كان ذلك في مباراة ربع النهائي بيورو 2020 بين إنجلترا وأوكرانيا، تحديدًا عقب إحراز الإنجليز الهدف الثالث، حين قفزت دكة البدلاء للاحتفال، وكان “ساوثجيت” بدوره يقوم بنفس الفعل، ليلتفت وراءه ويجد أحد أعضاء الجهاز الفني، لا تظهر عليه علامات الفرح، يخبره بضرورة استبدال اللاعبين الذي تلقوا بطاقات صفراء.
ذلك الرجل العابس يدعى “ستيف هولاند”، وهو مساعد “جاريث ساوثجيت” أو بالأحرى ساعده الأيمن، وهذه اللقطة كانت غيض من فيض، لأن المساعد الماثل أمامنا يوصف من قبل المدرب الرئيسي بالأسطورة، بل إنه يراه المدرب الإنجليزي الأكثر خبرة داخل البلاد. وفي الحقيقة، تاريخ “هولاند” وحاضره يجعلانه جديرًا بالمدح، وجديرًا أيضًا بأن تعرف الجماهير دوره وراء الكواليس، لأنه – باختصار – العقل المدبر وراء نجاحات إنجلترا مع ساوثجيت.
كعادة عدد لا بأس به من المؤثرين حاليًا في مجال كرة القدم، انتهت مسيرة “ستيف هولاند” كممارس للعبة قبل أن تبدأ، حيث تدرج بأكاديمية “ديربي كاونتي” إلى أن قرر النادي الاستغناء عنه في سن مبكرة، بعد تعرضه لإصابة قوية.
حاول “ستيف” الاستمرار في الملاعب مع بعض الأندية المغمورة لكن دون جدوى، ليقرر في سن الحادية والعشرين(عام 1992) اقتحام عالم التدريب عبر بوابة نادي “كرو ألكساندرا” القابع حاليًا بدوري الدرجة الثالثة بإنجلترا. يمكن القول أنها كانت فترة تعليم هادئة وطويلة، لم يتعرض فيها “هولاند” لضغوط، من مدرب لفريق تحت 9 سنوات، صعودًا للفريق الأول، حتى ارتقى في عام 2007 لإدارة الأكاديمية.
كان ذلك في مباراة ربع النهائي بيورو 2020 بين إنجلترا وأوكرانيا، تحديدًا عقب إحراز الإنجليز الهدف الثالث، حين قفزت دكة البدلاء للاحتفال، وكان “ساوثجيت” بدوره يقوم بنفس الفعل، ليلتفت وراءه ويجد أحد أعضاء الجهاز الفني، لا تظهر عليه علامات الفرح، يخبره بضرورة استبدال اللاعبين الذي تلقوا بطاقات صفراء.
ذلك الرجل العابس يدعى “ستيف هولاند”، وهو مساعد “جاريث ساوثجيت” أو بالأحرى ساعده الأيمن، وهذه اللقطة كانت غيض من فيض، لأن المساعد الماثل أمامنا يوصف من قبل المدرب الرئيسي بالأسطورة، بل إنه يراه المدرب الإنجليزي الأكثر خبرة داخل البلاد. وفي الحقيقة، تاريخ “هولاند” وحاضره يجعلانه جديرًا بالمدح، وجديرًا أيضًا بأن تعرف الجماهير دوره وراء الكواليس، لأنه – باختصار – العقل المدبر وراء نجاحات إنجلترا مع ساوثجيت.
من هو “هولاند”؟
كعادة عدد لا بأس به من المؤثرين حاليًا في مجال كرة القدم، انتهت مسيرة “ستيف هولاند” كممارس للعبة قبل أن تبدأ، حيث تدرج بأكاديمية “ديربي كاونتي” إلى أن قرر النادي الاستغناء عنه في سن مبكرة، بعد تعرضه لإصابة قوية.
حاول “ستيف” الاستمرار في الملاعب مع بعض الأندية المغمورة لكن دون جدوى، ليقرر في سن الحادية والعشرين(عام 1992) اقتحام عالم التدريب عبر بوابة نادي “كرو ألكساندرا” القابع حاليًا بدوري الدرجة الثالثة بإنجلترا. يمكن القول أنها كانت فترة تعليم هادئة وطويلة، لم يتعرض فيها “هولاند” لضغوط، من مدرب لفريق تحت 9 سنوات، صعودًا للفريق الأول، حتى ارتقى في عام 2007 لإدارة الأكاديمية.
لكنه لم يستمر في ذلك المنصب الإداري سوى لعام ونصف، قبل أن يرحل عن “كرو ألكساندرا” في ديسمبر 2008. في أثناء ذلك، حصل “هولاند” على أعلى شهادة تدريبية في إنجلترا والمسماة بـ”UEFA Pro License”، كما حصل على شهادة في “الإدارة التطبيقية” من جامعة “وارويك”، لتنتعش سيرته الذاتية ويبدأ اسمه في الظهور بأندية المستوى الأعلى.
كان تشيلسي سباقًا للحصول على خدمات “ستيف”، حيث تم تعيينه مدربًا للفريق الرديف في عام 2009، ليقوده للفوز ببطولة الدوري لأول مرة منذ 1994. ظل “هولاند” في موقعه حتى حانت اللحظة الفارقة في مسيرته، عندما تم ترقيته للعمل في الفريق الأول في عام 2011، كأحد معاوني المدرب البرتغالي “أندريه فيلاش بواش”، لتبدأ رحلة بناء أحد أهم مدربي إنجلترا في تاريخها.
لماذا “هولاند” مميز؟
“لقد كنت محظوظًا لأنني تمكنت من معايشة أفضل العقول في اللعبة، إنها أفضل طريقة للتعلم. راقب ثم كيّف الأفكار مع طريقتك الشخصية وفلسفتك”..ستيف هولاند لموقع الاتحاد الإنجليزي
عمل “هولاند” بالجهاز الفني للفريق الأول لتشيلسي من عام 2011 حتى 2017، وهو ما مكنه من العمل بجانب أسماء ضخمة، مثل: جوزيه مورينيو، وأنطونيو كونتي، ورافا بينيتيز، وجوس هيدينك بالإضافة إلى دي ماتيو وفيلاش بواش. إن قارنت تلك الخبرة بخبرة “ساوثجيت” الذي لم يدرب على مستوى الأندية سوى “ميدلزبره” وهبط معه إلى الدرجة الثانية، فإنك ستتفهم سبب نظرة “جاريث” لـ”هولاند” على أنه أسطورة، وبالتبعية ستتوقع أي دور كبير يلعبه المدرب المساعد.
يمكننا الإستعانة بما قاله “سيسك فابريجاس” وهو الذي عمل مع مساعد “ساوثجيت” لثلاثة أعوام في تشيلسي – تحت قيادة مورينيو ثم كونتي – إذ يعتقد اللاعب الإسباني أن “هولاند” أحد أفضل المدربين المساعدين على الساحة، و يجب على الجماهير الانتباه لأمثاله عند توزيع الإشادات، عوضًا عن قصرها على المدرب الرئيسي.
“هو رجل إيجابي، هادئ وودود. سوف يستمع إليك ويتحدث كثيرًا ، لكنني أعتقد أن الشيء الذي يجعل اللاعبين يحترمون ستيف حقًا هو أنه ليس من نوع المساعد الذي سيستمع فقط إلى المدرب ويفعل ما يقوله. لديه شخصيته ورأيه الخاص، وهذا أمر مهم حقًا”…فابريجاس واصفًا ستيف هولاند
ما قاله “فابريجاس” أكده تقرير سابق لـ”Sports Mail”، حيث أشيع أن “هولاند” قد جادل “مورينيو” في آخر أيام حقبته الثانية بتشيلسي، حول عدد من النقاط التكتيكية، في حين كان بقية المساعدين مكتفين بالموافقة على آراء السبيشال وان، وقد أكسبه ذلك مكانة خاصة لدى مالك النادي “أبراموفيتش”.
وراء الكواليس
في أثناء وجوده في تشيلسي، بدأت قصة “ستيف” مع منتخب إنجلترا بحلول عام 2013، عندما عُين مساعدًا لـ”ساوثجيت” في منتخب تحت 21 عامًا. كانت الوظيفة بدوام جزئي ولم تتطلب تخليه عن منصبه في تشيلسي، إلى أن تمت إقالة “سام ألاردايس” من تدريب المنتخب الأول لإنجلترا، بشكل مفاجئ في نهاية 2016، ليتولى “ساوثجيت” المهمة ومعه “هولاند”.

