غالبًا ما تسع الحكايات المألوفة جماهيريًا بطلًا واحدًا، توجه الأضواء نحوه هو فقط، وبناء عليه يتم التغاضي عن البقية، كونهم يعيشون دائمًا في الظل، ولا تصلهم الأضواء حتى في الوقت الذي يقفون فيه تحتها، نظرًا لأنهم لا يصلحوا لمنصب البطل الأوحد الذي يجذب الأنظار والعدسات.
في كوبا أمريكا، كان الحديث كله حول إنصاف كرة القدم لليونيل ميسي بعد سنوات من العناد بقميص المنتخب، ولكن الإنصاف طال رباعي من زملائه امتلك كل منهم ما يجعله مستحقًا للأضواء من جهة، وما يجعله في حاجة للفوز بهذه البطولة أكثر من أي وقت مضى من جهة أخرى.
هو غني عن التعريف، مسجل هدف النهائي، ومسجل هدف نهائي أولمبياد بكين 2008 حيث آخر وقوف أرجنتيني على منصات التتويج، ولاختصار المسافات، دعنا نسأل ما هو آخر موعد كبير شارك فيه أنخيل دي ماريا وخذلك في نهاية المطاف؟ على الأرجح لن تتذكر لأنه لا يوجد.
مسيرة دي ماريا عجيبة للغاية، فهو أكثر لاعبي العالم تهميشًا مقارنة بما يستحقه ربما، وفي نفس الوقت، هناك عدد لا بأس به من الجماهير يمنحه قدره ولكن لليلة واحدة فقط، هو من تلك الفئة التي تتذكرها في يوم أو يومين وتؤكد بكل ما أوتيت من قوة أنه مظلوم ويستحق أكثر، ولكنك تنساه صباح اليوم التالي دون أي أزمة.
غالبًا ما تسع الحكايات المألوفة جماهيريًا بطلًا واحدًا، توجه الأضواء نحوه هو فقط، وبناء عليه يتم التغاضي عن البقية، كونهم يعيشون دائمًا في الظل، ولا تصلهم الأضواء حتى في الوقت الذي يقفون فيه تحتها، نظرًا لأنهم لا يصلحوا لمنصب البطل الأوحد الذي يجذب الأنظار والعدسات.
في كوبا أمريكا، كان الحديث كله حول إنصاف كرة القدم لليونيل ميسي بعد سنوات من العناد بقميص المنتخب، ولكن الإنصاف طال رباعي من زملائه امتلك كل منهم ما يجعله مستحقًا للأضواء من جهة، وما يجعله في حاجة للفوز بهذه البطولة أكثر من أي وقت مضى من جهة أخرى.
أنخيل دي ماريا
هو غني عن التعريف، مسجل هدف النهائي، ومسجل هدف نهائي أولمبياد بكين 2008 حيث آخر وقوف أرجنتيني على منصات التتويج، ولاختصار المسافات، دعنا نسأل ما هو آخر موعد كبير شارك فيه أنخيل دي ماريا وخذلك في نهاية المطاف؟ على الأرجح لن تتذكر لأنه لا يوجد.

مسيرة دي ماريا عجيبة للغاية، فهو أكثر لاعبي العالم تهميشًا مقارنة بما يستحقه ربما، وفي نفس الوقت، هناك عدد لا بأس به من الجماهير يمنحه قدره ولكن لليلة واحدة فقط، هو من تلك الفئة التي تتذكرها في يوم أو يومين وتؤكد بكل ما أوتيت من قوة أنه مظلوم ويستحق أكثر، ولكنك تنساه صباح اليوم التالي دون أي أزمة.
أنخيل كان أهم لاعبي ريال مدريد على الإطلاق في موسم 2014، في نصفه الثاني بالتحديد، وكان القطعة الأهم لأنشيلوتي قبل أن يرحل بنهاية الموسم لأن فلورنتينو بيريز أراد تهميشه، وحين اعترض أراد استثمار أمواله، فرحل إلى مانشستر يونايتد في حقبة لم ينجح فيها لاعب مع الشياطين الحمر تقريبًا إلا في حالات نادرة، ومن هناك إلى باريس سان جيرمان بعد أن احترق مرتين.
بالنظر إلى أرقام ومسيرة دي ماريا في باريس تجده الأكثر صناعة للأهداف في الدوريات الخمس الكبرى منذ أن انتقل إلى نادي العاصمة الفرنسية، حاضر دائمًا في المواعيد الكبرى، ورغم ذلك، هناك 100 لاعب يوضعون في خانة أعلى منه حين يأتي وقت التصنيف.
“لا أجد تفسيراً لغيابي، لأنني أعمل بشكلٍ جيد مع باريس سان جيرمان. لم يتم استدعائي، لأنهم لا يريدونني، عمري 32 عامًا، وإذا كان السن هو المعيار فعليك استبعاد ميسي وأوتاميندي وكل من تخطوا الثلاثين أيضًا” بهذه الكلمات عبّر دي ماريا قبل أشهر قليلة عن غضبه من إبعاده عن المنتخب، مؤكدًا أنه مستعد أن يتحمّل سباب 60 مليون مواطن في حالة الخسارة مقابل فقط ارتداء قميص منتخب بلاده.
مرّت شهور، وحضر دي ماريا في نهائي كوبا أمريكا، ليقود منتخب بلاده نحو اللقب، ويذكر الجميع بنهائيات السنوات الماضية التي أبعدته فيها الإصابات، تمر بخاطرهم فقط فكرة ماذا لو كان موجودًا كونه صاحب البصمة الدائمة في المواعيد الكبرى؟ وآخذّا حظه من هدايا القدر التي لا تخطئ أصحابها مهما تأخرت.
رودريجو دي باول
لاعب في أودينيزي يتألق مع منتخب الأرجنتين، هي تركيبة صالحة للحديث عن أحد اللاعبين الصاعدين الذين يشقون طريقهم مع كرة القدم من خلال بطولة دولية، ولكن المفاجأة أن دي باول يبلغ من العمر 27 عامًا، هو ليس لاعبًا صاعدًا بمعنى الكلمة، لقد حاول الصعود كثيرًا من قبل ولكنه نجح للتو فقط.

