بها الفريقين.

بعد الفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا عام 1987، غاب الأهلي عن منصات التتويج بالمسابقة حتى عام 2001، بعدما فاز باللقب على حساب صندوانز الجنوب إفريقي. أما كايزر تشيفز ففاز بلقب كأس الكؤوس الإفريقية على حساب إنتر كلوب لواندا الأنجولي.

ليلعب الفريقان مباراة كأس السوبر الإفريقي، والتي فاز الأهلي بها بنتيجة 4-1.

كايزر تشيفز لم يكن قد لعب كأس السوبر من قبل، أما الأهلي فخاض مباراة سوبر إفريقي وحيدة، كانت ضد الزمالك عام 1994، وخسرها بهدف أيمن منصور.

لذلك استعد الأهلي بقوة لهذا اللقاء.

يتذكر أحمد أبو مسلم ظهير الأهلي السابق أجواء ما قبل المباراة، وقال لـsport360plus: “لم تكن مباراة سهلة. كايزر تشيفز فريق جماعي لكن ليس لديهم نجم أوحد. يلعبون بشكل سريع وقوي”.

“الأهلي كان لديه عدة لاعبين صغار، ولعبنا على ستاد القاهرة بوجود 100 ألف متفرج، لكن لأننا كنا عائدين من كأس العالم للشباب لم يكن لدينا رهبة”.

أما هادي خشبة قائد الأهلي السابق فقال لـsport360plus عن المباراة: “اللقاء كان بعد عودة الأهلي للمشاركة في المنافسات القارية لذا كنا نريد الفوز باللقب بعد تحقيق دوري أبطال إفريقيا”.

رغم أهمية المباراة إلا أن الأهلي لم يخض أحد تدريباته قبلها والسبب مانويل جوزيه.

ويكشف أبو مسلم: “كانت لدينا نشوة الفوز على صنداونز، لكن جوزيه كان صارماً في معسكر اللقاء لدرجة أنه قام بإلغاء المران في أحد الأيام”.

“كنا نتدرب بشكل عادي، وشعر جوزيه أننا لا نتدرب بنفس قوتنا المعهودة، فقرر إلغاء المران”.

“في اليوم التالي عقد مع اللاعبين اجتماعاً وقال لنا أن المباراة ليست سهلة. جوزيه كان رائعاً في التعامل النفسي مع اللاعبين”.

ولأنه القائد، كان لهادي خشبة دورا هاما قبل اللقاء: “عقدت جلسة مع عناصر الفريق وطلبت منهم الحفاظ على أسلوب الفريق والتحلي بالهدوء حتى إذا سجل كايزر تشيفز في مرمانا”.

لوائح البطولة وقتها كانت تنص على أن تكون أرقام قمصان اللاعبين من 1 وحتى 18، مما يعني أن على اللاعبين تغيير أرقام قمصانهم إذا كانت بالرقم 19 أو ما فوق، ومن بين هؤلاء كان خشبة الذي يلعب بالرقم 20.

يوضح خشبة كواليس تغيير رقمه: “مراقب المباراة قال لنا خلال الاجتماع الفني للمباراة أن أرقام اللاعبين ستتغير”.

“كل لاعب يفتخر برقمه، لذلك اخترت رقم 2 لأنه كان قريبا من 20”.

ولم يكن خشبة الوحيد الذي ارتدى رقماً مختلفاً، وائل جمعة مدافع الفريق لعب برقم 3 بدلاً من 26 ورضا شحاتة لعب برقم 11 بدلاً من 24، وعادل مصطفى برقم 17 بدلاً من علاء إبراهيم.

وخلال المباراة دفع جوزيه بجيلبرتو أمام أحمد أبو المسلم، رغم أن الثنائي كان يلعب في الجبهة اليسرى، فكيف لعب الأهلي بوجودهما؟

يُجيب أبو مسلم “جيلبرتو كان يلعب كجناح وأنا ألعب خلفه كظهير”.

ويشرح “لم يكن مميزاً في الجانب الدفاعي وكنت أدافع خلفه، لكنه يجعلك تلعب بحرية في الملعب ويساعدك على التألق”.

مع بداية المباراة تقدم الأهلي بهدف لخالد بيبو، ثم تعادل سيريل نزاما، لكن حسام غالي سجل الهدف الثاني، ومع الوصول للدقيقة 65 سجل الأهلي الهدف الثالث عن طريق عصام الحضري حارس مرمى الفريق.

الحضري سدد مخالفة اُحتسبت في وسط ملعب الأهلي وقبل خط المنتصف، لتصطدم بالقائم الأيسر ثم بحارس كايزر تشيفز براين بالويي وتدخل للمرمى.

وعن الهدف يقول خشبة: “كنت سألعب الكرة لكن الحضري طلب مني أن يلعبها فتركتها له. كان قادما للعب الكرة بحماس وكأنه يشعر بأنه سيسجل”.

وأضاف أبو مسلم: “الحضري سدد سريعاً ومن حسن حظه أن الكرة لم تدخل للمرمى مباشرة لأنها لم تكن لتحتسب لأن المخالفة كانت ركلة حرة غير مباشرة”.

“الحضري كان يستحق هذه الفرحة. لم نصدق ما حدث. هذا الهدف كان سبباً في أن نفوز بالمباراة”.

بعد هدف الحضري، سجل سيد عبد الحفيظ –مدير الكرة الحالي بالأهلي- الهدف الرابع ليختتم أهداف فريقه ويحقق الأهلي اللقب.

من ضمن أحد أسباب الفوز باللقب كانت مواجهة صندوانز في نهائي دوري أبطال إفريقيا بحسب ما قاله أبو مسلم: “اللعب ضد صنداونز سهّل من مواجهة كايزر تشيفز نوعاً ما لأن أسلوب اللعب متقارب، ويعتمدون على السرعة والتمريرات القصيرة”.

وهو ما اتفق معه هادي خشبة “اعتمادهم على التمريرات السريعة أسهم في تعاملنا بنجاح خلال المباراة”.

ورغم أن الأهلي حقق لقب لم يتحقق من قبل إلا أن الاحتفال بالبطولة لم يكن صاخباً.

يكشف هادي خشبة “لم نحصل على مكافآت استثنائية، فقط حصلنا على ما تنص عليه اللائحة، ولم يكن مبلغا كبيراً”.

أما أبو مسلم فقال: “عقب اللقاء التقينا بصالح سليم، وكانت المرة الثانية التي أراه فيها. الأولى كانت بعد الفوز على صندوانز”.

حسم اللقب الأول ضد كايزر تشيفز فتح الباب للأهلي لتحقيق 6 بطولات أخرى لكأس السوبر الإفريقي ليكون المارد الأحمر أكثر من حقق المسابقة في القارة بـ7 بطولات.