أنت تعرف أن إيطاليا في نهائي اليورو أليس كذلك؟ لقد حكينا نحن وآخرون عن تلك الرحلة وما قام به روبيرتو مانشيني ولم يعد هناك مجال لإعادة ذلك، ولكن عزيزي القارئ، هل تعلم أن هناك شيئًا ينتمي لإيطاليا أيضًا استحق الأضواء بعد مشاهدة يورو 2020؟ ألا وهو الدوري الإيطالي نفسه!
في البداية، هل تعلم أن 36 هدفًا من أصل 131 هدفًا سجلوا في اليورو جاءوا بأقدام لاعبي الدوري الإيطالي متفوقًا على جميع الدوريات الأوروبية الكبرى؟ أن هداف اليورو والأكثر استرجاعًا للكرات فيه يلعبان في إيطاليا أيضًا وهما كريستيانو رونالدو ودي فري؟ دعك من هذا، كم اسمًا سمعت أنهم باتوا مطلوبين بشدة بعد اليورو وتفاجأت في نهاية المطاف أنهم يلعبون في الكالتشيو؟ ألا يعتبر الموضوع ظاهرة تستحق الحديث عنها بعد ذلك؟
الحديث عن تألق لاعبي الكالتشيو لا يدور في فلك يوفنتوس وإنتر وميلان فقط، بل الأندية المتوسطة والصغيرة بدورها أخذت نصيبها من ذلك التألق عبر لاعبيها، وهو ما جعل الأمر أشبه بظاهرة، فمن البديهي أن يتألق أغلب لاعبي الأندية الكبرى بغض النظر عن جنسيتها، ولكن أن تتكرر حالات التألق بين أندية متوسطة وصغيرة لدوري بعينه، ألا يعد ذلك أمرًا جديرًا بالإشادة؟ خاصة وإن كان هو الدوري الأكثر اتهامًا بالعقم في إخراج المواهب والملل وضعف المنافسة بين الدوريات الكبرى تقريبًا!
وبهذه المناسبة، وددنا فقط إلقاء الضوء على بعض هذه المواهب، من هم ليسوا رونالدو ولا لوكاكو، بل تلك الأسماء التي بدأت تملأ الصحف بالعروض المقدمة لها، ومن يمتلكون قصصًا تستحق ذكرها بالفعل، ذلك ليس جديدًا عليهم ولكن رؤية العالم لما يقدمونه هي من صنعت الفارق، وكأن اليورو كان بقعة الضوء التي أضاءتها فقط.
أنت تعرف أن إيطاليا في نهائي اليورو أليس كذلك؟ لقد حكينا نحن وآخرون عن تلك الرحلة وما قام به روبيرتو مانشيني ولم يعد هناك مجال لإعادة ذلك، ولكن عزيزي القارئ، هل تعلم أن هناك شيئًا ينتمي لإيطاليا أيضًا استحق الأضواء بعد مشاهدة يورو 2020؟ ألا وهو الدوري الإيطالي نفسه!
في البداية، هل تعلم أن 36 هدفًا من أصل 131 هدفًا سجلوا في اليورو جاءوا بأقدام لاعبي الدوري الإيطالي متفوقًا على جميع الدوريات الأوروبية الكبرى؟ أن هداف اليورو والأكثر استرجاعًا للكرات فيه يلعبان في إيطاليا أيضًا وهما كريستيانو رونالدو ودي فري؟ دعك من هذا، كم اسمًا سمعت أنهم باتوا مطلوبين بشدة بعد اليورو وتفاجأت في نهاية المطاف أنهم يلعبون في الكالتشيو؟ ألا يعتبر الموضوع ظاهرة تستحق الحديث عنها بعد ذلك؟

الحديث عن تألق لاعبي الكالتشيو لا يدور في فلك يوفنتوس وإنتر وميلان فقط، بل الأندية المتوسطة والصغيرة بدورها أخذت نصيبها من ذلك التألق عبر لاعبيها، وهو ما جعل الأمر أشبه بظاهرة، فمن البديهي أن يتألق أغلب لاعبي الأندية الكبرى بغض النظر عن جنسيتها، ولكن أن تتكرر حالات التألق بين أندية متوسطة وصغيرة لدوري بعينه، ألا يعد ذلك أمرًا جديرًا بالإشادة؟ خاصة وإن كان هو الدوري الأكثر اتهامًا بالعقم في إخراج المواهب والملل وضعف المنافسة بين الدوريات الكبرى تقريبًا!