كان الثنائي ذكيًا بما يكفي لإدراك أن الوقت لا يسمح بإجراءات ثورية، لا على مستوى العناصر أو الأفكار، فالبيج سام تولى المهمة لمباراة واحدة، قبله كان “روي هودسون”، وبحساب المباراة الرسمية الأولى لـ”ساوثجيت” فإن لاعبي منتخب الأسود الثلاثة قد خاضوا آخر 3 مباريات مع 3 مدربين مختلفين، لذا كان الانتقال من 4-3-3 إلى 4-2-3-1 هو التغيير الأبرز لعبور تصفيات كأس العالم 2018 بأمان.

نجحت المهمة المؤقتة وذهب الثنائي في 2017 إلى روسيا لمتابعة كأس العالم للقارات، وهناك تبادلا الأفكار من أجل تغيير طريقة اللعب، وبالصدفة كان ذلك الموسم الذي انقلب فيه البريميرليج رأسًا على عقب بسبب طريقة 3-4-3 لكونتي مع تشيلسي. وبعد دراسة الخصوم المتواجدين بالبطولة، وبحث أفضل السبل لمواجهتهم، اتُخذ القرار.

كانت المفارقة هي استخدام “كايل والكر” كقلب دفاع ثالث، تمامًا مثل “سيزار أزبلكويتا” في تشيلسي، وهو ما أكد للكثيرين أن نسخ الطريقة بشكل مشابه كان بفعل “ستيف هولاند”.

وبالقفز من مونديال روسيا 2018 إلى يورو 2020، فإن حديث “هولاند” لموقع “The Coaches’ Voice” قد يخبرنا بالتغييرات الحاصلة في إنجلترا مع طريقة 4-2-3-1، حيث تحدث المدرب المساعد عن الهجوم بخمسة لاعبين في المقدمة، إما باستخدام ثنائي الوسط مع ثلاثي الهجوم، أو باستخدام الأظهرة مع انضمام لاعب الارتكاز إلى قلبي الدفاع. كما أكد “ستيف” على أهمية المرونة في ذلك المستوى من التنافسية، وهو بالضبط ما تقدمه إنجلترا الآن.
في الأخير، وصول منتخب الأسود الثلاثة لتلك المرحلة كان بفضل الكثير من العمل والتخطيط، و”ستيف هولاند” هو أحد تروس تلك الماكينة، وبالتأكيد يجب أن ينال ما يستحق من التقدير. وإن كان محظوظًا أكثر من اللازم، فقد نراه في المستقبل يكرر ما فعله “هانزي فليك” المساعد السابق لـ”يواكيم لوف” في المنتخب الألماني بعد خروجه من عباءة المساعد، حينها سنتأكد أن سيناريوهات كرة القدم مكتوبة مسبقًا، وعلينا فقط الاستمتاع بها.