رودريجو يمكنه اللعب في جميع المراكز الهجومية، لديه القدرة على لعب أفضل مباراة في أي موقف. في السنوات الأخيرة، تلقى دي باول دائمًا عروضًا من ميلان وإنتر ويوفنتوس، ولكن خروج قائد أودينيزي من فريقه يتوقف في كل مرة لأسباب غير مفهومة، تمامًا كما كانت مسيرته قبل ذلك.
كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في الأرجنتين والدول المجاورة، هكذا تعيش أمريكا اللاتينية على وقع الكرة، وبدوره، دفع الفقر والظروف الاقتصادية السيئة الناس في هذه المنطقة إلى محاولة إنقاذ أنفسهم من الفقر من خلال لعب كرة القدم والشهرة.
قضى رودريجو دي باول طفولته مثل جميع أصدقائه، في الشوارع حول كرة صغيرة. في سن الثالثة كان مهووسًا بالكرة، كان ذلك عندما لعب في البداية كحارس مرمى، لم يعجبه هذا الموقف وذهب إلى الأمام للعب كمهاجم وبدأت القصة في المضي قدمًا من هذه اللحظة.
قال مدرب ريسينج كلوب سابقًا والذي درب رودريجو في أكاديمية الشباب: “رأينا تلك الموهبة الفذة في فريق الأطفال، كان عمره تسع سنوات. لقد كان جوهرة فئته السنية، وكنا نضحك لأنه كان يغضب من زملائه لأنهم لم ينزلوا لمساعدته على استعادة الكرة. انظروا إليه لقد كان ذلك منذ صغره”.
شخصية دي باول يبدو أنها كما هي منذ أن كان طفلًا، ولكن الحظ عانده حين خطا خطواته الأولى في أوروبا، بعد رحلة مع راسينج انتقل إلى فالنسيا في عام 2014، طرد في أول مباراة ثم مشاركات قليلة بلا بصمات واضحة قبل أن يعود على سبيل الإعارة من جديد إلى فريقه الأصلي، ومنه إلى أودينيزي لتبدأ الرحلة الأجمل في الدوري الإيطالي، دون أن تتاح له الفرصة نحو الخطوة المنتظرة للأمام، وربما كان له في كوبا أمريكا خير تعويض بأن أصبح بطلًا للأرجنتينيين.
إيمليانو مارتينيز
منذ نحو عام، انفجر حارس مرمى آرسنال في ذلك الوقت إيمليانو مارتينيز في البكاء في مكالمة عائلية بعد الفوز بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي على حساب تشيلسي، الأمر الذي خطف الأنظار من الجميع كون ردة فعله كانت توحي بأن تلك المشاعر أكبر من مجرد فرحة باللقب.

وقتها قال إيميليانو مارتينيز لمراسل بي بي سي بأنه أخيرًا حقق النجاح مع آرسنال بعد سنوات من المعاناة، قبل أن يفشل في التغلب على دموعه، في تلك اللحظة تذكر ما مر به خلال حياته، مر أمامه شريط الحياة سريعًا، وبعد ذلك فتح قلبه للعالم ليوضح ما مر أمامه بالتحديد.
إيميليانو مارتينيز تحدث عن فقر عائلته وصعوبة المعيشة، وفي ذلك السياق قال: “عشت ظروفًا صعبة في حياتي الشخصية، رأيت أخي وأمي يبكيان عندما قررت مغادرة الأرجنتين والذهاب إلى إنجلترا، أخبروني ألا أذهب، لكن كان عليّ فعل ذلك لأنني كنت قد رأيت والدي يبكي في وقت متأخر من الليل لأنه لم يكن يستطع دفع الفواتير”.
رحلته مع كرة القدم لم تكن أفضل حالًا من رحلته في الحياة، حيث لعب مارتينيز معارًا لـ6 أندية على مدار 8 سنوات، قبل أن يعود لحراسة عرين الفريق اللندني، لم يشهد رحلة ناجحة قبل أن يثبّت أقدامه مع آرسنال ومنه إلى أستون فيلا، ثم حراسة عرين المنتخب الأرجنتيني، ثم التألق في كوبا أمريكا كأحد أهم مفاتيح الفوز باللقب.
مارتينيز ارتمى في أحضان ميسي الذي اهتم بإبراز تألق الحارس المكافح، قرر ليو نفسه منح مارتينيز ما يستحقه، قبل أن يمنحهما القدر رفقة البقية أجمل لحظة، وما كان منتظرًا، المهم ألا يعودوا بعد ذلك إلى الظل بسبب تفضيل غالبية الجماهير لقصص البطل الأوحد.