وبهذه المناسبة، وددنا فقط إلقاء الضوء على بعض هذه المواهب، من هم ليسوا رونالدو ولا لوكاكو، بل تلك الأسماء التي بدأت تملأ الصحف بالعروض المقدمة لها، ومن يمتلكون قصصًا تستحق ذكرها بالفعل، ذلك ليس جديدًا عليهم ولكن رؤية العالم لما يقدمونه هي من صنعت الفارق، وكأن اليورو كان بقعة الضوء التي أضاءتها فقط.
روبن غوسينز
في 2019، واجه مانشستر سيتي أتالانتا في دوري أبطال أوروبا، وبعد نهاية توجه أحد لاعبي فريق مدينة بيرجامو إلى إلكاي جوندوجان تحدث إليه بأنه يريد قميصه وتبادلا الحديث.. قبل أن يسأله جوندوجان عن سر إجادته اللغة الألمانية وأين تعلمها، ذلك الرجل كان روبن غوسينز؛ أحد أفضل لاعبي الألمان في اليورو إن لم يكن أفضلهم، وهذا الحديث تم قبل أقل من عامين!
غوسينز اليوم يبلغ من العمر 26 عامًا، أي أنه وقتها لم يكن صغيرًا بذلك القدر الذي يجعل أحد مواطنيه لا يعرفونه، ولكن قصته مع كرة القدم تشرح لك السبب الثاني حول لماذا لم يكن جوندوجان يعرفه جيدًا، نظرًا لأن السبب الأول بالطبع هو أن اسمه هولنديًا نسبة إلى والده الهولندي، ذلك إلى جانب أنه لا يشاهد الدوري الإيطالي، لأنه من المستحيل أن يشاهد أتالانتا ولا يلتفت إلى ظهيرهم الطائر.
غوسينز امتلك قصة من تلك التي تصلح لإنتاج فيلم سينمائي، كان طفلًا يحلم بأن يكون شرطيًا مثل جده فمنعته إعاقة جسدية من ذلك، حيث يمتلك قدمًا أطول من الأخرى بـ 5 ميلليمترات، بعد ذلك عمل في العديد من المهن لجلب قوت يومه، ما بين راقص في ديسكو القربة وعامل في محطة بنزين، حتى أنه فشل في اختبارات بوروسيا دورتموند ليؤجل حلمه مع كرة القدم، ويصبح مهددًا بفقدانه هو الآخر بعد فقدان حلمه الأول في أن يصبح شرطيًا.
اتجه غوسينز بعد ذلك إلى هولندا، وهناك اكتشفه كشّاف نادي فيتيسه آرنييم الهولندي، وظل يتنقل بين أندية الدوري الإيطالي حتى لقطته عين كشافي أتالانتا وأصبح جزءًا من مشروع النادي الإيطالي، ثم الظهير الأفضل على الإطلاق في البطولة، ثم خطف الأضواء بقميص المنتخب الألماني، ليجاور هناك جوندوجان الذي بات يعرفه جيدًا.
ميكيل دامسجارد
خلال أولى مباريات الدنمارك في يورو 2020 خلع إريكسن قلوب العالم، ولكن على جانب آخر كانت هناك شهادة ميلاد لنجم جديد يسمى ميكيل دامسجارد، الرجل الذي جاء من مصنع لإنتاج المواهب في بلاده يسمى نادي نوردشيلاند، ذلك المصنع الذي أخرج مدرب المنتخب كاسبر هيولماند ومساعده و3 لاعبين من قائمته في اليورو، كان أبرزهم بكل تأكيد هو دامسجارد.
إلى جانب نادي ميتلاند الذي يعد مساهمًا في ثورة التحليل الإحصائي في العالم، يأتي نادي نوردشيلاند، والذي يعتبره رئيسه جان لارسن جامعة كرة القدم في البلاد، ذلك الرجل بدأ كلاعب، وقضى عقدًا ونصف العام كمدير رياضي، والآن في سن الخمسين يشغل منصب رئيس النادي؛ نادي بلدته الصغيرة التي تقع في ضواحي كوبنهاجن.
لارسن لاحق المدير الفني للنادي كاسبر هولماند لمدة 3 سنوات قبل أن يتمكن من إقناعه لتدريب الفريق، ويهتم الفريق بالبحث عن المواهب في كل أنحاء البلاد ومراقبتها والعمل معها، ليس في أنحاء البلاد فقط، بل أيضًا التعاون مع مؤسسة Right to Dream، وهي أكاديمية لها جذورها في غانا والتي اشترت النادي قبل ست سنوات، نحن لم نبتعد عن موضوعنا، بل أردنا سرد كل ذلك لنخبرك أنه من هناك بدأت رحلة جديدة لدامسجارد.
العين الخبيرة في كشافي سامبدوريا لاحقت النادي المدجج بالمواهب لتقطف منه ثمرة دامسجارد الصيف الماضي، وبعد موسم واحد في الدوري الإيطالي و6 مباريات في اليورو، بات الرقم الذي تُفتتح به المفاوضات من أجل صاحب الـ 20 عامًا فقط هو 40 مليون يورو، إعادة تعريف لكلمة استثمار التي باتت تقترن زورًا بأي إنفاق جنوني للأموال في السنوات الأخيرة.
مانويل لوكاتيلي
نشأ لوكاتيلي في عائلة كروية، والده اهتم أن يمارس هو وشقيقه كرة القدم، ولحسن الحظ، كانوا يسكنون مدينة ليكو، التي تقع على بعد 6 دقائق فقط من بيسكات، واحدة من البلدان التي تمتلك أفضل ملاعب الكرة المحلية، من هناك بدأ لوكاتيلي يشق طريقه، وفي طفولته، لمع في عيون باولو روتا، أحد أبرز كشافي كرة القدم في نادي أتالانتا.. متى حدث ذلك؟ حين كان يبلغ من العمر 9 سنوات فقط.
سنوات في أكاديمية أتالانتا قبل أن تلقطه أعين الكشافين في ميلان، رحلة إلى هناك وانطلاقة قوية، ثم تراجع وخروج على سبيل الإعارة إلى ساسولو، إقناع هناك، ثم تعاقد نهائي معه، وبين دي فرانشيسكو ودي زيربي يولد من جديد، ويصبح أحد أبرز لاعبي الفريق والدوري الإيطالي على الإطلاق.
قبل بداية اليورو كان من المنتظر أن نشاهد خط وسط ثلاثي مكوّن من نيكولو باريلا وماركو فيراتي وجورجينيو، ولكن نجم باريس سان جيرمان بدأ البطولة مصابًا، وبناء عليه استعان روبيرتو مانشيني بخدمات لوكاتيلي الذي انفجر في دوري المجموعات، وأصبح من دعامات المنتخب وأحد أهم المطلوبين في الميركاتو الصيفي بدوره هو الآخر.
نيكولو باريلا
لم يكن نيكولو باريلا جزءًا من هذه المجموعة المجهولة قبل اليورو، ولكنه بلا أدنى شك قدّم نفسه للعالم بشكل موسّع أكثر في أمم أوروبا، وكان واحدًا من بين عدة مواهب إيطالية تحولت إلى نجوم بالفعل وليست مجرد مشروع لذلك، إلى جانب فريدريكو كييزا وجورجينيو ودوناروما بكل تأكيد.
باريلا حتى صيف 2019 كان لاعبًا لكالياري، هناك بدأ ممارسة كرة القدم وكان أحد أبناء النادي، ذهب إلى إعارة واحدة في 2016 قبل أن ينفجر مع فريق جزيرة سردينيا ومنه ينتقل إلى إنتر بعد صراع مع روما ويوفنتوس وباريس سان جيرمان، الأهم في تلك اللقطة أنه كان نتاجًا لمدرسة كالياري التي تواصل تقديم المواهب أو إعادة إنتاج من يعتقد البعض انتهاء صلاحيتهم.
في تلك القصص التي وُلد فيها نجوم وأعيد فيها إحياء آخرين يبقى العامل المشترك هو توفّر العين الخبيرة القادرة على التقاط المواهب، الأمر الذي لا يوجد في نادٍ واحد أو اثنين، بل في أغلب أندية الدوري الإيطالي بمختلف درجاته، مشاريع حقيقية وبحث متواصل عن المواهب في شتى بقاع أوروبا والعالم، إضافة إلى مدربين بأفكار ثورية ومحددة وشابة، دون أي مجال للعشوائية في أغلب الحالات.. هنا فقط، يمكنك أن تقوم بلعبة توصيل النقاط ببعضها حتى تكوّن صورة كاملة.